**الفصل الرابع: يون قاتل الشياطين**
كانت الرياح تعوي في سماء القرية الصغيرة، حاملة معها رائحة الخوف والرطوبة. الغيوم السوداء كانت تتجمع فوق الجبال، وكأنها تحذر من شيء شرير قادم. القرية التي كانت يوماً ما هادئة ومليئة بالحياة، أصبحت الآن أشبه بمدينة أشباح. الأبواب مغلقة، والنوافذ محكمة الإغلاق، ولم يعد أحد يجرؤ على الخروج بعد غروب الشمس.
يون، الشاب الطويل القامة ذو العينين الحادتين، كان يقف عند أطراف القرية، متأملاً الأفق البعيد. سيفه الطويل، المزين برموز قديمة، كان معلقاً على ظهره، يلمع تحت ضوء القمر الخافت. كان يعلم أن الليلة ستكون مختلفة. لقد شعر بوجود شر قوي يتسلل نحو القرية، شر لم يواجهه من قبل.
"أخيراً، لقد وجدتك," همس يون لنفسه، وهو يضغط على قبضة سيفه. كان يعلم أن الشياطين التي تطارد القرية ليست عادية. لقد سمع عنها في الحكايات القديمة، شياطين قادمة من عالم الظلام، تحمل معها الموت والدمار.
فجأة، سمع صوت صراخ من بعيد. قلب يون رأسه بسرعة، وعيناه تتوهجان بالتصميم. كان الصراخ يأتي من منزل صغير عند أطراف القرية. دون تردد، انطلق يون بسرعة البرق، سيفه في يده، مستعداً لمواجهة أي شيء يقف في طريقه.
عندما وصل إلى المنزل، وجد الباب مفتوحاً على مصراعيه، والداخل كان مظلماً. دخل بحذر، مستمعاً لأصوات خافتة تأتي من الداخل. فجأة، ظهرت أمامه عينان حمراوان في الظلام، تتبعها ضحكة شريرة.
"لقد أتيت أخيراً، قاتل الشياطين," قال صوت عميق ومخيف. "لكنك لن تستطيع إيقافي."
لم يرد يون. بدلاً من ذلك، رفع سيفه وهجم بسرعة، مطلقاً ضربة قوية تجاه الظل الذي يقف أمامه. لكن الشيطان كان سريعاً، وتفادى الضربة بسهولة. الاثنان تبادلا الضربات بسرعة، كل منهما يحاول إيجاد ثغرة في دفاع الآخر.
في النهاية، وجد يون الفرصة التي كان ينتظرها. بضربة سريعة ودقيقة، اخترق سيفه قلب الشيطان، الذي صرخ بألم قبل أن يتحول إلى غبار أسود.
خرج يون من المنزل، وهو يتنفس بعمق. كان يعلم أن هذه ليست النهاية. كانت هناك شياطين أكثر قوة تنتظره في الظلام. لكنه كان مستعداً. لأنه كان يون، قاتل الشياطين، الرجل الذي لن يتوقف أبداً عن حماية الأبرياء من قوى الظلام.**الفصل الرابع: يون قاتل الشياطين (الجزء الثاني)**
بعد أن اختفى الشيطان الأول في غبار أسود، لم يكن لدى يون وقت للراحة. فجأة، ارتفع صوت عواء مرعب من خارج المنزل، يهز الأرض تحت قدميه. كان هناك المزيد منهم. الشياطين كانت تتجمع، وكأنها تستدعي بعضها البعض للانتقام من الذي قتل أحدها.
خرج يون إلى الشارع المظلم، سيفه لا يزال يلمع بضوء خافت، وكأنه يتغذى على قوة الظلام المحيطة. الهواء كان مشحوناً بالطاقة الشريرة، والظلال بدت وكأنها تتحرك من تلقاء نفسها. لكن يون كان يعلم أن هذه ليست مجرد أوهام. كانت الشياطين تتربص، تنتظر اللحظة المناسبة للانقضاض.
فجأة، انقضت عليه ثلاثة شياطين من الظلام، مخالبها الحادة تلمع تحت ضوء القمر. يون تفادى الضربة الأولى ببراعة، ثم استدار بسرعة وقطع ذراع أحد الشياطين بسيفه. الشيطان صرخ بألم، لكنه لم يتوقف. بدلاً من ذلك، هجم مرة أخرى بشراسة أكبر.
القتال كان شرساً. يون كان يتحرك بسرعة البرق، سيفه يلمع في الهواء وهو يقطع طريقاً عبر جحافل الشياطين. كل ضربة كانت دقيقة وقاتلة، لكن الشياطين كانت لا تنتهي. كلما قتل واحداً، ظهر اثنان آخران ليحلوا محله.
في لحظة من اللحظات، وجد يون نفسه محاطاً من جميع الجهات. الشياطين كانت تقترب منه ببطء، عيونها الحمراء تتوهج بالكراهية. لكن يون لم يفقد رباطة جأشه. بدلاً من ذلك، أغمض عينيه للحظة، واستدعى قوته الداخلية. سيفه بدأ يلمع بضوء أقوى، وكأنه يستجيب لطاقة يون النقية.
"هيا، تعالوا!" صرخ يون، وهو يفتح عينيه، وكانتا تتوهجان بضوء ذهبي.
بسرعة خاطفة، هجم على الشياطين، سيفه يقطع الهواء بسرعة لا يمكن للعين أن تتبعها. كل ضربة كانت تقتل شيطاناً، وكل حركة كانت تحركه بعيداً عن الخطر. في النهاية، وقف يون وسط ساحة المعركة، محاطاً بأجساد الشياطين التي كانت تتحول إلى غبار.
لكن القتال لم ينته بعد. من الظلام، ظهر شيطان ضخم، أكبر وأقوى من أي شيء واجهه يون من قبل. عيناه كانتا كالنار، وجسمه كان مغطى بدرع أسود لامع. هذا كان قائدهم.
"أنت قوي، قاتل الشياطين," قال الشيطان بصوت هادر. "لكنك لن تستطيع هزيمتي."
رد يون بابتسامة صغيرة. "لن أعرف حتى أجرب."
القتال بينهما كان ملحمياً. الشيطان الضخم كان سريعاً وقوياً، لكن يون كان ماهراً وذكياً. كل ضربة من الشيطان كانت تكاد تدمر الأرض تحته، لكن يون كان يتفادىها ببراعة، ويطلق ضرباته الخاصة في اللحظات المناسبة.
في النهاية، وجد يون الفرصة التي كان ينتظرها. بضربة سريعة ودقيقة، اخترق سيفه قلب الشيطان الضخم، الذي صرخ بألم قبل أن يتحول إلى غبار أسود.
وقف يون، يتنفس بعمق، وهو ينظر إلى السماء. كان يعلم أن المعركة قد انتهت... على الأقل لهذه الليلة. لكنه كان يعلم أيضاً أن الظلام لن يتوقف أبداً عن المحاولة. وكان مستعداً لمواجهته، في كل مرة، حتى آخر نفس في جسده. لأنه كان يون، قاتل الشياطين، حامي الضعفاء، وبطل الظلام.
7تم تحديث
Comments