الفصل 3: الغابة

....

تحرك "دي" عبر الغابة بسرعة، متجاوزًا الأشجار والصخور بسهولة، متجاهلًا أصوات الحشرات والرياح التي تعصف بين الأغصان. كان يسير بخفة، يختفي بين الظلال كما لو كان طيفًا.

لم يكن يعرف كم سيستغرق من الوقت للوصول إلى المدينة، لكنه لم يكن على عجلة من أمره. كانت هذه فرصته لاستكشاف هذا العالم الجديد وفهم القواعد التي تحكمه.

بعد فترة، توقف فجأة.

نظر إلى الأرض ولاحظ آثار أقدام غير بشرية—مخالب عميقة حفرت التربة، وخدوش على الأشجار القريبة.

"وحش؟"

لم يكن هذا مفاجئًا. في عالم حيث القوي يفترس الضعيف، لم يكن البشر وحدهم من يسعى للبقاء.

تحرك "دي" ببطء، متتبعًا الآثار حتى وصل إلى ساحة صغيرة بين الأشجار، حيث رأى أمامه مخلوقًا ضخماً يشبه الذئب، لكن جسده كان مغطى بحراشف سوداء وعيناه تتوهجان بلون أزرق بارد.

"ما هذا الوحش…" تمتم "دي" وهو يراقب المخلوق بهدوء.

لم يكن يعرف ما هذا الوحش لكنه من فصيلة الذئاب، وحش من الطبقة الأولى لكنه خطير للغاية على البشر العاديين.

الذئب رفع رأسه فجأة، وكأنه شعر بشيء، وعيناه الحادتان التقت بعيني "دي".

لم يتردد الذئب، واندفع نحو "دي" بسرعة تفوق توقعات أي شخص عادي، لكن "دي" لم يتحرك.

في اللحظة التي وصلت فيها أنياب الذئب إلى عنقه، اختفى "دي" من مكانه وظهر خلفه، يمد يده المغطاة بالدخان الأسود.

"تنتهي هنا."

أطلق "دي" طاقته، وانتشر الدخان الأسود بسرعة، يلتهم جسد الذئب، مخترقًا حراشفه الصلبة كما لو كانت مجرد ورق هش.

عوى الذئب بصوت مرعب، جسده يرتجف بعنف قبل أن يسقط، لم يبقَ منه سوى بقايا متآكلة وعظام سوداء.

"قوتي لم تعد كما كانت، لكن هذا يكفي الآن." قال "دي" لنفسه وهو ينظر إلى يديه.

بعد قتله للذئب، شعر بتيار من الطاقة البدائية يتدفق إلى جسده. لم يكن هذا غريبًا عليه، قتل الكائنات الأخرى يمكن أن يساعده في تحسين القاعدة وتقوية الجسد.

من خلال الالتهام والنهب يصبح جسده اكثر قوى.

لكنه لم يكن مهتمًا بالبقاء هنا لقتل الوحوش الضعيفة، كان عليه الوصول إلى المدينة ومعرفة المزيد عن هذا العالم.

أخذ نفسًا عميقًا، ثم استمر في التحرك شمالًا، عازمًا على اتخاذ أول خطوة حقيقية في هذا العالم الجديد.

...

تحرك "دي" شمالًا عبر الغابة، لكن فجأة، توقف.

"همهمة أصوات... أشخاص؟"

أدار رأسه نحو مصدر الضوضاء، واختبأ خلف شجرة ضخمة، يراقب المشهد أمامه.

في وسط الغابة، كانت هناك مجموعة من خمسة رجال مسلحين، يرتدون دروعًا جلدية رثة، وسيوفهم مشدودة إلى أحزمتهم. كانوا يحيطون بشخص آخر—شاب نحيف ذو شعر بني، يبدو وكأنه تعرض للضرب مؤخرًا.

"أخبرنا، أين أخفيت البضائع؟" تحدث أحد الرجال، صوته مليء بالتهديد.

"لقد قلت لكم... لا أعرف! أنا مجرد رسول!" تحدث الشاب بصوت مرتجف، ودماء تسيل من زاوية فمه.

"لصوص؟ لا، بل قطاع طرق."

لم يكن هذا غير متوقع. في عالم تسوده الفوضى، كان وجود مثل هؤلاء الأشخاص أمرًا طبيعيًا.

لكن "دي" لم يكن مهتمًا بما يفعلونه. لم يكن شخصًا يتدخل فيما لا يعنيه. ومع ذلك، لمجرد أنه لا يهتم، لا يعني ذلك أنه لن يقتلهم إذا وقفوا في طريقه.

استدار ليغادر، لكن فجأة، تغيرت الأمور.

"انتظروا... هناك شخص يراقبنا!" صرخ أحد الرجال، مشيرًا نحو "دي".

"حواس جيدة، لكنكم لا تزالون حثالة."

التفت الرجال جميعهم نحوه، وأخرجوا أسلحتهم فورًا.

"من أنت؟ هل تعمل مع هذا الفأر؟" سأل أحدهم، بينما يقتربون ببطء.

تنهد "دي" بملل. لم يكن في مزاج للحديث، ولم يكن لديه وقت ليضيعه مع هؤلاء الضعفاء.

في غمضة عين، اختفى من مكانه.

"اختفى؟!" صرخ أحد الرجال.

لكن قبل أن يتمكنوا من استيعاب الأمر، ظهر "دي" خلفهم.

"ما—"

لم يتمكن الرجل من إنهاء جملته، إذ اخترقت يد "دي" صدره، وانتزع قلبه بقوة، قبل أن يسقط جسده ميتًا.

"إنه سيد قاعدة!" صرخ أحدهم بفزع.

بلمح البصر، قفز رجل آخر مهاجمًا بسيفه، لكن "دي" ببساطة أمال رأسه، متجنبًا الهجوم بسهولة. ثم رفع يده وأطلق دفقة من الدخان الأسود.

صرخ الرجل بينما تآكل جسده ببطء، وتحول إلى رماد.

بقية الرجال بدأوا يرتجفون، عرقهم يتصبب من جباههم.

"ل— لنهرب!"

لكن "دي" لم يكن ينوي تركهم.

اختفى من مكانه مرة أخرى، وعندما ظهر، كانت يده مغروسة في عنق أحد الرجال، بينما الآخر سقط أرضًا مقطوع الرأس.

لم يتبقَ سوى رجل واحد، جسده يرتعش بشدة.

"م— م— من أنت؟!" سأل الرجل الأخير، يكاد يسقط من الرعب.

نظر إليه "دي" بلا مبالاة، ثم رفع يده.

"م— مهلًا! أستطيع أن أعطيك معلومات! الرجاء—"

لم يكن "دي" مهتمًا.

في لحظة، غمر الدخان الأسود جسد الرجل، وتحلل بالكامل، تاركًا وراءه فقط بقعة سوداء على الأرض.

عاد الهدوء إلى الغابة.

"ها... ها..."

كان الشاب ذو الشعر البني لا يزال هناك، ينظر إلى "دي" برعب، غير قادر على النطق بكلمة واحدة.

توجه "دي" نحوه ببطء، ونظر إليه بلا تعبير.

"أنت مجرد رسول، صحيح؟"

أومأ الشاب بسرعة، جسده لا يزال يرتعش.

"حسنًا. أين تقع المدينة؟"

"ش— شمالًا، بعد اجتياز النهر... ستصل إليها..."

لم يقل "دي" شيئًا آخر، بل استدار ببساطة وواصل طريقه، تاركًا الشاب وراءه، لا يزال يحاول استيعاب ما حدث.

بعد فترة يمكن سماع صوت صراخ الشاب للحظة قبل ان يتوقف.

"تركه حيا قد يسبب المتاعب لاحقا، اسكاته بالقتل يجعلني اشعر براحة اكبر ."

استمر "دي" بالسير، متجهًا نحو المدينة ناسيا ما حدث في وقت سابق.

...

مختارات
1 الفصل 1: العالم اللانهائي!
2 الفصل 2: القتل
3 الفصل 3: الغابة
4 4: الوصول الى المدينة والدفع بالدم
5 الفصل 5: المصفوفة القديمة
6 الفصل 6: ترميم المصفوفة
7 الفصل 7: العالم مجرد فريسة
8 الفصل 8: التخطيط
9 الفصل 9: الرحلة و الوصول
10 الفصل 10: بداية السرقة
11 الفصل 11: غضب هان
12 الفصل 12: المصيدة الجليدية
13 الفصل 13: معركة
14 الفصل 14: الاختراق
15 الفصل 15: اللقاء داخل التشكيل
16 الفصل 16: تحالف هش
17 الفصل 17:بين الأطماع والقدر… من يستحق الكنز؟
18 الفصل 18: بين النمر والفريسة، من سيصطاد الآخر؟
19 الفصل 19: عندما يصبح الصياد فريسة.
20 الفصل 20: حياة بثمن
21 الفصل 21: العودة
22 الفصل 22: عزلة
23 الفصل 23: ليلة الدماء
24 الفصل 24: عبور المجهول
25 25: عبور المجهول 2
26 26: قافلة في الصحراء
27 27: المجزرة في الرمال
28 الفصل 28: خيوط في الظلام
29 الفصل 29: المدينة العظيمة
30 الفصل 30: قبول مهمة
31 31: طريق الجرذ الحكيم
32 الفصل 32: أصداء الدم في صمت الصحراء
مختارات

32تم تحديث

1
الفصل 1: العالم اللانهائي!
2
الفصل 2: القتل
3
الفصل 3: الغابة
4
4: الوصول الى المدينة والدفع بالدم
5
الفصل 5: المصفوفة القديمة
6
الفصل 6: ترميم المصفوفة
7
الفصل 7: العالم مجرد فريسة
8
الفصل 8: التخطيط
9
الفصل 9: الرحلة و الوصول
10
الفصل 10: بداية السرقة
11
الفصل 11: غضب هان
12
الفصل 12: المصيدة الجليدية
13
الفصل 13: معركة
14
الفصل 14: الاختراق
15
الفصل 15: اللقاء داخل التشكيل
16
الفصل 16: تحالف هش
17
الفصل 17:بين الأطماع والقدر… من يستحق الكنز؟
18
الفصل 18: بين النمر والفريسة، من سيصطاد الآخر؟
19
الفصل 19: عندما يصبح الصياد فريسة.
20
الفصل 20: حياة بثمن
21
الفصل 21: العودة
22
الفصل 22: عزلة
23
الفصل 23: ليلة الدماء
24
الفصل 24: عبور المجهول
25
25: عبور المجهول 2
26
26: قافلة في الصحراء
27
27: المجزرة في الرمال
28
الفصل 28: خيوط في الظلام
29
الفصل 29: المدينة العظيمة
30
الفصل 30: قبول مهمة
31
31: طريق الجرذ الحكيم
32
الفصل 32: أصداء الدم في صمت الصحراء

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon