كابوس يتحقق

بعد العديد من المحاولات سئمت من محاولة الخروج وادركت استحالة الخروج فلم استطع إلا التفكير فى حياتي على الارض والذكريات التى بدأت تتلاشى من عقلي. عندما كنت طفلا كنت اظن ان العالم ملكي وانه اجمل مكان فى العالم ولطالما احببت برامج الفضاء وكنت اتابعها حتى النوم احيانا ودعمني كل اقاربي بما فيهم ابي وامي ولطالما وقفا الى جانبى فى السراء والضراء. ادركت كم افتقدهم وافتقد عالمي حتى جائت روز تواسيني وتطمئنني ان كل شيء سيكون بخير. لم تمر اللحظة حتى سمعنا صوت انفجارات ضخمة تعم المكان واصوات مركبات الفلكيين تحيط المنطقة. نظرنا يمينا ويسارا حتى ضرب شيء ما الحاجز وقام بتدميره وعندما ادركنا ماهية الشىء بدا انه طبق طائر شبه محطم.

لم نكن نفهم ما الذى يجري لكننا جرينا باقصى ما يمكن للطبق الطائر وعندما دخلنا من نواته وجدنا ان قائد المركبة رجل آلي وقد تحطم من قوة الاصطدام قمنا بمحاولة تشغيل الطبق الطائر وعند محاولتنا لتشغيله ظهر المزيد من الاطباق الطائرة فى المكان وبدا انهم يواجهون سفينة فضائية ضخمة ولم تكن تبدو من نفس جيشهم.

كان المكان مليئا بالانفجارات والدمار وتحول المكان الذى يشبه الجنة الى جحيم بسرعة. عندما استطعنا تشغيل الطبق الطائر وبدا بالطفو راينا ان الفلكيين قد تمكنو فى النهاية من السفينة وتدميرها.

بعدها مباشرة استخدمنا السرعة القصوى وحددنا الوجهة للارض. كان بامكاننا رؤية كل شيء يمر بسرعة عالية ونحن نجتاز كل شيء بسلاسة وبدون شعور انك تقود مركبة بل كل شيء كان صامتا ويعمل اوتوماتيكيا عند السرعة القصوى. حددت لوحة التحكم ان الزمن اللازم للوصول الى الارض حوالى يوم ونصف لان المسافة لم تكن كبيرة جدا. كنت جائعا للغاية وتوقعت انى لن استطيع الوصول حيا بذلك الوقت لكن روز اعطتنى فاكهة غريبة الشكل وقالت انها من موطنها وكانت تدخرها لوقت الحاجة. كنت شعرت انى امضيت اشهر فى ذلك المكان الاخضر لكن المفاجاة كانت عندما رجعت الى الارض. عندما استطعنا الوصول للارض ورايت الكوكب امامى كان اكثر منظر صادم اراه فى حياتى. لقد تحول الكوكب الازرق المعروف بجماله للى جحيم مستعر.

وعندما دخلنا الغلاف الجوي لم نجد اى اشارة للحياة فقط وجدنا ان الفلكيين سيطروا على الكوكب ولم نجد اي انسان. انتقلنا بسرعة الى الاماكن السرية التى درست مواقعها عندما انضممت للجامعة العالمية للفلك لكن رغم ذلك يبدو ان البشر قد اختفوا. هبطنا بالطبق الطائر ونزلنا فى الملاجىء تحت الارضية ولم نجد شيئا وفور رجوعنا واعطاء ظهورنا تعرضنا لهجوم بالاسلحة فركضنا بسرعة واختبئنا خلف صخرة ضخمة. سمعت صوتا يبدو انه لجندي عسكرى وهو يقول عرف عن نفسك فورا وعندما اخبرتهم انى بشرى اخفضو الاسلحة ولكن فور رؤيتهم لروز كانو مبادرين بالهجوم مجددا حتى حاولت اقناعهم انها بصفنا وانها ليست من نوعهم من الاساس. حتى اخبرهم قائدهم بانزال الاسلحة وامر بالتحقق منا وتفتيشنا وبعد التفتيش سالتهم عن بقية البشر قالو ان البشر الذين لا يزالون على الارض اذا كانو احياء سيكونون تحت الارض اما الباقى فقد استطاعو اللحاق باخر البعثات لخارج الارض حيث تم نقل حوالى نصف مليار انسان قبل الابادة الجماعية الى مناطق متفرقة من الاماكن المكتشفة. وان الباقين تحت الارض قليلون والاخرون قد ماتو من الاسترو. اخذنا القائد الى مكان الناجين ولم يتقبلوا روز بينهم فى البداية لكن مع الوقت بداو فى التعود والكلام معها وكان عددهم حوالى الف شخص فقط فى مكان ضخم للغاية تحت الارض. كان هدفى هو الوصول لمنزلي ورؤية والداى لكن الان لم اعد ادرى اذا كانا موجودين من الاساس وشعرت باحباط شديد وقتها. لكن كان هناك شيء غريب لم استفسر عنه فسألت القائد كيف تمكن الفلكيين من السيطرة على الارض بهذه السرعة وفى بضعة اشهر فقط. قال القائد ماذا تقصد بستة اشهر لقد مرت عقود طويلة منذ تدمير القاعدة المريخية وهنا بدات افهم الوضع. لقد كان الزمن فى ذلك المكان الذى حوله الحاجز يمر بشكل مختلف عن الارض اى ان ابواى غالبا قد توفوا منذ زمن بعيد. بدات عيناى تدمعان لااراديا عندما عرفت الموضوع ولكن ادركت ان الدموع لن تنقذ العالم او تساعد احدا لهذا قررت المساعدة فى جلب الطعام للناجين على الاقل. كانو يوميا يذهبون بالقرعة لمكان قاعدة قريبة لاحضار الطعام والشراب وكانت مسالة حياة او موت بالنسبة لهم . ذهبت انا وروز لاحضار المعونات للناجين فركبنا الطبق الطائر وسارعنا الى القاعدة لاحضار المعونات الكافية لبضعة ايام على الأقل

وقد استغرقنا ذلك بعض الوقت لتحديد الاساسيات وما يجب احضاره وما لا يجب. عندما رجعنا لموقع الملجأ لم نجد مكان الدخول المعتاد وراقبنا حولنا ولكن وكان المكان قد اختفى او تلاشى من الوجود وعندما خطوت للرجوع داست قدمي على رمل لونه احمر وكان يبدو مبللا. حفرت بسرعة فى المكان فما وجدت الا الدم والجثث والاشلاء متناثرة فى كل مكان يبدو انه مكان المدخل الذى قد سد بواسطة الرمال بالعمد . عند رؤيتي لهذا المنظر شحب وجهي وارتجفت قدماى ولم تقوى على الحراك. قامت روز بسحبى بسرعة الى الطبق الطائر لانها سمعت صوت المزيد قادمين باتجاهنا وعندما ركبنا راينا اسطولا ضخما من الفلكيين يتجهون لمكان واحد

ومر من امامنا طبق طائر ضخم للغاية لدرجة انه جعل باقى الاطباق الاخرى تبدو كالنمل. ظللنا داخل المركبة ولم نبارح مكاننا حتى تاكدنا من ذهاب الفلكيين واستغلينا الفرصة للهروب الى موقع اخر وهو وجهتي الاصلية وهى كيبلر 452b لعل البشر لا يزالون موجودين هناك او انه كان احد الوجهات التى ذهب اليها نصف مليار شخص ولم استطع تصور مدى وحشية الاسترو حتى رايت كل من عاشرتهم ولو فترة قصيرة تحولو الى اشلاء مدفونة.

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***