الـــجُــــلّــــنَــــار !

الـــجُــــلّــــنَــــار !

سلسلة ضد رغباتي !..

*#الجُــــــلِّــــــنَــــــار♡!.*

*#Bay: 𝐖𝐆𝐀𝐑 𝐒𝐀𝐌𝐘!"𓆩𝗥𝗼𝗹𝗲𝘇||⁹⁶رولیز𓆪*

*Part"1"*

​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​ ‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​ ​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏ ​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​‏​​‏​​‏​​‏​​‏​​

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏ ‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

ثمّة أقلام، تدري منذ اللحظة التي تشتريها فيها.. والكلمة الأولى التي تخطّها بها، أنّك لن تكتب بها شيئًا يستحقّ الذّكر، وأنّ مزاجها الكسول، ونَفَسها المتقطّع، لن يوصلاك إلى الأنفاق السرِّيَّة للكلمات.

وثمّة دفاتر، تشتريها بحكم العادة. فتبقى في جواريرك أشهرًا دون أن توقظ فيك مرّة، تلك الشهوة الجارفة للكتابة، أو تتحرّش بك كي تخطّ عليها ولو بضعة أسطر.

ولأنّني أعرف هذا، كلّما تقدّمت بي الكتابة، ازدادت قوّةً عندي، تلك الحاسّة التي تجعلني منذ اللحظة الأولى، أحكم على هذه الأشياء أو لَهَا بحدس قلّما يخطئ.

> تَمَهل عند القراءة، فكَالِماتي سَتَستّوطن اعَشَار قَلِبك!.

> # بِأنَامِل : وقار سامي "روليز⁹⁶"🦋!..

*____________♡!.*

كان الصباح يُولد ببطئ، اشعة الشمس تخرج من وراء السحاب، لتضيء غرفته المُظلمة، مُعلنة قدوم يوم الجمعة المُبارك، لطالما ظل هذا اليوم مُميز ومُقدس لدى المسلمين، ويُعتبر يومًا للصلاة والعبادة والاجتماع، يوم جميل يصحبه الهدوء والراحة، فـلا أحد يعمل في هذا اليوم، وليس هُنالك طُلاب يذهبون إلا مدارسهم وجامعاتهم، لا احد يستيقظ مُبكراً للذهاب ألى اشغالهِ، صباح دافئ ورائع، عند قدوم الساعة العاشرة يتسارعن النساء لتجهيز ثياب رجالهن لصلاة الجُمعة، هي صلاة خاصة تُصلى في هذا اليوم، وتُعتبر من فرائض الاسلام، تُصلى في المساجد، ويجب على المسلمين الحُضور لها، فـيجهزن النساء ما يُدعى"بالجلابية"، بَعدها يأتي افطار الجمعة والذي يحتوى غالباً علي الاكل التقليدي"البلدي"، كالعصيدة والقراصة، واحياناً الكسرة، ثم تأتي خُطبة الجمعة، وكم تلك الخُطبة جميلة؛ لانها فُرصة للوعظ والتعليم، وفيها كثير من الحكم والمُفيدة، ويَلقى الخطيب فيها عدة مواضيع، بعدها تأتي صلاة الجُمعة، ويُستحب قراءة سورة الكهف لأنها نور بين الجمعتين، و الصلاة علي النبي"صلي الله عليه وسلم"، والاستغفار والتسبيح، والكثير من الاعمال الدنينية، حقاً انه يوم عيد للمسلين ♡゙!.

تملّمل علي فراشهِ مُنزعجاً من تلك الاشعة التي قد افسدت نومه، سَحب الغطاء نحو الأمام ليُغطي بهِ وجهه، حسناً رُبما قد تعود علي الظلام الدامس، لذلك بات مُنزعجاً منها، فـ بالكاد تدخل أشعة الشمس إلى غُرفتهِ، فـهي مثال لِـلوحة سوداء لا مَجال لـلألوان فِيها.

ولكن مهلاً!.

كيف تسللت تِلك الأشعة إلى غُرفتهِ وهو متأكد من إغلاقهِ للستار البارحة؟.

أليس هُنالك امر مُريب؟.

ابعدَ الغطاء عن وجههِ، ثم نظر ناحية النافذة ليرى ماذا يحدث، ابتسم بدفء مُتعمقاً في منظرها الأنوثى الجميل، اللعنة كيف لها أن تكون جميلة بهذا الشكل؟.

كيف لها أن تخطف القلب كُل مره كأنها اول مره؟.

يالا العجب! ، تلك العينان الناعستان كيف لها أن تكون بتلك البراءة؟!.

اقتربت منه بخطوات هادئة وعلي شفتيها ابتسامتها الدافئة التي لا تُفارقها: شنو يا أب عيون رمادية، ما ناوي تصحى الليلة؟.

تسائب وهو يعتدل في جلسته، ليردف بنبرة مؤلمة: يا ريت لو ما بصحى اساساً، إن شاءالله تاني ما أصحى.

ماتت ابتسامتها الجميلة تِلك، حقاً انها تعبت من هذه الحالة التي رُمى فيها، لا تعلم ماذا تفعل له كي تخرجه من شعوره بذنب لم يرتكبه؟ ، دائماً تسعى جاهدة بأن تجعله يتناسى الأمر، ولكن هو يتذكره فكل لحظة، حقاً لقد سئمت من ذلك.

جلست بجانبهِ وقد ارتسمت ملامح الحُزن علي وجهِها: ليه بتقول كدا؟ ، ما بهمك للدرجة دي؟.

اشاح بناظريهِ عنها، هارباً من نظراتها التي قد تُحرك مشاعره، اللعنة لماذا تفوه بتلك الكلمات؟ ، لماذا يُفسد بكلماته الجارحة كل شيء دائماً؟ ، ألا يُمكن أن يبدأ يومه طبيعي كباقي البشر؟ ، دائماً يحب افساد مزاج من حوله من غير قصد، حقاً انه غبي!.

وضعت يدها فوق خاصته، وهمست بنبرة حزينة: فِداء.

لعن نفسه هامساً، تباً له و لعقلهِ، حتماً أن لم يُغير مسار الحديث ستفتح جروح قديمة، رُغم أن تِلك الجروح لم تلتأم، ولكن كادت أن تُنسى علي الاقل بالنسبة لهم، فـهو لو مر علي هذه الجروح قرون لن ينساها للحظة، فهي كأسمه تصاحبه أينما ذهب، وفي كل وقت.

ابتسم وهو ينظر إليها، ليقول بمُشاكسة: صحى خُططك شنو الليلة؟ ، عندك اي افكار ولا كدا؟.

زفرت بضيق، فهمت انه لا يرغب التحدث في الأمر، كـكُل مره يُغير مجرى هذا الحديث، دائماً يلجاء للهروب فهو يكره المُواجهة، هذا حالهُ دائماً.

ابتسمت متجاوزة ما حدث: بما اننا جُداد في الحِله دي ولينا اسبوعين بس، فـبفكر اتعرف علي الجارات الهنا، علي الاقل لمن ازهج امشى اتونس معاهم.

ابتسم وهو يهز راسه بقله حِيله: بتحبى المُخالطة!.

رفعت حاجبيها قائلة بتدلل: اكيد، ترا انا ما فِداء البسيوني.

قَلّبَ عينيهِ بملل بالغ: ما علينا، حاقوم اجهز نفسي.

مدت يدها لتضعها في مُنتصف رأسه وتبعثر شعره بفوضوية: طيب منتظرنك تحت يا حبيب ماما.

قطبَ حاجبيه بأنزعاج، لطالما ظل يكره تلك الحركة، وعلى الرُغم من أن والدته على عِلم بذلك، إلا أنها تفعله دائماً، كما لو أنها تتعمد ازعاجه!.

زفر بعمق عندما خرجت واغلقت الباب خلفها، ولأن ماذا سيحدث؟.

أ يذهب ليستحم ويخرج لهم. ، أم يُغلق الستار ويعود لينام؟ ، حقاً أنهُ مُتعب للغاية، وليس لديه الرغبة بالنزول، ومع ذلك لا يُريد كسر خاطِر والدته.

فكر لدقائقِ مَعدودة ثم نهض عن فراشهِ متوجهاً إلى الحمام.

لطالما ظل دائماً يُفكر بِعمق قبل اتخاذ أي قرار، لا يتصرف بحماقة البتةَ، إلا بأستثناء بعض الأحيان يُغادر دِماغهُ رأسهُ فَـيبدأ بأتخاذ قراراتٍ خاطئة، من الأصل هو دائماً يُخطئ، حتى عندما يُفكر بعمق لأتخاذ قرار يُخطئ في إتخاذهِ، هو حَكِيم ولكن دائماً يُخطئ، عجباً لاهذا التناقُض!.

*____________♡!.*

*أنا امرأة الهزائِم والمراثي، وسيدة التوجس والدلال ♡゙!.*

نظرت إلى نفسها في المرأة، إبتسمت وهي ترى جمالها الفاتن، فتاة في بداية عقدها الثاني، ذات ملامح هادئة، جميلة وجاذبة، بشرة بيضاء ناعمة كالحرير، عينان واسعتان بلون ممزُوج بالبُني الغامق والعسلي الفاتح، يلمعان عند إنعكاس أشعة الشمس، أنف صغير حاد، وحاجبان متوسطان عليهما مُنحنى في منتصفيهما، فَمْ وردي مُكتنز تزينهُ ثلاثة أخوال دامسة السواد، واحده فوق شفتيها، واثنتان تحتهما وينهما مسافة، حقاً انها فتاة من لا زورد اليقين!.

"وقار"

استدارت خلفها وعلي وجهِها ابتسامة خفيفة: اهلين، صباح الخير.

دخل ذلك الفتى، ذو السبعة عشرَ عاماً، من منظرهِ تظنُ أنهُ في العشرينات من عُمرهِ، طويل القامة مفتول العضلات، مَلامحه جميلة وحادة بعض الشيء عكس شخصيته، بشرته البُرونزية الفاتحة، عينان سوداويتان واسعة، و حاجبنان مُقوسان، تارك شعره ينسدل إلي جبينهِ وهو يحبه هكذا، نُسخة مُصغرة من اخيهِ الكبير.

جلس علي فِراشها واضعاً يداه إلى الخلف، ثم قال بملل واضح: زهجان قلت اشوف لي موضوع عندك.

رفعت حاجبيها بتعجب، لتردف بتهكم: يا سلام! ، شايفني فاتحة دكان مواضيع هنا؟.

مط شفتيه بعدم اكتراث: اظن كدا.

تنهدت بقلة حيلة لعلمها أنه يُريد افتعال شجار معاها، وهي بمزاج جيد فلا تُريد تعكِره، استدارت نحو المِرأة مُجددّاً مُتجاهِلة إياه، التقطت مُشبك علي شَكلِ فراشة لترفع شعرها إلى الأعلى وتُمسكه بهِ، تركت بعض الخُصلات المُتمردة علي وجهِها زادت منظرها جمالاً، نظرت إليه عبر المِرأة وجدتهُ واضع يده علي فَمِه ويتسائب بملل، ذهبت نحوه لتمسك بعمصم يده اليُمنى وتسحبهُ نحو الباب، صرخ هو الآخر بأن تتركه ولكن دون فائدة، فـهي كعادتها عاصية لا تكترث للآخرين، دفعتهُ للخارج قائلة بتحذير وهي تشير نحوه بسبابتها: إياك ثم إياك تخش غرفتي مالم تتأدب فاهم؟ ، بالله شوف الشافع د.

اردف بغضب: الشافع د عمرو 17 سنه بالمناسبة.

قهقهت بسخرية وهي تُرجع خُصلات شعرها إلى الوراء: 22 و 17 كم سنه؟ ، احسب بالله.

رد بِسُرعة: 4 سنوات.

رفعت حاجبيها بمُكر وعلي وجهها تلك الابتسامة الساخرة: إذاً؟.

رفع رأسهُ بتكبر وخلل شعره بيده، ثم ادخل يده الآخري بجيب بنطاله الأسود: اذاً نحنا قريبين من بعض.

نظرت إليه من أعلى راسه إلى اخمص قديمه واغلقت الباب في وجههِ، لعنها عدة مرات ثم ذهب تاركاً إياها، شكرت ربها علي ذهابهِ ثم تمددت علي الفراش وهي تبتسم بهدوء، عجباً لهذا الفتى دائماً ما يُضايقها، بل هو يُضايق كل من في هذا البيت، لا يرتاح اذا لم يُزعج الجميع، إزعاج الناس بالنسبة له كجرعة إسبرين لشخص لديه مرض مُزمن، يُحب الفوضة كـحب عنترة لعبلة، حقاً أنه مُختل عقلياً، ولكن لما لا يأخُذوه إلى المصحةِ بدلاً من وجودهِ هُنا؟ ، ربما يتعالج ويعود إلى عقلهِ، هذا إن كان لديه عقل من الاساس!.

ارتفع صوت رنين هاتفها مُعلناً وصول اتصال من شخص ما، مدت يدها واخذته نسبةً انه كان بالقرب منها، اتسعت ابتسامتها وهي ترى المُتصل، نعم أنها احدى صديقاتها المُفضلات، ورقة من زهرة الجُلّنِار.

ردت بفرح: بستلة حايمة في الحله.

ضحكت الاخري بصوت عالي، ثم اردفت ببراءة: حرام عليك، دايرة تبقيني أنجم ولا شنو؟.

وقار: ديك حقها براها، تلقيها لحد اسي ما صحت.

اسلة: اساساً البصحيها شنو؟ ، ناسية الليلة الجمعة؟ ، والله للعصر ما أظن تقوم.

قهقهت بخفة علي حديثها، وظلا يتبادلا اطراف الحديث إلا أن قالت اسلة: بعدين العصر تعاليني في البيت، عشان نقرا ل Test بكرا د، عارفاك ما بتكوني فتحتي حاجة.

زفرت بتزمر: والله ما نفسي اقراء لكن مجبورة.

اسلة: اساساً مجبورة، هي يلا مع السلامة ماشه اشوف اشغالي.

وقار: يلا في امان الله.

وضعت هاتفها في مكانهِ ودَلُفت إلى الخارج.

_*الــــمــــاضــــي ★!.*_

وقعت علي الأرض بأنهيار وما زالت تصرخ بألم: واااي، يا جماعة وااي، ما قادرة والله ما قادرة، ما تودوه مني ياخواني، انا عايزاه يا جماعة عايزاه شدييد، بموت من دونو انا، عليكم الله جيبوه لي، عليكم الله ما تشيلوه مني، والله حرام البتعملوه د حرااااام.

قالت جُملتها الاخيرة وهي تستلقى علي الأرض مُغمضة عينيها بأستسلام!.

حقاً لقد تعبت من كل شيء، بكت إلا أن اختفى صوتها ولكن لا احد يُجيبُ لطلبها، هي لا تطلب شيء كثير، فقط تُريد أن يكون بجانبها لا شيء أكثر، ولكن من يسمع صوتها؟ ، من يكترث لها؟ ، كيف سيعود وهو بعد بضع دقائق سيكون تحت التُراب؟ ، نعم هي تعلم أن الموت حق، ولكن لا تستطيع تخيل حياتها من دونهِ، من سيُضحكها عندما تحزن؟ ، من سيُهدئُها بكلماتٍ معسولة عندما تغضب؟ ، من سيقول لها صوتك جميل؟ ، من سيُناديها يا غزالتي؟ ، من سيُدفئُها حين يقرصُ البرد عظامها؟ من؟.

_*الــــحَــــاضِــــر ★!.*_

افاقَ من شُرودهِ عند دخولها إليه، ابتسم وجلست بجانبهِ وهي تمد له كوب من القهوة، اخذه منها وتنهد بعمق: الليلة كيف اصبحتي؟.

ابتسمت واضعه يدها فوق يده بحنان: طول ما انتو كويسين انا كويسة.

نظر إليها لثوانِ، حقاً ما ذنبها؟ ، لماذا هي تتحمل نتائج افعالهم؟ ، لطالما ظلت تُطبطب عليهم وهي لا تجد من يُطبطب عليها، دائماً تُفكر بهم قبل اي شيء، بالنسبة لها هُم اهم من نفسها حتى، ولكن هم كيف يُجازوها؟ ، لا يفعلون غير أن يتجاهلوها ويغضو نظر عن وجودها، لا يستشيروها في اي شيء ولا يأخذو رائيها في شيء، كأنها غير موجودة، بالرغم من ذلك هي أول شخص يجدونه عند ازماتهم، اول من يُطبطب عليهم ويُخفف آلمهم، بل هي الوحيدة التي تفعلُ ذلك.

ضغطت على يده وهي تنظر إليه بقلق: مُهاب انت سامعني؟.

خرج من شُرودهِ ونظر أمامه، ربما كان يُفكر كيف سيُغير تعامُلِه معاها، كيف سيعود بأقناع أُخته أن تحترم وجودها لقليل من الوقت، فهو سيُسطير علي نفسهِ، ولكن أخته كيف سيُسطير عليها؟.

زفرت بضيق مُبعدة يدها عن خاصتهِ، نظر إليها وهي شاردة في الفراغ، شعر بندم اتجاهها، شيء يطعن قلبه كالخنجر، ماذا سيفعل؟.

كيف سيُعيد ما فُسد؟.

كيف يُرتب تلك الفوضة؟ ، تباً كيف سيتصرف؟.

أخيراً قرر النُطق وكسر هذا الصمت، نظر إلى كوب القهوة الذي يُمسكه بخاصتهِ، واردف بصوت مهزوز: زعلناك كتير عارف، ويمكن ما حاسين بالحاسه بيه، بس.

صمت لبرهة، وضع كوب القهوة على الأرض بجانب فِراشه، ثم مال بجسده بالكامل ليُصبح مُقاصداً إياها: بس دايرك تتحملى يا حبوبة، اتحملي عشاني، عارف اتحملتي كتير بس عايزك تتحملي لسه، على الاقل لحد ما اعرف اضبط مُشكاة.

اطلقت تلك التنهيدة لتُعلن دموعها التمرد، لعن نفسه هامساً واحتضنها.

حسناً لم يكن هذا ما يُرده بالطبع، ولكن كان عليه التفوه بتلك الكلمات، عليه أن يُخبرها أن تصبر الي حدٍ ما، يجب عليها فعل ذلك لكي تُقويهِ ويستطيع السيطرة علي أُختهِ.

شد علي رأسها، كأنهُ يُريدها أن تخترق عظام جسده وتدخل إلى اعماق قلبه، فهو يُريد تخبأتها هُناك!.

مضى وقت علي هذه الحالة، لم يكن يريد أن تبتعد عنه ولكن هو لا يتحمل رؤيتها بهذا الشكل، كُل دمعة تَسَقط منها تُسقِط معاها جُزءً من روحهِ، سمح لدموعهِ بالنزول، فهو لا يستطيع كبتها أكثر من ذلك.

ابتعدت عنه عندما شعرت بِِبُكائهِ، وضعت يداها علي خديهِ مُمسحة دموعه، ثم اردفت بصوت مُتحشرج: خلاص ما تبكي، انا حافضل قوية عشانكم، حافضل أساندكم دائماً، ومستحيل استسلم واخليكم، أنتو حبايبي وقطعة من قلبي، أنت ومُشكاة جزء لا يتجزاء مني.

ابتسم وقبل يداها بحب: حبيبتي يا هُدهد، من يومك قوية عارفك.

نظرت إلى كُوب القهوة المُلقى علي الارض، قطبت حاجبيها بأنزعاج: قهوتي ما عجبتك ولا شنو؟ ، عيب عليك ترميها كدا، والله عملتها بحب الدنيا كلو.

ابتسم وهو ينظر إلى كوب القهوة، حقاً انها رائعة، دائماً تجد طريقة لتلطيف المكان.

وقفت والتقطته من الارض، وقالت وهي مُدلفة إلى الخارج: د بكون برد، حاكب ليك واحد تاني، تعال لي تحت.

*____________♡!.*

كانت تنام بطريقة عشوائية، الفِراش مُبهدل وجزء من جسدها يكاد ينفصل عنها لشدة تمدُدها، لقد تعبت والدتها من محاولة إيقاظها، فهي عندما تنام كالميتة!.

لم يَمُر وقت طويل وشعرت بشيء بارد ينسكب علي جسدها.

مهلا، أحقاً قد فعلتها؟.

هل سكبت عليها كوب الماء البارد؟.

استيقظت بفزع، وصاحت بصوت عالي وهي تنظر أمامها بصدمة: وبعلي وبعلي، المات منو؟.

زفرت والدتها بضيق، وهي تهز رأسها بيأس: استغفر الله العظيم.

ثم وضعت يدها علي خصرها لتردف بصوت عالي: حسبي الله ، انجم يا بت الناس قومي نايمة ليها شنو؟.

نظرت إلى والدتها لبضع ثوان، ثم وضعت يدها علي وجهها لتبعد الماء وتردف بضجر: عليك الله يا ماما من الله خلقك شفتي بن ادم طبيعي بصحوه كدا؟ ، ياخ الحيوانات ما بصحوهم كدا.

ابتسمت بسخرية لتقول: براك قُلتي، بن ادم طبيعي، طبيييعي.

زفرت بتزمر: استغفر الله بس.

تقدمت والدتها لتبعد عنها الغطاء، نظرت إلى ساعة يدها، ثم رفعتها في وجه ابنتها، لتردف مُعاتبة إياها: الساعة عشرة ونص وحضرتك لسه نايمة، قومي بعد د عشان الفطور قرب.

قلبت عينيها بملل: خلاص كويس، لكن اسي لو خليتيني انوم مالو؟ ، عليك الله خليني انوم يا رواني.

روان بحزم: اكب فيك موية تاني؟.

نهضت من الفراش بسرعة وهي تقول بفزع: خلاص خلاص، قايمة والله.

ركضت إلى الحمام بسرعة حتى كادت أن تقع، لو لا ستر الله، هزت والدتها راسها وهي تبتسم بخفة، عجباً لجنون تلك الفتاة، رغم جنونها الزائد إلا انها أميرتها الوحيدة، جوهرتُها النادرة، هي ليست ابنتها فقط، بل هي اختها وصديقتها وأُمها وجدتها، وكل شيء في حياتها، نعم انها سعادتها الوحيدة.

دَلفت إلى الخارج مُغلقة خلفها الباب، ثم دخلت إلي المطبخ لتُحضر لها الشاي، فهي تعلم انها لن تخرج من دون شَرابِه، تلك السمراء الشقية!.

"رواني".

ابتسمت بدفء وهي تستدير بجسدها إلى الخلف، تقدم ذلك الرجل الذي يبدو في بداية عقده الخامس، من أن تراه تشعُر بالطمأنينة والسكينة، وقد عكس هذه الصفة علي أبنتهِ.

وقف أمامها واضعاً يده علي الطاولة، وبيده الآخرى اخذ يُرجع خُصلات شعرها المُتمردة إلى الوراء.

ابتسم بهدوء انعكس في نبرة صوته الدافئة: صباح الخير.

نظرت إليه وتلاقت اعيونهما، وقد رأت كيف لمعت عيناه، فأنزلت رأسها بخجل وقالت بنبرة مُرتبكة وخافته: صباح النور.

ابتسم لمنظرها، لطالما ظلت خجولة علي الرغم من العيش معه لمدة اربعة وعشرين سنه، إلا أنها لم تستطع أن تتخلص من خجلها الذي يُلازمها، ولكنه لم يكُن ينزعج من هذا الأمر ابداً، بل يحبه ويستمتع به كثيراً، شعرت بنظراتهِ الخارقة لها، فأردفت بتوتر وارتباك: هناي، ما تعاين لي كدا.

قبل أن يرمى بكلماتهِ الجميلة التي كاد أن يتفوه بها فَمه، سمع صوت حمحمتها.

"احممم".

توجهت انظارهما إليها، وقد ابتعدت روان عنه بتوتر بالغ، واوهمت نفسها انها مشغولة بتحضير الشاي.

ابتسمت بِمُشَاكَسة، ثم قفذت علي الطاولة لتفصل بينهما: شنو لكن، ماف ناس معاكم في البيت د!.

ابتسم وهو يداعب خدها: يا غبية د وقت تجي فيه؟ ، توقيتك مُناسب شديد.

نظرت إليه روان بدهشة، بحقهِ ما هذا الذي يقوله؟ ، أين الخجل؟ ، أين الحياء؟.

وقبل أن يستوعب عقلها ما سمعته، اردفت ابنتها وهي تضحك: والله صح كلامك، مواعيدي دائماً ما مظبوطة، اساساً انا طالعة ل سمر ماشه اشيل منها كم شيت كدا، حاشرب حبه من الشاي عشان ما اصدع.

روان بصدمة: تطلعي وين؟ ، الليلة ماف ليك اي طلعة عشان قلة ادبك دي، انتي وابوك زي بعض، ما عرفت اربي منو فيكم.

قهقه فارس وهو يضع يده علي رأس ابنته: والله البت دي بتشبهك انتي، نفس سواد العيون، ونفس انفك الحاده الحلوه، ونفس الشعر الأسود وحتى نفس البنية المتوسطة، سمارها الفاتح، حواجبها المتوسطة، حتى طولها زيك، إلا الوجنات دي شايلاها مني انا.

نظرت إليه انجم بسعادة: احلى حاجة فيني شايلاها منك.

عقدت روان حاجبيها، واستدارت لتُباشر عملها: ضيفي ليها قلت الادب.

ضحكو بخفة علي حديثها، ثم اقتربت انجم منها مُقبلة خدها بحب: ياخ فروسي د ما تظلميه، حرام عليك.

فارس ببرائة مُصطنعة: اي والله حرام شديد.

قهقهت بخفة، والتقطت حقيبتها من الطاولة لتخرج مُسرعة: لبعدين حبايبي.

نظر إليها وهو مازال مُحافظاً علي ابتسامته الماكرة: انجم ومشت.

_*المُــــســــتــــقــــبــــل ★!.*_

زفرت بضجر وهي تعتدل في جلستها: يُووه ما ممكن كل ما زول يشوفني يتصدم ويتجمد، ما عايزة اخطف ارواحكم، ما ملك الموت انا.

تقدم بأتجاهها وهو ما زال تحت تأثير الصدمة، وقف بالقُرب من زوجته مُقاصداً إياها، اردف بعد تردد كبير، وخوف انعكس علي وجههِ: اسراء؟ ، من وين جيتي انتي؟.

ابتسمت بخبث وهي ترى الخوف عليهما، من كان يتوقع انها ستظهر لهما من جديد؟ ، انها كالكابوس لهما، حسناً يجب القول أنها الجحيم بذاتهِ.

اعتدلت في جلستها، ونظرت إليهما بوحشية لتردف: من قرع جهنم.

_*الــــحَــــاضِــــر ★!.*_

دلُف إلى الداخل وعلي وجههِ ابتسامة ماكره، وقف خلفه وهو يقول بنبرة حاقدة: شنو يا بوص؟ ،عملت ليك كل حاجة.

فَتَى في بداية عقده الثاني، ببشره كلون القمح، طوله ما يُقارب ال 177، انفه طويلة حادة وتوجد فيها خَال واضحة، عيناهُ حوراء مُلفتة النظر، وبنيته الجسدية جيدة، شعره أسود مُصفف بطريقة غريبة.

كان يجلس علي الكُرسي ويضع اقدامه علي الطاولة التي امامه، اشار بيده إلى المقعد الذي يوجد أمامه ليجلس ذلك الفتى، ثم قال بنبرة حادة: ادبتو كويس؟.

جلس علي الكُرسي قائلاً: ادبتو اي، تاني ما بِقِل ادبو، انت بس استرخي وما تخاف.

رُسمت علي شفتيه ابتسامة جانبية لم يكن يتضح معناها، شرب شُرَفة من العصير الذي بيدهِ، ثم اردف: حلو، اسمعني ما داير وجع راس الفيني مُكفيني، فلو عمل اي حركة ما ياها انت اتصرف.

ابتسم بهدوء: محلولة يا صحبي.

عم الصمت لثوانِ، لم يكن يعلم هل ما يفعله صحيح أم لا، ولكن هو مؤمن أنه يُريد ذلك، يعلم جيداً خطورة العمل الذي يعملهُ، ولكن هو يعشق المُخاطرة، يُحب التمرد دائماً رُغم أنه علي علم أن الذي يفعلهُ قد يؤدي به إلي التهلُكة؛ بسبب منصب والده الكبير في الحكومة والذي يفعله مُخالفاً للقانون، لكنه يستمتع بذلك جداً.

"خليك معاي"

نظر إليه مُجددّاً، وضع الكأس علي الطاولة ليعتدل في جلستهِ، زفر بقوة كأنه كان يحبس أنفاسه لمدة طويلة، ثم اردف بنبرة مُميتة تملُئها الوحشة: مُؤمن المره دي ما داير اغلاط، عايز كل حاجة تمشى بسلاسة واريحية، طالما نحنا ما هبشنا زول، فـماف زول حيهبشنا، بس د ما معناه نقعد زي الغزالة المُنتظرة من الأسد يفترسها، اكيد حنتحرك، بس في الوقت الحالي يُفَضل نكون مُستكينين، فهمت علي؟.

مَيّلَ رأسه يميناً ويساراً وهو ينظر إلى الفراغ: اعتقد اني فهمتك، بس انت كلم فِداء عارفو مُتهور ومُخو ميت.

رفع حاجبيه بسرعة ثم أنزلها: تؤ ما تشغل بالك، فِداء انا بتفاهم معاه.

تنهد وهو ينهض من مقعدهِ ليُفرد يديه بالهواء، وعلي وجههِ ابتسامة خفيفة: اذاً، الوضع تحت السيطرة، المهم انا ماشي بعد د يلا معاك سلامة.

اومأ له برأسه مُتفهم إياه، وخرج هو الأخر.

"جواد".

نظر بأتجاه الصوت، ليرى تلك الفتاة السمراء تقف تحت السُلم مُختبئة منهما، ويبدو أنها قد سمعت حديثهما.

زفر بضيق وادار وجهه عنها، إلا انها جلست بجانبهِ وعلي وجهها تفاصيل الحُزن التي لا تستطيع التحدث عنها.

اردفت بنبرة حزينة وهي لا تُشيح ناظريها عنه: أنت بتعمل كدا لشنو؟ ، دي شنو حركات المافيا البتعمل فيها دي؟ ، يعنى انت كدا مُرتاح؟ ، راضي عن البتعمل فيه د؟ ، عارفة انو لسه قلبك مكسور بس ما حتصلحو بالطريقة دي يا جواد.

نظر إليها بأشمزاز: ترتيل انتي دايرة مني شنو؟ ، دايرة تصلي لشنو؟.

صمتت لبرهة وهي تنظر إلى الأسفل، ثم اردفت بصوت مخنوق وخافت: انا ما دايرة منك شيء، ولا عايزة اصل لحاجة، بس علي الاقل حاول تمسك نفسك لو ما عشانك عشان امك، فكر فيها ذنبها شنو يحصل فيها كدا من وراك؟ ، ليه مجبورة تشوف ولدها كل يوم حالتو بتتدهور اكتر من اليوم القبلو؟ ، ارحمها يا جواد ارحمها.

اشاح ناظريه عنها، ليقول بجمود: عايني لو ما عندك جملة مُفيدة اتخارجي.

ارادت أن ترد عليه، ولكن قبل أن يتفوه فمها بحرف، اردف بتهجُم: وقبل ما تجي تحاسبيني امشى حاسبي اختك، هي الوصلتني لـ كدا و وصلت أمي لـ كدا برضو، و وصلتك لـ كدا وصلتنا كلنا لـ هنا، امشى عاتبيها هي، وانصحيها هي بدل ما تجي كل يوم تعيدي لي نفس النغمة، ما تنسى بسببها في بني ادم حالياً بصارع بيت الموت والحياة، بسبب تنزيل اللي هي أختك.

صمتت واعطت المجال لدموعها بالنزول، كانت تعلم أن ما قاله صحيح، وهي موقنة بهِ تماماً، نعم أنها تعلم مدى الجُرح الذي تسببت به شقيقتها لهم، ولكن هي ما ذنبها؟ ، لماذا تتلقى اللوم بدلاً عنها؟ ، لماذا تتحمل عواقب اخطأ لم ترتكبها؟ ، لعنت اختها في تلك اللحظة، ولكم تمنت أن تكون أمامها لتحاسبها ويُشفى جُزء من غليلها، حتماً ما فعلته لم يؤذي جواد وعائلته فقط، بل أذاها هي أيضاً، وسبب لها جُرح لا تعلم متى سيلتأم، ما فعلته بتلك الليلة ترك أثر لا يزول، لقد هدمت كل شيء، وبسببها هُنالك شخص الآن بين الحياة والموت وعائلته هُنا تحترق خوفاً عليه، يا ليتها لو تعلم بما يحدث الآن، يا ليتها تعُود لا لكي تُصلِح كل شيء، لأن لا شيء سيعود كما كان البتةَ، فقط تعود لكي تتحاسب.

شهقت لتستعيد قوتها، ثم قالت بصوت مُتحشرج: لو كانت قاعدة، كنت انا اول حد يحاسبها، ما كنت خليتها وانت عارف، فـبطل تخت ملح علي الجرح في كل مره، انا كمان صبري عندو حدود، وانا كمان بني ادم بتوجع وبنجرح وبنقهر، وكونو واقفة جنب كل واحد فيكم وبحاول اخفف وجعو ما معناها اني ما موجوعة، ما تنسى انا اتأذيت من اختي.

جواد: انتي ما..

لم يُكمل جملته وخرس بالكامل عندما هرولت نحو الخارج تاركه إياه، لعن نفسه لعدة مرات وهو يضرب الطاولة بيده الصلبة، وقد رُسمت ملامح الغضب علي وجههِ الحاد، قال بغضب بالغ: براڨو جواد، خربتها اكتر ما هي مخروبة، شكراً ليك يا غبائي.

تنهد بضيق وهو يعتصر يده علي وجهه بقوة، كأنه يُريد اقتلاعه ورميه بعيداً، لطالما ظل الغضب يجعله يفقد صوابه ويتفوه بأشياء لا يجب التفوه بها، دائماً ينزلق لسانه في التوقيت الخاطئ، يظل يحاول أن يكون هادئاً لكي لا يُخطئ بالحديث، ولكن هي تحرص علي أغضابهِ حتى لو لم يكن بقصدها، فهي عندما تحاول مواساتِه تفقده صوابه من دون قصد.

حسناً هو لا يتقصد أن يأذيها، ولكن ماذا يفعل لِـسانهِ؟ ، أيقُصه؟.

في وقفتهِ تلك تذكر أنه لم يرى والدته مُنذ ما حدث بالبارحة، وليس لديه علم اذا اصبحت بخير أم لا، زفر لعدة مرات ليُفرغ الغضب الذي يحتله، فـلا يُريد أن تستجوبه البتةَ، أخذ هاتفه من على الطاولة، واتجه إلى غرفتها وهو يحاول أن يصنع إبتسامة مُزيفة على شفتيه.

ضرب الباب بهدوء، وسمع صوتها الأنوثى وهي تطلب منه الدخول.

فتح الباب ببطئ، وادخل رأسه وعلي فَمِهِ إبتسامة مُريحة، كانت تجلس علي الفِراش مُمسكة بكتاب لأدهم الشرقاوي، وتضع نظارتها الطبية، إبتسمت عندما رأته واشارت بيدها ليدخل، فأستجاب لطلبها ودلف مُغلقاً الباب خلفه بهدوء.

مُزدلفة: جواد كيفك؟.

جلس بالقرب منها، ثم قبل يدها ورأسها بحنان: تمام الحمدلله، وانتي كيف؟.

وضعت يدها علي خده قائلة بحب: طول ما انت جنبي انا حافضل كويسة.

اتسعت إبتسامته وعاد لتقبيل يدها وهو ينظر إليها بسعادة بانت علي وجههِ، نعم لقد تبدد الغضب الذي كان بداخله، لقد تلاشى كما لو شيء لم يكن، مُجرد حوار قليل معاها جعله ينسى كل شيء في ثوانٍ، حقاً أنه لا يطمأن إلا معاها، لا يُظهر جانبه الجميل والحنين إلا معاها، لِأجلها مُستعد أن يفعل المُستحيل، يبيع الدنيا وما فيها ليشتريها فقط، احتضنها لدقائق ثم ابتعد عنها ليضع رأسه علي قدميها بأريحية، وهي فهمت أنه قد حان موعود المساج الذي يُفضله، فالتقطت زُجاجة من زيت "السمسم" لتضع منها على يدها قليلاً، اعادت الزُجاجة مكانها ثم ادخلت يدها على شعره وبدأت تدليكه ببطئ، اغمض عينيه لشعُورهِ بالمُتعة والراحة المُطلقة، اتسعت إبتسامتها لروئيتهِ بهذه الحالة، لذلك ابطئت حركة يدها ليستمتع اكثر.

جواد وما زال مُغمض عينيه وعلي وجههِ تلك الأبتسامة الجميلة: امي.

اومئت له مُزدلفة، فأردف قائلاً: امس الصباح كنتي وين لمن جيتي بالحالة الشفتك فيها دي؟.

تجمدت ملامحها و اوقفت حركة يدها، فسؤاله كان مُباشراً، وهي لا تُجيد الكذب خاصة عليه، صمتت لبرهة وهو ما زال بوضعيتهِ ولم يتفوه بحرف منتظراً اجابتها.

مُزدلفة بتوتر بالغ: الجاب الموضوع د اسي شنو؟.

جواد بهدوء: عارفاني ما ح افوت الحصل، فجاوبي عشان لو بسبب الزفت الإسمو أبوي د اعرف اتصرف معاه.

قطبت حاجبيها بغضب، وأرادت الرد علي أسلوبه الوقح، ولكن هي تعلم اذا ردت عليه فـسيدخلا في نقاش حتماً سينتهى بغضبهِ وخروجهِ من المنزل وإختفائهِ مُجددّاً، لذلك هدئت نفسها وأجابت بهدوء: مشيت شفت جلال، منظرو وجعني شديد، واتكلمت مع الدكتور المُتابع حالتو، وكلامو كان حار ما قدرت استحملو.

تصلبَ جسده، جلال! ، كم مضى وقت لآخر زيارة له، لا يعلم حاله وماذا يحدث له، لطالما كان يتعمد الهروب منه ومن سماع أخباره، فـهو لا يَقوى على ما سيسمعه او سيراه، حقاً هو ضعيف جداً أمامه، لا يُريد أن يعلم شيء عنه، ليس لعدم حبه له، فـهو من الاساس لا يُحب غيره هو و أمه، ولكن إذا سمع اخباره او رأهُ فسيعود إلى نقطة الصفر، تلك النقطة التي ستجعله يُخرج اسواء ما فيه، تلك النقطة التي ستجعله يتغير 380 درجة، تلك النقطة التي ظل يُعافر لكي يتجاوزها ولكن كان يفشل في كل مره، إلا أن اخر مُحاولة باتت بنتائج جيدة، علي الرُغم من أنه لم يتجازوها تماماً ولكن استطاع أن يُهدء نفسه لبعض الوقت.

وضعت يدها على خدهِ مُحركة إياها ببطئ: ما اشتقت ليه؟.

لم يجبها وبات بالنهوض وعلى وجههِ الجمود والشحوب، كان ينظر لأي مكان في الغُرفة إلا إياها وقال بنبرة مهزوزة: انا طالع.

لم ينتظر اجابتها وهرول خارج الغرفة، زفرت بضيق لتُطلق العِنان لدموعها، كانت تبكي دون أن تأخذ نفساً حتى، حقاً هي لا تعلم ماذا تفعل له؟ ، كيف عليها التصرف بشأن هذا الأمر؟ ، كل مُحاولاتها باتت بالفشل، رغم تأثيرها السحري عليه إلا انها فشلت في أن تُلقيهِ عليه في هذا الأمر، لم يظل شيء لمن تفعله، كيف ستجمع الأخ بأخيه؟ ، كيف ستجعله يفهم أن اخاه بحاجة إليه؟ ، كيف لها أن تجعل قلبه يلين ولو لدقيقة ؟ ، نعم أنها عاجزة تماماً.

*يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ☆!.*

#وقــار ســامــي"روليز⁹⁶".

رايكم في اول بارت؟

شاركوني بالكومنتات🌹.

مختارات
مختارات

1تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon