الفصل 2- الوصمة

...ارتجفت إمبر للحظة، شعور بالخوف يضغط صدرها، لكنها استجمعت شجاعتها ورفعت رأسها بعزم:...

...– "سأذهب إلى منزلها وأسألها بنفسي… لأعرف أخيرًا ما الذي حدث لكاميلا."...

...أمسكت حقيبتها بإحكام، وضعتها على كتفها، وتحركت بخطوات سريعة نحو الباب....

...روزا أمالت رأسها بقلق:...

...– "أشعر أننا ضغطنا عليها بالكلام… ربما كان يجب أن نكون أكثر لطفًا."...

...مارينا عبست:...

...– "غريب أنها لم تسأل عن صديقتها طوال الأسبوع."...

...رفعت روزا حاجبها بحزم:...

...– "مارينا! ألا تتذكرين كيف جرحتِ مشاعر الزبونة الأسبوع الماضي بسبب تسرعك؟ لا يمكننا الحكم على إمبر الآن، هي تحاول تصحيح خطأها."...

...ابتلعت مارينا كلماتها بسرعة وهزّت رأسها بخفة:...

...– "أجل… صدقتِ… لم أفكر جيدًا."...

...لودفيكا اكتفت بالمراقبة، وعيناها تلمعان بالاستغراب....

...--&--...

...خرجت إمبر من الصالون، خطواتها سريعة فوق الأرصفة المرصوفة بالحجر، كأنها تهرب من ثِقل المكان....

...حاولت تهدئة قلبها، لكنها شعرت بكل خطوة وكأنها تلقي بحجر على صدرها. رفعت يدها لتتحسس طرف وشاحها، وفكرت:...

..."لو لم أذهب، لقال الجميع إنني أنانية… لكن هل كنت مهتمة حقًا؟ لا… فقط أردت أن أبدو مهتمة."...

...وفجأة، شعرت بيدٍ خشنة تمسك بيدها المضمدة. صوت مبحوح وصل لأذنها:...

...– "سارقة… أعيدي ما أخذتِه."...

...تجمدت، التفتت ببطء، وعيناها اتسعتا بدهشة. أمامها امرأة عجوز، ظهرها محني، وعيناها تلمعان ببريق قاسٍ....

...– "هي…؟ مستحيل…" همست إمبر، شعورها بالصدمة يعيد كل أخطائها الصغيرة إلى السطح....

...--&--...

...اندفعت الذكريات إلى رأس إمبر بلا رحمة، كأن لمسة العجوز أشعلت صندوقًا مغلقًا منذ الطفولة....

...رأت والدها من جديد، بملامحه الجافة، جالسًا على مقعد العربة، يده تمسك اللجام بقسوة، وصمته أثقل من أي صراخ. كان سائق عربات، بعيدًا عنها طوال الوقت، بارد المشاعر لا يبتسم ولا يعبّر....

...وأمها؟ رحلت مبكرًا جدًا، تاركة طفلة وحيدة بلا حضن ولا دفء....

...كبرت إمبر وحيدة، تبحث عن صحبة. حين اقتربت من الفتيات في الساحة، رفضنها بسخرية:...

...– "ليس لديكِ دمية، اذهبي من هنا."...

...انكمشت دمعتها في عينيها، فأدارت ظهرها نحو الصبيان علّها تجد بينهم مكانًا، لكنهم صرخوا ضاحكين:...

...– "انظروا… وجهها مليء بالنمش! قبيحة!"...

...كلماتهم جرحتها، تركتها وحيدة كعادتها....

...حتى جاء ذلك اليوم، يوم وقفت أمام محل الألعاب. خلف الزجاج، كانت الدمى مصطفة كجيوش من الأحلام الملونة. وقفت المرأة الفظة، صاحبة المحل، تتحدث بلسان طويل ونظرة مزدرية....

...إمبر لم تقاوم رغبتها؛ لم تكن تريد الدمية لنفسها فقط، بل لتلعب بها مع الفتيات، لتصبح مثل باقي الأطفال....

...مدّت يدها الصغيرة… وسرقت....

...لكن فرحتها لم تدم. والدها اكتشف الدمية المسروقة، وكان عقابه قاسيًا، جرحًا آخر يُضاف إلى طفولتها الباردة. أما المرأة الفظة… لم تنسَ الحادثة أبدًا....

...--&--...

...عادت إمبر إلى الواقع، الآن هي ليست طفلة. إنها شابة مخطوبة، تحاول حماية سمعتها. حاولت سحب يدها:...

...– "توقفي! كفى… من تكونين أصلاً؟"...

...حاولت أن تتهرب من المواجهة وكأنها لا تعرفها....

...– "إمبر شتاينز… أعرفك جيدًا!" صوت المرأة اخترق الساحة....

...ارتجفت إمبر، ابتسامة باهتة ارتسمت على وجهها:...

...– "لا… أنتِ مخطئة… أنا… لم أسرق…"...

...لكن العجوز شدّت قبضتها أكثر، وجعلت الجرح ينزف مجددًا....

...– "كاذبة! سرقتِ وأنتِ طفلة… وما زلتِ كما كنتِ."...

...أحنت إمبر رأسها، غصة تعصر حلقها:...

...(نعم… سرقت مرة… من حقها أن تشكّ بي. لكن هذه المرة… لم أفعل شيئًا.)...

...حاولت التملص، لكن العجوز تمسكت بقوة، والعيون من حولها تترقب سقوطها....

...وفجأة، تقدّم طفل من بين المتفرجين، بدون تردد، ودفع العجوز بقوة معتدلة بعيدًا عن إمبر:...

...– "توقفي! ابتعدي عنها!"...

...رفعت إمبر عينيها بدهشة، صدمة غمرت وجهها:...

...– "أوغست…؟!"...

...اقترب أوغست بسرعة، نظر إلى يدها النازفة، وعيناه ممتلئتان بالقلق:...

...– "هل أنتِ بخير؟"...

...شعرت إمبر بحرارة دموعها تتصاعد، لم تصدق أن أوغست جاء ليجدها في هذا الموقف....

...التفت أوغست إلى العجوز بحزم:...

...– "إنها برئية! أنت فقط تكرهينها، فتلفقين لها هذه التهمة. هي لم تفعل شيئًا!"...

...– "أوغست… هذا…" حاولت إمبر الكلام لكنها لم تجد صوتها....

...– "اسمعيني، إمبر… لن أدع أحدًا يظلمك. لا يمكنك مواجهة هذا وحدك." قال أوغست وهو يضع يده برفق على كتفها....

...ازدادت الهمهمات من حولهم، لكن صوته كان قويًا بما يكفي لإيقاف أي هجوم لفظي آخر....

...وفجأة، اقتحمت الساحة خطوات ثابتة، رجل في العشرينات، معطف داكن وحذاء أسود يلمع، شعره البني مصفف بعناية، وعيناه تحملان الحزم والذكاء....

...– "كفى. لن نصل إلى الحقيقة بالصراخ."...

...اقترب، نظر إلى يدها النازفة، ثم التقى بعينيها:...

...– "اسمي جوليان فون أرينبيرغ… محقق."...

...همس بعض النساء بدهشة:...

...– "أرينبيرغ؟ من عائلة نبيلة!"...

...أخرج منديلًا حريريًا وسلّمه لها:...

...– "سيدتي إمبر شتاينز… لديك اتهام مباشر بالسرقة. عليك أن توضحي الحقيقة… الآن."...

...[يتبع...]...

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon