وقت الراحة – خلف المبنى الرياضي

كان زياد يمشي وحده. شيء ما في عقله يرفض الصمت. وقف فجأة والتفت خلفه.

"أعلم أنك تتبعينني."

خرجت ريم من خلف الأشجار، دون أن تنكر، ودون أن تبتسم.

"لماذا أنت تحديدًا؟" قالت بهدوء.

اقترب منها، عيناه تلمعان بغموض:

"ربما لأنني اعتدت أن أكون من يلاحق... لا من يُلاحق."

وقفت أمامه، خطواتها خفيفة لكنها واثقة. حدّقت في عينيه طويلاً.

"أنت لا تعلم من تكون... أليس كذلك؟"

"من أكون؟" سخر، لكن الضحكة اختفت سريعًا.

"هناك ختم... على قلبك. لا تراه، لكنه هناك. طاقة نائمة، مختومة. ويبدو أن الوقت اقترب لتستيقظ."

[في مكان آخر – غرفة مظلمة، مليئة بالرموز الطقسية]

رجل في الخمسين من عمره، جسده مغطى بالندوب، يضع يده على خريطة إلكترونية.

"تم التقاط التذبذب الطاقي... إنها هي. والهدف... بات قريبًا منها."

[عودة إلى ريم وزياد – اللحظة الفاصلة]

"هل تحاولين إخافتي؟" سأل زياد.

أجابت ريم بصوتٍ لا يرتجف:

"بل أحاول أن أحذّرك... لأن هناك من يبحث عنك. لأنك شيء ثمين... حتى لو لم تكن تدري."

"ومن أنتِ إذًا؟"

سكتت لحظة، ثم قالت:

"أنا من أُرسل لتدمير ما بداخلك... إن فشلت في حمايته."

"لكن الحب... يا زياد، لم يكن يومًا جزءًا من المهمة."

بداية التوتر بين القلب والواجب.ريم تكتشف أن مشاعرها قد تُدمّر كل شيء إن لم تتداركها.زياد يبدأ برؤية "أحلام غريبة" فيها نار، وعيون… وصوتها تناديه.

"حين ترتبك نبضاتي"

"أحيانًا لا نختار من نحب... بل هم من يتسلّلون إلى تفاصيلنا حتى دون إذن."

كان ذلك بعد الظهر، في الطابق العلوي من المكتبة القديمة.

ريم لم تكن معتادة على مشاركة أي مكان مع أحد. الهدوء هو الشيء الوحيد الذي يجيد احتواءها.

لكنها تفاجأت بصوت خطواتٍ خفيفة تصعد خلفها.

ولأول مرة... لم تشعر بالانزعاج. بل بشيء أشبه بالانتظار.

"هل تهربين مني، أم تبحثين عن عذر للبقاء قريبة؟"

قالها زياد وهو يقف على بعد خطوة منها، حاملاً كتابًا لا يقرأه.

التفتت ريم ببطء، عيناها لم تعكسا دهشة... بل حذرًا، ومشاعر أكثر مما يجب.

"أنا لا أهرب من شيء." ردّت بصوت منخفض.

"بل تهربين... من نفسك."

اقترب منها أكثر، حتى أصبح بإمكانها أن تشعر بحرارة أنفاسه.

"أنتِ غريبة، لكن فيك شيء... يجذبني. لا أعرف ما هو."

صوته لم يكن ماكرًا، بل حقيقيًا. وللمرة الأولى، فقدت ريم قدرتها على السيطرة.

"يجب ألا تقترب مني، زياد..." قالتها وهي تحاول أن ترفع عينيها بعيدًا عنه، لكنها فشلت.

"لماذا؟ لأنك تعرفين شيئًا عني؟ أم... لأنك تخافين مما قد تشعرين به إن اقتربت أكثر؟"

كانت كلماته مثل سهم اخترق دفاعاتها. ولثوانٍ... سقطت الأقنعة.

مدّت يدها لتسحب كتابًا من الرف العالي، لكنها لم تصل.

اقترب زياد بسرعة، ورفعه لها بسهولة.

وعندما ناولها إيّاه، تلامست أصابعهما للحظة.

لحظة واحدة فقط...

لكنها كانت كافية لإشعال دوامة كاملة في صدرها.

ريم (تفكر):

"لا... لا يجب أن أشعر بهذا. ليس الآن. ليس معه. إن عرفوا..."

"ريم،" همس زياد فجأة، "هناك شيء فيك يجعلني أنسى كل شيء. حتى من أكون."

نظرت إليه مطولًا، ثم قالت بصوت متهدج:

"لهذا السبب بالضبط... يجب أن تبتعد."

واستدارت وغادرت بسرعة، لكن خطواتها كانت مرتبكة.

وفي قلبها، نبضٌ لم تشعر به من قبل... وكان ذلك مرعبًا أكثر من أي مهمة.

[في الخارج – زياد واقف وحده، يضع يده على صدره]

"لماذا حين تلمسني... أشعر بشيء لا يُشبه هذا العالم؟"

ريم بدأت تفقد السيطرة... بينما زياد بدأ يشعر بأشياء غير مفسَّرة.

مختارات
1 الظل الذي دخل الفصل
2 وقت الراحة – خلف المبنى الرياضي
3 القلوب التي تتصادم... والعيون التي تراقب
4 حين تتلعثم القلوب
5 حين يخرج الضوء من قلبك
6 ذكرى الدفء الأخيرة
7 حين يصل الظل من الأعلى
8 حين لا يعود هناك مفر
9 حين تبدأ النهاية بالعدّ العكسي
10 أنا… وهمُ الحياة القادمة
11 ما خلف البوابة… بدأ يفتح عينيه
12 حين تنكسر الذاكرة، وتُخترق اللحظة
13 ثمن أن تتذكّر… أن تفقد من تحب
14 حين يستيقظ القلب قبل العقل
15 حين يلتقي الغريبان اللذان يعرفان كل شيء دون أن يقول أحدهما شيئًا
16 القلوب التي تمشي وحدها إلى المكان الذي بكت فيه
17 التي أحبّته بما يكفي لتطلب أن يُنسِيها"
18 ما بعد القبلة
19 عودة بلا ضوضاء
20 لنبض في الأشياء الجامدة
21 عودة العارف
22 الخوف من الحقيقة الجديدة
23 امتحان الحب الأخير
24 رجل بلا ماضٍ… يعرف كل شيء
25 قبل أن أنساك – مذكرات ريم
26 الذكرى المتقاطعة
27 الوجوه التي تُكلّمك في الحلم
28 حين تفتح العين على ما لا يُحتمل
29 القمر الأسود… حين يُعيد الليل اختيارك
30 "كيف تُحب من لا يعرفك؟"
31 الذين لا يُحبّون… يراقبون
32 غرفة الموسيقى... حيث يبدأ النسيان من جديد
33 ما بعد النسيان: حين يصبح الحب ميراثًا لا يُمحى
34 رسالة من كيان يحب… ويُقاوم
35 المخطوطة التي كُتبت بالدم
36 اختفاء ريم
37 حين يُحبّ القلب رغم الفقد
مختارات

37تم تحديث

1
الظل الذي دخل الفصل
2
وقت الراحة – خلف المبنى الرياضي
3
القلوب التي تتصادم... والعيون التي تراقب
4
حين تتلعثم القلوب
5
حين يخرج الضوء من قلبك
6
ذكرى الدفء الأخيرة
7
حين يصل الظل من الأعلى
8
حين لا يعود هناك مفر
9
حين تبدأ النهاية بالعدّ العكسي
10
أنا… وهمُ الحياة القادمة
11
ما خلف البوابة… بدأ يفتح عينيه
12
حين تنكسر الذاكرة، وتُخترق اللحظة
13
ثمن أن تتذكّر… أن تفقد من تحب
14
حين يستيقظ القلب قبل العقل
15
حين يلتقي الغريبان اللذان يعرفان كل شيء دون أن يقول أحدهما شيئًا
16
القلوب التي تمشي وحدها إلى المكان الذي بكت فيه
17
التي أحبّته بما يكفي لتطلب أن يُنسِيها"
18
ما بعد القبلة
19
عودة بلا ضوضاء
20
لنبض في الأشياء الجامدة
21
عودة العارف
22
الخوف من الحقيقة الجديدة
23
امتحان الحب الأخير
24
رجل بلا ماضٍ… يعرف كل شيء
25
قبل أن أنساك – مذكرات ريم
26
الذكرى المتقاطعة
27
الوجوه التي تُكلّمك في الحلم
28
حين تفتح العين على ما لا يُحتمل
29
القمر الأسود… حين يُعيد الليل اختيارك
30
"كيف تُحب من لا يعرفك؟"
31
الذين لا يُحبّون… يراقبون
32
غرفة الموسيقى... حيث يبدأ النسيان من جديد
33
ما بعد النسيان: حين يصبح الحب ميراثًا لا يُمحى
34
رسالة من كيان يحب… ويُقاوم
35
المخطوطة التي كُتبت بالدم
36
اختفاء ريم
37
حين يُحبّ القلب رغم الفقد

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon