نهاية الطقوس

استيقظت آنا على صوت طنين منخفض، كأن الأرض نفسها كانت تهمس في أذنها. كانت الغرفة مظلمة، ولم يكن هناك أي مصدر للضوء سوى وهج خافت ينبعث من القلادة التي لا تزال معلقة حول عنقها. جلست ببطء، وعيناها تحدقان في الجدران التي كانت تنبض وكأنها كائن حي.

"ما الذي يحدث؟" همست آنا لنفسها.

فجأة، انفتح الباب بعنف، واندفع تيار بارد عبر الغرفة. دخلت الكائنات… تلك العيون الحمراء التي رأتهم في القبو. كانوا يزحفون على الجدران، مخالبهم تترك علامات عميقة على الخشب. أصوات الهمسات ملأت الغرفة، وكأن هناك عشرات الأصوات تتحدث في آن واحد.

"لقد بدأ كل شيء، آنا… لا يمكنكِ الهرب."

تراجعت آنا للخلف، لكنها اصطدمت بالجدار. امتدت يد نحيلة من الظلام، ثم ظهرت النسخة المشوهة من والدتها أمامها.

"أنتِ واحدة منا الآن."

صرخت آنا، لكن النسخة اقتربت أكثر. كانت عيونها مملوءة بالسواد، وابتسامتها تكشف عن أسنان حادة. أمسكت النسخة بوجه آنا، وقالت بصوت منخفض:

"دمكِ هو المفتاح."

شعرت آنا بأن أنفاسها تتباطأ. شيء ما كان يسحب روحها للخارج. رموز سوداء بدأت تظهر على جلدها، تمتد من رقبتها حتى أطراف أصابعها. الكائنات كانت تزحف باتجاهها، والهمسات تحولت إلى صراخ.

"أتركني!"

فجأة، اشتعلت القلادة حول عنقها، وأضاء ضوء أبيض نقي الغرفة. ارتدت النسخة للخلف، وصرخت بصوت جعل الجدران تهتز. تقدمت آنا للأمام، عيناها الآن تلمعان بضوء أحمر.

"لستُ ملكًا لكم."

مدت يدها نحو النسخة، وشعرت بقوة تتدفق من جسدها. الرموز السوداء على جلدها بدأت تتوهج، ثم تحولت إلى رموز حمراء متوهجة. فجأة، شعرت أن الأرض تهتز تحت قدميها.

"آنا… توقفي…"

لكنها لم تتوقف. تقدمت خطوة أخرى، ثم صرخت بقوة:

"أخرجوا من حياتي!"

انفجر الضوء من جسدها، ودُفعت النسخة للخلف. الكائنات بدأت في الصراخ، ثم ذابت في الظلام. الرموز على الجدران اختفت، والهمسات توقفت.

لكن النسخة لم تختفِ. كانت تجلس على الأرض، تراقب آنا بعينين غارقتين في الدم. قالت النسخة بصوت منخفض:

"لقد أطلقتِ اللعنة… دمكِ أصبح جزءًا منها. لا يمكنكِ التخلص منها الآن."

تقدمت آنا ببطء، ثم جلست أمام النسخة. مدت يدها ولمست خدها برفق.

"لا أريد أن أكون جزءًا من هذا…"

ابتسمت النسخة ببطء، ثم قالت:

"ولكنكِ الآن الوريثة. عليكِ إنهاء ما بدأناه."

تراجعت آنا للخلف، لكن النسخة أمسكت بمعصمها بقوة. عيناها السوداوان أصبحتا تلمعان.

"الدم يحتاج للتضحية."

فجأة، شعرت آنا بألم مروع في قلبها. نظرت إلى صدرها، فرأت رمحًا أسود يخترق جسدها. وقفت النسخة أمامها، ابتسامتها تتسع.

"لقد اكتملت الطقوس."

صرخت آنا، لكن الألم تحول إلى غضب. أمسكت بالرمح وسحبته بقوة من جسدها. بدأ الدم الأسود يتدفق من الجرح، لكنه لم يكن دمًا عاديًا — كان يتوهج بلون أحمر داكن.

"إن كنتِ تريدين روحي…"

تقدمت آنا للأمام، ثم غرست الرمح في قلب النسخة. عينا النسخة اتسعتا، وبدأت تصرخ بينما جسدها بدأ يذوب.

"هذا… ليس… ممكنًا…"

لكن آنا لم تتوقف. دفعت الرمح بعمق أكبر، ثم همست:

"أنا من يتحكم في هذه اللعنة… الآن، اختفي."

انفجر جسد النسخة في وميض أسود، وتحولت إلى غبار اختفى في الهواء. سقطت آنا على الأرض، أنفاسها لاهثة.

عندما فتحت عينيها، كانت في غرفتها. كانت الشمس تتسلل من خلف الستائر. نهضت ببطء، ثم نظرت إلى المرآة. الرموز على جسدها كانت قد اختفت، لكن القلادة كانت لا تزال تلمع بخفوت.

تقدمت نحو الدمية المكسورة عند الباب. جلست أمامها، ثم همست:

"لقد انتهى كل شيء…"

لكنها شعرت بشيء يتحرك خلفها. التفتت بسرعة، فوجدت ظلًا يقف عند المدخل. كان طويلًا، له عيون حمراء تتوهج في الظلام.

"هل تعتقدين أن الطقوس انتهت حقًا؟"

ابتسم الظل، ثم قال بصوت منخفض:

"لقد أصبحتِ الآن… واحدة منا."

انطفأت الأنوار فجأة، وغرقت الغرفة في الظلام.

~النهاية ~

أتمنى أن تكون الرواية أعجبتكم ❤️❤️❤️❤️

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***