...جذب لودفيك خصر أرييلا بكلتا يديه من جديد....
...“أخ!”...
...لكن حتى هذه المرة، لم يكن الوضع مثاليًا. فقد انثنت أرييلا بزاوية تسعين درجة وتدلّت على كتف لودفيك، وبطنها مستندٌ إليه. و عندها اندفع الدم إلى رأسها حتى شعرت أنه سينفجر....
...فراحت ترفس بقدميها وتصرخ،...
...“يا! دعني أكمل كلامي على الأقل..…!”...
... ...
...نقر لودفيك لسانه بضيق كأنها تزعجه. وبعد لحظات فقط….....
...سحبة خفيفة-!...
...شعرت أرييلا أن جسدها ينقلب مجددًا. فقد بدّل لودفيك وضعيتها مرة أخرى حين استمرت في الاحتجاج....
...المشهد تبدّل. فبعد أن كانت تطلّ على السفينة، أصبحت تنظر إلى سماء الليل....
...“…..هاه؟”...
...هناك ذراعان مستقيمتان أسندتا ظهرها وما تحت ركبتيها. وكانت قدماها ترفرفان قليلًا في الهواء وهي تنقلب....
...لكن ذلك التحرك الخفيف لم يدم، إذ سرعان ما حلّ شعور بالثبات لا يُقارن بما سبق. فكتفها الأيسر استند إلى صدر لودفيك الصلب....
...لودفيك، الذي كان يحلّق بها إلى الأعلى، احتضنها هذه المرة بحيث أصبح وجهها للأعلى....
...وما فاجأها هو أن الأمر لم يكن مزعجًا كما توقعت، فرغم ملامحه الشابة وبنيته النحيلة، كان صدره عريضًا بما يكفي ليكون حضنه مريحًا....
...رأت وجهه من زاويةٍ لم ترها من قبل. كانت هذه أول مرة تراقب ملامح رجل عن قرب هكذا....
...'وسيمٌ بلا داعٍ.'...
...اللهيب المتصاعد من الأسفل صار مصدر الضوء. وبفضله، تراقص اللون القرمزي والأسود على خط فكه. ...
...كان ضوءًا قويًا لا يُقارن بإضاءة المسرح المعتادة المصنوعة من العدسات العاكسة ومصابيح الزيت....
...و مع الإضاءة التي صنعها بنفسه، بدا وجه لودفيك غامضًا ومثيرًا....
...عينا الرجل، التي تشبهان الياقوت الأحمر، تداخل فيهما وهج النيران بلون مشابه. و الهواء المحموم ارتفع من حولهما، يلامسهما وهماً معلّقان في الفراغ....
...تبادلا النظرات في صمت. كأن الزمن توقف. و حتى صوت احتراق اللهب وصراخ الناس المتراكضين ابتعد للحظة....
...ملك الشياطين، الذي كان يرمق أرييلا بنظرات مشتعلة، همس أخيرًا بصوت خافتٍ وجاف،...
...“…..ما كانت الجملة التالية؟”...
...شعرت أرييلا بكل الأجواء تنكسر دفعةً واحدة. و حتى الشعور الذي كان يلامس صدرها تلاشى....
...ثم رددت له جملته بصوت صغير وسريع. فأعادها بأسلوبه الخاص....
...أي، لا يزال أسلوبًا مرتبكًا ومتكلّفًا....
...“سأجعلكَم تدفعون ثمن تطاولكم على مملكتي! هذه الأميرة ستكون غنيمتي!”...
...لكن هذه المرة، صوته كان مرتفعًا أكثر من اللازم، وأداؤه ضعيف لدرجة أن طفلًا في الثالثة لن يصدّقه. ومع ذلك، كان الإخراج يعزّز من منطقية المشهد....
...“هل هذا كافٍ؟”...
...سأل الرجل بجفاء، بصوت لا يسمعه سواهما. فكتمت أرييلا شعورًا غريبًا بداخلها وأجابت....
...“…..أفضل بكثير.”...
...و كانت تحاول التظاهر بالهدوء....
...“على أي حال، لنُنهِ الأمر الآن.”...
...استجاب بسرعة مجددًا. فلا يزال يتقن الفعل أكثر من القول....
...حين نقر بأصابعه في الهواء—...
...فوووش-!...
...شفرات اللهب التي ظهرت سابقًا تضاعفت لتغدو مئات، تتساقط كالمطر. كأن مطرًا من نار يهطل، وكأن العالم ينشطر ويثور جحيم من تحته....
...الناس أحسوا أنهم أمام نهاية العالم. فصرخ أحدهم بصوت مختنق،...
...“ماذا تنتظرون؟ أيقظوا السكارى جميعًا! أطفئوها قبل أن تنتشر النار!”...
...وما زاد الطين بلّة أن النيران كانت تلتهم بعضها وتزداد. ...
...اختلط البحّارة والنبلاء في حالة من الفوضى والذعر. و من فوق رؤوسهم، دوّى صوت ملك الشياطين كالصدى،...
...“ها! ها! ها! إن كنتم تستطيعون العثور عليّ، فجربوا!”...
...…..وهذه الجملة أيضًا لم تكن في النص....
...تمتمت أرييلا في سرّها،...
...'يعثرون علينا؟ هراء! اتمنى الا يجدنا احد!'...
...تمنّت في نفسها لو أنّ الجميع استسلموا ببساطة وانتهى الأمر....
...'بعد هذه الضجّة الكبيرة، لا بدّ أنهم سيعدلون عن الأمر، حتى وإن كان الإمبراطور نفسه.'...
...لم تُحرَق السفينة عبثًا، فسوف يشهد الجميع بأنّ الخاطف كان ملك شياطين بالغ القوّة....
...“آاااه! أنقذوووني!”...
...رأت الكونت إيغور يقفز في البحر ورأسه فقط قد احترق....
...سيُعاقَب بشدّة على ما حدث، فهو المسؤول الأعلى من جهة المملكة عن هذه الزيجة....
...مجرد تذكّرها كيف تجاهل الكونت رغبتها، ودفع الأمور بدهاء وإصرار حتى زجّ بها في هذا الزواج، جعل الغيظ يتملّكها....
...'اتمنى أن يُعاقب بمصادرة الإقطاعية، وتجميد الممتلكات، و يموت مشرّدًا في مكانٍ ما.'...
...وفي تلك الأثناء، وصل طاقم الإنقاذ من سفينة المملكة. ومن خلال ألسنة الإمبراطوريين، سيصل إلى شعبها خبر ما جرى بالفعل....
...وأخيرًا، بعدما ارتفعا إلى علوّ لم يعد بالإمكان رؤية أحد منه، عاد ملك الشياطين إلى نبرته الأصلية....
...“لقد انتهى كلّ شيء، أليس كذلك؟ على أيّ حال، بما أنّ عطلتي قد تحطّمت بالكامل، أودّ العودة إلى إقطاعيّتي.”...
...بدل أن تجيب فورًا، نظرت أرييلا نحو الساحل البعيد، حيث تلوح الأضواء خافتةً في الأفق....
...“انتظر قليلًا، لا يزال هناك أمرٌ عليّ فعله.”...
...***...
...بعد قليل. كانا قد عبرا إلى اليابسة، ووقفا معًا في سماء المملكة....
...امتدّت أسفل أقدامهما مشاهد المدينة الساحلية، عاصمة المملكة التي تُعرف بجوهرة بحر إيدريا، بفضل مناخها المعتدل طوال العام ووفرة خيراتها....
...وهذه المدينة، قريبًا، ستقع في قبضة زوجة الأب. فهي متلهفة لتتوج ابنها الرضيع ملكًا في أسرع وقت ممكن....
...'الشعب ليس مذنباً، لكني ضقت ذرعاً من الأسرة المالكة ولم اهد احتملها أكثر.'...
...لم يكن هناك ما يربطها بهذا المكان بعد الآن، لذا لم تشعر بالندم....
...ومع ذلك، طلبت من لودفيك أن يمرّا من هنا، فقط لتضع زهرةً واحدة على ضريح والدتها الحقيقية....
...وبينما كانت غارقةً في أفكارها، تحدث ملك الشياطين،...
...“إن كان هذا هو الختام فعلًا، فلنعد الآن.”...
...أومأت أرييلا برأسها....
...“نعم، هيا.”...
...ثم سرعان ما تحوّل ما تبقّى من مرارة في ملامحها إلى بريق من الترقب....
...'من الآن فصاعدًا، سأذهب فعلًا إلى عالم الشياطين! إلى المكان الذي وُلد فيه السحر لأول مرة!'...
...راودها شعورٌ بأن هناك، في ذلك العالم، قد تتمكن من رؤية أقصى ما يمكن أن تبلغه قوى السحر التي تحبها....
...بالطبع، هناك عناصر خطر لا يمكن إنكارها. فعقود ملك الشياطين في الأصل تكون بين كيانين غير متكافئين في المستوى، لذا يُعامَل البشر غالبًا كملحقات لا أكثر....
...ومن أبرز الأمثلة على ذلك: إن مات ملك الشياطين، فإن المتعاقد البشري الذي كان يقتسم معه قواه السحرية يموت معه أيضًا....
...أما في حال مات المتعاقد أولًا، فإن ملك الشياطين يتعرض لأذى بالغ، لكنه لا يصل إلى درجة الموت، أو هكذا يُقال....
...'على أيّ حال، أعمار الشياطين أطول بما لا يُقاس من أعمار البشر، أليس كذلك؟ بعبارة أخرى، ما دام ملك الشياطين حيًّا، فأنا سأبقى حيّةً أيضًا.'...
...كما أنّ على ملك الشياطين واجب حماية متعاقده، مما يعني أن حياتها المقبلة ستكون خاليةً من الخوف والقلق....
...لن يكون هناك مزيد من القلق من أن تقع أسيرة لمحاكم التفتيش أو أن تفقد حياتها فجأة....
...كانت متحمسةً لما هو قادم، فبدأت ترسم خططًا لحياتها المستقبلية....
...'بما أنه ملك الشياطين، فلا بدّ أنّ لديه تحت سلطته العديد من السحرة الأقوياء.'...
...فعالم الشياطين هو موطن السحر، والشياطين هم العرق الأصيل له....
...مجرد التفكير بعدد التعاويذ الغامضة والقوية التي لم تصل بعد إلى عالم البشر، كان كافيًا ليجعل قلبها يخفق بحماس....
...وبما أنها متعاقدةٌ مع ملك الشياطين، فمعيشتها ستكون مريحة. ...
...حياة من الرفاهية ستمضيها في البحث والدراسة كما تشاء—هكذا تخيّلت المستقبل هناك....
...حينها، تدفق الحماس والطاقة فيها بقوّة....
...“هيا، لنذهب! إلى عالم الشياطين!”...
...“أه، حسنًا…..لكن..…”...
...“نعم؟”...
...“هل من الضروري أن تبتسمي وكأنكِ واقعةٌ تحت سحر ما؟ من يراك من الجانب…..يشعر ببعض الرعب، في الحقيقة.”...
...***...
...تمتم ملك الشياطين بتعويذة. ر على الأرجح، كانت تعويذة العودة التي لا يستطيع نطقها سوى من يحمل لقب “ملك الشياطين”....
...إنها تعويذةٌ عديمة الجدوى لمن لا يملك المؤهلات، ومع ذلك اشتعلت في قلب أرييلا نار الشغف المعرفي....
...فاآاات-!...
...مع اكتمال التعويذة، انبعث نورٌ أحاط بهما معًا. وبعد لحظة قصيرة شعرت بتدفّق هائل من الطاقة السحرية، و تغيرت بنية الهواء من حولهما، مما دلّ على أنّ المكان قد تبدّل تمامًا....
...'هذا هو عالم الشياطين!'...
...فتحت عينيها ببطء بعد أن أغمضتهما بسبب الوميض القوي. وفي اللحظة الأولى، ما رأته جعلها تقول بدهشة….....
...“أ-أه؟”...
...خرج صوت أرييلا مقلوبًا من الصدمة....
...“لودفيك، أين نحن؟ هل أخطأت في تحديد الإحداثيات؟”...
...“الإحداثيات صحيحة. نحن في المكان المقصود.”...
...هويييييييي-!...
...هبت ريحٌ جافة قاسية. بينما فتحت أرييلا فمها وكأنها ستتكلم، لكنها عجزت عن نطق أي كلمة لثوانٍ من شدّة الذهول....
...“هنا تقول؟”...
...“نعم، هذا هو إقليم لودفيك، مملكة ملك الشياطين.”...
...رمشت أرييلا بعينيها مرارًا، متسائلةً إن كان ما تراه مجرد وهم....
...حقولٌ زراعية مهجورة تغزوها الأعشاب البرية، وأكواخ من القش تكاد تنهار. وأدواتٌ زراعية محطّمة متناثرة هنا وهناك....
...حين رأت هذا المشهد، شعرت أرييلا بغريزتها أن هناك شيئًا ما قد انحرف بشكل كارثي....
...________________...
...ملك الشياطين فقير✨ وشعبه من الشياطين مزارعين✨ ميكس محد يبيه😭...
...على الاقل ذا الوضع احين من الزواج من ذاك العجوز😘 ...
...Dana...
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments
Kazoha
عاجبني انه حس بالرعب منها 🤣🤣🤣
2025-06-15
0
Kazoha
😑😑😑😑😑😑
واضح الوضع من الان 😒
2025-06-15
0
Kazoha
والان شايل كيس بطاطس😑🤦🏼♀️
2025-06-15
0