# البارت الاول....
# الموت... على بابـگ
هذه الرواية لاتمت للواقع بصلة ... ولكن لها عبره في النهاية ستفهمها حالما تنتهي الروايه بإذن الله .....
« اللّهم صَل علُـي ... سيدنـٌا محمــّد وعلُي الَ سيدنــٌا ، محمــّد عدِد مــْن سبحُكِ وقدِسكْ .. وسجَد لــکّ وعظمُكِ مــنٍ يوٓم خلقتٌ الدنٓيا إلي يوم القيِـــامه »
لاتبخلو عليا بتصويت ودعم بلييز
🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁
تدور أحداث القصة في .. غرفــه مظلمة خافته الإضاءة ،، حيث تسللت أشعه الشمــس الهادئ عبر زجاج النافذة المفتوحه تتراقص الخيوط الذهبية علي جدران الغرفة ،، المطلية بلون هادئ يميل إلى لـلافندر الفاتح يشير إلى زوق صاحبته الرفيع الراقي ......
وعلى جانب الغرفة توجد طاولة صغيرة مستديرة محاطة بالكتب , ذات الأغلفة الملونه التى تتلألأ
ک مجوهرات وهذا بحكم عملها التى تعشقه كثيرا ک محرره روايات على شبكة الإنترنت بينما تزينها فـازه زجاجية تعكس اشعه الشمس الباكر على أزهاره لتملأ الأجواء بعبيرها الخفيف الهادئ .... هناك كرسـي مريح ذو تصميم بسيط يدعوك للجلوس والاسترخاء ....
وفي قلب هذه الغرفة يتوسط سرير منخفض ذو إطارات خشبيه بيضاء .... مزين بفرش وردي ناعم الملمس ،، يضفي لمسة من الرقه والأنوثة التى يتناغم مع صاحبتها التى ترقد على فراشها الناعم بهـــدوء وراحه!!!
فتــاه آيـه فـي الجمال والرقة ذات انوثه طاغية بملامحها الجذابة ووجهها الذي يشع بالبراءة وشعرها البندقي الطويل يتناثر.... حولها بعشوائية كما لو آن رياحـاً خفيفه قد مرت بالتحيه عليــه لكنهـا ، بين اللحظه واخري ،، تحولت ملامحها الهادئة والمسترخيه إلي اخري ... قد شوهها ذلک الكابوس الذي يعبث فى أحلامها ، الورديه .... كــابوس لايتركها ،، يسحبها إلي عمق مظلم معيداً لها ذكريات الماضي الأليمة التي اعتقدت آنها وضعتها في طئ النسيان !!!!!!
كانت تتقلب بقلق بالغ وانزعاج قد ارتسم على صفحة وجهها البيضاء .. واختلجت آنفاســها وبدأ العرق يتصبب من جبينها تعكس شده معاناتها ، خلال تلك الساعات الكئيبة التـي مرت عليها ک دهر ... همساتها !! كانت تتناثر في الهواء غير مفهومة كأنها صيحات استغاثة تخرج من بين شفتيها التى آصبحت شاحبة ک شحوب وجهها مما يدل على الصراع في داخلها ..
إلي آن هبت جالسه على الفراش بشهقه عاليه آثناء قولها المرتعب:
" لااااااا أبـــي ... أمـــي !!!! "
صرخاتها كانت ک صدي الآلم تحمل معها خيوط الذكريات المره ....
آخٌذتُ آنفُآسًـهِآ ... تُعَلَو بّعَنفُ تُضـغّطٌـ ،بيديهِآ آلَمِـرتُعَشّـهِہ عَلَى شّـرآشّـفُ آلَفُرآشّ ... شّـآخٌصِـهِہ آلَبّصِـر وگآنهِمِـآ تُتُطٌـلَعَآن آلَيـﮯ عَآلَمِ أخٌر ، أطٌـبّقتُ عَلَى جفُنيـهِآ ، تُتُنفُسً بّبّطٌـ ء ، مِـحآولَهِہ آبّتُلَآعَ غّصِـتُهِآ آلَمِـلَيـئهِہ بّآلَأمِ عَسًـيـﮯ أن تُسًـطٌـيـعَ آسًـتُعَآدُهِہ وعَيـهِآ ... مِـن گآبّوسً يـلَآ حقهِآ .. بّلَآ آنقطٌـآعَ گوحوشّ مِـتُوحشّـهِہ تُنخٌر فُيـﮯ آعَمِـآق روحهِآ تُزآحمِـتُ آلَذٌگريـآتُ بّقلَبّهِآ فُيـﮯ لَحظٌـهِہ گ عَآصِـفُهِہ فُخٌرجتُ عَلَى هِيـﮯئهِہ آنهِآر تُتُسًـآقطٌـ عَلَى خٌدُيـهِآ ... حآلَمِـآ ،، صِـدُحتُ تُلَگ آلَآصِـوآتُ فُى جنيـآتُ عَقلَهِآ بّلَآ هِوآدُة , تُمِـنتُ لَو آسًـتُطٌـآعَتُ مِـحوهآ مِـن ذٌآگرآتُهآ
كَانَت كلمات، اَلتِي اِنْطلَقتْ مِن أفْواههم بِمثابة خَناجِر مَسمُومة اِخْترَقتْ قلْبهَا فِي مُقتِّل كُلَّ حَرْف كان بِمثابة ضَربَة قَاسِية تَهزُّ. . . كِيانهَا وَتزعْزِع ثِقتهَا
« نحن عَآئلَتُهِمِ .. لَذٌآ يـجبّ عَلَيـﮯ آحدُنـا تُربّيـتُهِمِ »
« لَيـسً وكأنك ستطوعين ,فى القيام بذلگ »
« لَيْس مِن السَّهْل تَربِية أبْناء. . . الآخرين، سيكونون عِبْئًا ثقيلا على، عاتقك وستتحمَّلين وحْدك كَامِل مسْؤوليَّتهمْ. . .! ! ! ! »
« مِـعَهِآ حــق , لم لا ندخلهم .. دار الايتام هناك سيعتني بهم بشكل آفُضـلَ لَآنهِہ يـنبّغّى آن يـگبّروآ بّحذٌر وفُيـﮯ بّيـئهِہ آمِـنـهِہ .... »
يتحدَّثون بِلَا مبْآلْآه دُون مَرَاع أو قد تَكوَّن آصوآتهم وَصلَت إِلى مَسامِع أُولئك الأطْفال المساكين الَّذين يردُّون وَضعُوهم فِي دار الأيْتام وكأنَّهم يتحدَّثون عن أَغرَاض تَافِهة يُمْكِن التَّخَلُّص مِنهَا هُلامِيَّة لَيسَت إِلَّا أرْقامًا فِي سِجلَّات الرِّعاية الاجْتماعيَّة يَالَه قَسوَة قُلوبِهم المتجبِّرة وَضعَت كفَّيْهَا على أُذنيْهَا مُحَاولَة بَائِسة مِنهَا لِحَجب تِلْك الأصْوات اللَّعينة مِن رأْسهَا
تُنهِدُهِہ بّمِـقتُ عَلَيـﮯ ... تُلَگ آلَذٌگريـآتُ آلَتُى تُزيـدُهِا إيلاماً , مأنبه نفسها عَلَى تُذٌگرهِا ،، نهِضـتُ بّرشّـآقهِہ تُنآسًـبّ جسًـدُها ،، رغم آن آلَآلَمِ گآن يـگتُسًـح آوصِـالها مِـثلَ طٌـوفُآن عَآطٌـفُيـﮯ ،، عَدُلَتُ فُرآشّـهِا بهدوء وكأن ترتيبه سيعيد ترتيب افكارها آلَمِـتُلَآطٌـمِـهِہ .. ثمِ آنتُعَلَتُ خٌفُهِا .. وماكانت أن تُخٌطٌـو خٌطٌـوة حتُي ،، انكمشت ملامحها بّآلَآمِ .. خٌآرق يـضـربّ رآسًـهِآ بّقوة كاد أن يقتُلَهِا حتي سقطت على ركبتيها ممسكه راسها بيديها وهى تتأوه بألم شديد
ظَلَّتْ عَلَى وَضْعِهَا وَقْتًا لَيْسَ بِقَلِيلٍ تَتَأَلَّم بِصَمْتٍ تَجَمَّعَتْ اَلدُّمُوعُ فِي مَآقَتِيهَا بِعَجْزِ عَنْ تَخْلِيصِ نَفْسِهَا مِنْ هَذَا اَلْأَلَمِ. . . وَقَفَتْ مُتَحَامِلَةً عَلَى ذَاتِهَا وَسَارَتْ بِتَعَثُّرٍ وَخُطُوَاتٌ غَيْر مَتْزَانَهْ صَوْب اَلْكَمُودِينُو اَلَّذِي كَانَ بِجَانِبِ اَلْفِرَاشِ فَتَحَتْ أَحَدَ إِدْرَاجِهِ وَسَقَطَتْ عَيْنَاهَا اَلْفِيرُوزَّتِينْ اَلْمُلْتَمِعَةَ بِدُمُوعٍ عَلَى اَلْقَرْصِ اَلْحُبُوبَ اَلْمَهْدِي اَلَّذِي بِهِ نِسْبَةٌ مِنْ اَلْمُخَدِّرِ جَاعِلاً مِنْ آلَامِهَا يَزُولُ فَهَذَا لَيْسَتْ بِالْأَمْرِ اَلْجَدِيدِ عَلَيْهَا فَهِيَ شِبْهٌ مُعْتَادَةٍ عَلَى ذَلِكَ اَلْأَلَمِ وَلَكِنَّهَا اِزْدَادَ فِي اَلْآوِنَةِ اَلْأَخِيرَةِ وَصَارَ اَلْامُرِ لِيَصْمُتَ عَلَيْهِ لِذَا؛ يَجِبُ أَنْ تَزُورَ اَلطِّيبَ بِأَسْرَعِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ حَتَّى تَتَخَلَّصَ مِنْ ذَلِكَ اَلْعَذَابِ تَنَاوَلَتْهُ بِيَدَيْهَا اَلْمُرْتَعِشَةِ كَحَالِ قَلْبهَا تَمَامَ اَلَّذِي يُهْدِرُ فِي صَدْرِهَا وَأَخَذَتْ مِنْهُ حُبُّهُ وبُتَلعتٔها و رَفَعَتْ اَلْكَأْسُ اَلْمَلْءَ بِالْمَاءِ اَلْبَارِدِ ثُمَّ اِرْتشَفتُ شَفَتيهَا مَا بَيْن يديْهَا بِلهْفَة، وَكَأنهَا تَستَجِر الرَّاحة، مِن بِئْر. . . جاف شَعرَت بِبَعض الهدوء، يَتَسلَّل إِلى جسدهَا اَلمُتعب وتنهَّدتْ، كانهَا تَطرُد آخر بقايَا الألم الحارق اَلذِي بدأ يَخبُو بِبطْء. . . نَهضَت بِتثاقل وَتَوجهَت نَحْو المرْحاض وَهِي تُتمْتِم بِمرارة:
" إذَا كَانَت هُنَاك جَائِزة لِأكْثر شَخْص تَعاسَة هَذِه الشَّهْر فسأكون آنَّا الفائزة دُون مُنَازِع فَرَاغ فِي قَلبِي وَفَراغ آخر يَلتَهِم مَعدَتِي لَاشيْء يَملَّأني ..؟"
بعد ساعه كامله خرجت من المرحاض وهى تلف جسدها الغض الانوثي بمنشفه تتناقض تماماً مع بشرتـها البيضـُاء النقيه مما اظهر قوامها المنحوت بشكل ساحر مثير وعلى الرغم من جمالها هذا كانت اثـار الإرهاق والتعب باديه على وجهها الجميل .... كزهره حمراء تتفتح في خريف قاسٍ ،، تشير إلى لحظات من التعب ولانهاك والتى حاولت جاهدة إخفاءها عن عيني أخيها ، المتفقد دائماً لحالها ، أقتربت من خزانه ملابسها ، تقلب بين خيارات ثيابها كمن يبحث عن لمسه من الاناقه لتخفيف من وطأة التعب ،حتى استقرت على جيبة سوداء أنيقه تصل الى ركبتيها مشقوقه فى المنتصف مما أضاف لمسه من الجرأة على اطلالتها فوقها ارتدت كنزه صوفيه بلون وردي دافئ ملائمه لأجـواء لندن المتقلبه ، وقفت امام طاولت الزينه تجفف شعرها البندقي الطويل بعنايه ومشطته وجعلته حراً ... ونثرت قليلاً
من عطرها الهادئ .. ولم تضع أياً من المساحيق التجميليه ،، سوى أحمر شفاه رقيق وهادئ ليضفي علي وجهها لمسه عذبه من الانواثه ..... تأملت هيئتها في المرأة ، وابتسمت بعذوبه على ملامحها التى تشبه ،، ملامــح ولدتها الراحـله كثيراً " رحمَه اللَّه عليه " لتتذكر احاديثها ونصائحها ،، وتمنت لوكـانوا معها الآن وتستطيع أخبارهم بكل مايحدث ، ولكن الواقع كَـان أتم من تلك الامنيات ..... التى ذهبت ادراج الرياح .. ثم استدرات وأخذت قرص الدواء الذي كان موضوعاً على الكومود تأملته لبراهه وكأن كل زوايه فيه تخبئ قصه من الآلم والمعاناه , كان قرصاً صغيراً ولكنه يحمل في طياته الكثير من الءكريات الثقيله على صدرها ،، لسبعه آشهر وهى تعانى من آلم لاينتهي تتألم بصمت دون أن يشعربه أحد تخفي ألمها عنهم زفرت انفاسها ببطء ووضعت الدواء في حقيبتها السوداء وخرجت من غرفتها .............!!!!
***********************
دلفت ٱلي غرفه آخيها كى تيقظه ... لذهاب إلي جامعته التى يتكاسل عليها دوماً .... فهي تعلم تمام العلم مدى حبه للنوم فِإذا لم تقم بإيقاظه الآن , سيظل نائماً لاسبوع كامل كما اعتادت أن تري ولكن ما أن فتحت الباب حتى واجهتها مشهد لم يكن في الحسبان ؟؟؟؟؟؟
بل جعلها تتوقف علي اعتاب الغرفه للحظه مشدوهه بل مصعوقه ... من هذا المنظر رباه ما الذي حصل هنا هل ؟؟ كان هناك صاعقه برق ضربت الغرفه لتو !! تشه حسنا على من تکذب هو من فعلها ......
هذه ماكان يدور في خلدها وهى تري غرفته التى كانت آشبه بمكب للقمـامٌه ، بل مكب القمامه سيكون آكثر تنظيماً ... من تلک الفوضي دارتُ ، بعيٍنيهـا الفيروزتين , في كافه آرجاء الغرفه لترىٰ ملابسه المتسخه ملقاه بإهمال .. والخزانة كانت مفتوحه على مصراعيها ،، كأنها قررت أن تتنفس هي آيضاً والثياب تتدلى منها بشكل عشوائي ،، كان جيتاره ملقي علي السرير الذي هو نفسه نائماً عليَـه ........
بكل هدوء تحت گومه .. من الملابس التي لاتعلمُ إذا كانت متسخه آم نظيفه نائم علي بطنه بعشوائيه وكأن النوم ملاذه الوحيد من كل تلک الفوضي ........!!!! تبًا له
تقدمت نحو فراشه بخطوات غاضبه وحاله من الذهول تسيطر عليها من هذا المنظر المروع كان السرير عباره عن ساحه معركه ... هناك شريحه من البيتزه مرميه على فراشه وقعت عيناها ، ، علي آحد جواربه التى كانت ملقيه على الوساده التى يتكئ عليها ،،، هل كان يشتم رائحتها قبل أن ينام ؟؟؟ هكذا تساءلت في داخلها ببلاهه لتمد يدها ملتقطه إياه لتفوح منه رائحه اقدمع عليه مما جعلها تلقيه بعيداً بقزز ارتسم على ملامحه بوضوح وهي تضغط بيديها على فمها وانفها محاوله منع الرائحه من التسلل إلي رئتيها ......؟؟
وضعت يدها على كتفه تلكزه بقوة حتي يستيقظ من سباته العميق .. قائله بصوت عالي والساخر فى آن واحد :
" لوكاس أيها الاحمق استيقظ ماذا فعلت بالغرفه لتكون على هذا الحال ؟؟ هل كنت فى حقل إلغام تتنافس على جائزه من يتسبب إحدث الفوضى هيا قم ايها الوغد !!!! "
تردد صداها في آرکان الغرفه ولكنه لم يحركه قيد أنمله ظل ساكناً بل وكان رده مجرد تأوه دلاله علي استراخائه ونومه العميق الذي لاينتهي مما زاد من غضبها لتزفر انفاسه بقوه ودفعه واحده متنفسه عن غضبها ....
تتطالعت الي مكب القمامه هذا اقصد الغرفه ،، وهدرت بيأس ولطف لعله يلبي ندائها :
" لوكـَاس ، ياروحي هيا قم ... هل تريد أن يضيع عليك عامک الدراسي , وتصبح عاطل بلا عمل ام ماذا !!!! ؟ "
استفاق ببطء كمن يعيد تشغيل محرك قديم ليرفع عيناه التى تشبهه تماما ليرها تناظره بعبوس ... لطيف ومن ملامحها كان انها منزعجة ، لامايبدو آنه اغضبها كثيراً وردد بنعاس :
" ماسببُ هذا العبوس في هذا الصباحَ الباكر "
قالها ببساطه وكأنه ليس له يد فى اغضابها ..؟؟؟؟
_ بحقك يا لوكاس ستتأخر علي جامعتك ، الساعه الآن السابعه والنصف .....!!!
رد عليها بنفس النبره مع اغماض عينيه
"لا لن أذهب ، إلي الجامعه اليوم فهناك موعد اخر مهم لدى الان
حملقت به بدهشه ، عاقده حاجبيها بأسغراب لتسأله عن مقصده ، بنبره ساخره
" أي موعد هذا الان هل انتَ رئيس الجمهوريه وأنا لا اعلم ؟؟؟ "
أندس بالفراش آكثر متشبثاً بلحافه مستمتعاً بدفء والراحه التى تحاوطه مجيبً إياهها ، بثقـل
" موعد مع النـوم ! "
_ !!!!؟؟؟
هذه كان رده علي اجابتها التى ارتسمت بوضوح على وجهها بل توقفت الكلمات على اعتاب شفتيها فهى ظنته لوهله بأنه يتحدث بجديه ولكن ' لوكاس' والجديه شيئان متناقضان تماماً .... لتخرج من صدمتها هادره به .. بسخط
_ اللّه اللّه .. أتمني ألا أكون قد عطلت موعدك الغرامي مع النوم "
رد عليها بهدوء ناعس
_ لابـأس سنيورينا ، أنت الان قد عرفتِ بذلك هل تتركيني لاستكمل هذا الموعد
هتفت له بترنيمه غاضبه فـ بسببه ستتأخر علي عملها
_ لوكاس أيها البائس ... إذا لم تنهض فسوف أفعل شيئاً لن يعجبك ابداً ؟؟؟ "
تجاهل حده كلماتها واعتدل الى الجهه الاخر من السرير ليغمض عينيه متثا ئب بنعاس مغمغماً لها
_ دعيني انام قليلا " يا إيفلين " إذا وضعتِ بعض الطعام بجانبي فربما أستطيع المغادره
رفعت حاجبها مبتسمه بمكر متشدقه بغموض
_ حسناً كمـا تشاء أخي حبيبي ؟؟؟؟
هو لم يكترث ، بكلماتها الحاده ولابتهديدها بل عاد الى سباته العميق مجدداً الذي قاطعته بفظاظه .. ، غافلا عن خططت تحاك خلفه هو نائم ... او عن تلك البسمه الخبيثه التى ارتسمت على وجهها بلطافه والتى لاتنبئ بخير ابدا !!!!!!!!!
كانت تنذر بعاصفه قادمه برقصه على حافه الهاويه .. اقصد الفراش الذي يحبه ولايرغب بتركه ...
غابت للحظات ، ثم عادت بخفه تحمل بيديها البيضاء الناعمه إبريقاً فضياً يتصاعد منه البخار ، البارد يضج بالماء المثلج وكانت ابتسامتها الماكره تتسع تكشف عن أسنانها البيضاء وهى تتخيل ردت فعله ماذا ستكون ياتري وكأنها تستعد لعضه لذيذة ....
كان المشهد أشبه بلوحه فنيه تجمع بين السكينه الظاهريه , والعاصفه الكامنه بين النوم والانتقام البـَارد !!!
دنت منه كظل هادئ خطواتها تهمس على البلاط بدون ضجه تكاد لاتسمعها إلا همسه !! سر خافت ...... توقفت أمام الفراش متأمله وجهه المستغرق في النوم يحمل استسلاماً عميقاً وراحـه لاتصدق وبينما كانت هي تنسج خيوط إيقاظته من سباته بصبر ودقه ... والإبريق يترنح في يديها كأنه سر مكتوم ؟؟؟؟
دقيقه...... دقيقتان...... وبحركه سريعه القت القليل من الماء البارد عليه .. برغم أنها كانت تود لافراغ محتواه بالكامل عليه .. لكنها تراجعت رحمه به ؟
فهو بالأخير اخيه الصغير اللطيف &
ولكن كانت كفيله لايقاظة قطرات صغيره لامست بشرته كوخزات دبوس جليدى جعله يفتح عيناه بفزع بجسد يرتعش ثم انتفض من رقدته بعدما ازال الغطاء من عليه بقوه كمن صعقه تيار كهربائي بارد ... وقبل ان يستوعب ماحدث زمجر بصوت يمزج بين الغضب والدهشه يملأ نبرته
" ماهذا !! بحـُق الجحيـِم ... واللعنه"
" هذا ، الذي جعلک تستيقظ .. عزيزي ؟؟ "
أنتبه إلي نبرة صوتها الماكره .. التى يعلمها جيدا فأدرك على الفور بفعلتها الشنيعه بحقه وبحق موعده !! التفت إليها ببطء وکأن الوقت توقف للحظه ليجد ابتسامه آسرة وخبيثه تعلو على شفتيها الورديتين وما أن رآي هذا التعبير حتى عبس وجهه وكأنها آلقت عليه تعويذه !! كانت تعرف كيف تثير حفيظته فـ زفرت بانتصار وهى تتطالعه بتحديً سافر وكأنها فازت فى احدى الجولات , وكأنه تريد أن يفقد آخر ماتبقي من تعقله .......
ليتنهد بقوه تلاه قوله الغاضب لها
" ' إيفلين ' أنت حقاً !! مجنونه آقسم بالله بماذا كنتِ تفكرين بحق السماء الم تجدي طريقه افضل لإيقاظى هاا !!!!!
ابتسمت بسماجه وقالت ببرود
" لا للإسف ، لم اجد سوى الماء البارد لإيقاظ بغل نائم مثلك "
اجابتها له ، حقاً استفزته جداً ليسب تحت انفاسه وهو يشد خصللت شعره بقوه الى الخلف
" تباً للماء "
ثم تابع حديثه بشر واعين متوعده
" تعالِ الى هنا ، سوف!! آقتلك ايتها الـ *******
انهى عبارته ثم اندفع بخطوات متسارعه ، تتطاير من عينيه شرارات التوعد بتلقينها درساً قاسياً على فعلتها وجرأتها الشنيعه بإيقاظه بتلك الطريقه البارده .....
أما هى حين رأته يتقدم منها بسرعه ادركت فورا نواياه الشريره تجاهها ... فأرتدت الي الخلف بذعر لتنطلق هاربه تسابق الريح في زوايه الغرفه بعدما راته يغلق الباب بقوه صرخت به بصوت عالٍ بصوت متهدج رجاءٍ ممزوجاً بالتعب تتشبث بأمل واهٍ أن يرتدع عن مطاردتها ولكن ... كلماتها ضاعت في الهواء لم يعبأ برجائها بل زاد من سرعته لملحقتها ...
دارا حول بعضهما فى حلقه مفرغه يركضان خلف بعضهما كقطً مفترس يلاحق فأراً مذعور تتشبث بالابريق الذي كان سيسقط منها اكثر من مره كـ قطعة جبنه صغيره ؟؟؟
فى مشهد عبثي يثير السخريه والضحك في آن واحد .. مطارده مجنونه في فضاء ضيق حيث لامفر من الهرب ......
اندفعت نحو الفراش کالسهم .. تتسلق إليه فى حركه يائسه وكأنه هو ملاذها الوحيد ، صدرها يعلو ويهبط بعنف ،انفاسها تتقطع كأنها ماراثوان لانهايه له ،عقب ركضها المستمر مع دوار خفيف وقفت للحظات عليه ... متلقفه انفاسها المتسارعه ، في نفس الوقت كان " لوكاس" يقترب منها وعندما راها واقفه هكذا دون حراك جعله يطمئن انه لامفر لها من قبضته !
دنا بجزعه إلى الامام مستندا على ركبتيه بنهيج حاد ويسب ويلعن .. اخته المتسلطه مزاحها الثقيل .. ليرفع وجهه لها بغضب ليراها كما هى خطئ بتجاهها وكاد ان يصعد إليها ويجذبها من خصلات شعرها ، ولكن قبل أن يفعل مايفكر به صدح صوتها بحد وتهديد ليقطع الصمت الذي خيم علي المكان ، وجعله يقف بمكانه رغم عنه حين قالت :
" مهلاً توقف مكانك وإلا سأفرغ عليك الماء المتبقي في الابريق اقسم بذلك ، أنا لم احاسبك حتى الان ... على تلك الفوضي !! التى احدثتها بالغرفه لانني متأخره جداً عن عملي وهذا بسببك أيضا ولكن عندما اعود آملّ أن أجدها نظيفه تماماً وإلا سأقتلك مفهــوم " لوكاس "؟؟
توتر قليلا ً يعض عل شفتيه السفلي بقوه عيناه تجولان بالغرفه كأنه ادرك لتوه فداحة فعلته ... كل هذا الدمار وكل هذا الفوضي بسبب قميص واحد قميص لعين ظل .... طيلت الليله الماضيه يقلب الغرفه راسها على عقب بحثاً عنه وياليته وجده فى نهايه المطاف حتي غلبه التعب واستسلم للنوم .... تاركاً وراءه هذا المشهد الكارثي ...
أنقطع سيل افكاره على صوت حمحمتها الغاضبه تنتظرمنه تفسيراً مفصلاً عن ماحدث هنا!!! ماذا أقول لها يالله حتما ستقتلني إذا اخبرتها الحقيقه!؟
ألتفت إليها يرمقها بتوتر لكن سرعان ماتدارك نفسه ليطلق شهقه معبره عن دهشته وكأنه لايصدق مايراها الان وفتح فاهه متعجباً متصنعاً البلاهه بأتقان سألها بنبرة تحمل مزيجاً من الاستنكار والتساؤل :
" ما الذي حصل هنا .... هل اقامت حفلة في غرفتى آثناء نومي!!!!!! "
كانت كلماته تحمل مزيجاً زائف من الدهشه ونبره رقيقه من الاستغراب كمن يعود الي مسرح مشهدٍ متفلت من سياقه ؟؟
أما هى كانت تعلم جيداً أنه لن يعترف بحقيقه فعلته الشنيعه بحق تلك الغرفه المسكينه .. لتتنهد كاظمه غيظها وتردد قائله أثناء نزولها من السرير :
" أنت حقاً ممثل .... فاشل هل ظننت أن بإمكانك خداعي يافاشل ،، ثم تابعت حديثها بجديه تامه
" حسناً كفي لعباً الان هيا .. أذهب واغتسل ريثما أتم اعداد الفطور "
أومأ له بطاعه ، وتفهم وعينان تلتمع ببراءه لاتمت له بصله تعلمها جيداً .. لتخرج من الغرفة ضاحكه عليه ، تاركه إياه يزفر بضيق وغيظ يغلى دمه من تسلط اخته عليه ولكن مابوسعه أن فعله فهو يحبها كثيرا الحياه بدونها لا قيمه لديه .. سار بخطوات سريعه ومتوتره صوب المرحاض وهو يتمت ببلاهه :
" التظاهر .. بالحماقه قد جعلنى أجوع تباً "
تواري خلف الباب للحظات وكأنه الوقت يطارده ثوانٍ معدوده بدت أطول من اللازم ثم اندفع الي الخارج على عجل مرتدياً بنطاله الاسود الانيق الذي أحتضن ساقيه بتناسق وكأنه في سباق مع الزمن ، خطأ بثقه نحو علاٌّقه الملابس وعيناه تبحثان بسرعة حتى وقعتا على قميصه الابيض الناصع سحبه بحركه خاطفه أنزلق القميص على جسده بإنسيابيه وشعر ببرودته المنعشه تلامس بشرته المتعبه , أخذت أصابعه بتزرير أزرار القميص واحد تلو والآخر بعنايه ولكنه توقف فى المنتصف قبل الوصول الى الاعلى تاركاً صدره العريض مكشوفاً في تحدٍ صامت للقيود كما لوكان يقول « أنا حر» كانت حركاته سريعه وعمليه وبكنها تحمل لمسه من الاناقه .......
وقف أمام طاوله ، الزينة متأملاً ، انعكاس صورته بعينين تلمعان .... بأنامل رشيقه التقط فرشاه الشعر وبدأ يمررها برفق على خصلات شعره البني الحريري يمنحها ترتيباً أنيقاً يناسبه بعد فوضي النوم ... ثم بسحر وهدوء مـد يده نحو زجاجة العطره المفضله نثر منها عليه بغزاره فانتشرت الرائحه الفواحه في أرجاء الغرفه كموجات , عطريه تحمل توقيعه الشخصي كان ، العبير يملأ المكان مزيجاً من .. الاريج الشرقي والنفحات الغربيه معلناً عن حضور لايقاوم !! ، وعـاد ينظر إلي المرأه هذه المره بتمعن أكثر وكأنه يتأمل شخصاً آخر ، بأصابع ماهره بدأ يهندم قميصه الذي تكرمش قليلاً مسوياً الياقة ،وملساً الاكمام وهو يردد بأبتسامه عذبه ونبره مرحه :
" ماهذ الوسـُامه ... آقسم لولا الملامه ، كنت عشقت نفسي!! "
كانت كلماته مزيجاً من الدعابه والثقه بالنفس تعكس شخصيته المرحه والمتألقه تعرف قيمتها جيداً دون غرور ، وهكذا أكمل استعداداته ليوم جديد مليء بالحماس ثم خرج من غرفته بخفه ونشاط وثقته الهادئه .............
****************************
أندفع " لوكاس " إلي المطبخ بحيويه الصباح ونشاطه ؛ وكأنه يقتحم واحه هادئه فور دخوله داعبت أنفه رائحه الطعام الشهيهة إنها رائحه القهوه الساخنه .... والخبز الطازج مع المربي ، وقع بصر على " إيفلين " واقفه بجوار الطاوله الصغيره المتواريه في زوايه المطبخ منهكمه ، في رص الاطباق البيضاء على الطاوله الخشبيه الصغيره ،
كانت تتحرك ببطء ، بخطوات متمهله متثاقلة يعلوها إرهاق واضح على ملامحها الرقيقه فى تناقض صارخ مع الطاقه التى كانت تفيض منها قبل لحظات فى غرفته!!!!!!!!!!!
كل حركة منها كانت تنم عن إرهاق عميق يسكن جسدها ولكن لماذا هل حدث شيئاً معها ؟؟؟؟ ، سؤال قلق همس في ذهنه .. كسر صمت المكان صوت خطوات " لوكاس " الذي تقدم منها بخفه سحب كرسياً بهدوء وجلس عليه برشاقه ، مبتسماً ابتسامه تشع بدفء والحنان تفيض من عينيه تجاه أخته
" صباح الخير سنيورينا "
صمتت " إيفلين " للحظات كأنها تجمع شتات نفسها قبل أن ترد بصوت خافت يحمل نبرات التعب والارهاق
" صباح النور "
ثم جلست على الكرسي الخشبي الذي يتناثر عليه ضوء الشمس المبكره وكأنها تحتضنها بدفء وهى تشعر بدوار خفيف داهمها وكأنه نسيم صباحي يتلاعب بوعيها ، ربما ! وهو نتيجة جهدها في اعداد الفطور أو في إيقاظ " لوكاس " حمدالله فى قلبها أن أخيها لم يكن هنا ويراها بهذا الضعف في تلك اللحظه التى مرت عليها .... تمنت في داخلها أن لا يلاحظ عليها آثار التعب هذا وأن يمر صباحا عاديٍ كغيرة ، ولكن الحياه لا تأتي دائماً بما تشتهي السفن حيث جاءها صوت أخيها القلق
" هل أنتِ بخير ، تبدين متعبه!!!! "
قالها وهو يتفحص وجهها بدقه وأعين قلقه ، وقد لاحظ شحوبها وعيناها المرهقتين منذ جلوسه لعقد حاجبيه بقلق علية!!!!!!!!!!!!
حاولت الابتسام لتبدد قلقه ، ولكن ابتسامتها جاءت باهته :
" لاتقلق " لوكاس " أنا بخير فقط لم أنم جيداً الليله الماضيه!!! "
لم يبدو مقتنعاً بإجابتها ليضيق عيناه بشك قائلاً
" هل أنتِ بخير حقاً ، أم أنك تكذبين على حتى لا أقلق عليكِ ؟؟؟ "
انحنت يداها بلطف فوق يده تربت عليها بحنان وابتسامه جذابه زينت ملامحها المتعبه كأنها تشرق من بين السحب لتضئ وجهها أجابته بصوت هادئ مليء بالرقه والطمأنينه :
" لاداعي للقلق ، كل شئ على .. مايرام "
هز رأسه بخفه مبتسماً بحنان يفيض من عينيه تجاه
شقيقته ، هو لايستطيع تحمل فكره أن يصيبها أي أذي فهي تعنى له العالم بأسره عاد ستكمل افطاره براحه بعدما اطمئن قلبه على سلامه شقيقته !!!!!!!
بينما " إيفلين " زفرت انفاسها التى حبستها فى رائتيها براحه كونه لم يكتشف كءبتها وتغافل عن تلثمها فى الكلام ولم يلاحظ هذا ربما لقلقه المبالغ عليه .... أمسكت بكوب القهوة ثم قربته من شفتيها مرتشفه إياه على مهل وأستمتاع .. فانتشر الصمت كثوب ثقيل حولهما مثل قهوة مسكوبه تبرد على سطح الطاوله تفقد عبقها وحرارتها ..... حتى صدح صوتها الرقيق كجدول ماء ينساب بين الصخور كاسراً حاجز الصمت محاوله تخفيف حده التوتر في سألها له حين قالت :
" كيف حال دراستك"
Comments