استيقظت فيوليت على شعور بالدفء والأمان لم تختبره منذ زمن طويل لقد كان اول يوم لها في هذا المكان . كان أول ما فعلته هو مد يدها لتلتقط الحجر الفيروزي الذي كان موضوعًا بجانب السرير. أمسكته بقوة، فقد كان الشيء الوحيد الذي يربطها بذكراها عن عائلتها.
فجأة، شعرت باهتزاز خفيف في يدها، وبدأ الحجر يتوهج بنور فيروزي خافت، يملأ الغرفة بضوء غريب وساحر. نظرت إليه بفضول، ثم أخفته بسرعة في جيب فستانها، قبل أن تخرج من الغرفة وتتجه نحو رائحة الطعام الشهي القادمة من المطبخ.
وجدت أليسا تعد الفطور، فقالت بابتسامة دافئة: "صباح الخير يا أمي."
ردت أليسا: "صباح النور يا فيوليت. اليوم يمكننا أن نبدأ في تعلم بعض الأمور عن الأعشاب الطبية."
في تلك اللحظة، فتح الباب ودخل أدونيس. تجاهل وجود فيوليت، وتقدم نحو طاولة الطعام، بينما خيم صمت ثقيل ومحرج على المكان. بدأ أدونيس يتناول طعامه بهدوء، متجاهلاً فيوليت تمامًا وكأنه غير موجود.
شعرت فيوليت بأن الصمت أصبح ثقيلاً لا يُحتمل، فقررت أن تكسر حاجز الجليد. نطقت بصوت هادئ وهي تبتسم بلطف: "صباح الخير يا أدونيس." لم يجبها أدونيس بكلمة واحدة، بل استمر في تناول طعامه دون أن يرفع رأسه، وكأنه لم يسمع تحيتها. تغير تعبير فيوليت، وعادت ملامح الحزن لتظهر على وجهها لأن تحيتها اللطيفة قوبلت بالتجاهل التام. تتكلم أليسا بهدوء " فيوليت يمكننا اليوم ان نتعلم بعض الدروس البسيطه " تجيب فيوليت بهدوء " نعم انا مستعده "
كان أدونيس يراقب فيوليت وأليسا وهما تخرجان إلى الحديقة. على وجهه، لم تظهر أي مشاعر، لكن في داخله، كانت عاصفة من المشاعر.
ما زالت كلمة "أمي" ترن في أذنيه. كان يحمل تلك الكلمة كشيء خاص به وحده، لكن هذه الغريبة التي ظهرت فجأة، نطقته بكل سهولة. قبض على يده بقوة وهو يرى كيف بدأت أمه تعامل فيوليت بحنان. كانت هذه المعامله. تشعره بأن هناك شيء غريب
لكنه تذكر ان والدته لطيفه جدا حتى مع الذين لا تعرفهم
أغمض عينيه للحظة، ثم فتحهما مرة أخرى ليجد أن فيوليت تبتسم لأمه، وكأنها وجدت كل ما كانت تبحث عنه.
درس الطب الأول: عنصر كشف الحقيقة
توجهت فيوليت وأليسا إلى طاولة خشبية كبيرة في ركن من المطبخ، حيث كانت الأعشاب المجففة مرتبة بعناية في جرار زجاجية. "هذا العنصر اشبه باامرهم ليس للشفاء الجسدي فقط،" قالت أليسا بصوت هادئ وهي تشير إلى مجموعة من الزهور البنفسجية النادرة. "إنه يكشف عن الحقائق المخفية، سواء كانت سحرًا دفينًا أو نقوشًا قديمة." تتكلم فيوليت بهدوء وفضول "حقا لكن كيف يمكنه كشف الحقيقه " تتكلم أليسا بهدوء وهي تشرح " هذا العتصر يتم صنعه بشكل عادي مثل المرهم العادي ولكن " ينخفض صوت أليسا " يتم مزج فيه طاقه سواء كانت طاقة الجليد او النار او غيرها هذا هو السر الذي يجعله غير عادي " تتكلم فيوليت بعد ان فهمت السر " اذن السر هو مزج الطاقه "
بدأت أليسا بتعليم فيوليت كيفية طحن الزهور بعناية، وإضافة قطرات من سائل شفاف غريب. كانت فيوليت تركز بشكل كامل على كل حركة، وتتبع تعليمات أليسا بدقة، متحمسة لتعلم هذا الفن الغامض. بعد لحظات، تحول الخليط إلى مرهم سميك بلون القمر، وكان يلمع ببريق خافت.
نظرت أليسا إلى فيوليت بابتسامة فخر، ثم قالت: "الآن، المرهم جاهز. على ماذا تودين أن نختبره أولاً؟"
دون تفكير، مدت فيوليت يدها وأخرجت حجر الظلال الفيروزي من جيب فستانها. وضعت نقطة صغيرة من المرهم على سطحه.فلاحضت ان الحجر بدئ يتوهج قليلا
بيد مرتعشة، قررت فيوليت أن تضع المزيد من المرهم، وتغطّي به سطح الحجر الفيروزي بالكامل. انطلق من الحجر توهج فيروزي ساطع، لم يكن خافتًا هذه المرة، بل كان ضوءًا قويًا كاد يعمي العيون. بدأت النقوش الغريبة، التي لم تكن سوى رموز عشوائية في البداية، تتشكل ببطء وتترابط مع بعضها لتكون ما يشبه الخريطة.
شعرت فيوليت بدوار غريب، وبدأ الضوء المنبعث من الحجر يزداد سطوعًا، يلفها بالكامل بنوره الفيروزي القوي. سقطت فاقدة للوعي، بينما سافر عقلها إلى مكان آخر، إلى حلم عميق.
رأت الأحجار الخمسة: الذهبي، والأرجواني، والفيروزي، والأحمر، والأزرق. كانت تدور ببطء حول كتاب قديم، . وفجأة، سمعت صوتًا عميقًا يهمس في أذنيها: "فيوليت... احمي ما لديكِ واعثري على البقية."
استيقظت فيوليت على الفور، لتجد نفسها ملقاة على الأرض، ورأسها على حضن أليسا التي كانت تمسد على شعرها بقلق.
تكلمت أليسا بقلق بالغ: "فيوليت، هل أنتِ بخير؟ ماذا حدث لكِ؟"
فتحت فيوليت عينيها ببطء، وتحدثت بصوت خافت: "لقد شعرت بدوار بسبب توهج الحجر، لكنني رأيت حلمًا غريبًا."
نظرت أليسا إليها باستغراب، وسألتها بلهفة: "حلم؟ وما هو الحلم الذي رأيته؟"
استعادت فيوليت أنفاسها، ثم بدأت تصف ما رأته: "رأيت خمسة أحجار... ذهبي، وأرجواني، وفيروزي، وأحمر، وأزرق... كلها كانت تدور ببطء حول كتاب قديم. وفي منتصفها، كان حجري يتوهج بقوة أكبر من غيره. سمعت صوتًا يهمس في أذني... كان يقول: "احمي ما لديكِ واعثري على البقية"."
Comments