لُـجّة

لُـجّة

نداء البحر

الليل هادئ، والهواء دافئ، رغم نسيم البحر الذي يلامس الشاطئ.

وقفت آزورا عند حافة الممشى الساحلي، تنظر إلى الأمواج وهي تتلألأ تحت ضوء القمر.

الأصوات حولها ممتزجة بالموج، ضحكات الناس تملأ الجو، لكنها شعرت وكأنها في عالم آخر.

تمتمت لنفسها:

“لماذا أشعر بهذا النداء كل ليلة؟ ما الذي يريده مني البحر؟”

هبت نسمة قوية، وفجأة ظهر همس خافت…

صوت رقيق، قريب، لكنه ليس صوت إنسان.

«آزورا…»

التفتت بسرعة، لا أحد حولها.

لكن البحر تغير لونه، أصبح يلمع بضوء أزرق غامض، كالضوء الذي ينكسر على سطح حجر غريب.

شعرت برجفة تسري في جسدها، وقالت بصوت مرتجف:

“من هناك؟”

اقترب الموج حتى لمس أطراف قدميها، وفجأة شعرت بشيء بارد وناعم يلمس يدها… لم يكن ماء.

صمت العالم من حولها، وكأن كل شيء توقف للحظة

———

استفاقت مفزوعة، تنفسها ثقيلاً، وعرقها يغطي جبينها.

نظرت إلى الساعة على الجدار، كانت تشير إلى الثالثة وسبع دقائق فجرًا.

“ربما كان حلمًا…” همست، لكنها شعرت ببرودة يدها وأثر خفيف، كما لو أن أحدًا لمسها بالفعل

في اليوم التالي، كانت آزورا تمشي في الجامعة برفقة صديقتها نيرايا.

قالت نيرايا وهي ترتشف قهوتها:

“لم تنامي جيدًا أمس؟ يبدو أنك متعبة.”

ابتسمت آزورا بخفة:

“نمت، لكن حلمت حلمًا غريبًا لا أستطيع نسيانه.”

ضحكت نيرايا:

“لا تقلقي… أراهن أنه حلم البحر الغامض مرة أخرى!”

“ربما هو نفسه…” همست آزورا.

في تلك اللحظة، رأت شابًا طويل القامة عند مدخل القاعة، يرتدي أسود، وملامحه هادئة، لكن عيونه السوداء تحمل سرًا غريبًا.

نظر إليها بثبات، كأنه يعرفها منذ زمن بعيد.

شعرت بهمس في عقلها:

«ليس حلمًا، آزورا.»

تجمدت في مكانها، وسألتها نيرايا:

“ما بك؟”

“لا شيء… مجرد تعب.”

وعندما رفعت رأسها مرة أخرى، اختفى الشاب.

في المساء، جلست آزورا على مكتبها، محاولة التركيز في مراجعة محاضراتها، لكن ذهنها مشتت.

كتبت كلمة “البحر” على ورقة دون قصد، وفجأة سمعت همسًا خافتًا عند النافذة.

فتحت الستارة… لم يكن هناك أحد، لكن نسيمًا باردًا دخل الغرفة، يحمل همس الصوت ذاته:

«ليس حلمًا، ولا صدفة.»

التفتت، ووجدت الشاب نفسه يقف خلفها.

“من أنت؟!”

قال بابتسامة هادئة:

“اسمي راشديل… جئت لأعيد لك شيئًا ضاع منك منذ زمن.”

رفع يده، وظهر حجر أزرق يتلألأ كالبحر في قلادته

ارتجفت آزورا، عينها تتسع أمام الحجر الذي يلمع بصفاء أزرق ساحر.

“ماذا… ما هذا؟” همست وهي تبتعد خطوة للوراء، لكن راشديل اقترب بثبات.

“هذا شيء يخصك منذ زمن بعيد… شيء لم تكن تعرفين أنه موجود.” قال بصوت هادئ، لكن يحمل قوة غريبة.

مدّت يدها نحو القلادة بحذر، وعندما لمست الحجر شعرت بدفق طاقة دافئ يمر في أصابعها، وكأن البحر كله يتحدث إليها في همس صامت.

فجأة، تلاشى صمت الغرفة، وسمعت صوتًا داخليًا واضحًا:

«آزورا… أنتِ المختارة.»

صرخت بخفة:

“المختارة؟ ماذا يعني هذا؟!”

ابتسم راشديل بابتسامة غامضة:

“هناك عالم لم تره بعد… عالم يحكمه البحر، والأسرار التي يحملها. هذا الحجر هو مفتاحك لعالمك الحقيقي.”

شعرت آزورا بدوار، وكأن الأرض تتلاشى تحت قدميها، وومضت أمام عينيها صور لم تعرفها: مياه تتلألأ تحت ضوء القمر، وحيوانات بحرية غريبة، وكيانات ذات أجنحة رقيقة تطير فوق الأمواج.

“لكن… أنا مجرد فتاة عادية!” قالت وهي تصرخ داخل عقلها.

رد عليها الصوت الداخلي:

«أنت لستِ عادية… منذ البداية، كان هذا مخططك.»

نظر إليها راشديل بجدية:

“إذا أردتِ فهم كل شيء… عليكِ أن تتبعي البحر، وأن تثقي بنفسك. الرحلة لن تكون سهلة.”

ابتلع قلب آزورا خوفًا وإثارة معًا. شعرت بأن حياتها التي كانت تعرفها، لن تعود كما كانت أبدًا.

وفجأة، خفت الأنوار في الغرفة، وسمعت صوت أمواج عالية، كأن البحر نفسه يناديها.

“حسنًا… سأفعل.” همست آزورا بعزم، وأدركت أن هذه البداية الحقيقية لمغامرتها، وأن كل شيء على المحك الآن

^^^ ——————^^^

الجديد

Comments

Aya

Aya

❤️.

2025-10-19

2

Masa ❣️

Masa ❣️

❣️❣️❣️

2025-10-19

2

الكل
مختارات
مختارات

1تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon