أطفال القمر

أطفال القمر

الفصل الأول: اللقاء الأول كان صامتًا + الفصل الثاني : القبو

رحلت عائلة ماكاموتو من المدينة إلى القرية لأول مرة، بسبب ظروف خاصة أجبرتهم على الانتقال. كانت القرية مشهورة بشيء غريب، وكان الناس يهمسون عنها بالشك والريبة.

السبب الحقيقي للانتقال كان شراء منزل قديم قليلاً وكبير بسعر منخفض، فرصة لا تعوض.

انطلقت السيارة من المدينة، وبدأت الرحلة التي استغرقت ثلاث ساعات عبر الطرق الهادئة والريفية. كانت الأشجار تزين الطريق من الجانبين، والهواء يحمل رائحة العشب والأرض الرطبة. في السيارة، حاولت العائلة كسر صمت الرحلة.

قال الأب كازوما وهو ينظر عبر النافذة:

"الهدوء هنا مختلف، أشعر أنه يحمل شيء ما... شيء لم نفهمه بعد."

ردت الأم هاروكو بابتسامة محايدة:

"ربما هذه فرصة لنبدأ حياة جديدة بعيدًا عن صخب المدينة."

أما ماكاموتو، فقد كان صامتًا، يغرق في أفكاره، متأملًا الأفق المتغير.

وصلت العائلة أخيرًا إلى القرية، حيث بدت البيوت قديمة ومهجورة بعض الشيء، والشارع الرئيسي خالٍ من الحركة. توقفت السيارة أمام منزلهم الجديد، منزل واسع لكنه يبدو مهجورًا، جدرانه متهالكة ونوافذه مغلقة بإحكام.

نزل الأب كازوما وتوجه نحو منزل الجار المسن الذي يطل على شارع ضيق، وهو يرفع يده مرحبًا:

"مساء الخير، أنا كازوما ماكاموتو، انتقلنا اليوم إلى هذا البيت. سعيد بلقائكم."

رد الجار المسن بنظرة باردة، متجاهلًا تحية كازوما، ثم قال بصوت خافت وكأنه يتحدث لنفسه:

"أهلاً بمن لا يُرحب به..."

حاول كازوما التقدم قليلاً:

"هل كل شيء على ما يرام؟ نحن نود أن نكون جزءًا من هذه القرية."

لكن الرجل أغمض عينيه لفترة قصيرة ثم تنحنح وقال بحدة:

"القرية ليست مكانًا للغرباء... وخاصة لمن لا يفهمون تاريخها."

عاد كازوما إلى عائلته بخطى بطيئة، وهو يشعر بثقل الكلمات التي سمعها، دخل الجميع إلى المنزل.

بدأت رحلة التنظيف، من صباح حتى غروب الشمس، حيث كانت الغبار يملأ الأركان والجو باردًا رغم حرارة الصيف خارجًا.

في أثناء العمل، لاحظ ماكاموتو باب القبو الخشبي المهترئ في زاوية المطبخ. حدق فيه للحظة، لكن صوت أمه وهي تناديه أعاد انتباهه إلى الواقع.

في المساء، اجتمعت العائلة حول مائدة العشاء، وكانت الأحاديث هادئة لكنها تحمل بين طياتها قلقًا دفينًا.

قالت الأم هاروكو:

"من الأفضل أن نأخذ الأمور خطوة خطوة. هذه القرية قد تحمل لنا الكثير، ولكن علينا الحذر."

أجاب الأب:

"سنتأقلم، مهما كانت الصعوبات. نحن عائلة، وهذا يكفينا."

أما ماكاموتو، فقد جلس بهدوء، وعيناه تراقبان الظلال التي ترقص على جدران الغرفة تحت ضوء الشموع.

بعد العشاء، صعد إلى غرفته، محملاً بأفكار متشابكة، ولا يستطيع أن يهرب من الشعور الغريب الذي يملأ ،المكان.

بعدها حاول النوم لكن الحماسة كانت تملأ قلبه بعد ذلك نام على صوت المطر

الفصل الثاني: القبو

استيقظ ماكاموتو في صباحٍ هادئ، أشعة الشمس تتسلل بخفة عبر الستائر لتداعب وجهه. جلس في فراشه للحظة، يتأمل سقف الغرفة الغريب والمزخرف بنقوش قديمة باهتة. تنهد ثم نهض من سريره وهو يتمتم:

"يوم جديد… فلنرَ ما تخبئه هذه القرية المريبة."

بعد أن تناول فطوره على عجل، خرج متجهًا نحو الثانوية الجديدة. الطريق إليها كان يمر بين بيوت حجريّة وساحة صغيرة بها نافورة لا تعمل. كانت القرية تبدو وكأنها تجمدت في زمنٍ قديم.

في ساحة المدرسة، وقف ماكاموتو للحظة يتأمل الطلاب، قبل أن يقترب منه شاب نحيل، بشعر منكوش ونظرة مرحة:

"أنت الجديد، أليس كذلك؟"

أجاب ماكاموتو ببرود معتاد: "نعم."

ضحك الآخر قائلاً: "أنا تاكِشي. لا تقلق، ستتعود على هذه المدرسة… بعد سنتين من المعاناة."

ثم انضم إليهم آخرون، وتبادل معهم بعض الكلمات والضحكات الخفيفة. لم يكن ماكاموتو اجتماعيًا، لكنه بدأ يشعر بقليل من الراحة.

بعد انتهاء اليوم الدراسي، عاد إلى منزله عبر طريق جانبي. وبينما كان يمر عبر أحد الأزقة، لفت انتباهه مبنى حجري مغطى بالطحالب، بابه مائل قليلاً ونوافذه مكسورة.

"هل هذا معبد…؟" همس لنفسه، ثم صرف نظره وتابع طريقه.

عند وصوله إلى المنزل، فوجئ بأن والديه غير موجودين. على الطاولة وُجدت ورقة مكتوبة بخط والدته:

"عزيزي ماكاموتو، اضطررنا للذهاب لأمر عمل طارئ، لن نتأخر. اعتنِ بنفسك."

هز كتفيه وقال: "أوه… يبدو أنني سأكون طباخ الليلة."

دخل المطبخ، حضّر عشاءً بسيطًا من الأرز وبعض الخضار، ثم جلس يأكل بصمت، يستمع لأصوات الرياح التي تصفر عبر النوافذ.

بعد العشاء، قرر أن يقوم بجولة سريعة في المنزل، فضوله يقوده من غرفة إلى أخرى. وما إن اقترب من باب القبو، حتى سمع صوتًا خافتًا:

طَك... طَك... طَك...

كان صوت قطرات ماء تسقط بإيقاع غريب. تجمد في مكانه، أنصت بدقة. قلبه بدأ ينبض بوتيرة أسرع.

"هل… تسرب ماء؟"

أمسك مقبض الباب، فكان مغلقًا بإحكام. حاول فتحه لكنه لم يتحرك.

"مقفل؟ لكن من أقفله؟"

دفع الباب بقوة، فصدر صرير عالٍ وهو يُفتح ببطء، كأنه لم يُفتح منذ سنوات.

ظلام دامس استقبله من الداخل، وبرودة مفاجئة لامست جلده. وقف على العتبة، وشعور غريب بدأ يزحف في داخله… كأن شيئًا ما في الداخل يراقبه.

"لا… لا يجب أن أنزل الآن."

أغلق الباب بهدوء، ثم استدار مغادرًا.

في غرفته، جلس على سريره وأخرج هاتفه. اتصل بصديقه ريو، فظهر وجهه على الشاشة وهو يأكل:

"ماكاموتو! كيف كانت أول مغامرات القرية؟ هل طاردك شبح جدتك؟"

ضحك ماكاموتو قليلًا وقال:

"ليس بعد… لكنني اقتربت من القبو."

"القبو؟ يا رجل، لا تبدأ بالأشياء المخيفة من اليوم الأول!"

قال ماكاموتو بصوت هادئ: "سمعت صوت قطرات ماء… وكان الباب مقفلاً بقوة."

رد ريو بسخرية: "ربما فأر يستحم."

ابتسم ماكاموتو، رغم أن شيئًا في داخله لم يكن مطمئنًا.

"غدًا يوم جديد… سأراقب ذلك المكان عن كثب."

أنهى المكالمة، ثم تمدد في سريره. كانت الظلال ترقص على الحائط من جديد، لكنه هذه المرة أغلق عينيه، محاولًا تجاهل كل شيء.

وفي الخارج، كانت الرياح تعوي… كأنها تنذر بشيء قادم.

الجديد

Comments

Mouhamed

Mouhamed

Good

2025-05-26

2

الكل
مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon