الفصل الثاني: "عيون من نار"

منذ أن عبرت "كايرا" السور لأول مرة، تغيّر كل شيء.

لم يكن الأمر مجرّد مهمة كما اعتادت، ولم يكن الهدف مجرّد اسمٍ على شاشة...

كان العالم السفلي أكثر من "حفرة" كما كانوا يصفونه في الأعلى.

كان هناك نبضٌ... ألمٌ حي... ووجوه لا تنسى.

---

استفاقت كايرا باكرًا، في غرفة صغيرة داخل ملجأ المقاومة.

الضوء الخافت يتسرّب من ثقب في الجدار، والهواء محمّل برائحة المعدن والنار.

جلست على السرير الحديدي، تتأمل بندقيتها المركونة بجانب الحائط.

كانت نظيفة، كأنها مستعدّة دائمًا... عكس ما بداخلها.

رنّ الباب طرقًا خفيفًا.

– "أنتِ مستيقظة؟"

كان الصوت هادئًا، ذكوريًا، ثابتًا... رايزل.

– "ادخل."

فتح الباب ودخل، يحمل في يده قطعة خبز محمص وكوبًا من مشروب ساخن.

– "جئت لكِ بالإفطار... وأخبار."

جلست بصمت، عيناها على وجهه...

ذلك الوجه الذي بدا عليه التعب، لكن القوة تفيض منه في كل حركة.

– "ڤارين كولدرا يريد مقابلتك."

ارتجفت أنفاسها.

– "الذئب الرمادي؟"

– "نعم. رأى طريقة قتالك... قال إنه يرغب في اختبارك."

---

في قاعة مظلمة تحت الأرض، كان ينتظرهم.

جالسًا على كرسي خشبي مهترئ، ظهره منحني قليلًا، يده مغطاة برباط جلدي، وعينه اليسرى مطفأة.

لكن عينه الأخرى... كانت تلمع كأنها تحمل كل تاريخ الحرب.

نظر إلى كايرا دون أن يقول شيئًا.

– "اقتربي."

تقدّمت بثبات.

– "أنتِ من عالم القتلة. مَن الذي علّمك؟"

– "عائلتي."

– "خطأ."

– "عفواً؟"

– "عائلتك علّمتك كيف تقتلين، لا كيف تنجين."

سكت لثوانٍ، ثم نهض ببطء، وأخرج سكينًا صغيرة.

– "هل تعرفين ماذا أفعل بهذه؟"

– "تقتل بها؟"

– "لا. أعيش بها."

في تلك اللحظة، فهمت أن هذا العجوز لم يكن أسطورة بلا سبب.

كان أكثر من مقاتل… كان نحاتًا يصنع المحاربين من الرماد.

– "ستتدربين تحت يدي. ستتعلمين كيف تقاتلين بدون صوت… وبدون تردّد."

– "ولماذا اخترتني؟"

اقترب منها، نظر في عينيها مباشرة.

– "لأنك الوحيدة… التي تنظر بعينيها كأنها تحترق من الداخل."

---

مع مرور الأيام، بدأ التدريب.

كان قاسيًا، بلا رحمة.

لم يكن يهتم بسرعة يدها، بل بسرعة قرارها.

كان يجعلها تقف ساعات على قدم واحدة، فقط لتتعلم التوازن النفسي قبل الجسدي.

ويكرر دومًا:

> "الذين ينجون… ليسوا الأقوى. بل الأهدأ."

وهي، رغم الألم… لم تتراجع.

---

في مساء أحد الأيام، بينما كانت تنظف سلاحها، دخل رايزل وجلس بجانبها.

– "تبدين أقوى… وأكثر تعبًا."

– "لا أدري إن كنت أقترب من الحقيقة… أم أضيع أكثر."

– "أنتِ فقط تنزعين الغلاف، وتكتشفين نفسكِ من جديد."

نظرت إليه، صمتت قليلًا، ثم همست:

– "لم أعد أكره هذا المكان… لم أعد أخاف من الشعور."

---

في مكان آخر، كان "ليان" يشاهد تقريرًا على شاشة رقمية.

ظهرت صورة كايرا في أسفل الشاشة، مع وسم: "منشقة مشتبَه بها".

ابتسم ابتسامة مشوّهة، ثم همس:

– "إذا لم تكوني لي… فلن تكوني لأحد."

وفي عينيه… كان الحقد قد اشتعل.

ملخص أحداث القصة حتى الآن:

في عالم منقسم يُدعى فالينتيرا، تفصل "السور الفاصل" بين طبقتين من البشر:

الجانب الراقي: قصور، أمان، مال، وتقنيات متطورة،

والجانب السفلي: فقر، دمار، ومعاناة لا تنتهي.

من هذا العالم الراقي، خرجت كايرا، فتاة قصيرة القامة بشعر أبيض وعيون حمراء، تنتمي لعائلة من القتلة المأجورين.

تلقت مهمة غريبة من الدولة: اغتيال طفل صغير من الجانب السفلي… فبدأ الشك يتسلل إلى قلبها.

وعند عبورها السور، صُدمت بالواقع: أطفال يبحثون عن الطعام في النفايات، أمهات يحتمين من الطائرات، و"قمع" يُمارس بلا رحمة.

هناك، قابلت فتى المقاومة رايزل، القنّاص المحترف، ثم التقت بشخصيتين مضحكتين من المقاومة:

فينو: مهرّج المجموعة دائمًا

تيلا: قصيرة، عنيدة، دائمًا تصرخ في فينو

وسط هذه الفوضى، ظهر ڤارين كولدرا، المعروف بـ"الذئب الرمادي"، مقاتل عجوز أسطوري وجاسوس سابق، قرر أن يدرّب كايرا بنفسه بعد أن رأى في عينيها "نارًا لم تخمد بعد".

بدأت كايرا تدريباتها القاسية معه… وبدأت ترى العالم والناس والحياة بشكل مختلف.

ومن بعيد، كان ليان، الشاب الثري الذي يعشقها بجنون، يراقب تحركاتها… وقد بدأ يتحول إلى عدوّ مظلم بدافع الغيرة والخيبة.

الجديد

Comments

Mira Aldblomasy

Mira Aldblomasy

جميله جدا

2025-07-21

0

الكل
مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon