الموسم الأول
الفصل الثاني: الخبر الصادم
بعد مغادرة والدي جوفينا إلى المهمة، انتقلت للعيش في بيت صديق والدها "أندريك". كانت عائلته تتكون منه ومن زوجته "ديانا"، وكان لديهما ابنة تكبرها بسنتين تدعى "آيسو".
كانت جوفينا ترغب بشدة في مصادقة آيسو، لقد حلمت كثيرًا بأن يكون لديها صديقة تلعب معها. وبعد أن استقرت في الغرفة التي خصصوها لها، اتجهت فورًا للبحث عن آيسو.
وجدتها تلعب على الأرجوحة في حديقة المنزل، فركضت نحوها بحماس قائلة:
"مرحبًا، هل أنتِ آيسو؟"
انتبهت آيسو إلى جوفينا وهي تقترب، لكنها ردت بفظاظة:
"نعم، أنا هي."
لم تلقِ جوفينا بالًا لأسلوب آيسو الفظ، بل حافظت على ابتسامتها ومرحها، واقتربت أكثر لتقف بجانبها قائلة:
"أنا جوفينا. سوف أعيش معكم من اليوم."
نظرت إليها آيسو بعدم مبالاة وقالت:
"لقد علمت بالأمر."
ثم أضافت بغطرسة:
"لكن لا تنسي أن هذا بيتي. إنه ليس بيتك. والداك ذهبا وتركاك."
جوفينا الصغيرة لم تفهم تمامًا ما كانت تقصده آيسو. كانت بريئة جدًا، ولم تدرك الحقد الذي تكنه لها. كان ذلك واضحًا في عيني آيسو، المليئتين بالغيرة لسبب مجهول.
ظلت جوفينا تنظر إلى آيسو بتعجب، لم تفهم حقًا لماذا تعاملها بهذه الطريقة.
وفي تلك اللحظة جاءت ديانا، والدة آيسو، وصفقت بيديها لتلفت انتباههما قائلة:
"آيسو، هل تعرفتِ على جوفينا؟"
أدارت آيسو رأسها بعيدًا، وكان من الواضح أنها لا ترحب بوجود جوفينا، وردت بجفاء:
"نعم، لقد تعرفنا للتو."
نظرت ديانا إلى جوفينا وابتسمت ابتسامة مصطنعة وقالت:
"أرجو أن تشعري بالراحة هنا، يا عزيزتي."
ابتسمت جوفينا بلطف وردت:
"شكرًا لكِ."
في الواقع، ديانا وزوجها أندريك لم يقبلا مهمة رعاية جوفينا بدافع الخير، بل كان هدفهما استغلالها.
كان والدا جوفينا، أليكس ولوريا، أغنى شخصين في القرية، وقد تقرب أندريك من أليكس طمعًا في أمواله. إلا أن أليكس، بطبيعته اللطيفة، لم يلحظ النوايا الخبيثة لصديقه المزعوم.
مرت بضعة أيام على عيش جوفينا في منزلهم، ولم تتحسن علاقتها بآيسو بل زادت سوءًا.
آيسو كانت تغار بشدة من جوفينا، كانت تحس أنها تملك كل شيء لا تملكه هي: والدان محبان، منزل جميل، حياة مرفهة... في حين أن والديها بالكاد يهتمان بها، وكانت عائلتها تعاني من ضيق الحال.
بمرور الأيام، أخذت الغيرة تغرس أنيابها في قلب آيسو، حتى تحولت إلى كراهية وبغضاء شديدتين تجاه جوفينا، رغم أن الأخيرة لم تفعل لها شيئًا.
جوفينا كانت فتاة طيبة وبريئة، تحب الابتسام للجميع، لكنها بدأت تشعر بخيبة أمل كبيرة عندما لاحظت أن آيسو لا تعاملها بشكل جيد. ومع ذلك، تجاهلت كل تصرفات آيسو وحافظت على طيبتها.
ومرت الأشهر تلو الأخرى، دون أن يعود والدا جوفينا. طال غيابهما حتى امتد إلى سنة كاملة، وجوفينا الصغيرة، التي كانت تفتقد والديها بشدة، بدأت تشعر بالقلق العميق.
وفي أحد الأيام، لم تعد تحتمل، فذهبت لسؤال أندريك عن سبب تأخرهما.
طرقت باب مكتبه ودخلت بتردد قائلة:
"أمـم... المعذرة... العم أندريك، أريد أن أسألك عن والديّ... لقد تأخرا في العودة كثيرًا."
نظر إليها أندريك بعدم مبالاة وقال ببرود:
"أيتها الفتاة الصغيرة، انسي أمر والديك. فهما لن يعودا إلى هنا أبدًا. لقد سمعت أن الفرقة التي ينتمي إليها والداك قد اختفت وانقطعت أخبارها. لذلك من الآن فصاعدًا، اعتبري نفسك يتيمة بدون والدين."
ثم نظر إليها بابتسامة خبيثة وأضاف:
"لكن لحسن حظك، أنا رجل كريم جدًا، وسأسمح لك بالعيش هنا والعمل كخادمة. أليس هذا رائعًا؟"
وانفجر ضاحكًا بهستيرية وكأنه كان ينتظر هذا اليوم بفارغ الصبر.
وفي وسط كل هذا، كانت جوفينا تقف متجمدة في مكانها، عاجزة عن التصديق. نزل عليها الخبر كالصاعقة، رجف صوتها وهي تحاول التحدث:
"لكـ... لكـن... كيف؟ أين والداي؟"
توقف أندريك عن الضحك فجأة، ونظر إليها بنظرة قاسية وقال بحدة:
"لقد قلتُ لكِ إنهما ماتا. والداكِ لن يعودا ثانية."
ارتجفت ساقا جوفينا وشعرت أن الأرض لم تعد تحملها، سقطت على ركبتيها وقد خارت قواها، وقد تجمعت بعض الدموع في عينيها.
كانت طفلة في السابعة من عمرها تتلقى للتو خبر فقدان والديها، لا تقوى على استيعاب ما حدث.
تساقطت دموعها بغزارة، وغرقت في نوبة بكاء مريرة، ممزقة بين ألم الفقد، ووحشة الغربة، وقسوة الواقع الجديد الذي فرض عليها بقسوة لا ترحم.
Comments