الفَـصل الثــاني.

ضربها الإدراك، فاستدارت بسرعة لتلقي نظرة على الطفل الذي أنقذته...

يتبع...

...

وللحظة...

ضربها الإدراك، فاستدارت بسرعة لتلقي نظرة على الطفل الذي أنقذته...

فَــوجدته حيث كان على الارض، ناظـريه ثابتتـان عَليها...ملابِسه رثه ومُلطخه بالطَين...الخدوش تملئ ذراعيه و ساقيه...جَروحه التي تَنزف الدَم بِبُـطئ...بينما عيناه تُحدقـان عليها بِطريقه قَشعرت اطرافها...كانت عيناه مُركزتان بشده عليها...ياني التي لم تفهمها هَل كانت حَقد أَو كراهيه أو ماذا!؟... ما هذا الهدوء؟!! ...مما جَعل يانـي تُطيل النَـظر أليه دون وعي مَنها...بدلاً من ان تَسحب ناظريها عنه... كَونها ظَنت انه يتحداها...عيــناها ضَلت ثابته وبارده بِعينيه...مُتحديتانه...طَفلان عقل أغبى من الأَخر ، لكن انجرفت افكارها عن هذا الامر لِلحظه وتَجد نَفسها تَغرق بعينان هذا طفل...كانت...عينيه حادتان قَليلاً... كَـعيون الاسيويين... قزحيتيه كَــلون سماء الليل..لون غَير مألوف...للحظه بدأت تتَفحصه...بشرته نوعا ما داكِنه شعره اسود وخفيف...مـلامحه نوعاً ما لَيست بِذلك الوَضوح...كَونه بتأكيد لا يزال طَفل ،لا تزال ملامحه غير مُكتمله وطبيعي بعمر كهذا...الا انه نوعاً ما يفتقد لِمعالم البراءه...هَذا ما شَعرت به يـاني...للتو تَتذكر عِندما كان يَبكي قَبل مَجيئها...تسائلت لما لا يَبكي الان؟...لما فَقط لا يُنادي بالمُساعده؟...

رغم مَعـرِفه يـاني للكَثير من الاطفـال...كان امر لَيس طَبيعي ان تَرى طفل جـامد كأن شيء لَم يَكُن بدلاً من طلب مُساعده وهو مليئ بأثار كدمات والجَروح...وتعـلم لولا تَدخلها لَما كان سيطلب اي مُساعده من أحد...

بالمُناسبه...هَي لم ترى شَخصاً كَملامح هذا الفَتى...وكأَن صفاته مخـتلطه...لكن ما هذا المَزيج لَكي يُولـد فتى كهذا؟ ما قد تَكون جَنسيته أو عُرقَه...تداخلت الافكار وتسؤلات عَده...لَكن...قبل ان تطَرح أي سؤال أو حَتى تفَتح فَمـها لتُكلمه

يقاطعها الطفل نَفسه وهو يَسحب نـاظريه عنها... دون مُقدمات، يقف على قَدمـيه ويَنثر التُراب من على ملابسه...و يتخذ خطوات بعيداً عنها..

ياني تتفاجـئ.

للحظه اعتقدت انه قَد انزعـج من شَده نظرها عَليه أو اخافته...نادته لكنه كان يَبتعد أَكثر واكثر...ويَمشي مُكمل طَريقه وكأَن شيء لم يكن... وهو يعَطيها ظهـره...

شَعرت ياني بالاستغراب من هَذا طفل المغرور لا شُكر لا امتنان ولا حَتى نَطق لها بِشيء...نَظرت يانـي له وهو يَمشي خطواته بَطيئه نوعاً ما...شعـرت بأنها كان عَليها اللحاق به الان لَتصفعه...لَكن تنهدت بِهدوء وتَذكرت انه طَفل وهي كَـبيرة...حَتى لَم تُناديه...

كانت تَنوي ان تَستدير لِتمشي بـطريقها،

لكن...

استوقفها مَشهداً غير مُتَوقع.

ظهر بجانِب الطفـل رَجل طويل القامه...ضَخـم يَرتدي ملابِس سوداء بـالكامل ومُقَنع ...تَجمدت ياني برؤيـتها لِهذا المَنظر...تَسللت ومَشت الى خَلف احد اعَمده الشارع...زَفرت بـهدوء ثٌم رَفعت ناظـريها لِتُلقي نظرها...

لَكن بِحلول ان وَجهت ناظريها نحوهما كانوا قد اختفوا بلا أَثر. ما الامر؟ اين قَد اختفى الفتى والرَجل الغريب هكذا وبِلَمح البصر؟ ابتعدت عَن العَمود متجهه نحو البُقعه...حَيث كانوا وَاقفيـن لِلتو ..امر كان كافي لأخافتها. اخذت تُحدق لِنفس البُقعه...

وبِتَلك اللحَظه مِئات والاف الاسئله التي دارت برأَسها...مَر الوقَت ومَر...وعيناها ثابتتـان على نَفس البُقعه...الطفل والرجَل بلا أَثر...

الى أَن اشتعل ادراكُها لِلحظه ونظرت لِــساعتها بمـعصمها

ووجدت انها تأَخرت عَن المَنزل...

تنهدت قائِله بينها وبَين نَفسها

"لم يـشكُرني حتى.. لقد انقذت حياته من هؤلائَك الكلاب!"

"لكن من يكون ذلك الرجل الذي معه؟"

كورت رأسها بين يديها التي كانتا تُغطيان أُذنيها وهَي تُجادل نفسها

"ليس عَلي تفكير بأَي شيء اخر!"

"ياني هذا يَكفي اللعنه عليهما هما الاثنان!!"

"علي العوده للمَنزل فوراً.."

تَململت ياني لـلحظه مُتعبه مُستديره الى جهه المُعاكسه للعوده الى طَريق مَنزِلها كَونها كادت تَغرب.

...استدارت متوجهه لمنزلها...

لكن...لَم تَتمكن من سيطره على التساؤلات...التي تنهشها.. العـديد من الاسئله بِرأس ياني من يكونوا بالاصل؟...من اين ظهر هذا الرجل؟ وهل له علاقه بِالطفل؟...وبِنسبه لِملامح الطَفل...فَهو لا يبدوا عليه انه مِن هُنا...لَم تشعر أنه يَنتمي الى حَيث هُنـا

"امم...هل من مُمكن ان يكون اجَنبياً؟."

"أم رُبما انَني أَخطأَت التَصرف..."

بأثناء ذلك الوقت...ترفع نظرها نَحو سماء...وبتلك اللحظه احست بأن كل زمن توقف...تتأَمل جمال الغروب والغَيوم المُتداخله معا بَعضها...مَكونه شَكل ناعم...دوماً ما شعرت ياني بالحَنين بهذا الوَقت تَحديداً...

تَصُب ذكريات والمـشاعر بقلبها...كان الامر كافياً لِتنسى كل ما مَرت به للتو...حتى مشاعر التوتر والهَيجان برأسها خفت كان المُهدئ الوحَيد بَين ضَجيج رأسها...

بعد لحظات بدأت تُهمهم معا نفسها

امم ماذا قد تكون عَدت أمي للغداء؟.."

"اممم...

ولِلحظه تذكرت قبل ذهابها قَد لمحت قَدر المَطبخ المملوء بالاسباغتي وهَي تُغلى...مُباشره اتسعت ابتسامتها بِحماس وعيناها توسعتا بِفَرحه بَريئه

"يَمي يَمي لا أَستطيع أن اتوقف عَن تَفكير بل أسباغتي معا كُرات اللـحم~ حَقا اني اتَطوق لـها!!"

"امم يا امي اقسم انني سأعود الان لأَجلها"

بقيت للحظه تتسائل ما الافـضل هل ان تتناول الاسباغتي معا صوص الطماطم ام صلصه الجُبنه...كَـاد مَوضوع الاسباغيتي لِوحده قادر ان يَجعلها غَير مُهتمه بأي شيء اخر...أَكملت طَريقها وهَي تَتخيل مَذاق أَكلتها المُفضله مُتحمسه للعوده للمنزل...ناسـيه كُل شَيء..

مَر ذَلك اليَوم ومَرت الأَيــام...

...

الجديد

Comments

𝐒𝐭✰𝐫𝐠𝐢𝐫𝐥

𝐒𝐭✰𝐫𝐠𝐢𝐫𝐥

اي يعني شووووو صاااار شو هاد بس يعني ما لقت الرجل والولد معتررررضههه فين التكلمه وفين الكلاااام~عجبني التعبييييير والكلتم والاسلوب وبالذات لما راحت تتخيل الاسباكيتي💋💅🤓🐰

2025-10-31

1

الكل
مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon