صدمة العائلة

الفصل الرابع : صدمة العائلة

في ساحة القصر، ساد التوتر والجمود، حتى دوّى صوت الجدة غاضبًا:

"هل تسمع نفسك يا مراد؟ هل تدرك ما الذي تفعله؟ كيف تجرؤ أن تعود إلى هنا وهي معك؟"

أكمل العم حسن بنبرة قاسية: "ومن سمح لك أن تتخذ قرارًا بهذه الخطورة بمفردك؟"

مراد وقف شامخًا رغم العاصفة حوله: "ما فعلته هو القرار الصائب."

قاطعه صوت مروى بغضب وذهول: "هل الزواج هو القرار الصائب؟ ما هذا الجنون؟"

سالم صرخ بدهشة: "قل إنك تمزح!"

مروى صاحت بحدّة: "ومن قال إنني وافقت أصلًا على الزواج منك؟"

الجدة نظرت إليه بحدة: "بهذا القرار أنت تخالف تقاليد العائلة يا مراد."

قال العم حسن بمرارة: "الدم الذي أُهدر لا يُعوّض، وشرفنا لا يُسترد بهذه الطريقة... ماذا سيقول الناس عنا؟"

صرخ مراد: "لا حديث بعد الآن في هذا الموضوع!"

ساد الصمت، والكل ينظر إليه بوجوه جامدة. أكمل مراد بثبات: "على الجميع أن يحترم قراري."

أمسك بيد مروى، وسحبها خارج القصر رغم اعتراضها: "أين تأخذني؟ دعني!"

وصلت السيارة أمام المستودع. خرج منها وسحب مروى بالقوة وألقى بها داخله.

صرخت مروى: "إلى متى ستبقيني هنا؟!"

قاطعها بصوتٍ قاسٍ: "لا أريد أن أسمع حرفًا واحدًا، ستنفذين ما أقوله دون نقاش."

صرخت مروى: "عن أي زواج تتحدث؟ ولماذا تقول إن هناك عداوة بيننا؟ هل تنوي إجباري على الزواج؟"

نظر إليها نظرة صارمة وقال: "إذا كنتِ لا تريدين أن تري شقيقك مقتولًا، فلا خيار أمامك."

ردّت بصوت باكٍ: "حتى إن لم نكن نملك المال، ما زال لدينا كرامة. سأردّ لك الدين... حتى لو اقترضت لأجلك. فقط افهمني، ما هو الدين الذي علينا؟"

تغيّرت ملامحه قليلًا حين رآها تبكي، وتاه للحظة في عينيها، لكن نيران الانتقام ظلت مشتعلة في صدره.

سحبها مجددًا وأخذها إلى المقبرة. توقفت السيارة أمام القبور.

قالت مروى بدهشة: "لماذا جئت بي إلى هنا؟ أجبني!"

وقف مراد أمام قبر والدته: "هل يمكنكِ الآن أن تسددي الدين؟ هل تستطيعين إعادتها؟ انظري بعينيك."

مروى وقفت مصدومة، غير قادرة على الحراك.

تابع مراد بصوت متهدج: "أبوكِ هو من قتل والدتي، وجعل والدي يعيش مشلولًا..."

صرخت: "لا، لا، هذا الكلام غير صحيح. والدي...

قاطعها: "أريدكِ أن تشعري بما شعرتُ به. وسأتزوجكِ من أجل والدتي. عائلتانا مربوطتان بالدم. ولا يوجد طريق آخر."

في القصر، الجميع مجتمعون في الصالة الكبرى.

قال العم حسن: "لم يسبق أن اتخذنا قرارًا كهذا دون العودة إلى حكم الكبار وأخذ رأيهم. هذا الموضوع يمسّ الشرف."

الجدة، رغم غضبها، حاولت السيطرة على الموقف.

أكمل حسن وهو يلتفت نحو سالم: "على الأقل، تحدث مع أخيه... أمه توفيت، ولم يحظَ بفرصة للبوح."

الجدة قاطعته بعصبية: "يكفي، حسن!"

منى كانت تبكي بصمت على الأريكة.

وقف سالم بغضب، وخرج من القصر.

صاحت الجدة: "سالم! سالم، إلى أين تذهب؟"

ثم التفتت إلى حسن: "هل تحاول إشعال الفتنة؟"

ردّ: "وهل تتوقعين أن أقبل بوجود هذه الفتاة هنا؟"

الجدة صاحت: "يكفي هذا الهراء!"

قال حسن بنبرة متشنجة: "كيف ستقبلين بها زوجة لحفيدك وتستقبلينها في بيتك؟ هذا لا يليق بعائلة لها تاريخ كعائلتنا."

ردّت الجدة بصلابة: "ليس من حقك، ولا من حق أحد، التشكيك بقرارات مراد. إنه زعيم العائلة ويمثلنا جميعًا."

سألها حسن: "أتوافقين على هذا الزواج؟"

قالت بحزم: "لو كان القرار بيدي... لما كنت مضطرة لسماعك. لكن هذا مراد، ويجب أن نتركه يتصرف كما يشاء. وإن لم يعجبك حديثي... فافعل ما شئت. كلّنا سندفع الثمن إن ارتكبنا خطأً الآن. فدعوا الوقت يقرّر من هو المخطئ."

في المطبخ، كانت الخادمة عايدة تنظف الأواني، وابنتها جودي تهمس لها:

"لا أستطيع تصديق ما حصل... لم أتوقّع من السيد مراد أن يفعل ذلك."

قالت عايدة بحدة: "كم مرة قلت لكِ ألا تتدخلي في ما لا يعنيك؟"

جودي: "لكن... لا يُعقل ما حدث!"

صرخت عايدة: "جودي! إلتهي بعملك."

دخلت منى فجأة، وسمعت آخر كلمات جودي.

قالت منى بحدة: "من تظنين نفسك؟ التزمي حدودك."

جودي ارتبكت: "لم أقصد... أعتذر."

منى: "اسكتي! لا أريد سماع كلمة واحدة عن هذا الموضوع."

في المزرعة، كان مراد يربّت على ظهر أحد الخيول حين وصل سالم.

دخل عليه غاضبًا:

"هل هذه هي طريقتك لحل الأمور؟ أن تصير صهرًا لقاتل والدتنا؟"

حاول مراد تهدئته، وضع يده على كتفه، لكن سالم أبعدها بشدّة:

"لا تلمسني!"

قال مراد: "أنا أعرف أنك غاضب... لكن هذا هو الحل الوحيد."

صرخ سالم: "أيّ حل؟! الدم قد سُفك يا أخي، وانتهى الأمر."

مراد: "وهذا قراري الأخير. لا تفتح الموضوع مجددًا."

سالم نظر إليه بحقد: "لماذا تفعل هذا بنا؟"

خرج سالم بسرعة، وتبعه مراد خفية إلى المقبرة، حيث وقف سالم أمام قبر والدته، يخاطبها:

"اشتقتُ إليكِ كثيرًا يا أمي. لن أسامحه على ما فعله. كيف يقبل أن يتزوج من ابنة قاتلكِ؟ لو كان أبي بخير، لمنعه من فعل هذا. أنا لن أترك من قتلكِ يهنأ... سأنتقم، أعدك بذلك."

مراد كان خلفه يسمع كل شيء، قال بهدوء: "هل أنت مستعد للتضحية بحياتك؟"

التفت سالم: "لماذا تراقبني؟"

قال مراد: "لو كانت أمي على قيد الحياة، لقالت لك الشيء نفسه."

صرخ سالم: "أنا لا أتذكر عنها شيئًا، وأنت تريدني أن أتجاهل هذا وتزوج ابنتها؟"

رد مراد: "أشعر بما تشعر به... أنا محترق من الداخل."

سالم، باكيًا: "حين كان أصدقائي يذهبون إلى أمهاتهم، كنت أبكي على وسادتي... الآن تريدني أن أوافق؟ أن أُظهر أنني راضٍ؟"

قال مراد: "الانتقام لن يمنحك راحة... لقد خسرت أمي منذ سنوات، ولا أريد أن أخسرك أيضًا."

صرخ سالم: "لن أسامحك أبدًا."

في القصر، كانت منى تبكي وهي تتحدث إلى الجدة:

"طوال حياتي وأنا أحلم بزواجي من مراد... وها أنا أرى كل شيء ينهار."

الجدة: "جلبتكِ إلى هنا لأحقق لكِ هذا الحلم... لأنكِ الأنسب له."

منى: "وماذا ستفعلين الآن؟"

الجدة: "أعرف كيف أسيطر على الأمور."

منى: "ليتني متُّ قبل أن أرى هذا اليوم."

الجدة: "كفي عن البكاء. لم يحدث شيء رسمي بعد. سأتحدث معه فور وصوله... ها هو قد عاد."

منى: "أرجوكِ، كوني قاسية هذه المرة."

الجدة: "أعرف تمامًا كيف أتحدث معه."

دخل مراد إلى المكتبة.

منى، بصوت حزين: "لم ينظر إليّ حتى... كأنني غير موجودة."

في المستودع، كان الظلام والبرد يحيطان بمروى.

كانت تسير ذهابًا وإيابًا، ثم طرقت الباب:

"هل من أحد هنا؟ افتحوا الباب!"

رد الحارس بحدّة: "ولا كلمة!"

قالت بإصرار: "لا يمكنكم إبقائي هنا!"

حدثت نفسها: "يجب أن أفعل شيئًا... لا أستطيع البقاء هنا. لكن المكان مليء بالحراس..."

تذكّرت حديث مراد: "لا يمكن أن يكون كلامه صحيحًا... أبي لا يمكن أن يكون قاتلًا. يجب أن أعرف الحقيقة..."

في مكتبة القصر، كان مراد ينظر إلى صورة أخيه حين دخلت الجدة.

قالت بغضب: "لماذا فعلت هذا يا مراد؟"

رد بهدوء: "لأن هذا ما كان يجب أن يحدث."

صاحت: "من سمح لك بإحضار ابنة القاتل إلى بيتنا؟ لن أسمح لك بتركها هكذا، عليك إنهاء هذه القصة كما يجب."

قال مراد: "هذا الحل هو الذي أدى إلى مقتل أمي وإصابة أبي. يجب أن أتزوجها لإنهاء هذا الثأر."

صرخت: "ستدمّر شرف العائلة بهذا القرار!"

قال بهدوء قاتل: "ليكن. طالما أن الدم سيتوقف، فأنا مستعد."

الجدة، وقد بدا عليها الانهيار: "هذا جنون يا مراد... جنون."

في غرفتها، كانت منى تحدّق في المرآة بحقد:

"لن يكون اسمي منى إن تركتك تتزوجها، مراد. لن أسمح لك... أبدًا."

الجديد

Comments

مريم احمد

مريم احمد

مراد .ابن ..ال/Cleaver/

2025-07-31

1

𓆩 ضــ☄️ــيـا🥀ء ༊༄ 𓆪

𓆩 ضــ☄️ــيـا🥀ء ༊༄ 𓆪

حل كملي يا حبيبتي 😍😍

2025-07-31

0

الكل
مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon