بوابة الظلام

الفصل الثالث: بوابة الظلام

الأيام التي تلت الحادثة في المقهى كانت كافية لتزرع القلق في قلب ليان. رغم أن آدم حاول أن يظهر طبيعيًا، إلا أن شيئًا ما تغير. مكالماته الهاتفية صارت أكثر، عينيه صارت أكثر يقظة، وكأنه يتوقع أن يقفز الخطر من أي زاوية.

ليان، بحسها الأنثوي، بدأت تشعر أن حياته تسير في اتجاه مظلم، لكن قلبها كان أضعف من أن يتراجع. كلما حاول عقلها أن يحذرها، كانت كلماته ونظراته تمحو أي مقاومة.

ذات مساء، تأخر آدم عن موعده المعتاد. جلست ليان في المقهى وحدها، والساعة تجاوزت منتصف الليل. لم تكن معتادة أن تبقى في المكان كل هذا الوقت، لكنها شعرت بحاجة غريبة للانتظار. وفجأة، انفتح الباب بقوة، ودخل آدم بخطوات مسرعة، وجهه متعرق، عيناه حادتان. لم يكن وحده. خلفه رجلان يحملان علامات القسوة، تبدو على أجسادهم آثار معارك طويلة.

اقترب منها وقال بصوت منخفض لكنه مفعم بالقوة:

"ليان، سأقول لك شيئًا… من الآن، حياتي لم تعد لي وحدي. دخلت طريقًا لا رجعة فيه. وإن بقيتِ بجانبي، فهذا يعني أنك ستدخلينه معي."

لم تفهم كلماته تمامًا، لكن الشعور بالخطر كان حاضرًا. قبل أن تسأله، جلس الرجلان في الزاوية، وبدأت بينهم محادثة لم تفهم تفاصيلها، لكنها التقطت كلمات: "الزعيم"، "الحرب"، "الخيانة". كلمات جعلت جسدها يرتجف.

بعد دقائق، نهض آدم وقال لها بلهجة لا تقبل الجدل:

"سأوصلك إلى المنزل. لا أريدك هنا الليلة."

في طريق العودة، كان الصمت يسيطر. ليان شعرت أن المسافة بينهما صارت أكبر رغم قربهما الجسدي. حين توقف أمام بيتها، نظر إليها وقال:

"أنتِ الشيء الوحيد الحقيقي في حياتي الآن. لا أريد أن تخافي… لكن يجب أن تعرفي أنني لم أعد الرجل العادي الذي قابلته أول مرة."

عادت ليان إلى غرفتها، لكنها لم تنم. تساءلت: هل كانت مستعدة لأن تُحب رجلًا يدخل عالمًا يعج بالخطر؟

في اليوم التالي، غاب آدم مجددًا. هذه المرة لأيام متتالية. قلبها لم يعرف الراحة. وفي الليلة الرابعة، تلقت اتصالًا منه. صوته كان متعبًا، لكن فيه قوة لم تسمعها من قبل.

"ليان، لقد تغير كل شيء. الليلة… أصبحت مسؤولًا عن رجال، عن حرب، عن مستقبل لم أخطط له. لكنني فعلت ما كان علي فعله… وإلا كنتُ ميتًا."

كانت هذه المرة الأولى التي تسمع نبرة السلطة في صوته. لم يعد فقط الرجل الغامض الذي يجلس في زاوية المقهى. الآن، كان شيئًا آخر، شيئًا أكبر، وربما أخطر.

مرت الأيام، وبدأت الأخبار تنتشر في الشوارع: عصابة كبيرة فقدت قائدها فجأة، ورجل جديد صعد بسرعة غريبة، يثير الرعب في خصومه والولاء في رجاله. لم تكن ليان بحاجة لأن تسأل من هو. لقد عرفت. كان "آدم".

حين عاد إليها بعد أسبوع، لم يكن نفس الشخص. مظهره أكثر صلابة، خطواته أثقل، لكن عيناه… عيناه ما زالتا تحكيان القصة نفسها: أنه لم يطلب هذه الحياة، لكنه لن يتراجع عنها.

جلس أمامها في المقهى، وضع يده على يدها، وقال:

"أعرف أنني أجرّكِ إلى عالم لم تختاريه. لكن صدقيني، لم أفعل هذا من أجل القوة فقط. فعلتُه لأني أريد أن أكون قويًا بما يكفي لأحميك، حتى من أولئك الذين يحاولون أخذك مني."

كلماته اخترقت قلبها.

كانت تعلم أن الطريق أمامهما محفوف بالدم والخيانات، لكنها أيضًا عرفت أن قلبها أصبح أسيرًا له. لا يمكنها أن تتراجع الآن.

ومن تلك الليلة، فتحت ليان بابًا لم يكن مقدرًا لها أن تدخله: عالم المافيا.

بوابة الظلام التي ابتلعت آدم بدأت تبتلعها معه، خطوة بخطوة، حتى دون أن تدرك.

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon