صراع الجحيم
في قديم الزمان، وفي عهدٍ نُسي بين صفحات التاريخ، كانت إمبراطورية الشمس درة التاج في هذا العالم…
أرضًا مضيئةً لا تطفئها الرياح، ولا تهزمها العواصف.
كانت إمبراطورية عادلة… يحكمها النور، وتنشر الخير بين جيرانها.
ولكن ذات فجر، ومن جوف الظلام، اندفعت جحافل الشياطين… اجتاحت البلاد كالنار في الهشيم، زلزلت الأرض، وأحرقت السماء، وزرعت الرعب في كل قلب نابض.
وعندما ظن الجميع أن نهاية العالم قد اقتربت… ظهر أربعة أبطال.
ببسالةٍ نادرة، وقفوا في وجه الطوفان. قاتلوا بدمائهم، وواجهوا الموت وجهاً لوجه، حتى دحروا الشياطين وختموهم في أعماق العوالم السفلية.
ومنذ ذلك الحين… تحوّلوا إلى أسطورة ترويها الأمهات قبل النوم، وتُحفر أسماؤهم في الجدران كأملٍ أبديّ.
لكن… الأساطير لا تنتهي.
مرّت القرون... حتى جاءت تلك الليلة.
وقف "ليو" عند شرفة عالية في القصر الإمبراطوري، صامتًا، عيونه الحادة تراقب الأفق كأنما يبحث عن شيءٍ ما.
ليو (بصوت خافت): هل انتهى عصر الظلام فعلاً؟ أم أننا خدعنا أنفسنا طوال هذا الوقت؟
كاليستو (بحذر): ما الذي يقلقك يا ليو؟
كارميلا (بصوت مرتعش): الختم… لقد اختفى.
استدار ليو ببطء، وعلى وجهه نظرة لم تُرَ منذ أعوام. عيناه، الزرقاوان كالمحيط في يوم عاصف، ضاقتا فجأة.
ليو (بجمود): إذا تحرروا… فإن الكارثة قادمة.
كاليستو (وقد قبض على سيفه الجليدي): إذًا... حان وقت المعركة مجددًا.
غادر ليو القاعة بخطواتٍ ثقيلة، لا خوف فيها… بل عزيمة سوداء تشتعل في داخله.
عند البوابة، التقى بها… أيلول.
كانت تقف بصمت، كأنها كانت بانتظاره. فتاة بملامح هادئة، عيناها البنيتان الفاتحتان تحملان شيئًا… لا أحد يستطيع قراءته.
كل من يراها يشعر أنها تحمل سرًا عظيمًا، شيئًا يتجاوز الكلمات والقصص.
لا أحد يعلم من أين جاءت قوتها، ولا كيف أصبحت فارسة خاصة لولي العهد.
كل ما يُعرف عنها أنها… ابنة طبيب الإمبراطورية.
لكن في عينيها، هناك ظلال ماضٍ لم يُروَ.
كاليستو… الدوق الحديدي، وسيد الجليد.
طفلٌ ذات يوم، شاهد بعيونه الصغيرة كيف احترقت عائلته بالكامل على يد الشياطين. صراخ أمه، وانهيار قريته… كل ذلك لم يغادر ذاكرته.
ومنذ ذلك اليوم، أقسم على الانتقام.
تدرّب لسنواتٍ حتى جفّ دمه، وغلّف قلبه بالجليد. لا يعرف الرحمة، لا يعرف الراحة. فقط الحرب، فقط القتال.
هو ثاني أقوى رجل في الإمبراطورية… لكنه يعيش كأن لا شيء كافٍ ليطفئ نيرانه.
كارميلا… ابنة أحد النبلاء، ووريثة البرج السحري.
كانت مدللة في طفولتها، تعيش وسط الزهور والقصور، لا تعرف معنى الحزن.
لكنّها اختارت بعنادٍ أن تدخل أعماق السحر، وتصبح شيئًا مختلفًا.
رفضت أن تكون مجرد سيدة أرستقراطية… وواجهت الظلال وجهًا لوجه داخل أعماق البرج، حتى أصبحت حارسة أسراره.
ورغم ابتسامتها الهادئة، هناك حزن دفين في قلبها… لا أحد يعرفه سوى النجوم.
أما "ليو"…
ابن الإمبراطورة الراحلة، الطفل الذي لم يُرد أحد الاعتراف به.
إخوته غير الأشقاء كرهوه، طردوه، ونفوه إلى قصرٍ بعيد عن العاصمة، حيث البرد يأكل العظام، والوحوش تحكم الجبال.
نشأ هناك، وحيدًا… يُدرّب نفسه بنفسه، يسقط، يقوم، يُضرب، يقاوم.
حتى تلاشت كل المشاعر اللطيفة داخله… لم يبقَ سوى الغموض والصرامة.
لكن مع الوقت… أصبح أقوى رجل في الإمبراطورية، لا يُهزم.
أجبر الجميع على الاعتراف به. لا بالحب… بل بالخوف والقوة.
ومن يومها، أصبح ولي العهد.
وعندما وقفت جميع الشخصيات في قاعة العرش، حيث ساد الصمت، قال ليو بصوته العميق:
ليو: العالم يتغير. الختم تحطّم. الشياطين قادمون.
ولن يرحموا أحدًا هذه المرة…
إما أن نكون الأسطورة الجديدة… أو نحترق مع ما تبقى من هذا العالم.
> وهكذا تبدأ القصة… من رماد الختم، ومن خلف جدران الماضي، حيث لا شيء كما يبدو.
الفصول القادمة... ستكون من دم ونار.
Comments
إِيـ♡مـ♡ا❀𝑨𝒚𝒎𝒂
🤭🤭
2025-06-04
1
إِيـ♡مـ♡ا❀𝑨𝒚𝒎𝒂
استمري عيناي
2025-06-04
1