5 الفصل

الأسبوع الأول في المركز كان قاسياً.

ولا أتحدث عن إطلاق النار - على الرغم من أنني سمعت طلقات أو طلقتين خلال الليل.

أتحدث عن الواقع. عن رؤية أناس لا يملكون ما يأكلونه، لكنهم يبتسمون.

أم لديها ثلاثة أطفال، جميعهم مصابون بالأنفلونزا، وهي تطلب فحص واحد فقط "لأنها لا تريد أن تستغل".

هناك، فهمت أن ساو باولو منحتني شهادة.

لكن الروتشينا بدأت تعلمني أن أكون ممرضة حقيقية.

في اليوم الثالث، كنت أنظف غرفة الضماد عندما سمعت صوت دراجات نارية تتوقف أمام المركز.

اثنتان. صاخبتان. سريعتان.

- لا تقلقي - تمتمت زيفا دون حتى أن تنظر من النافذة. - هؤلاء هم أهل التلة.

أهل التلة.

استغرقني الأمر وقتاً لأفهم ثقل تلك الكلمات.

لم يكن "أهل" بالمعنى العام. بل هم. الذين يأمرون، الذين يحظون بالاحترام - أو الخوف.

كنت أقف بظهري، لكنني شعرت بتغير الهواء عندما فتح الباب.

دخل شخص ما.

عم الصمت فجأة. حتى أطفال الاستقبال توقفوا عن الكلام.

استدرت ببطء. ورأيته.

طويل، أسمر، نظرة داكنة كليل بلا قمر.

سلسلة حول عنقه، وشم يصعد على ذراعه. حضور يتحدث قبل أن يفتح فمه.

برونو. الكابوس.

نظر إلي مباشرة، كما لو كان يحلل.

لم يكن مغازلة. لم يكن تعاطفاً.

بل كان اختباراً.

- أنتِ الجديدة، أليس كذلك؟

كان صوته منخفضاً، عميقاً.

أومأت برأسي، وحافظت على ذقني مرفوعة.

- نعم. روبرتا.

ابتسم نصف ابتسامة، تلك التي لا تصل إلى العينين.

- كم من الوقت ستستمرين هنا، روبرتا؟

- طالما كان ذلك ضرورياً.

كان ذلك تلقائياً. لم أفكر. فقط أجبته.

وفي تلك اللحظة، لاحظت أن زاوية فمه ارتفعت قليلاً، كما لو أنه وجد إجابتي مضحكة.

- سنرى.

استدار وغادر.

لم يقل لماذا جاء، لم يأخذ أحداً، لم يطلب شيئاً. فقط ظهر.

لكن الشعور الذي بقي كان كما لو أن إعصاراً قد مر وخرج من نفس الباب.

اقتربت زيفا ببطء.

- إنه هو. الكابوس.

- تخيلت ذلك.

- هذا الشخص لا يمزح. ولا يكرر التحذيرات.

- ولا أنا - أجبته.

نظرت إلي لفترة، ثم ضحكت. ضحكة جافة، لكنها مليئة بالاستحسان.

- أنا معجبة بكِ، يا فتاة.

في تلك الليلة، استلقيت وتقلب على السرير لساعات.

أفكر في تلك النظرة.

في الطريقة التي دخل بها، كما لو أن المكان كان ملكه - وكان كذلك.

وفي كيف أن جسدي كله، لسبب لم أفهمه في ذلك الوقت... ظل متيقظاً بعد ذلك اللقاء.

لم أكن أعرف بعد، لكن تلك النظرة السريعة، تلك النظرة الثقيلة، تلك النبرة الصوتية...

كانت بداية مشكلة لم أكن أحلم بحجمها.

لأن هناك أشياء نشعر بها قبل أن تحدث.

وأنا...

شعرت أن برونو لن يكون مجرد وجه آخر في التلة.

لا أعرف ما الذي تخبئه لي هذه التلة، أتمنى فقط ألا يزيد الأمر عن ذلك.

أتذكر فرناندو وبمجرد أن أتخيل كيف كان عندما عرف أنني رحلت، يرتجف جسدي كله، أتمنى ألا أراه مرة أخرى.

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon