خمود الواقع

الفصل الأول: خيانة في قاعة الظلال

في قلعة ملك الشياطين، حيث كان يُقام احتفال تاريخي بمناسبة إعلان "عهد السلام"، اجتمع أربعة من أعظم قادة عالم موريم: ملك الشياطين، أمير الإمبراطورية العظمى، رئيس منظمة *صائدو الأرواح* (وهي منظمة سرية متخصصة في الاغتيالات)، وزعيم الحلف التجاري الذي يسيطر على مركز الاقتصاد في موريم.

كان الهدف من هذا الحفل توثيق الاتفاق بينهم بعدم خوض أي حروب مستقبلاً، ووضع حدٍ لصراعات استمرت لقرون.

لكن في لحظة شرب نخب السلام، حدث ما لم يكن بالحسبان...

تسمم ملك الشياطين من النبيذ، وبدأ السمّ ينتشر في جسده بسرعة هائلة، ليصيب في ذات اللحظة جيشه المتصل به روحياً، فدبّ الفوضى في القصر. صرخات، ارتباك، ارتجاف الأرض من قوة الطاقة المنفلتة.

وبينما كانت الفوضى تبتلع المكان، تحرك أحد الشياطين: *قاطع السماء*، الذراع اليمنى لملك الشياطين.

اقترب منه والملك يلفظ أنفاسه الأخيرة، ثم أمسك بسيفه من مقبضه الأيمن، وقطع رأس سيده... ليسقط الرأس أرضًا في صدمة جمدت المكان.

أمسك قاطع السماء برأس ملكه ورفعه أمام الجميع قائلاً:

*"لقد انتهى عصر الملك المجنون. من اليوم، يبدأ عهد جديد."*

ظنّ أن الحضور من البشر سيصفقون لهذا الانقلاب... لكن وجوههم ارتسمت عليها ملامح الرعب والذهول.

رفع أمير الإمبراطورية إصبعه مشيرًا إلى رأس الملك وقال:

*"ما خطبه؟... ألم يمت بعد؟"*

استدار قاطع السماء نحو الرأس، فرأى شيئًا لا يُنسى:

*ابتسامة مجنونة، تفيض بالرعب والجنون... ابتسامة لا تنتمي لعالم الأحياء.*

ما إن ارتسمت تلك الابتسامة الجنونية على رأس ملك الشياطين حتى اهتز القصر بقوة غريبة، وكأن شيئًا خارج قوانين الواقع استُدعي فجأة...

وقبل أن ينطق أحدهم بكلمة، انفجر رأس وجسد ملك الشياطين، لتتناثر الدماء في كل الاتجاهات، لكنها لم تكن دماءً عادية...

لقد تحوّلت إلى أنصال وأشواك حمراء ضخمة، اخترقت الجدران، الأرض، وحتى أجساد البعض، كأنها تقاتل من تلقاء نفسها.

وفي وسط هذا الخراب، أعيد تشكيل جسد ملك الشياطين من دمائه أمام أنظار الجميع. وقف شامخًا، يبتسم ابتسامة الجحيم، وقال بنبرة باردة:

*"لقد وُلدت من جديد... هل تعتقد أنك قتلتني؟ لمَ لا نختبر الأمر مجددًا؟"*

تقدم قاطع السماء مجددًا، مشتعلاً بالغضب:

*"سأقتلك، يا شيطان! قتلك سيجلب السلام لهذه القارة!"*

ضحك ملك الشياطين بجنون:

*"السلام؟ لا يوجد شيء اسمه سلام في عالم موريم. هنا، القوي يلتهم الضعيف... هذه هي الحقيقة."*

اندفع قاطع السماء بسرعة خارقة، وقطع رأس ملك الشياطين مرة أخرى في طرفة عين، ثم أمسك بالرأس وقال:

*"إن كنت لا تفهم معنى السلام، فشاهده الآن وهو يُسقطك."*

لكن المفاجأة كانت أن ملك الشياطين لا يزال حيًا. قدرته على *التلاعب بالموت* جعلته خارج منطق الحياة والموت.

خرج من القصر، وقف في الهواء تحت ضوء القمر، ومد يده ليطلق قدرة مرعبة:

*"انتشار الظلال"* – قدرة تعمل على محو كل كائن يحمل ظلاً من الوجود.

انمحى كل شيء يحمل ظلًا... المشهد تحوّل إلى لوحة من السواد المطلق.

وقف ماجون، ملك الشياطين، وسط السماء وقال:

*"هل هناك من يجرؤ على تحديي؟"*

---

اندفع قاطع الرياح بسرعة البرق، وفي غمضة عين *قطع رأس ملك الشياطين*، أمسك به ببرود وقال:

*"هل ترغب في رؤية السلام؟ إذن... شاهده بنفسك."*

لكن، فجأة... رغم أن ملك الشياطين بلا رأس، كان لا يزال على قيد الحياة. *قاطع الرياح نفسه* بدأ يشعر أن شيئًا ليس طبيعيًا.

لقد كانت *إحدى قدرات ماجون*... التلاعب بالموت.

في تلك اللحظة، خرج جسد ملك الشياطين من القصر، وقف في الهواء، تعلوه هالة من الظلام، وتحت ضوء القمر أطلق قدرته الرهيبة:

*"انتشار الظلال."*

قدرة شيطانية تفوق الوصف... تمحو *أي كائن له ظل*، تمزق وجوده من الواقع ذاته.

تحول المشهد إلى *كابوس مطلق*، اختفت الأرواح، والجنود، وحتى الضوء بدأ يتلاشى.

وقف ماجون في السماء، يصرخ:

*"هل من متحدٍّ؟!!"*

فجأة، *اخترق الضوء الأصفر السماء*، وخرج منه *أربعة كائنات سماوية*، تحيط بهم طاقة إلهية نقية، خلفهم جيش من المخلوقات الطاهرة. وقفوا بثبات، بأجساد مشعة بالجمال والكمال.

أحدهم تحدّث بصوت يجلجل في الأفق:

*"يا ماجون... لقد جلب حكمك الهلاك لهذا العالم. اليوم، نحكم بزوالك... وكأنك لم تكن يومًا."*

انطلقت *سلاسل نورانية* بطول مليون ذراع، تقيّد ماجون بقوة لا يمكن تخيلها.

أحد الكائنات سأله:

*"هل لديك كلمات أخيرة؟"*

ابتسم ماجون، ضاحكًا بجنون:

*"أليس هذا قدري؟ كائنات إلهية راقبتني دائمًا... تتدخل فقط حين أبلغ ذروة قوتي. لقد عشت حياة مجنونة... وفي حياتي القادمة، سأجعلها أكثر جنونًا."*

ثم... *فجر نواة الطاقة الشيطانية* داخل قلبه.

غمر العالم *اللون الأسود فقط*، كل شيء اختفى، الألوان، الأشكال، وحتى الصوت.

...

فتح ماجون عينيه...

ليجد نفسه في *عالم موريم، قبل ألف عام*.