The Betrayal Of Days

The Betrayal Of Days

الطعنة الأولى

في قرية صغيرة تغمرها بساطة الحياة، كانت منار فتاة لم تتجاوز الرابعة من عمرها، لكنها التحقت بالمدرسة مبكرًا بفضل ذكائها وسرعة استيعابها. كانت طفلة هادئة وجميلة، بشعرها الأصفر المنسدل على كتفيها وبشرتها البيضاء التي تعكس نقاءها وصفاء روحها ، أما قامتها فكانت متوسطة بالنسبة لعمرها.

مرَّ شهر على دخولها المدرسة، وكانت الأيام تمضي بسلاسة حتى جاء ذلك اليوم الذي لم تنسَه منار أبدًا. وقف المدير جمال عند باب الصف، نادى باسمها بصوت صارم:

— "عليكِ المغادرة، لا يمكنكِ البقاء هنا، عودي العام المقبل مع أقرانك في السن."

لم تفهم منار تمامًا ما قصده، ففي براءتها الصغيرة لم تستوعب أنها طُردت، ولم تدرك لماذا عليها المغادرة بينما كانت تحب المدرسة كثيرًا. حملت حقيبتها الصغيرة ومضت في طريقها عائدة إلى البيت، بخطوات مترددة ونظرات تائهة، غير مدركة أن هذا اليوم سيترك أثرًا في قلبها الصغير.

عندما وصلت إلى المنزل، استقبلتها والدتها بوجه يكسوه الاستغراب، فهذا ليس وقت انتهاء الدوام المدرسي. نظرت إلى ابنتها، فرأت في عينيها شيئًا غريبًا، وكأنها تحمل سرًّا لا تستطيع البوح به. جلست الأم قربها وربّتت على يدها الصغيرة وسألتها بلطف:

— "ما الأمر يا منار؟ لماذا عدتِ مبكرًا؟"

رفعت منار عينيها إلى والدتها، وأجابت بصوت خافت:

— "قال لي المدير أن أعود إلى البيت، ولا أعود حتى العام القادم..."

في لحظة، تغيرت ملامح الأم، امتزجت الصدمة بالغضب، وامتلأ قلبها بالحزن على طفلتها المسكينة. كيف يُطرد طفل من مدرسته لمجرد أنه التحق مبكرًا؟ شعرت الأم بالعجز أمام هذا الظلم، لكنها لم تستطع فعل شيء سوى احتضان ابنتها بقوة، وكأنها تحاول حمايتها من قسوة هذا العالم.

في تلك الأثناء، دخل الأب صابر إلى المنزل، يحمل في صوته نبرة الفخر، وهو يقول مبتسمًا:

— "اليوم لم آخذ أجرتي من أي شخص في السيارة، فهم جميعًا أقاربي!"

لكن الحقيقة أن هذه القرابة كانت بعيدة جدًا، ومع ذلك، كان صابر يتفاخر بكرمه الزائد، بينما تعاني أسرته من ضيق العيش.هكذا كان دائما على الرغم من طيبة قلبه وعدم قسوته على اولاده إلا أنه كان يهتم لما يقوله الناس متناسيا أنه رب لعائلة وأب لأطفال يشتهون اكل الحلويات واللعب بالألعاب كباقي الأطفال لكنه كالأكرش في الزفة لاحياة لمن تنادي

نظرت الأم إلى زوجها نظرة امتلأت بالغضب والقهر، لكن صابر لم يلحظ شيئًا، ولم يسأل حتى عن سبب حزن ابنته. بالنسبة له، لم يكن الأمر يستحق الاهتمام.

كان الليل قد حلّ، وهدأت أصوات القرية، إلا أن قلب منار الصغيرة كان يعجّ بالأسئلة التي لم تجد لها إجابة. جلست في زاوية الغرفة، تحتضن دميتها القديمة، بينما كانت عيناها تتنقلان بين أفراد عائلتها.

على الجانب الآخر من الغرفة، كانت العمة أمينة تجلس بهدوء، تحيك قطعة قماش قديمة، متكئة على عصاها الخشبية. رغم إعاقتها، إلا أنها كانت رمزًا للحب والحنان في حياة منار وإخوتها، تعوضهم عن عطف الأب الغائب رغم وجوده.

لاحظت أمينة شرود منار، فابتسمت لها بحنان وسألتها بصوت دافئ:

— "ما بالكِ، صغيرتي؟ لماذا تجلسين وحدك هكذا؟"

رفعت منار عينيها، وكأنها كانت تنتظر أن يسألها أحد عن حالها، ثم همست بحزن:

— "عمتي... لماذا طردوني من المدرسة؟ هل أنا سيئة؟"

وضعت أمينة الإبرة جانبًا، واقتربت من الصغيرة، واحتضنتها بحنان قائلة:

— "لا، حبيبتي، أنتِ لستِ سيئة، بل أنتِ أذكى وأفضل من كثيرين. المشكلة ليست فيكِ، بل في هذا العالم القاسي الذي لا يفهم البراءة أحيانًا."

شعرت منار ببعض الراحة، لكنها لم تستطع منع نفسها من طرح سؤال آخر كان يؤلمها أكثر:

— "لماذا أبي لا يهتم بي؟ لماذا لا يغضب لأجلي مثل أمي؟"

تنهّدت العمة أمينة، وكأن السؤال حمل معها سنوات من الحزن. نظرت إلى الصغيرة بحزن وقالت:

— "أبوكِ رجل يرى الأمور بطريقة مختلفة، لكنه رغم كل شيء يبقى والدكِ... أحيانًا، علينا أن نجد الحب في أماكن أخرى، فيمن يهتمون بنا حقًا."

احتضنتها منار بقوة، وكأنها وجدت في حضن عمتها الأمان الذي تفتقده. كانت أمينة ليست مجرد عمة، بل أمًا ثانية، وسندًا حقيقيًا لها.

في تلك الليلة، نامت منار بين أحضان عمتها، وهي تشعر بدفئ حضن عمتها الذي لطالما غمرتها بحبها

الجديد

Comments

أكيد ،شكرا 🤗 🌺

2025-06-12

0

إِيـ♡مـ♡ا❀𝑨𝒚𝒎𝒂

إِيـ♡مـ♡ا❀𝑨𝒚𝒎𝒂

استمري

2025-06-11

0

الكل
مختارات
مختارات

1تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon