**تطور القوى **

**الفصل الخامس**

بعد معركة الليلة الطويلة التي كادت أن تستهلك كل طاقته، أدرك يون أنه بحاجة إلى أن يصبح أقوى. الشياطين التي واجهها كانت تزداد قوة وعدداً، ولن تكون مهاراته الحالية كافية لمواجهة التهديدات القادمة. كان يعلم أن عليه أن يدفع نفسه إلى حدود جديدة، أن يستكشف طرقاً لم يجرؤ على تجربتها من قبل.

قرر يون أن يترك القرية لفترة، متجهاً نحو الجبال الشرقية، حيث تقع "مكتبة الأقدار"، مكان أسطوري يقال إنه يحتوي على معرفة قديمة عن قتال الشياطين وتقنيات القوة الخفية. المكتبة كانت محمية بواسطة حراس أشداء وألغاز معقدة، لكن يون كان مصمماً على الوصول إليها.

بعد أيام من السفر الشاق، وصل يون إلى المكتبة، وهي بناء ضخم منحوت في الجبل نفسه. عند البوابة، واجهه حارس عجوز، عيناه تلمعان بالحكمة.

"لماذا أتيت، قاتل الشياطين؟" سأل الحارس بصوت هادئ.

"أتيت لأتعلم، لأصبح أقوى," أجاب يون باحترام. "العالم يحتاج إلى من يحميه من الظلام المتزايد."

نظر الحارس إليه لحظة، ثم أومأ برأسه. "ادخل. لكن اعلم أن المعرفة التي تبحث عنها ليست بلا ثمن."

دخل يون إلى المكتبة، حيث وجد نفسه محاطاً بآلاف الكتب والمخطوطات القديمة. بدأ في البحث عن أي شيء يمكن أن يساعده، حتى عثر على كتاب بعنوان "تقنيات الروح القديمة". الكتاب كان يتحدث عن طرق لاستدعاء قوى روحية قديمة، ودمجها مع تقنيات القتال الجسدية.

أمضى يون أسابيع في دراسة الكتاب، يتدرب بلا توقف. تعلم كيفية التواصل مع أرواح المحاربين القدماء، وكيفية استعارة قوتهم لتعزيز مهاراته. كانت العملية مؤلمة ومجهدة، لكنه لم يتوقف.

في أحد الأيام، بينما كان يتدرب في ساحة خارج المكتبة، شعر بتدفق قوة جديدة في جسده. سيفه بدأ يلمع بضوء أقوى، وحركاته أصبحت أسرع وأكثر دقة. لقد نجح في دمج قوة الأرواح القديمة مع تقنياته الخاصة.

عندما شعر أنه مستعد، قرر يون العودة إلى القرية. كان يعلم أن المعركة القادمة ستكون أصعب، لكنه كان يعلم أيضاً أنه أصبح أكثر استعداداً لمواجهتها. لأنه الآن، لم يكن مجرد قاتل شياطين. لقد أصبح حامياً للروح والقوة القديمة، وبطلًا جديدًا لعصر الظلام.**الفصل الخامس: التدريب مع الصديق**

بعد أن غادر يون "مكتبة الأقدار" حاملاً معه معرفة جديدة وقوة روحية متجددة، قرر أن يعود إلى قريته ليرى كيف كانت الأمور هناك. لكنه كان يعلم أن معرفته الجديدة تحتاج إلى صقل، وأنه بحاجة إلى من يساعده في اختبار قوته وتحسينها. وهنا تذكر صديقه القديم، **كايدن**.

كايدن كان محارباً ماهراً، ورفيق يون في العديد من المعارك. كان الاثنان يتنافسان دائماً، ويتحديان بعضهما البعض ليصبحا أقوى. عرف يون أن كايدن سيكون الشخص المثالي لمساعدته في التدريب على تقنياته الجديدة.

عندما وصل يون إلى القرية، وجد كايدن في ساحة التدريب، يتدرب بمفرده بسيفه الثقيل. كان كايدن أطول من يون بقليل، مع جسم عضلي وقوة بدنية هائلة. عندما رأى يون، توقف عن التدريب وابتسم.

"لقد عدت أخيراً," قال كايدن بصوت عالٍ. "كنت أتساءل متى ستظهر."

"كانت رحلة طويلة," أجاب يون وهو يقترب. "ولدي الكثير لأخبرك به."

جلس الاثنان تحت شجرة كبيرة، حيث شرح يون لكايدن كل ما تعلمه في المكتبة، عن الأرواح القديمة، وعن القوة الجديدة التي اكتسبها. كايدن استمع باهتمام، ثم قال:

"إذا كنت تريد أن تصبح أقوى، فأنت بحاجة إلى من يتحداك. أنا هنا لأفعل ذلك."

بدأ الاثنان التدريب في اليوم التالي. كانوا يلتقيان في ساحة التدريب عند الفجر، ويقضيان الساعات في اختبار تقنياتهم. كايدن، بقوته البدنية الهائلة، كان يتحدى يون بضربات سيفه الثقيلة، بينما كان يون يستخدم سرعته وتقنياته الجديدة لتفادي الهجمات والرد بضربات سريعة ودقيقة.

في أحد الأيام، قرر الاثنان أن يتنافسا في مبارزة حقيقية، لاختبار قوتهما إلى أقصى الحدود. وقفا في وسط الساحة، يتأهبان للقتال.

"لا تتراجع," قال كايدن وهو يرفع سيفه.

"لن أفعل," أجاب يون بثقة.

بدأت المبارزة بسرعة، كايدن يهجم بضربات قوية ومباشرة، بينما يون يتفادى ببراعة ويطلق ضربات سريعة. لكن هذه المرة، كان يون يستخدم تقنياته الجديدة. سيفه كان يلمع بضوء ذهبي، وحركاته كانت أسرع من أي وقت مضى.

في لحظة حاسمة، استدعى يون قوة الأرواح القديمة، وسيفه اشتعل بضوء ساطع. بضربة واحدة، تمكن من إيقاف سيف كايدن الثقيل، ثم أتبعها بضربة سريعة أوقفت كايدن في مكانه.

"انتهت المبارزة," قال يون وهو يخفض سيفه.

كايدن ابتسم، وهو يتنفس بعمق. "لقد أصبحت أقوى بكثير. أنا فخور بك."

"لن أكون هنا لولا مساعدتك," أجاب يون. "أنت من جعلني أدفع نفسي إلى أقصى الحدود."

منذ ذلك اليوم، استمر الاثنان في التدريب معاً، كل منهما يتحدى الآخر ليصبح أقوى. كانوا يعلمون أن المعارك القادمة ستكون أصعب، لكنهم كانوا يعلمون أيضاً أنهم مستعدون لمواجهتها، معاً.

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***