...ما دام الله معنا، فلن يضيع طريق رسمه لنا، ولو تعثرت الخطى ألف مرة...
...-----------------------...
كانت أشعة الصباح تتسلّل ببطء إلى الغرفة الواسعة.
الستائر الحريرية الحمراء ترفرف بخفّةٍ تحت نسيمٍ بارد يحمل رائحة الزهور.
جلست لي جيا تشين أمام المرآة، وشعرها الفضي قد صُبغ بعناية إلى لونٍ بني داكن، تمامًا كما في الصور القديمة التي رأتها بين ذكريات الجسد الذي حلّت فيه.
مي لي كانت تمشط شعرها بعنايةٍ زائدة وكأنها تخشى أن تجرحها.
> "آنستي، هل أنتِ متأكدة أنكِ بخير؟ لقد طلب الأمير الثالث حضورك هذا الصباح."
تبادلت البطلة النظرات مع انعكاسها في المرآة، ملامح هادئة تخفي عاصفةً بداخلها.
> "أنا بخير يا مي لي. فقط... أحتاج أن أتذكّر كيف أتصرف كخطيبة أمير."
ابتسمت الخادمة بخجل:
> "لا أحد يتوقع منكِ شيئًا صعبًا. سموّه لا يحب الثرثرة ولا المظاهر... فقط كوني هادئة."
رفعت جيا تشين حاجبًا واحدًا بخفة:
> "يبدو أنكِ تعرفينه جيدًا."
احمرّ وجه مي لي:
> "لا لا! أعني... الجميع يقولون إنه صارم فقط، ليس أكثر."
لم ترد البطلة، لكنها أحسّت أن كل خطوةٍ تخطوها داخل هذا القصر ستقودها إلى متاهةٍ من الأسرار.
ربطت الشريط القماشي في شعرها بإحكامٍ يخفي الخصلات الفضيّة المتبقية وقالت بخفوت:
> "حسنًا... فلنرَ أي نوعٍ من الوحوش هو."
الممرات الطويلة بدت كأنها لا تنتهي.
أصوات الأقدام تتردد على الأرض الرخامية، وأعين الحراس تتبعها بصمت.
كل شيءٍ في المكان يذكّرها بأنها غريبة.
حين وصلت إلى القاعة الكبرى، فُتحت الأبواب الخشبية الثقيلة، ليُعلن الحارس بصوتٍ مهيب:
> "الآنسة لي تشين، خطيبة سموّ الأمير الثالث!"
دخلت بخطواتٍ ثابتة، تُخفي ارتجاف أنفاسها.
كان الضوء ينساب عبر النوافذ العالية، يغمر المكان بهالةٍ دافئة رغم برودته.
رأته هناك — جالسًا على مقعدٍ داكنٍ في صدر القاعة.
الأمير لان وي.
شابٌ بملامح هادئة لكنها حادّة، كأنها نُحتت من الجليد.
ثوبه الأسود يحمل تطريزًا ذهبيًا على شكل نسرٍ ممدّ الجناحين، ونظرته تزن كل من يقف أمامه.
وقفت على بعد خطوات، وانحنت بخفة.
> "تحية الاحترام لسموّ الأمير."
ظلّ صامتًا للحظة، قبل أن يقول بنبرةٍ منخفضةٍ لا تُقرأ فيها العواطف:
> "لقد تعافيتِ بسرعة."
> "هكذا قال الطبيب، يا سموّ الأمير."
تأملها طويلًا — نظراته لا تخلو من شكّ، لكن لا أثر فيها للعداء.
اقترب منها بخطواتٍ هادئة جعلت الهواء من حولها يثقل.
> "قيل إنك فقدتِ ذاكرتك بعد الحادث."
أجابت بهدوءٍ مصطنع:
> "بعض الأشياء فقط غامضة... لكنني بخير الآن."
ابتسم بخفةٍ بالكاد تُرى.
> "غريب... لقد أصبحتِ أكثر هدوءًا مما كنتِ عليه."
شعرت بنبضٍ متسارع في صدرها، لكنها حافظت على ملامحها الهادئة.
> "ربما السقوط علّمَني شيئًا."
تبادل معها نظرةً طويلة، ثم قال بنبرةٍ أخفّ:
> "لن أطيل الحديث. استريحي لبقية اليوم، القصر مزدحمٌ بالزوّار والعيون. لا أريد أن يسمع أحد إشاعاتٍ سخيفة عنك."
نظرت إليه مستغربة:
> "إشاعات؟"
> "في هذا المكان، كل كلمةٍ تتحول إلى سكين. ابقي بعيدة عن المتاعب... يا آنسة لي."
ثم استدار وغادر بهدوءٍ كما أتى، تاركًا خلفه أثرًا غريبًا من الرهبة.
حين عادت إلى جناحها، جلست قرب النافذة، تحدّق في الأفق.
مي لي وضعت أمامها كوب شاي وقالت بقلق:
> "كيف كان لقاؤك الأول به؟ هل كان... قاسيًا؟"
ضحكت جيا تشين بخفّةٍ مرهقة:
> "بل كان هادئًا أكثر مما توقعت. لكن نظراته... كأنها تحاول اختراقي."
أطرقت مي لي رأسها وقالت بخفوتٍ شديد:
> "الأمير الثالث مختلف... قليلون يفهمونه حقًا."
رفعت البطلة عينيها نحوها:
> "وأنتِ؟ تفهمينه؟"
ارتبكت الفتاة:
> "أنا؟ لا، بالطبع لا. أنا مجرد خادمة صغيرة."
سكتت جيا تشين، ثم التقطت خصلةً من شعرها البني المنسدل على كتفها.
كانت الصبغة تغطي اللون الفضي بالكامل، لكنها شعرت بثقلها، وكأنها تُخفي شيئًا من نفسها.
> سأُبقيه سرًّا... حتى يحين الوقت.
وضعت المرآة جانبًا، وأغمضت عينيها للحظة، مستمعةً إلى أصوات الريح في الخارج.
في مكانٍ آخر من القصر، كان الأمير يقف عند الشرفة المطلة على الساحة، يداه خلف ظهره، يراقب الحراس بصمت.
لم يقل شيئًا، لكنه حين سمع خطواتٍ خفيفة تمرّ خلفه، قال بنبرةٍ هادئةٍ تحمل غموضًا خفيًا:
> "راقبوا جناحها... بهدوء. لا أريد أخطاء."
لم يفسّر السبب، ولم يسأل أحد.
لم يكن أحد يجرؤ.
في تلك الليلة، جلست جيا تشين أمام النافذة من جديد، تتأمل القمر الفضي الذي انعكس على شعرها البني المصبوغ.
مدّت يدها تلامس الخصلات وقالت بصوتٍ خافتٍ بالكاد يُسمع:
> "ربما في عالمٍ آخر... كنتُ أعيش دون أقنعة."
ثم أغلقت الستائر ببطء، لتغرق الغرفة في الظلام، تاركة خلفها سؤالًا لم تجد له جوابًا بعد.
...--------------------------...
لقطة تشويقية للفصل الثالث:
> "تريد الزواج بها؟"
"نعم."
"إنها مخطوبة لأخيك."
رفع الأمير عينيه بثبات، وصوته انخفض كأنّه يقطع وعدًا لا رجعة فيه:
> "أعلم... ولهذا جئت لأعقد معك صفقة."
...--------------------------...
اسألة الفصل:
تتوقعون مع مين البطل يتحدث؟
ما هي الصفقة التي عقدها البطل مع هذا الشخص؟
...-----------------------------...
...السلام مسك الختام 🌹...
Comments
.
يمههه وش ذا الأفكار نوعي المفضلللل متحمسة ابي اعرف الباقي مين الامير🌹
2025-10-29
  0
GLITTER ANIME
استمري✨🎀
2025-10-29
  0