ذكريات في الاعماق

ذكريات في الاعماق

البحر الذي لا ينام

كانت رائحة البحر أثقل من المعتاد، تختلط برائحة الحديد الصدئ وكأنها آتية من مكان بعيد لا يراه أحد، المدينه مدمره

المطر يهطل، السماء سوداء، و الصمت سائد.

مينا كاوامورا فتاة جامعيه ذات الشعر الأسود و عينان خضراوين فتحت عينيها ببطء، لتجد نفسها ملقاة أمام باب شقتها، ملابسها مبللة حتى العظم، ويدها اليمنى تمسك بقطعة قماش بيضاء مغطاة بدماء داكنة.

"ما الذي حدث؟ "

حاولت أن تتذكر…

آخر ما كانت تعرفه أنها كانت في مكتبة الجامعة عند العاشرة مساءً، تكتب بحثها عن تاريخ الأدب الإنجليزي، و عندما انتهت من كتابته بدأت بقراءه الكتب العلمية .

لكن الساعة المعلقة على الجدار أمامها الآن تشير إلى الثانية عشرة ظهرًا.

"كيف اتيت الي هنا؟ "

"الساعه الثانيه عشره ظهراً. كيف؟ "

اثنتا عشرة ساعة… ممسوحة تمامًا من عقلها.

"أشعر بالتعب"

وقفت بصعوبة، قدماها ترتجفان وكأنها ركضت مسافات طويلة.

عيناها تجولان في الشارع من خلال النافذة… كان الحي هادئًا بشكل غير طبيعي، حتى الطيور لم تكن هناك.

لكن ما شد انتباهها أكثر هو بقايا سيارة محترقة عند نهاية الطريق، والدخان يتصاعد ببطء من بقاياها السوداء.

رن هاتفها فجأة.

رسالة نصية من رقم مجهول:

"هل تذكرين البحر الليلة؟"

ضغطت على الشاشة، قلبها يخفق بسرعة.

البحر؟ لم تذهب إلى البحر منذ أسابيع… أو هكذا تظن.

"من هذا؟ بحر؟ لم اذهب للبحر الأسابيع الماضية "

في مكان آخر من المدينة…

شاب يدعي ريو تانابي ذا شعر بني داكن و عينين سوداوين كان جالسًا في غرفة صغيرة في الطابق العلوي من المقهى الذي يعمل فيه.

يمسح شاشة هاتفه ببطء، يقلب الصور التي التقطت بين منتصف الليل والفجر.

لم يتذكر أنه التقطها، لكنه كان يعرف أن يده هي التي ضغطت زر الكاميرا.

صور لأماكن مهجورة، أضواء غامضة، أشخاص يركضون في المطر… ثم توقف عند صورة جعلت كل شيء داخله يتجمد.

كانت الصورة لفتاة شابة، تقف وسط شارع مبلل، المطر ينهمر على شعرها الأسود، وعيناها تحدقان مباشرة في الكاميرا.

لم تكن مبتسمة… بل كانت تنظر إليه وكأنها تعرفه.

"من هذه الفتاة؟ "

"أشعر اني اعرفها "

شعر لوهله انه يعرف هذه الفتاة و لكن هو لا يتذكر انه قابلها من قبل

تحت الصورة كان مكتوب توقيت الالتقاط: 03:07 صباحًا.

"لا اتذكر اني التقطت صورا "

ومع كل تفاصيل وجهها، لم يكن هناك شك…

تلك الفتاة كانت مينا كاوامورا.

في تلك اللحظة، وفي مكان ثالث من المدينة…

صياد عجوز يُدعى شوجي إيتو، كان يقف على شاطئ صخري تتصاعد الأمواج و الجو يذداد برودة ، ينظر إلى قاربه المدمر الذي قذفته الأمواج إلى الشاطئ.

في جيبه ورقة مبللة، بخط يده:

> "إذا عدت، لا تدعهم يعرفون."

"متي كتبت هذه الرساله؟ "

"هم؟ "

لم يفهم شوجي ما حدث، هل فقد ذاكرته؟ ، ظل يتساءل دون معرفه اي اجوبه

لم يعرف من المقصود بـ "هم"، ولم يتذكر أنه كتب هذه الجملة و لمن كتبها .

الجميع حائر ومضطرب ، هل هذا حلم؟، لم يكن هناك أي مجال الا ان يتساءلوا "كيف؟ متي؟ من؟ اين؟ "

لكن سر الساعات الضائعه لم يعرفه احد، لم يستطيعوا ترك هذه الساعات ذاهبه دون معرفه ما مضمونها و ماذا فعلوا في هذه الساعات، لم تصل هذه الامور الي حد خفي هكذا، و لم تكتب هذه الأوراق دون دون فكره.

المدينة بدت وكأنها استيقظت من كابوس اسود…

لكن الكابوس لم ينتهِ بعد.

لقد بدأ للتو.

مختارات
مختارات

1تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon