بعد أن أفاق بلين، وجد نفسه في غرفة كبيرة.
كان الخيميائي واقفًا أمامه، وإلى جواره الأميرة يونا.
قالت يونا بلطف:
– هل أنت بخير؟
صرخ بلين:
– لااا! أنا لست بخير! لا أريد أن أفعل ذلك مجددًا، لا أريد أن أرى معاناة الآخرين… أرجوك، دعيني أذهب!
ردّت يونا بهدوء:
– لا تخف يا بلين. أنا معك. أنت ستساعد الأبرياء، وستكون بطلًا شريفًا.
أشاح بلين بوجهه وقال بمرارة:
– لا أريد أن أكون بطلًا. فقط دعيني أذهب، أرجوك.
تنهدت يونا وقالت:
– حسنًا… هذا اختيارك. سأترك لك بعض الوقت لتفكر.
وغادرت الغرفة.
جلس بلين على الأرض يفكر، ثم قال في نفسه:
– يظنون أني سأُخدع مرتين؟ الآن… هذا وقتي، وهذه لعبتي.
دخلت الخادمة بعد دقائق وقالت بابتسامة باهتة:
– السيدة يونا قالت أن أُعطيك هذا الشاي، لكي تهدأ قليلاً. وهي تتمنى أن تعمل معنا.
أخذ بلين الكوب وقال بهدوء:
– شكرًا لك.
ثم قال في داخله:
– شرب هذا الشاي يتطلب شجاعة.
وما إن شربه، حتى بدأ يفقد وعيه.
استفاق بلين ليجد نفسه في غرفة مظلمة.
سلاسل حديدية تقيد عنقه ويديه وقدميه. أمامه كان يقف "قائد الحرس" جون.
قال جون ساخرًا:
– يا لك من غبي... كيف تجرؤ على عصيان الأميرة يونا؟
ولكمه لكمة عنيفة على وجهه.
صرخ بلين من الألم، لكن جون لم يتوقف.
استمر في ضربه حتى تألمت يداه.
لكن بلين قال بهدوء غريب:
– الآن أصبحوا ٣٧ لكمة.
غضب جون أكثر، وأكمل ضربه بلا رحمة.
وفجأة دخلت الأميرة يونا.
قال جون بانفعال:
– هذا الغبي يتحمل كثيرًا، ولا يريد الاستسلام!
أخرجت يونا صولجانها السحري، وضربته بطاقة "النجم".
بدأ جسد بلين يحترق تدريجيًا، وصرخ بأعلى صوته.
قالت يونا بصوت غاضب:
– لماذا أنت قوي هكذا؟ كيف تجرؤ على عدم طاعتي؟
أشعر بالاشمئزاز حين أعلم أنك مثلي!
وقبل أن تواصل، دخل الخيميائي مسرعًا.
قال بهدوء:
– سيدتي... بهذا الشكل سوف يموت... اتركي الأمر لي.
نظرت إليه ببرود:
– آمل أن تفعل شيئًا مفيدًا.
وغادرت مع جون.
اقترب الخيميائي من بلين وقال:
– يبدو أنك قوي جدًا… لم تترك لي أي خيار.
ثم لكمه بقوة، فسقط بلين أرضًا فاقدًا للوعي.
أخرج الخيميائي زجاجة تحتوي مشروبًا أرجوانيًا، وسقاه لبلين.
بعدها ذهب إلى يونا، وقال بهدوء:
– سيدتي، لقد تصرفت.
صرخت يونا:
– ماذا فعلت أيها الأحمق؟!
قال:
– أعطيته "مضاد الاستخراج".
سألت بغضب:
– وما هو مضاد الاستخراج؟!
أجاب:
– دواء يفقده ذاكرته ويجعله مدمنًا عليه.
ستستطيعين التحكم به بسهولة… فقط قدّمي له القطرات.
ابتسمت يونا ببرود:
– أحسنت… وأخيرًا أحد يفهم.
عندما أفاق بلين، كان يصرخ:
– أريد الدواء! أرجوكم… أعطوني الدواء!
دخلت يونا، تمسك الزجاجة وتضحك، ثم سكبتها على الأرض وقالت:
– إن كنت تريده، فالعقه من على الأرض مثل الكلب.
بلين انحنى، وبدأ يلعق.
فوضعت قدمها على رأسه، وظلت تضغط عليه.
واستمر الحال يومًا بعد يوم.
لكن في أحد الأيام...
سكبت يونا الدواء، وبينما بلين يلعقه، أمسك بقدمها.
ركلته يونا في وجهه وقالت:
– ابتعد عني أيها الخنزير المقرف!
أمسكت الزجاجة، وضربته بها على رأسه.
تحطمت، وبدأ رأسه ينزف.
غادرت يونا الغرفة.
بلين، والدم ينزف، رأى مشهدًا في عقله...
كان في ممر ضيق، جدرانه مرايا مشققة، تعكس صوره مشوهة:
– عين مفقوءة... جلد محترق... يبتسم ساخرًا ومغطى بالدم.
في نهاية الممر، باب خشبي مائل، ينزف منه سائل أسود.
فتحه ببطء، فوجد غرفة بها كرسي حديدي، مربوط عليه "بلين آخر".
قال الآخر وهو يصرخ:
– لا تدخل! لا تدعهم يأخذوك!
سلاسل حديدية نزلت من السقف، أمسكت به ورفعته عاليًا.
ظهرت يونا بوجه نصفه بشري ونصفه عظام، وقالت بصوت مزدوج:
– أنت لي الآن… لن تهرب مني أبدًا.
بدأ جسده يذوب، وعيناه تسقطان أرضًا.
لكنه لم يصرخ… فقط ظل فمه مفتوحًا بلا صوت.
ثم...
ظهر الخيميائي وهو يبتسم:
– بلين مات… الذي تبقّى هو ظلٌّ يبحث عن دوائه.
انهار كل شيء.
المرايا تنفجر، الجدران تذوب، الأصوات تتعالى...
ثم سُمع صوت قوي:
"استيقظ... أنت بلين."
استفاق بلين، يتنفس بصعوبة.
نظر إلى انعكاسه في الدواء على الأرض.
ابتسم ابتسامة خفيفة، وقال:
– أنا... اسمي بلين... وسوف... أنتقم.
وبينما الحراس يتحدثون بالخارج، سمع ما ينتظره.
"الملك كلوڤر تحرك إلى الشرق، ولن يعود إلا بعد أسبوع."
بلين، بيديه المقيدة، استخدم قوة "الإبادة" التي استنسخها.
حطّم السلاسل. وهرب.
في القصر...
كانت يونا تمشي يمينًا ويسارًا بتوتر.
قال الخيميائي:
– لا داعي للقلق يا سيدتي. فجون لا يُستهان به.
ردّت بغضب:
– اصمت أيها الأحمق… لا أحتاج إلى نصيحتك.
لم تمر دقائق حتى عاد الحراس ومعهم بلين، مكبلًا مجددًا.
قال جون:
– سيدتي… أحتاج أن أخبرك بشيء مهم، لكن ليس هنا.
قالت:
– تعال إلى غرفتي.
في الغرفة، يونا تجلس أمامه:
– عليك أن تشعر بالفخر… أنت في غرفة الأميرة يونا. والآن… تكلم.
وفجأة…
جون يقطع رأسي الحارسين بسيفه!
صرخت يونا:
– ماااذا تفعل أيها الغبي جون؟!
قال بابتسامة:
– أنا لست جون… أنا بلين.
أعاد وجهه الحقيقي باستخدام قوته.
وقال:
– وأريد... الانتقام!
– لاااااا! أرجوك سامـ…
قطع بلين كلماتها بسيفه.
ضربها على كتفها، فسقطت على الأرض تتلوى من الألم.
قال بصوت بارد:
– لا تطلبي الرحمة، من لم يعرفها يومًا.
اقترب منها، نظر في عينيها وقال:
– تظنين أنكِ ملكة؟ أنتِ مجرد طفلة مدللة…
تحسبين أن العرش يُبنى بالتعذيب.
زحفت يونا إلى الخلف، والدم يسيل من كتفها.
قالت بصوت مرتجف:
– الخيميائي... سينقذني... سيأتي الآن...
ضحك بلين وقال:
– هو أول من قُضي عليه… لقد مات قبل أن تصرخي، ولكن لا تخافي فقد نسخت قواه
صدمت يونا، شهقت ثم حاولت النهوض، لكن بلين داس على قدمها.
قال وهو ينظر نحو النافذة:
– لقد رأيت كل شيء… رأيت الوحش الذي صنعتوه داخلي.
والآن جاء وقت الحساب
يونا: لاااااا! أرجوك، سامحني. سأعطيك كل ما تريد: المال، والسلطة، والقوة، وكل شيء!
بلين، بنظرات مرعبة وضحكة مخيفة: أنا لا أريد سوى الانتقام. ثم يمسك بيد يونا ويقول: سألعب معك لعبة، وإذا فزتِ فسأتُركِ، وإذا خسرتِ فسأكمل.
يونا، بصوت مرعوب: ما هي اللعبة؟
لا يُجيب بلين، ويمسك بيدها ويكسر إصبعها.
يونا: آاااااااااااااه!
بلين: هذه هي اللعبة. سأكسر كل أصابعك، وإذا تحملتِ للنهاية سأتُركِ. لكنك خسرتِ الآن. ويعيد شفاء أصابعها.
ثم يبدأ بتكسير أصابعها واحداً تلو الآخر، ويونا تتماسك بكل ما لديها. وعندما يتبقى إصبع واحد، يعيد شفاء كل أصابعها.
يونا، ببكاء شديد: لااااااااااااا! ولكن هذا ليس عدلاً!
بلين: للأسف، لقد خسرتِ. سنبدأ لعبة جديدة. ويمسك سيخاً حديدياً ويضعه فوق نار المدفأة، ويبدأ بحرق جسد يونا. تصرخ يونا بكل ما لديها، ولكن لا فائدة من الصراخ. وبعد ذلك، يضع السيخ في يدها اليمنى ليخرجه من الجانب الآخر. ويونا، من شدة التعب، تكون غير قادرة على الصراخ.
بعدها، يمسك بلين يونا من شعرها، يرفعها أمام المرآة ويقول: عليك أن تنظرِي نظرة أخيرة على وجهك، فأنا سأغيّره، وسآخذ كل ذكرياتك.
يونا: لاااااااااااا!!!
وبعدها، يضع بلين يده على وجهها ويغيّر ملامحها، ويستخرج كل ذاكرتها باستخدام قواه.
ثم يضع وجه يونا على إحدى جثث الحراس، ويحرق الغرفة بالكامل، ويأخذ يونا ويغادر قائلاً كلماته الأخيرة:
"إنها البداية فحسب."
Comments
hazem Ibrahim
استمر كمل وعيش على حلمك انت هتقدر لما كلنا في ظهرك انت هتقدر يا يوسف كمل
2025-05-06
1
Serrano manga
تابع لا تختفي لمدة طويلة
2025-05-07
2