في صباح اليوم التالي،
توجه أولدرا مباشرة إلى القلعة الملكية. سمح له الحراس بالدخول فورًا، لكونه من المقرّبين إلى العائلة المالكة، ومعروف بمعرفته العميقة بتاريخ المملكة وأسرارها القديمة.
في داخل القصر، طلب مقابلة عاجلة مع الملكةإلينا .
ذهب الوزير إليها وهمس باحترام:
"جلالة الملكة، العجوز أولدرا هنا... ويطلب مقابلتك في أمر طارئ."
قالت الملكة بنبرة هادئة ولكن صارمة:
"أدخلوه فورًا."
دخل أولدرا إلى القاعة، وانحنى أمام الملكة، ثم قال دون مقدمات:
"جلالة الملكة... لقد التقيت بفتاة من نسل الحُرّاس."
رفعت الملكة حاجبها بدهشة، وقالت:
"نسل الحراس؟! هل أنت متأكد؟ ألم يُعتقد أن نسلهم قد انقرض إلى الأبد؟"
أولدرا قال بثقة:
"أنا متأكد تمامًا، جلالتك. هذه الفتاة... هي الأخيرة من نسل الحراس، وستكون منقذة المملكة، بإذن من ألهة النور."
الملكة سكتت لوهلة، ثم سألت:
"ما اسمها؟ وأين هي الآن؟"
أولدرا أجاب:
"اسمها ليورا، من سكان قرية إيلمار."
عند سماع اسم القرية، تغيرت ملامح الملكة، وكأن ذكرى قديمة انبعثت من أعماقها.
قالت بصوت خافت، كأنها تتحدث إلى نفسها:
"إيلمار... ألم تكن تلك قرية أحد أعظم الحُرّاس؟ الحارس..."
ثم سكتت فجأة، وعيناها غاصتا في الماضي.
وكأن الذكرى أثقلتها، ثم تابعت بنبرة منخفضة جدًا:
"اسمه… لا يجب أن يُذكر. لقد حُفِر في التاريخ، لكنه مُنع من النطق… بعض الأسماء لا تُقال، ليس خوفًا منها، بل احترامًا لما ضحّت به."
أولدرا انحنى برأسه وقال:
"أعلم يا جلالة الملكة… لكن يبدو أن قدره لم يُدفن بالكامل، فدمه لا يزال يجري في عروق هذه الفتاة… ليورا."
الملكة: "أين هي الآن؟"
أولدرا: "لقد غادرت قريتها أمس، وتوجهت إلى الجنوب لاستكشاف الغابات هناك."
الملكة: "من الجيد أنها توجهت إلى هناك، فقد تكاثرت الشائعات حول تلك المنطقة في الأشهر القليلة الماضية."
في الجنوب...
وصلت ليورا إلى قرية صغيرة اسمها "أدريكا" لتستريح وتتعرّف أكثر على المنطقة.
كانت تقول في نفسها: "يجب أن أرتاح أولًا، فقد مشيت طوال الليل، وغدًا سأبدأ باستكشاف الغابات."
وصلت إلى نُزل صغير، دخلت وطلبت غرفة. كل ما كان يشعل بالها في ذلك الوقت هو أخذ قسطا من الراحة .
لكن أخبرها العامل أن الغرف كلها ممتلئة، ولم يتبقَ سوى غرفة واحدة مشتركة و فيها سريران .
ليورا، من شدة التعب، وافقت فورًا وتوجّهت نحو الغرفة، وما إن وصلت حتى رمت أمتعتها ونامت مباشرة.
لم تستيقظ إلا بعد غروب الشمس...
وعندما فتحت عينيها، لاحظت وجود أحد في الغرفة.
صرخت :
"من أنت ؟! ، وماذا تفعل في غرفتي ؟!"
ردّ الشاب بانزعاج:
"ماذا ؟ أنا الذي يجب أن أسألك؟!"
لكن تذكّرت ليورا أنها وافقت على الغرفة المشتركة،
"أنا آسفة، معك حق... أنا طلبت الغرفة في الصباح، لم يكن غيرها متوفر."
ردّ الشاب مستغربًا:
"أنت لست من سكان المنطقة صحيح ؟"
ليورا: "صح، أنا ج من قرية إيلمار."
الشاب: "ولماذا أنت هنا؟"
ليورا: " أنا هنا لإستكشاف الغابات بسبب الإشاعات المنتشرة أخر فترة ."
ردّ مبتسمًا:
"وأنا أيضا هنا لنفس السبب.
بالمناسبة، اسمي أيرن. وبما إنك جديدة هنا ولا تعرفنين المنطقة ، يمكن مرافقتيّ."
ليورا: "أنا اسمي ليورا، وإذا ما كنت راح أزعجك، راح أكون سعيدة بمرافقتك ."
أيرن ضحك وقال:
"بالعكس، أستمتع أكثر إذا كان بجانبب مرافق برحلتي… خصوصًا إذا كان قوي."
ليورا قالت باستغراب:
"وكيف عرفت إني قوية؟"
أيرن ابتسم وقال بهدوء:
"هالتك واضحة… أي ساحر، حارس، أو حتى شخص يملك حسًا قويًا، يمكنه ملاحظها."
ردّت ليورا بصوت منخفض، كأنها تكلم نفسها:
"إذا أول شيء يجب أن أتعلمه هو كيف أخفي هالتي..."
في تلك اللحظة، تغيرت نظرات أيرن فجأة. أصبحت حادة، مشككة، وكأنّه اكتشف أمرًا خطيرًا. ثم قال بنبرة حادة:
" من أنت ؟"
انصدمت ليورا من نبرته وقالت بتوتر:
"ماذا تقصد؟"
قال أيرن وهو يقترب قليلًا منها:
"أنتِ ما تعرفين كيف تخفين هالتك… يعني أكيد أنت مبتدئة. ومستحيل شخص مبتدئ تكون هالته قوية بهاذا الشكل"
توقف لثوانٍ، ثم تابع بنبرة أكثر جدية:
"إلا إذا كنتِ من الحراس… لاكن هذا الشيء مستحيل!"
Comments
idari manga
أكملي رواية جميلة لا تستسلمي حتى لو كان معك 1000 الشعبية أكملي بالفصول يزداد الجمهور وتعرفي على أصدقاء أعجبتني رواية رائعة ساتابع فصولك وإياك وتراجع حتى بعد تنزيل 20 فصل في البداية حصلت على 50🤣🤣🤣🤣🤣🤣🤣 لكنني أكملت روايتي و الأن أنا سعيد بها لهذا لا تتراجعي وتابعي سردك
2025-07-23
3