ليله مشؤومه

...هل سبق وشعرت أن الكون بأكمله يُحاول أن يُخبرك بشيء؟...

...لا صوت، لا إشارة، فقط إحساس غريب في قلبك يخبرك أن هذه الليلة ليست عادية…...

...ولا ستكون...

...꧁_______________꧂...

...​...

...​🦋 ليان 🦋...

...​كانت أضواء مطار إنتشون الدولي تلمع كآلاف النجوم الباردة، غير قادرة على تدفئة الجليد الذي يتراكم في صدري. عامين في أمريكا، وها أنا أعود إلى كوريا. الوطن الذي تركته مراهقة ضعيفة، أعود إليه كامرأة مختلفة تمامًا،...

... "어두운 나비 "...

...الترجمه:(فراشه الظلام)...

...، مخترقة الأنظمه التي لا تعرف الرحمة. ...

...لكن هل أنا حقًا مختلفة؟ ...

...أم أنني ما زلت تلك الفتاة التي ترتعب من ظلها؟...

...​شددت قبضة يدي على حقيبة الظهر التي تحتوي على حياتي المزدوجة: حاسوبي المحمول الذي يفتح لي أبواب العالم الرقمي، وبعض الملابس الصبيانية التي أصبحت درعي الواقي. ...

...لم أعد أطيق ألوان الفتيات أو ثيابهن الرقيقة. ...

...كل شيء يذكرني بالضعف الذي حاولت جاهدة أن أتخلص منه....

...​خرجتُ من بوابة الوصول، ووجدت والدي ، يقف هناك ببدلته الأنيقة، ملامح وجهه الحازمة لم تتغير. لكن بجانبه، كانت والدتي، تقف بابتسامتها الدافئة، عيناها تلمعان بدموع الفرح. كانت فريا تقف بجانبي وذهبت لجديها الذين جائوا لأستقبالها أيضًا. ابتسمنا لبعضنا من بعيد، قبل أن تبتعد فريا لتتجه نحو عائلتها....

...​تقدمتُ نحوهما، وقلبي ينبض بإيقاع غريب. ...

...عام من الاتصال عبر الشاشات، وها أنا أراهما حقيقة....

..."ليان!" ...

...صاحت أمي، ومدت ذراعيها لتحتضنني بقوة. دفنَت وجهها في عنقي، وهمست: ...

..."لقد اشتقت لكِ كثيرًا ."...

...احتضنتها بقوة، أحاول استيعاب هذا الدفء المفقود. أما أبي، فقد اكتفى بابتسامة خفيفة وحركة رأس مألوفة، لكنني لمحت في عينيه لمعة لم أفهمها. ...

...لمعة قلق؟ أم شيء آخر؟...

...​في السيارة الفخمة، كانت الأمور هادئة بشكل مريب. أبي يقود، وأمي تتحدث عن ترتيب غرفتي وعشاء خاص احتفالاً بعودتي....

... حاولت الاندماج في الحديث، لكنني شعرت بشيء غريب. رائحة. رائحة لم أستطع تحديدها تمامًا، لكنها كانت مزيجًا من المعدن البارد، والدخان، وشيء أكثر عمقًا... شيء يوحي بالخطر....

...​وصلنا إلى القصر الفخم الذي لم يختلف كثيرًا عما تركته. كل شيء بدا في مكانه، لكنني شعرت بأن هناك شيئًا ليس في مكانه الصحيح. عندما دخلنا، لاحظت أن والدي قد وضع يده على خصره، حركة خفية لكنها لم تمر عليّ. كانت عيناي تلتقطان كل التفاصيل، حتى تلك التي يحاولون إخفاءها....

...​جلسنا لتناول العشاء، والضحكات المصطنعة تملأ الأجواء. تحدث والدي عن عمله في ...

..."معرض الفجر الذهبي للتحف"...

...، وكيف ازدهرت الأعمال في غيابي. ...

...كان كل شيء طبيعيًا جدًا، لدرجة أنه لم يكن طبيعيًا على الإطلاق....

...​في منتصف العشاء، رن هاتف والدي....

... اعتذر وغادر الغرفة ليتحدث. ...

...سمعت صوتًا خافتًا، نبرة حادة لم تكن نبرة أبي المعتادة....

...عندما عاد، كان وجهه أكثر صلابة....

... "آسف، عمل طارئ."...

...شعرت بقلبي ينقبض. ...

...العمل الطارئ في هذه الساعة المتأخرة يعني شيئًا واحدًا في عالم الظل الذي أعمل فيه أنا أيضًا....

...​بعد العشاء، توجهت إلى غرفتي. ...

...وضعت حقيبتي على الأرض، وتوجهت إلى النافذة المطلة على حدائق القصر. أغلقت عينيّ، أحاول جمع شتات أفكاري. ...

...ما هذه الرائحة؟ ما هذا التوتر الذي يملأ الأجواء؟...

...​فجأة، رن هاتفي. كانت فريا....

..."لقد جاءت الإجازة أخيرًا!"...

... جاء صوتها الحماسي. ...

..."ابتعدنا عن كل تلك الأكواد والبرمجة. يجب أن نستمتع! متى سنخرج؟"...

...تنهدت وقلت....

... "قريبًا، فريا. قريبًا."...

...​بعدما أغلقت الهاتف، شعرت برغبة قوية في معرفة ما يحدث. أخذت حاسوبي المحمول، وفتحت تطبيقًا خاصًا على هاتفي. ...

..."어두운 나비"...

...(فراشه الظلام) ...

... سأجد الإجابات بنفسي....

...​لم أكن أبحث عن مصيبة... كنت أبحث عن هدف....

...نعم، هدف. خرجتُ من بيت عائلتي في المساء لأتسلل إلى شبكة محلية قريبة، لأعود بعدها وأتجاهل ضجيج العائلة والأسئلة الثقيلة عن مستقبلي....

...كنت أبحث عن ثغرة في أنظمة أمنية تخص بعض الشركات الوهمية التي علمت أنها مرتبطة بعالم عائلتي....

...كان الفضول يقتلني لأعرف ما الذي يخفيه أبي حقًا....

...​كنتُ أعتقد أنها ستكون زيارة قصيرة، أو هكذا كنت أظن....

...الليل كان هادئًا... حتى اخترتُ الزقاق الخطأ....

...زقاق جانبي، خطواتي تتباطأ، والحرارة تزداد....

...لم أقصد التجسس... أقسم....

...لكنني رأيتهم....

...أربعة رجال ضخام، يحيطون بجسم ضخم مغطى بكيس أسود ثقيل. ...

...كان أحدهم يجره على الأرض وكأن ما بداخله لا يستحق الاحترام....

...ثم لمحتُ شيئًا صدمني، وكأن شيئًا ما بداخلي تجمد....

...رأيتُ القدم....

...مجرد لمحة... لكنها كانت كافية. ...

...ظفر مكسور، جلد مزرق، كدمة عند الكاحل بلون بنفسجي....

...مستحيل... هل هذه جثة؟!....

...​تجمدتُ مكاني. ...

...لساني التصق بحلقي، وقلبي بدأ يطرق بين ضلوعي كطبول حرب. هذه ليست مشاهد أفلام.... هذه... أنا... أمام جريمة قتل حقيقية....

...​أردتُ أن أركض، أن أصرخ، لكن جسدي خانني....

...ظللتُ واقفةً لبضع دقائق أحدق في هذه الجريمة بصدمة، حتى قررتُ أنه يجب أن أتحرك، يجب أن أنقذ نفسي قبل أن يكتشفوا أمري....

...​تراجعتُ خطوتين للخلف، لكن قدمي ارتطمت بحجر، وصوت ارتداده على الأرض فضحني. ثم، وكأن العالم كله قرر أن ينتقم من فضولي... سمعتُ الصوت....

...صوت بارد... حاد... جعل الدم يتجمد في عروقي يقول بوضوح:...

..."هناك أحد يراقب"....

...​انفجر الرعب داخلي كقنبلة....

...ركضتُ....

...بدون خطة....

...بدون اتجاه....

...فقط... ركضتُ....

...​سمعتُ صراخهم خلفي....

..."أمسكوا بها!"....

..."لا تدعوها تهرب!"....

...صوته الخشن، الغاضب خلفي....

...ركضتُ....

...أقسم أن الهواء كان يصفع وجهي، والدم في عروقي يغلي....

...مستحيل... هل أموت في الليلة التي أردتُ فيها اختراق شبكة بسيطة؟!...

...​زقاق تلو زقاق، أنفاسي تحترق، وقلبي يوشك أن يخرج من صدري. انعطفتُ يسارًا، ثم يمينًا، لا أعرف إلى أين أذهب، فقط أهرب....

...رئتاي تحترقان، وأنفاسي تتقطع، وقلبي... لم يكن يطرق، كان يصرخ....

...​نظرة سريعة خلفي....

...كان أحدهم قريبًا جدًا، أسرع مما توقعت....

...كان ضخمًا، عينيه سوداوين بلا تعبير....

...كأن الموت نفسه يركض خلفي....

...​حاولتُ الاندفاع إلى شارع جانبي، لكن الأرض خانتني....

...تعثرتُ....

...سقطتُ....

...هاتفي انزلق من يدي ارتطم بالأرض وارتد إلى ساقي....

...شهقتُ....

...ألم خفيف... لكن لا وقت له....

...مددتُ يدي... أمسكتُ بالهاتف، حاولتُ النهوض، لكن يدًا قوية أمسكتني من ذراعي....

...​التفتُّ لأجد أحدهم قريبًا جدًا....

...اقترب أكثر... أسرع. مد يده نحوي....

...​فرفعتُ كوعي وضربته بقوة في أنفه....

...صرختُ....

...استدرتُ....

...ركضتُ....

...لم أفكر، لم أتوقف....

...​في النهاية... لا أعلم كيف ولا متى... لكنني وصلتُ إلى المنزل....

...صعدتُ الدرج بصمت، فتحتُ الباب بصوت خافت، دخلتُ غرفتي وأغلقتُ الباب خلفي....

...سقطتُ على سريري، ألهث، وجسدي كله يرتجف....

...كنتُ على وشك الموت... لأني فقط رأيتُ شيئًا لا يجب أن أراه....

...​أمضيتُ بقية الليل أتذكر ما حدث....

...الجثة....

...الرجال الأربعة....

...الرجال الذين كانوا يركضون خلفي....

...التوتر....

...سرعة نبضات قلبي....

...كل هذه الأشياء كانت تملأ عقلي وأفكاري....

...ظللتُ طوال الليل أفكر، لم أستطع النوم إلا بعد الساعة 2:00 بعد منتصف الليل....

...​في اليوم التالي......

...حاولتُ أن أقنع نفسي أنني كنتُ أتخيل....

...ربما كانوا يصوّرون مشهدًا لفيلم؟...

...ربما كانت مجرد لعبة تمثيل مجنونة؟...

...لكني كنتُ أعرف... أعماقي كانت تصرخ بالحقيقة، وتخبرني أنني رأيتُ شيئًا لا يخصني، وأن الأمر أكبر من مجرد جريمة عادية. أمضيتُ بقية اليوم في غرفتي ولم أستطع نسيان ما حدث....

...​حتى جاء موعد الغداء وقاطع حبل أفكاري صوت أمي:...

..."ليان... هيا تعالي لكي تتناولي الغداء معنا"....

..."حسنًا... أنا قادمة"...

...​تنهدتُ ونزلتُ عبر الدرج، حتى وصلتُ إلى طاولة الطعام....

...كان أبي وأمي يجلسان أمام بعضهما، فذهبتُ وجلستُ بجوار أبي وبدأتُ أتناول الطعام في صمت....

...​"ليان... هل أنتِ بخير يا ابنتي؟"...

...قال أبي، وكان في صوته نبرة حذر لم أعتد عليها....

..."نعم يا أبي أنا بخير"....

...​قالت أمي:...

..."لا يا ليان أنتِ لستِ بخير. أنا أمك وأعرفكِ جيدًا. هناك شيء حدث لكِ، ولكن أنا لا أفهمه"....

...​قال أبي:...

..."نعم، خاصةً بعد أن عدتِ من الخارج كنتِ متوترة. هل كنتِ تتسللين مرةً أخرى؟"....

...​لم أكن أعرف كيف أجيب عليهم، أو كيف أخبرهم أنني رأيتُ جريمة قتل وجثة، وأن هناك مجرمين كانوا يتبعونني. ...

...لا أريد أن أخيفهم، فقد جئتُ لأقضي بعض الوقت معهم قبل أن أعود مرة أخرى إلى أمريكا....

...​لا أريد أن أسبب لهم مشاكل، لذا قررتُ أن أكذب وأقول لهم أي شيء....

...​"لا، فقط عندما تجولتُ في شوارع كوريا شعرتُ بالحنين إلى بلدي. أنا فقط افتقدتُ كل شيء هنا"...

...​قالت أمي:...

..."أعلم أن الغربة صعبة، ولكن أنتِ من طلب السفر، لذا تحملي حتى تنهي دراستك"...

...​قال أبي، وعيناه تراقباني بحدة:...

..."حسنًا، ارتحتُ قليلًا من أن يكون قد حدث شيء لكِ. وأيضًا الآن لديكِ الإجازة بالكامل لتقضي وقتًا ممتعًا في كوريا وتسترجعي كل الذكريات، بل وتصنعي ذكريات جديدة"...

...​"نعم... معك حق"...

...​ابتسمتُ لهم ثم أنهيتُ تناول الطعام معهم....

...تفرجنا معًا على التلفاز وتظاهرتُ بأنني بخير، رغم أن صورة الجثة ظلت تراودني....

...​دخلتُ غرفتي في الساعة 8:00 مساءً وجلستُ على سريري، أحدّق في النافذة المفتوحة أحاول نسيان ما رأيته، وشعور بالقلق لا يفارقني....

...​وفجأة......

...​صوت خافت....

...​ظل يتحرك....

...​استدرتُ....

...​وقبل أن أصرخ، كان يقف هناك....

...​على حافة نافذتي....

...​ملامحه لم تكن واضحة ولكنها كانت وسيمة....

...​لكن عينيه باردتان....

...​يرتدي قناعًا يغطي وجهه....

...​كان يحدّق فيّ كما لو أني فأر صغير عثر عليه في مصيدة....

...​ثم ابتسم - نصف ابتسامة - وقال بصوت منخفض: "أمسكتُ بكِ، أيتها الفأر الصغير"....

...​

...

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon