ARSTOM FUSHIGI
جو ممطر في مدينة في ساعات متأخرة من الليل ، آريس يسير بمفردة في المدينة بدون مظلة .
توقف للحظة و نظر إلى جانبه األعلى األيسر نحو مبنى عالي ، فتح عينيه على ذعر .
كانت ريفن واقفة على حافة مبنى طويل والدموع تتساقط منها و تبدوا خائفة و حزينة للغاية و ايضا ، تود ان ترمي نفسها من أعلى البناية لكن شيء بداخلها يمنعها .
آريس يركض باتجاه المبنى بسرعة خاطفة و يبدوا مضطربا ، لم يفكر حتى ولو للحظة كان الشيء الذي يدور بباله هو ' انقاذ هذه الفتاة '
" اللعنة .... ، لماذا تريد فعل شيء كهذا " فكر آريس بغضب .
في السطح ، اغمضت ريفن عينيها و قفزت ، بالنسبة لها انتهى الامر الى الابد ، السطر الاخير في حياتها .
لكن كان لآريس رأي آخر امسكها يدها ، رفعت ريفن رأسها ، كانت مصدومة لم تتوقع أن يحدث هذا ابدا ، تنظر إلى آريس الذي كان يحاول ان يسحبها.
" هااه ... !! . " ريفن
" سأسحبك انتظري لحظة . "
بدأ يسحبها ببطء ، بصعوبة ... إلى ان وصلت الى السقف و احاطها بذراعيه.
سحبها بقوة ، سقطت بحضنه لم يُعير اي منهما انتباه إلى هذه اللحظة بسبب شدة الموقف .
جسد ريفن بأكمله يرتجف بشدة و بدأت بالبكاء .
" انا آسفة ... أنا فقط ... فقط " .
" اششش .... ، لا داعي بأن تبوحي بمشاعركِ الان ،
عليك أن ترتاحي فقط "
بعد حوالي ربع ساعة ، ريفن تجلس على مقعد عند احد المتاجر بجانب الآلة البيع المشروبات شاردة بأفكارها و لا تبدوا بحابة طبيعية ، بينما آريس عند الآلة يشتري شيء لريفن .
يتجه آريس نحوها و يعطيها كولا ، ارتفعت نظراتها الى وجهه العابس ، اخذت الكولا منه .
" مم ... شكرا لك " .
يجلس بجانبها بهدوء ، استمر الصمت بينهما لحوالي ثلاث دقائق لم يكن يريد آريس ان يسئلها مباشرة بعد ان احضرها و هدئها.
" أذن ... لماذا حاولت الانتحار !!! ؟ " آريس .
تدير وجهها بعيدا و كأنها لا تريد ان تجيبه ، من ناحيتها كانت تخشى من اخبار احد بسبب انتحارها ، رمقها آريس بنظرة جانبية بدون مشاعر بداخله لم يرد ان يُصر عليها .
" شيء واحد اريد تحقيق ، اريد ان أعيش حياتي بدون خوف ، بدون هَم ، أهذا صعب ... " .
شدت على قبضتها و ضربت بها فخذيها بقوة .
" اللعنة " ، نبرتها بها تحسر .
" رغبتكِ يتمناها الكثير ، لكن لا سبيل لتحقيقها الا لمواجهة الأسباب التي تعترض هذه الرغبة ، كلنا نستطيع فعل هذا " .
" سهل تحقيقها شفهيا و في عالم الخيال فقط ، اما في الواقع ليس لدى احد الشجاعة لفعلها خاصتا اذا كانت أمور كبيرة "
وجهة نظر ريفن تختلف عن آريس ترى ان من يريد تحقيق رغبته و كانت الأسباب التي تعترضها قوية فهي فقط في خيال الشخص .
من ناحية آريس فهم ان ريفن ضعيفة الشخصية لا تستطيع فعل شيء كبير كمواجهة العقبات .
" لا اعرف ما مررتِ به لكن هذه ليست الطريقة لِأنهاء الامور ، الانتحار و الاستسلام ، شيء لا يقوم به فقط الضعيف ، كل مشكلة لها حلها و مشكلتك يا ريفن حلها هو انتِ " .
حاول إيصال فكرة لها بأنها ضعيفة و في نبرته شدد على الضعيف دون ضغينه .
كان تعبير ريفن مكسورا ، فهمت قصد آريس بوضوح .
" لو كنت مثلي لقتلت نفسك منذ زمن ، لكنني تحملت كل شيء عسى أن يتغير شيء يوما ما ، لكن لا شيء حصل "
على الرغم من كونه يعطي انطباع غامضا عن ماضيها الا انها حاولت إيصال فكرة له بأنها تحملت اشياء لا يتحملها احد بمثل عمرها .
" حسنا من كلامك أفهم أننا لو تبادلنا ادوارنا لما تحمل احد منا ما مر به الاخر " .
رد لم تتوقع ريفن ، نظرت إليه بأستغراب .
" ماذا تقصد ؟ " .
" كلامي واضح ، انا ايضا لدي ماضي ، ماضٍ مرير .. دعكِ من هذا الان "
لم يرد ان يدخل في تفاصيل ماضيه بدا عليه الانزعاج عندما تذكر شيئاٍ منه .
كان آريس واقفًا، ينظر بهدوء نحو ريفن.
نبرة صوته كانت لطيفة، لكن عينيه تخفيان شيئًا من القلق.
"على أي حال... يجب أن نعود إلى المنزل الآن. هل تريدين أن أوصلك؟"
هزّت ريفن رأسها برفق، وابتسامة صغيرة مرت على شفتيها.
"لا، شكرًا لك. سأذهب بمفردي."
وقفت بصمت، تنظر نحوه. ثم أدارت وجهها قليلًا، كأنها تخفي شيئًا ، خجولة قليلا ، خديها متورد .
"شكرًا لك، آريس... أتمنى أن أتمكن من ردّ الجميل لك يومًا ما."
" على الرُحب . "
رحلت بخطى هادئة. أما هو، فبقي واقفًا للحظة، يتابعها بعينيه ثم بدأ يسير بمفرده.
كان شارد الذهن، ملامحه هادئة لكن عينيه تخفيان تفكيرًا عميقًا.
" ريفن آرماندو... تلك الفتاة الغريبة. أحيانًا تبدو عادية، وأحيانًا يغمرها الحزن وكأنها تحمل حزن العالم على كتفيها ،
لديها مشاكلها، نعم، لكن على الرغم من ضعفها فهي كانت مترددة في الموت، وهذا يعني أنها ما زالت متمسكة بالحياة...
أؤمن بأنها ستتخطى هذه المحنة، وعندها سيكون من حقها أن تعيش بطريقتها، كما تريد هي... لا كما يُفرض عليها. " افكار آريس .
انقطعت أفكاره عند وصوله أمام منزل بسيط، من منازل الطبقة المتوسطة.
فتح الباب ودخل، والهدوء يلف المكان.
خلع حذاءه بهدوء، لكن فجأة—صوت قوي يقطع السكون.
ساق ترتطم بالأرض بقوة... شخص ما كان ينتظره .
دخل آريس المنزل بهدوء، لكنه لم يكن يتوقع أن يجد أحدًا مستيقظًا.
في غرفة المعيشة، كانت لونا ابنه عمه الني كانت بنفس عمره واقفة... وقد شبكت ذراعيها أمام صدرها، ملامحها توحي بانزعاج واضح. ترتدي ملابس نوم خفيفة .
"أين كنت حتى هذه الساعة المتأخرة؟"
تكلمت معه بنبرة جادة و قلقة ...
لم يجبها مباشرة. مرّ بجانبها بهدوء، وأغمض عينيه وكأن التعب أثقل من أن يشرح شيئًا.
"منعتُ واحدة من صديقاتك من الانتحار."
تجمّدت لونا في مكانها، كأن الكلمات صفعتها.
"ماذا؟!!!"
كانت صدمتها قوية ، أمر كهذا يصعب تصديقه
بدأ آريس يصعد الدرج دون أن يلتفت، خطواته بطيئة وثقيلة. خلفه، كانت لونا تتحرك بخفة، تحاول اللحاق به.
"مـهـلًا، انتظر! تعال و اخبرني بالتفاصيل!"
لكن آريس لم يتوقف، واكتفى بردّ مقتضب، بصوت خافت:
"لاحقًا... أريد أن أنام."
توقف الزمن للحظة عند لونا، وهي تنظر إليه يصعد بعيدًا. الفضول التهمها بالكامل، وداخل عينيها لمع شيء بين الخوف والاهتمام... .
يد تتسلل بهدوء لتفتح باب الغرفة. لا صوت يُسمع سوى نقرة خفيفة من مقبض الباب وهو يدور.
دخل آريس بهدوء، ثم أغلق الباب خلفه دون أن يصدر أي ضجيج. بدا عليه الإرهاق .
سار بخطى متثاقلة نحو السرير، ثم جلس عليه، علامات النعاس كانت واضحة، تكاد تُسقط رأسه إلى الخلف.
رفع يده ليخفي فمه وهو يتثاءب، في محاولة خجولة لكتم التعب... لكن التعب فضحه.
جلس لبرهة، شارِد النظرات. صوته خرج هامسًا، بالكاد يُسمع.
"إنها المرة الأولى... التي أشعر فيها بالنعاس بهذه الطريقة."
استلقى على السرير ببطء، رأسه غاص في الوسادة .
عينيه بدأت تُغلَق تدريجيًا... ببطء، وكأن النوم نفسه كان يُمسك .
ثم...
ظلام.
صمتٌ مطبق، وكأن العالم قد انسحب إلى الخلف، وتركه أخيرًا يرتاح.
صوت ركضٍ عنيف يقطع الصمت...
أقدامًا تركض بسرعة فوق أرض متشققة ومليئة بالحطام. الغبار يتطاير مع كل خطوة، والأرضية توحي أن كارثة قد حلّت بهذا المكان.
كان آريس آريس يركض وسط مدينة مدمّرة.
المباني محطّمة، والسيارات مقلوبة، وألسنة اللهب تتراقص بين الركام.
السماء بلونٍ برتقالي دموي، والجثث متناثرة هنا وهناك... كأن المدينة لفظت أنفاسها الأخيرة.
ينزلق آريس فجأة على الأرض بينما يحاول التوقف، ثم يستعيد توازنه واقفًا بخفة.
يرفع رأسه ببطء، عينيه متسعتان، ونظراته ترتجف من هول ما يرى.
"ما هذا...؟" بصدمة.
أمام عينيه، قتال رهيب يدور بين خمسة أشخاص في قلب المدينة.
أربعة منهم يُحيطون بشخص واحد فقط... لكن القتال نفسه يدمر كل شيء حولهم، كما لو أن كل ضربة تحمل قوة قنبلة.
احد المتقاتلين شخص يقف بثقة، هالته مظلمة ونظراته باردة ، فقط عينيه تظهران اما بقية جسده فهو اسود
القوة تنبعث منه بشكلٍ مرعب... هو المسيطر.
آريس عينيه المصعوقتين... يتعرّق، وقلبه ينبض بعنف.
"ما... ما الذي يحصل؟!" آريس
بلمحة خاطفة، وبدون سابق إنذار…
اندفع ذلك المقاتل ، بخفة لا تُصدق—
شوووف
ضربة حاسمة... وارتفع الرأس خصمه المفصول في الهواء، بينما الجسد سقط بلا روح.
توقف القاتل في مكانه، لا يتحرك...
حدّق طويلًا نحو الجثة أمامه، كأن في الأمر أكثر من قتل. نظراته كانت باردة... ميتة من الداخل.
في مكانٍ غير بعيد، كان آريس يراقب المشهد بخوف متصاعد.
لكن في اللحظة التي ظن فيها أن القاتل لن ينتبه له .
استدار القاتل ببطء نحو آريس.
عيناه اشتعلتا بضوء أزرق متوهج، مشعٌ كأنه يخرق الظلام نفسه.
نظرة واحدة فقط…
وكان كافيًا ليزرع الرعب في جسد آريس بالكامل.
" هذا الشخص... خطير جداً... " فكر آريس
شعور بعدم الأمان اخترق صدره بقوة.
وبلا تردد، استدار وبدأ بالركض مبتعدًا عن ساحة القتال، قلبه ينبض بجنون.
خلفه انطلق القاتل كالظل، يركض بسرعة جنونية ومع كل خطوة، تشققت الأرض تحته.
رفع يده، وأطلق طاقة غريبة باتجاه الأرض تحت آريس—
بووووم!!
انفجار هائل مزق الشارع.
الأرض تحت قدمي آريس انفجرت فجأة، ورُمي جسده إلى الخلف بقوة.
سقط آريس على بعد عدة أمتار، يتألم، يلهث، لكنه لم يتوقف.
نهض وهو يعرج، وتوجه نحو زقاق ضيق، يحاول الهرب بأي وسيلة.
لكنه ما إن وصل منتصفه—
تجمّد.
أمام عينيه... كان القاتل واقفًا، بانتظاره.
اللحظة التالية كانت سريعة… أكثر من أن تُفهم.
شووووك!
صوت اختراق.
دماء تناثرت على الأرض.
ركبتان تسقطان، تنهاران تحت جسدٍ مصاب.
آريس جاثٍ على الأرض...
الكاميرا تقترب من وجهه، من عينيه تحديدًا—
واسعتان، مشوشتان، كأن الحياة تنسحب منه ببطء...
القاتل عيناه الباردتان تنظران بثبات نحو آريس الذي ينهار على ركبتيه.
"آريس ليوناردو... لقد انتظرتك طويلاً. أنت هو المختار." كان هدوءه مريب .
ببطء، يسحب سيفه من صدر آريس. الدم يقطر، والصوت المعدني يصم الآذان.
"لطالما راقبتك... وعندما رأيتك تنقذ تلك الفتاة، تأكدت أنك تستحق القوة المُقدمة إليك." تابع .
آريس، رغم الألم والموت الذي يزحف إلى جسده، يرفع عينيه إليه.
نظراته لا تزال حية، ترفض الموت.
"بعد أن قتلتني... تقول هذا؟ يبدو أنك لا تعرف شيئًا... المختار دائمًا... يُحمى." قالها آريس بتقطع و احتضار .
وبشكل غير متوقع، يقف آريس مجددًا.
جسده واهن، بالكاد يحمل وزنه، لكنه يقف.
عينيه ممتلئتان بالغضب... والدماء تتساقط من فمه.
"كنتَ تظن أنك منحتني القوة لإنقاذ الجميع...
لكن هذه القوة... لا أراها إلا تُدمّر كل شيء." آريس بصوت متهدج .
القاتل يتنهد وكأنه سمع هذا من قبل.
"لا سلام بدون تضحيات... هذه هي الحياة."
آريس يتمايل... لقد وصل إلى حده.
أنفاسه ثقيلة، جسده لا يحتمل أكثر.
"لا داعي لأن تجهد نفسك الآن..."
يسقط آريس أخيرًا على الأرض...
عيناه نصف مغلقتين، الموت يقترب.
"ستلتقي عشيرة تُدعى تشيكايو...
سيرشدونك كيف تتعامل مع القوة.
لكن... تذكّر: إن أسأت استخدامها، فالعواقب... ستكون وخيمة."
لقطة قريبة على وجه آريس المتعب، لكنه لا يزال يتمسك بإرادته.
"لا يهم كيف أستخدمها...
ما يهم... أن أحرر الناس بها." همس آريس بهدوء
تنسحب الحياة من وجهه...
ويسقط في سكون تام.
القاتل... يختفي في الهواء.
ثم...
في العدم، يظهر نموذج أسود من جسد آريس.
خطوط غريبة، تشع من قلبه، تنتشر على أنحاء جسده مثل نبض طاقة حيّة.
آريس يستيقظ فجأة من النوم!
يجلس بسرعة، يتصبب عرقًا، يلهث وكأن روحه خرجت وعادت إليه في لحظة.
"اللعنة... كان... كأنه حقيقي تمامًا." كان هلعاً
ينهض مسرعًا من سريره، يتجه نحو النافذة بخطوات مرتبكة.
يقف هناك، يفتحها...
ينظر نحو المدينة الهادئة، كل شيء طبيعي... أو هكذا يبدو.
يرفع عينيه للأعلى قليلًا
ثم تتجمد ملامحه.
على أحد المباني البعيدة، وسط النسيم الهادئ...
كانت تقف فتاة، ظهرها نحوه، والهواء يحرّك شعرها القصير .
كانت ترتدي زيًّا مخصصًا للأبطال الخارقين، خطوطه البنفسجية تلمع في ضوء الفجر.
خصال شعرها تتوهج في أطرافها بلون بنفسجي ناعم.
الفتاة تدير وجهها نحونا.
ملامحها هادئة... بلا تعبير .
لنعد قليلا بالأحداث
كانت ريفن في طريق عودتها الى المنزل تُفكر بالشيء الذي كانت ستفعله .
" حقا كنت سأفعل هذا ؟! " ابتسمت ابتسامه إعجاب خفيفة ثم قالت " من الجيد ان آريس انقذني ، لولاه لكنت الان تحت التُراب " .
ظلت تتابع طريقها بصمت ، وصلت الى منزلها الذي كان عاديا ، دخلت للمنزل ثم صعدت الى غرفتها .
وقفت امام باب غرفتها ، مدت يدها نحو المقبض لكن قبل أن تمسكه شعرت بطاقة مرعبة تأتي من الغرفة ، كانت خائفة قليلا .
' ما هذه الشعور الُمرعب ، أهكذا شيء موجود حقا ؟ ' .
استجمعت قواها و فتحت الباب بقوة ، نظرت للغرفة نظرة سريعة ... لا شيء فيها .
اثناء اغلاقها للباب قالت .
" آه ... يبدوا انهُ شعور الخوف الذي بداخلي مما حدثـ ... " .
فجأة يده بشرية وضعت على فهمها كي لا تصرخ ، كانت عيني ريفن ترتجف بخوف ، ظهر الشخص الذي فعل هذا من وراءها و كانت فتاة ، عينيا حمراوين باردين تنظر بنظرات هادئة لكنها مرعبة .
" شششـ ... !!! ، مرحبا ريفن ، لقد كُنت انتظرك " .
ازداد خوف و هي تهمهم بقوة.
" لن تفييدك الهمهمة بشيء ، انت تحت سيطرتي الان .... ، انت هي المُختارة لتحملي قوتي "
كان كلامها غريبا بعض الشيء ، قوة ؟ ، المختارة؟ .، تركت ريفن التي سقطت على ركبتها و نظرت مباشرة نحو الفتاة.
" مالذي تتكلمين عنه ؟ اي قوة ؟ من انت ِ " .
كان مستغربة من طريقة كلامها حتى خوفها قد قل بسبب ما سمعته لأنها ظنت انها مجرد فتاة مجنونة قد احضرتها جدتها.
لكن ظنها ليس بمحله ، بدأت الفتاة بالشقق و من بين الشقوق تخرج انوار أرجوانية ، حلقات الفتاة بالهواء بدأت الأغراض تهتز بشكل جنوني يعضها قد سقط و انكسر .
" انا روح خالدة ، انا الظلام ، انا آكويرو و انتِ يا ريفن من ستكونين مالكتي الجديدة سواء قبلتي ام لا فقد تحدد الامر لا خيار لكي ابدا "
ريفن تتعرض بشدة و ترتجف و هي تنظر إلى آكويرو التي بدأت تشع بالنور ، ظهر منها نور ساطع ، اختف ريفن عينيها خلف اذرعها .
اختفى الضوء و ظهرت آكويرو بشكلها الحقيقي ، كيان على شكل كرة تشع انوار ارجوانية براقة.
اقتربت آكويرو من وجه ريفن المتعرق.
" الان هل تريد تجربة قوتي " .
زحفت ريفن حتى اصطدمت بالسرير ، اقتربت آكويرو منها .
" ابتعدي عني ... !!! " صرخت عليها.
" ريفن عزيزتي ، لدي سؤال لكِ ... ، أليس اكبر أحلامك هو الانتقام ممن تسببوا لكِ بهذه المعاناة ؟ ، ألم تريدي أن يأخذوا عقابهم ، أم انك تريدين ان تبقي هكذا طوال حياتك او ربما ستنتحرين مثلما فعلت اليوم لكن في المرة القادمة لن يكون هناك أحد ينقذك ، ضعي يدك في يدي و عندها لن يتجرأ احد على لمسك بسوء ابدا " .
كانت ريفن تنظر لها و كأنها تقول بداخلها من أين علمت بهذه الامور، كانت آكويرو تعرف كل شيء عن ريفن فهي كانت تراقبها منذ وقت طويل و تعرف كل مشاكل ريفن و حتى تعرف سببها لمحاولة الانتحار .
" تعرفين كل شيء ؟ ... كيف هذا " .
" لا يهم هذا ، الأهم هو أتريدين وضع حد لما يحصل معك أو تتقبلين وضعك كما هو ؟ " .
دموع ريفن تتساقط بغزارة ، هي لم تكن تعي انها تبكي حتى رأت دموعها تسقط على الارض.
" لطالما أرتُ ان أعيش حياة هادئة و عادية ، لكن منذ ذلك الحادث " كانت تظهر لمحات عن حريق و سيارة و رجل و أمرأه بالغين بالسيارة يحترقون مع ذلك استمرت ريفن بالكلام " تغيير كل شيء في حياتي ، كان عمري ستة سنوات فقط ، لم يكن هناك أحد غير جدتي تقبلتني البقية كرهوني لسبب تافه مثلهم و مع ذلك حقا أنني اريد الانتقام منهم " .
رفعت رأسها و امسكت بآكويرو بكلتا يديها .
" اريد ان انتقم ... " .
كانت هذه إنيو التي ينظر لها آريس من النافذة ، نفسها تلك الفتاة الضعيفة تلك التي ارادت الانتحار، لكنه لم يتعرف عليها بسبب القناع الذي يجعل دماغ الإنسان في حالة ارتباك .
من ناحية إنيو تفكر ماذا ستفعل اولا ، حتى الآن لم تشرح لها آكويرو كل شيء ، فقط اختصرت الموضوع بجملة واحدة من ناحية قوة آريس .
' القوة المضادة قد تفعلت الان لذلك علينا استدراجه بأي طريقة كانت ' .
قفزت إنيو ، هبط كل قطة على الارض ثم توجهت الى المبنى الذي كانت واقفة وفقه .
" اذا لم يستدرجه هذا سأضطر الى تدمير المزيد من الأشياء " .
ملئت يدها بالطاقة المُظلمة و ضربت المبنى يكل قوتها ثم قفزت بعيدا .
بدأت الانفجارات تحصل في كل طابق من طوابقه الثمانية بشكل سريع ، بعدما وصل إلى الطابق الثامن توقف للحظات ثم انفجر المبنى بأكمله .
المبنى تدمر بالكامل و كل من فيه قد ماتوا .
آريس يراقب بصدمة ، لا يصدق ان شيء كهذا قد يحصل في ثوانٍ قليلة .
" ماذا ... !!! ، أهذا حقيقي فعلا " ظل يفكر قليلا ثم تغيرت ملامحه و كأنه استوعب شيئا ..... " أذن حتى الحُلم كان صحيحا " .
بعد لحظات نظر بأعين حادة و بدأ متعطشا للقتال بشكل لا يُصدق.
" بهذه الحالة علي ان ... اقتلها " .
ظهر نور من صدره ثم انتشر نحو جسد بالكامل ليتحول لملابس جديدة تخفي هويته السرية .
اختفى النور من على جسده ، زيه باللون الاسود مع خطوط زرقاء بسيطة ، اما القناع فهو ايضا يغطي منطقة الحين و الحاجب .
أنطلق بسرعة محطما الجدار ، إنيو كانت واقفة عند ركام المبنى و لم تلحظ ان من كانت تنتظره واقف وراءها بالفعل .
" من انت ِ؟ " .
ابتسمت بمكر و استدارت نحوه ، كانت تنظر إليه باستهزاء .
" أوه ... يبدوا انك الطفل الذي سأواجه من الان فصاعدا " .
" تبدين واثقة من نفسك ... ، تدميرك لهذا المبنى ليس بالأمر الذي يستحق التفاخر " .
" آه .. حقا ، أذن سأريك ما يستحق التفاخر ".
كانت تتكلم باستهزاء ، لكنها باشرت بأخذ وضعية القتال ، و كذلك دوناهو .
" قبل أن نتقاتل ، ما رأيك بأن نتعرف على بعضنا ، انا أدعى إنيو ، و أتت ... " .
" دوناهو ... " .
أشرت نحوه و كأنها تحمل مسدسا .
أطلقت أشعة مظلمة من اصبعها نحوه ، قفز دوناهو متفادياً لها ، هجوم بسرعة نحوها .
حاولت أنيو ركل دوناهو لكنه اختفى وسط دخان ظلامي .
بدأت الحيرة في عينيها و هي تنظر بكل الاتجاهات.
ظهر خلفها و همس بأذنها.
" بطيئة " .
انفجار قوي للغاية تسبب بدمار العديد من المباني .
هبط إنيو على الارض ، وجهها مملوء بالدماء ، تنظر نحو موقع الانفجار ، مسحت الدم من وجهها بكفها و هي ترى دوناهو الذي يخرج بعينين حمراوين مرعبتين.
رفع نظره نحوها .
" بدأت اللعبة " .
انطلق دوناهو مسرعا نحوها و لكمها بقوة على وجهها ، اندفعت بقوة نحو احد الجدران الزجاجية الذي امتلئ بالقليل من دماء رأسها و هي تجلس منهكة على الارض .
' مالذي يحدث ... ؟ ، لماذا هو بهذه القوة '
وقفت مجددا و باعين غاضبة جمعت طاقة قوية في كلتا يديها.
" لِنرى كيف ستتفادى هذه ، دوناهو " .
صوتها عميق مملوء بالغضب .
أطلقت موجه من الصواعق الكهربائية الارجوانية نحو دوناهو ، الفرق بين صواعق إنيو و الصواعق العادية كبيرة ، صواعق إنيو اذا اصابت مبنى جعلته رُكام في ثوانٍ .
ببرود شديد من دوناهو ، انشئ درع ظلام ، تصادمت الصواعق مع الدرع .
شعرت إنيو الاستفزاز منه بسبب بروده .
" هل انتهيتِ " قال دوناهو و كأنه يريد إنهاء الأمر بسرعة.
" آهخخ ... تعال أذن " .
يدهما اليمنى شُحنتا بالطاقة و انطلقا بقوة نحو بعضهما، كانا قريبا من بعضها .
تصادمت اللكمات مع بعضها مما أدى إلى انفجار في ساحة القتال .
ننتقل إلى القصر الملكي ، نرى شخصا يرتدي بدلة رسمية يدعى جان يركض بسرعة في الممرات و يبدوا عليه القلق و العرق يتصبب على جبينه .
وصل عند باب مكتب الملك ويليام الخامس ، بسبب الارتباك الشديد و الذعر فتح الباب بقوة .
كان الملك ويليام جالس على مكتبه يقوم بأعماله المكتبية و خلف علم دولة آرستوم فوشيغي ، رمق الملك جان بنظرة بها شيء من الاستغراب ثم أعاد نظره الى الورق .
" ما الأمر جان ... تبدوا مضطربا ؟ ، أحصل شيء " .
كانت نبرته هادئة على الرغم من ان جام ليس كذلك .
" سيدي .... في شمال شرق المحافظة في منطقة ساريدو ظهر اثنان ذو قوة خارقة يتقاتلان بعنف إلى الآن ربع المنطقة قد اصبحت رُكام و المنازل الاخرى فقد تضررت " .
صعق الملك عندما سمعت كلماته ، ضغط بيده على القلم لدرجة أنه قد كسره لنصفين .
' ظهرت أذن ... تلك القوتين ، لكن كيف ذلك من المفترض انهما لي .... ' فكر و بدا عليه الغضب .
وقف و كفا يديه على الطاولة ، نظر إلى جان بغضب .
" ارسل خمسون مدرعة و سبع طائرات حربية و عشرون دبابة ، طوقوا المنطقة لا تدعوا احد يدخل او يخرج منها و اذا اضطر الامر اقصفوا المنطقة بأكملها ، و اذا نجحتم بإسقاط هاذين احضروا جثثهم الى القصر " .
" علم سيدي ... " .
بعد حوالي ساعة ... بدأت المدرعات و الدبابات بالتحرك ، و كذلك الطائرات و بالنسبة لجان كان في الصف الامامي من الجيش المتجه نحو منطقة القتال
التي كانت في حالة يُرثى لها ، أصبحت مدينة تحت الإنقاض بينما ما زالا كل من دوناهو و إنيو في قتالهما .
كان يتحركان بسرعة عالية ، مع كل تصادم بينهما تُنتج شرارة تدمر الاجزاء المُتبقية من المباني .
توقفا عن الحركة بفعل صاروخ قريب من منهما ، رفع دوناهو ناظريه الى الأعلى ، رأى الطائرات تحلق فوقهم ، ثم حوصروا من كل مكان من قبل المدرعات و الدبابات ، صوت الجنود اسلحتهم نحوهما ، نزل جان من السيارة و اقترب منهما بدا قلقلا بسبب نظرات دوناهو التي لم تبدوا مُرحبة بهم ، جمع رباط جأشه و اخذ نفسا عميقا.
" بصفتي ممثلا عن الملك ، اطلب منكما ان تعرفا بنفسيكما الان " .
" يبدوا ان ذلك الأحمق قد عُلِم بوجودنا " دوناهو قال .
لم يتوقع جان رد كهذا .
" كيف تجرؤ على اهانة الملك ، بالطبع سيعلم بأمركما فهو يهتم بحياة المواطنين " .
اكتفت انيو بنظرات مستهزءه فقط ، لكن بعد رؤيتها لدوناهو تغيرت نظراتها الى حيرة بسبب غضبه الواضح .
" يهتم بحياة الآخرين ... ، يا لها من مزحة " .
صُدِم جان من كلامه .
رفع دوناهو يده الى مستوى وجهه ...
طَق ....
فرقع دوناهو بأصابعه.
انفجرت رؤوس الجنود واحد تلو الاخر بمشهد مرعب و صادم حتى بالنسبة لي إنيو .
نظر جان حوله بأضطراب .. ، كان على وشك الانهيار ، سقطت جميع الطائرات امام ناظريه ، حتى جندي واحد لم يتبقى.
نظر إلى دوناهو الذي كان يُبادله نظرات مرعبة .
" AHHHHHH
] ماندو الصراخ بالانكليزي اذا تقدر مثله كأنه لحظة انهيار ]
صراخه العالي اتى في لحظة انهيار ، جثى على ركبتيه و بدأ بالتوسل و البكاء .
" ارجوك ... ارجوك لا تقتلني ، لدي عائلة ، اولادي ينتظرون عودتي إليهم " .
لم يكن هناك رد من دوناهو ، وضع جان رأسه على الارض من البكاء ، إنيو تراقب باندهاش .
خطى دوناهو بخطوات ثابته نحوه ، وقف بقربه .
" لديك أطفال !! .. ، يا العجب " .
رفع جان رأسه .
" اتذكر قبل سنتين ، في مدينة نوراك عندما اصطدم بك احد الاشخاص و تسبب في اتساخ بدلتك ؟ ، ماذا فعلت له ؟ "
ازداد ارتباك جان كأنه علم ان نهايته قريبة .
" لمَ لا تجيبني ... حسنا سأجيبك انا ، أخذه حُراسك إلى احد الازقة حيث كُنتَ متواجدا هناك ، وجهة فوهك المسدس نحو رأسه ، بدأ بالتوسل إليك و قال مثل كلماتك ، لدي أطفال ينتظرون عودتي ، لكنك أطلقت عليه بدون اي شفقة ، برأيك ما الفرق بينك و بينه الان ؟ " .
" انا ... أنا " .
بدأ على جان التردد ، لم يعرف كيف يختار كلماته .
" لا شيء ... ، لكن الفرق الوحيد هو ان اطفاله حصلوا على جثته و اطفالك لا " .
فتح جان عينيه على مصراعيها و نهض سريعا و ركض هاربا .
طَق ....
تقطع جسد جان الى مكعبات دقيقة جدا و تناثرت بكل مكان ، كأنه لم يكن موجودا اصلا .
حل الصمت في المكان للحظات حتى هبت رياح خفيفة تُداعب شعرهم ، كلهما كانت تعتليهما نظرات حزن خفيف .
" على الرغم من الدمار الذي سببنا بقتالنا و الارواح التي زُهِقت الا انك ايضا قتلت اشخاصا كانت عائلاتهم بانتظارهم " .
كانت نظرات دوناهو العباسة الحزينة تخيم على وجهه ، اكتفى فقط بقول " نعم " .
" على اية حال لا فائدة من الاستمرار الان ، سنلتقي مرة أخرى .. " .
اختفت إنيو بين الظلال القريبة .
سار دوناهو بهدوء في المنطقة و اتجه نحو منزله .
وقف امام منزله المُتضرر لكنه مازال قائمة لسبب على عكس بقية المنازل الاخرى .
نزع التحول و عاد الى شكل آريس .
" يبدوا انه تحولي قد حما المنزل قليلا " .
توجه نحو باب المنزل ، .
تشك .
صوت كاميرا .....
Comments