ارحموني ما زلت صغيرة

📘 الفصل الثاني –

"كنت عم جرّب ما موت، مش عم عيش"

من أول يوم بعد العرس، فهمت…

أنا ما كنت عروس، كنت غنيمة.

كنت بنت صغيرة، ضايعة، بتخاف من صوت الليل، وهلّق لازم تنام حد رجل غريب، كبير، عيونه بتوكل وما بتطبطب.

أول ليلة…

سكر الباب، وأنا كنت واقفة بزاوية الغرفة، حاطة إيدي ورا ضهري، خايفة اتنفس بصوت عالي.

قال لي:

"تعَي لهون، صرتي مرتي."

بس شو يعني "مرته"؟

أنا ما كنت بعرف.

ما كنت سامعة بحياتي شي عن العلاقة بين الرجال والنسوان.

ما كنت بعرف إنو ممكن الجسد ينكسر بهالشكل.

لما مدّ إيده، وبلّش يشد التياب عنّي…

انكمشت متل الولد يلي بيخبّي حاله بالزاوية،

بس ما في زاوية كانت بتخبّيني.

كنت ببكي… أرجّيه ما يقرّب.

قال:

"لك خلصنا دلع، كل البنات بيعملوا هيك بأول ليلة."

بس هيدي مش ليلة…

هيدي كان فيها أول صرخة،

أول نزف،

أول وجع ما بينشاف بس بينحفر.

ما حدا خبّرني إنو هالشي بيوجع،

إنو بيعملني أكره جسدي،

وأتمنى إني أنفصل عن لحمي،

أطلع من جلدي،

أنمحِق.

---

تاني يوم؟

ابتسم بوجهي وقال:

"قومي طبخي، بدنا ناكل."

كنت بعدني نازفة…

رجليي عم يرجّفوا،

بس قمت.

مش لأنو بدي،

بس لأنو إذا تأخرت، رح أندفش عالحايط.

وبلشت أيام "التعوّد".

مش على الحياة،

بل على القهر.

كنت قوم قبل الشمس، أطبخ، أنضّف، أرضّع ولاد أخوه، أحمّم حماته،

وأتحضّر لليل.

الليل يلي بييجي فيه، ساكر، ريحتو خمر وبصل،

ويبلش يمارس سلطته،

بإيديّ، برجليّ، بجسمي،

وبصمتي.

---

أنا كنت أعيش لأرضيه.

إذا قال: "ما بدي أشوفك"، كنت غيب عن عيونه.

إذا قال: "ضحكي"، كنت أضحك.

إذا قال: "نامي هون"، كنت نام، حتى لو الأرض حجر.

بس الأغرب؟

إنو كان يضربني، حتى وأنا ساكتة.

حتى لما كنت متل الخيال،

كان في غضب جوّاته بدو يفرغه… وأنا كنت المكان.

مرّة، جاب عصاية المكنسة، ضربني عإيدي لأنو نسيت أضيف ملح بالرز.

انكسرت إيدي، بس كذّبت عأمه، قلت وقعت عالدّرج.

قالت:

"منيح، بتتعلّمي تعملي الرز منيح المرة الجاية."

منيح؟

منيح تنكسر بنت؟

منيح تموت شوي شوي؟

منيح تكون عم تتهدّ وهي بعدا ما عاشت شي؟

---

بعد كم شهر، حسّيت شي غريب بجسمي.

دوخة.

غثيان.

تعب…

كنت قول لحالي:

"يمكن فقر دم… يمكن ضعف… يمكن وجع الروح."

بس ما كان هيك.

كنت حامل.

أنا؟

حامل؟

بس أنا ما بعرف شي عن الحمل.

أنا ما بعرف شي عن الحليب يلي رح يطلع من صدري.

ما بعرف شي عن الجنين، والولادة، والمغص.

كل يوم بطني يكبر،

كل يوم ظهري ينحني أكتر،

وهو؟

كان يقولي:

"ما تكثري أكل، ما بدي تخنِّي."

---

مرت شهور، وأنا عم أتحمّل.

أوجاع، نزيف، صراخ.

كنت أحاول إقرأ بأي ورقة بلاقيها عن الحمل،

بس هو لما شافني مرّة ماسكة كتاب، شقّه ونفخ بوجهي.

قال:

"إنتي بتعرفي الطبخ؟ لا؟ خلّص، سكّتي واتركي الكتب."

ما كان بدو مرتو تعرف، تفهم، أو حتى تحلم.

أنا؟

كنت متل الطين.

يقلّبني متل ما بدو.

ويغرز فيي سكّينه كل ليلة.

ولما قول له:

"وجعتني…"

يضحك.

يقول:

"هيدا حقّي."

---

ولدت بالبنت بعد طلقة طويلة… لحالي.

ولا كلمة تشجيع.

ولا إيد ماسكة إيدي.

حتى القابلة كانت تتأفف منّي.

قالت:

"شو بدنا بهالبنات؟ ما بيجي من وراهن غير المصايب."

نظرت ببنتي…

صغيرة متلي.

مكحّلة بالحزن، كأنها فهمت إنو انولدت محل غلط.

وحطّيتها على صدري،

وهمست:

"أنا آسفة… آسفة جبتك لعالم بكره البنات."

بس بوعدك يا بنتي…

ما بخليكِ تصيري متلي.

بوعدك، بوعدك… حتى لو متت وأنا عم جرب.

---

هلأ إ

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon