الفصل الخامس :5: أهداف شروكين

​الفصل الخامس: أهداف شروكين

​فتحت ماتوم الرسالة بتوتر، فهي أعظم أكاديمية قتالية في أوروك، كما أنها أكاديميتها السابقة التي تخرجت منها حين كانت طالبة.

"الرسالة تقول...

من مدير أكاديمية إدوبا، المدير أوميا، إلى أميرة بشكيم وأميرة الأشواك، ماتوم... قريبًا سيأتي مبعوث من الأكاديمية ويحمل معه عقد توظيف لتكوني مدربة ومعلمة في أكاديمية إدوبا للسنة القادمة. يمكنك وضع شروطك ومتطلباتك في العقد، وسنناقش نحن ذلك. علمًا أن المبعوث سيصل خلال أسبوع إلى قصر أردام."

​نظرت ماتوم إلى الرسالة وهي تفكر، بينما سألتها زوزو عن قرارها.

​زوزو:

"ماذا ستفعلين يا ماتوم؟"

​تنهدت ماتوم قليلًا، وقالت في نفسها: "ربما يمكنني ضم شروكين معي بهذه الفرصة."

ثم أخذت زوزو جانبًا بعيدًا عن شروكين وتحدثت معها.

​ماتوم:

"لقد قررت، سأقبل بالدعوة وسأضع شرطًا لقبولي: انضمام شروكين."

​زوزو:

"ماذا؟ هناك العديد من الأكاديميات الأخرى غير أكاديمية إدوبا!"

​ماتوم:

"أنتِ تعلمين أنها الأفضل، أليس كذلك؟"

​عضّت زوزو على شفتيها بحرقة وكادت أن تدمع.

​زوزو:

"ولكنها لا تقبل إلا النبلاء أو ذوي الطاقة العالية، ولن يقبلوا بطفل مجهول الأصل. وحتى لو قبلوه، سيكون عرضة للتنمر هناك بوجود طفل مجهول مع أطفال النبلاء! كما أنكِ يجب أن تخبريه بحقيقته، فقوانين الأكاديمية صارمة جدًا وتمنع تزييف الأسماء."

​أنزلت ماتوم رأسها بحزن.

​ماتوم:

"أعلم ذلك."

​تحركت ماتوم فجأة وبحركة حزينة ومباشرة،

اتجهت نحو شروكين.

كانت خطواتها ثقيلة، وكأن كل خطوة تحمل ثقل سنوات من الأسرار.

انحنت لتجلس أمامه، وعيناها مليئتان بالأسى، ويدها تمتد لتمسك يديه الصغيرتين.

بدأت تحدثه بصوت خافت، تتلعثم الكلمات على شفتيها وهي تكشف له عن ماضيه الغامض، وأنها ليست والدته البيولوجية. نظرت زوزو إلى الدموع والحزن في عيني شروكين بينما كانت ماتوم تخبره من هو، وكيف وجدته .

وانهمرت دموع ماتوم وكذلك زوزو وهي تراقبهما من بعيد.

​بعد مرور بعض الوقت،

وبعد أن عادوا إلى وضعهم الطبيعي وتقبلوا الحقيقة، كان من الصعب على شروكين تقبل هذا الأمر. لكنه في عقله تذكر كلمات أوشوم بشأن كوابيسه وحقيقته،

فأدرك أن لتلك الأحلام ولأوشوم علاقة بماضيه، وأنه سيسعى لاكتشاف أصوله.

بعد ذلك، أخبرته ماتوم عن الأكاديمية.

​شروكين:

"رائع! سأتعلم أخيرًا كيف أستخدم قواي!"

​ماتوم:

"هيا بنا نستعد، سنذهب إلى قصر أردام قبل وصول مبعوث الأكاديمية."

​صاحت ماتوم بحماس، واستعد الجميع للذهاب.

​أرسلت ماتوم رسالة إلى أخيها شزيدا تخبره فيها بأنها قادمة. فهم لم يلتقوا منذ الحادثة التي أتى بها شروكين، لكنهما كانا يتواصلان بالرسائل، وكان شزيدا يسأل عن شروكين دائمًا.

​جهّزت زوزو عربة وسائقًا.

كانت العربة ملكية بحق، يجرها حصانان: أحدهما أبيض والآخر أسود. كل حصان يمتلك قرنًا واحدًا في المنتصف وجناحًا واحدًا في الجهة التي تكون بعيدة عن الحصان الآخر، وهما مربوطان ببعضهما.

العربة كانت خضراء وبيضاء وذهبية، مع طابع الجذور والأشجار لمقاطعة بشكيم.

كان السائق الحارس الملكي يعيش بعيدًا عنهما، لكنه كان يحميهما من بعيد، وكان يرتدي زيًا عسكريًا مميزًا لمقاطعة بشكيم.

​جهز شروكين نفسه وهو يرتدي حذاءه وسيفه.

​شروكين:

"الطريق خطر، لكن لا تقلقا، سأحميكما من أخطار الطريق."

​ضحكت ماتوم وزوزو.

​ماتوم:

"لقد كبرت حقًا."

​فكرت ماتوم في عقلها: "في الحقيقة، إنه أكثر نضجًا من الأطفال الذين في سنه. ذكاؤه وقدرته على تخطي أنني لست أمه حقًا، وتفكيره بأنه يرغب في معرفة أصوله،

يجعله أكثر نضجًا."

​عندما وصلوا إلى العربة والحارس الملكي الذي يقودها، تعجب شروكين ولمعت عيناه.

قفز بفضول وهو يتفحص العربة وثياب الحارس.

كانت العربة مزينة بنقوش معقدة من الجذور المتشابكة والأوراق الخضراء، وكأنها جزء من الطبيعة نفسها،

مع لمسات ذهبية تضفي عليها فخامة.

أما الحارس الملكي، فكان يرتدي درعًا فريدًا من نوعه،

مصنوعًا من دمج المعادن مع خشب وجذور وأوراق شجرة أردام،

مما أعطاه مظهرًا قويًا ومهيبًا. دروعه كانت تغطي جسده بالكامل، مع قرون صغيرة تبرز من خوذته، ووشاح أخضر داكن يتدلى من كتفه، كل ذلك كان يضفي عليه هالة من القوة المرتبطة بالطبيعة.

​ضحكت ماتوم وهي تضع يدها على فمها.

​ماتوم:

"في النهاية، هو ما زال طفلًا."

​ثم صعدوا العربة وسارت بهم على الأرض.

استمتع شروكين بسير العربة، وهو يراقب الأشجار الطويلة التي تبدو وكأنها تحرس الطريق.

​شروكين:

"زوزو، هل كل هذه الأشجار من مقاطعتنا؟"

​زوزو:

"نعم يا شروكين. مقاطعة بشكيم تشتهر بأشجارها الكثيفة والجميلة التي تغطي مساحات واسعة."

​ثم سأل شروكين وهو يشير بإصبعه الصغيرة إلى طيور غريبة تحلق فوقهم.

​شروكين:

"ما هذه الطيور؟"

​زوزو:

"هذه طيور الرياح. إنها طيور صغيرة رشيقة، تتميز بريشها الأزرق اللامع وأجنحتها الشفافة التي تسمح لها بالتحليق بسرعات هائلة مستغلة تيارات الرياح. تعيش فقط في المناطق التي تكون فيها طاقة الرياح قوية."

​شروكين:

"واو، كم هي رائعة!"

​شروكين:

"لماذا لا تطير العربة؟ أليست لدى الأحصنة أجنحة؟"

​زوزو:

"لأن ذلك يستهلك كثيرًا من طاقة الأحصنة، لذلك نحن نستخدمها فقط في حالات الطوارئ، إن تعرضنا لكمين مثلًا."

​قالت زوزو لشروكين وهي تنظر له بنظرة لعوبة وساخرة. "هل تريد أن ترى كيف تطير؟"

​شروكين:

"أجل، أجل، أريد!"

​زوزو:

"ربما نعم، وربما لا."

​تكرر المشهد كثيرًا، فغضب شروكين وبانت عروق جبهته وتحت عينيه بلون أزرق.

​فكرت ماتوم في عقلها: "عندما كانت هذه العروق تظهر في البداية، ظننت أنه مرض. لكن الأطباء أكدوا أنه ليس مرضًا. ربما تكون صفة وراثية لديه من عائلته."

​شروكين:

"حسنًا، لا أريد!"

​أدار وجهه غاضبًا. ضحكت ماتوم.

​ماتوم:

"حسنًا، كفاكِ سخرية منه يا زوزو. أيها السائق، أرِنا كيف تطير العربة."

​ضرب الحصانان خمس ضربات بالسوط، وفي كل ضربة تزيد سرعتهما وتنفرد الأجنحة.

بدأ يتشكل غيوم بيضاء لامعة أسفل عجلات العربة لتحملها،

بينما تستمر القرون بإنتاج هذه الغيوم لتسير عليها العربة.

وبدأت العربة تحلق.

​نظر شروكين إلى ذلك مستمتعًا، فرحًا ومليئًا بحماس الاكتشاف.

ثم عادت العربة لتهبط لتكمل طريقها على الأرض.

كان شروكين يراقب المناظر الخلابة في الطريق ويستمتع بجولته حول مقاطعة بشكيم الرائعة.

​شروكين:

"ما هذه الزهور التي تضيء يا زوزو؟"

​سأل شروكين مشيرًا إلى مجموعة من الزهور التي كانت تتوهج بلون أزرق خافت في الظل.

​زوزو:

"هذه زهور القمر الأزرق. إنها تزهر فقط في ضوء القمر، وتستخدمها بعض المخلوقات الليلية كمصدر للغذاء والطاقة. وهي نادرة جدًا."

​شروكين:

"وما هذه الصخور التي تتحرك؟"

​أشار إلى صخور كبيرة بدت وكأنها تتحرك ببطء شديد على جانب الطريق.

​زوزو:

"يا له من ملاحظ ذكي! هذه ليست صخورًا يا شروكين، إنها سلاحف الجبال العملاقة. إنها كائنات بطيئة للغاية وتتغذى على الصخور والمعادن. يعتقد البعض أن ظهورها يجلب الحظ الجيد."

​لكنه رأى حالات أخرى جعلته مكتئبًا.

​لاحظت زوزو وماتوم اكتئابه فجأة وسألته ماتوم عن السبب.

أطرق رأسه حزينًا وبان الحزن في عينيه مع شيء من الغضب.

​شروكين:

"لماذا هناك الكثير من الفروقات؟ هناك أطفال يلعبون في القصور وآخرون مشردون. هناك اختلاف كبير بينهم. لو كنت ملكًا لما سمحت بذلك بالحدوث."

​اتسعت عينا ماتوم وزوزو وهما مصدومتان ويرتعشان، وقالتا في عقلهما: "كيف يكون هذا تفكير طفل عادي؟

ربما أصوله تعود لعائلة نبيلة ما."

​ماتوم:

"هذا الوضع لطالما كان هكذا على مر العصور، وفوق ذلك، أغلب من يعيش بالقصور تجدهم أناسًا سيئون يبيعون أرواح الناس ودمائهم وعرق جبينهم ويستغلونهم بأبشع الطرق الممكنة."

​غضب شروكين وقال.

​شروكين:

"سأصبح قويًا يومًا ما وأغير هذا الوضع!"

​ماتوم:

"حسنًا، فلتفعل ذلك، ولتكن من الأفضل في الأكاديمية."

​عاد شروكين ليبتسم.

​شروكين:

"حسنًا أمي."

​وهكذا صاح الحارس الملكي.

​الحارس الملكي:

"نحن نقترب من قصر أردام الملكي!"

​حتى وصولهم إلى القصر، كل الشعب الذي صادف عربة الأميرة حيّاها، وكانوا سعداء بها.

وهكذا وصلوا إلى بوابة القصر.

نزلوا من العربة.

​ألقى شروكين التحية على الحارس الملكي ومد يده ليصافحه.

​شروكين:

"أنا اسمي شروكين، فما اسمك؟"

​نظر الحارس الملكي إلى زوزو وماتوم، فأومأتا له بالموافقه، فصافحه.

​سلام:

"أنا اسمي سلام يا سيدي الصغير."

​شروكين:

"حارس ملكي واسمه سلام، هذا يبدو رائعًا."

​ابتسما كلاهما. والتفت شروكين إلى ماتوم وزوزو وتوجهوا إلى قصر أردام.

​النهاية. يتبع......

​أعطونا انطباعكم عن الفصل، وهل أعجبكم عالم بشكيم وشخصية شروكين والعربة؟ أخبرونا بآرائكم بالتعليقات.

مع تحياتي

مفاهيم بصرية

العربات  في بشكيم

الحرس الملكي  سلام وزي الجنود  في بشكيم

...

...

طيور الرياح

...

...

زهور القمر الازرق

...

...

سلاحف الجبال العملاقة

...

...

شروكين مع عروق الغضب الزرقاء

الجديد

Comments

Malak 313

Malak 313

جميللل🩵😭

2025-09-17

1

الكل

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon