أساطير إستيريا
إليان : «أبي… أمي… أين أنتما؟»
الدمار حولها؛ الحقول محترقة، ودخان يعانق السماء. لا تصدق أن مملكة استيريا وصلت إليها هذه الكارثة. خطوات الجنود تدوي، صراخ الناس يختلط بصوت السيوف.
صوت هامس بجانبها: «أيتها الأميرة إليان، لنذهب من هنا — المكان خطير عليكِ.»
تجري وهي تحاول أن تتشبث ببقايا الأمان، لكن فجأة تتوقف. أنفاسها تتقطع، ونبضات لقلبها سريعة كالبرق في صدرها. نظراتها تلتقط منظر : رين، واقفاً في مواجهة أكبر أعدائهم، عيونُه ثابتة، يده مشتعلة بسحرٍ غريب.
تصرخ إليان باسمَه بدون تفكير: «رين!»
يردّ رين بصوتٍ مضطرب وخشن: «ابتعدي عن هنا، أيتها الأميرة! خذها — إحموها!» ويشير إلى الحارس بقوة.
إليان ترفض أن تُسحب، تبكي وتصرخ، لا تريد أن تتركه.
العدو، وابتسامته قاتلة على وجهه: «يا له من يوم جميل. سأنهيك يا رين… وسأمزق هذه الأميرة أيضاً.» عيناه تلمعان بخبث ولا بإنسانية .
تتبدد الكلمات، يسطع نورٌ أبيض من يد رين، لا هواء بعدها، لا صراخ — فقط حس سقوطٍ عميق وتجمد للحظة. تشعر إليان بثقل الوجود يذوب. تخرج كلمات غير مفهومة من شفتيها . وصرخت بأعلى صوتها رين ، ثم يغلبها الظلام .
«ابنتي… استيقظي! ماذا تفعلين هنا؟»
رفعت إليان يدها متثاقلة: «أمي… اتركي… أريد أن أنام قليلاً.»
فجأة تنهض إليان بقوة، تصرخ باسم رين، ويدها ترتجف من الذهول. تنظر حولها… وتجد نفسها في غابة غريبة، الأشجار عالية وظلالها غريبة، والهواء مشبع بالغموض.
أمامها تظهر امرأة غريبة، تبتسم بهدوء .
سألتها المرأة بصوت هادئ: «لماذا تنامين هنا، ابنتي؟»
استغربت إليان، عينها تلمع بالدهشة: «من أنتِ؟ وكيف… عليّ أن أذهب إلى مملكة أستيريا!»
ابتسمت المرأة بحكمة، وقالت: «ابنتي… أي مملكة تقصدين؟ لقد انتهى زمن الممالك… ونحن الآن في الحاضر.»
قالت المرأة الغامضة، وهي تحدق في إليان: «وأيضًا… ابنتي، لماذا ترتدين هذه الملابس وكأنك ذاهبة إلى حرب؟»
دوّرت إليان رأسها بسرعة، دماغها مليء بالأسئلة:
«أين رين…؟ أين أبي… وأمي…؟ ماذا حدث للمملكة؟»
ارتجفت يداها، وارتفعت نبضات قلبها، والبرق يلمع في عينيها من الخوف والارتباك.
مدّت المرأة يدها ببطء، وضعت يدها على رأس إليان، همست هل انتي بخير ، ثم شعرت إليان بثقل غريب يغمرها… فجأة تغشى عليها، ويسود الظلام حولها.
عندما استيقظت، أين أنا واين تلك المراة ..... ماذا اتفوه به عليّ ان ..... .
خرجت إليان من المنزل، ووقفت مذهولة في الشارع المضيء الغريب. أضواء قوية تتلألأ من كل مكان، أصوات غريبة تحيط بها من كل اتجاه.
نظرت حولها، وعيناها تتسعان من الدهشة: «ما هذه الأشياء التي تسير على أربع أرجل؟»
أحدها مر بسرعة بجانبها، وامتلأ قلبها بالحيرة: «كيف يمكن أن تتحرك هكذا… .؟!»
ثم رفعت عيناها لترى مباني ضخمة وحديثة لم ترَ مثلها من قبل، تتلألأ في ضوء الليل بطريقة غريبة، أنه يختلف عن عالمي .
تردّد السؤال في ذهنها مرارًا: " أين أنا… وما هذا العالم؟ وأين رين "
تلتفت إليان بنظرات متسارعة من جهة إلى أخرى، عيناها تبحثان عن رين في كل مكان. فجأة، تتبعت عيناها شخصًا أمامها، فتصرخ بأعلى صوتها: «رين! رين!»
وقف السكان حولها مذهولين، مصدومين من شكلها الغريب، ملابسها، وجمالها اللافت. لم يستوعب أحد ما يحدث.
ركضت إليان نحو الشاب، ترمي نفسها بين أحضانه، وتواصل الصراخ والدموع: «رين… رين… رين!»
ارتجف الشاب، ورفاقه ينظرون إليها بدهشة: «من أنتِ يا آنسة؟»
رفعت إليان رأسها إليه بعينين مليئتين بالدهشة والخوف: «ماذا… ماذا حدث؟»
رد الشاب بصوت مرتبك، يحاول تهدئتها: «أنا… لست رين. من أنتِ؟أنا لا أعرفك .»
Comments
Magda Magda
انها جميله 🥰🥰🥰 ايتها المبدعه كمليه
2025-09-30
0