الفصل 5 +6

الفصل 5: الإمبراطور والابنة الهاربة

تجمدت فيلوميل في مكانها، قلبها ينبض بجنون.

أمامها، كان الإمبراطور يوستاس يحدّق بها بعينين باردتين.

"إلى أين تعتقدين أنكِ ذاهبة؟"

لم تستطع الرد فورًا. عقلها كان يعمل بسرعة، تبحث عن أي عذر يمكن أن ينقذها.

"لا، لا يمكنني أن أرتكب خطأ الآن… إذا اكتشف أنني أحاول الهرب، فقد تكون هذه نهايتي."

أخذت نفسًا عميقًا، ثم انحنت برشاقة.

"آه… أبي، لم أكن أعتقد أنك ما زلت مستيقظًا."

رفع يوستاس حاجبًا. "هذا لا يجيب على سؤالي، فيلوميل."

ابتسمت بخفة، رغم أنها شعرت أن جسدها كله يتصبب عرقًا.

"كنت… كنت أشعر بضيق في غرفتي، وأردت أن أمشي قليلاً لأصفّي ذهني."

كانت هذه كذبة واضحة، لكنها كانت الخيار الوحيد المتاح.

يوستاس لم يقل شيئًا لوهلة، ثم ألقى نظرة سريعة على ملابسها.

"إنه يلاحظ…!"

فيلوميل شعرت بالدم يتجمد في عروقها. كانت ترتدي ثياب خادمة بدلاً من فستانها المعتاد.

"أوه لا، ماذا أفعل؟"

ثم، كما لو كان الأمر مجرد تفكير عابر، قال يوستاس:

"عودي إلى غرفتك."

نظرت إليه بدهشة، لكنه لم يكن يبدو غاضبًا… ولا مهتمًا حقًا.

"ولا تكرري هذا مجددًا."

كانت هذه فرصتها للنجاة.

"نعم، أبي… أنا آسفة."

استدارت وعادت إلى غرفتها، تكتم أنفاسها حتى أغلقت الباب خلفها.

لقد نجوت… بالكاد.

---

هل كان يشك بها؟

جلست فيلوميل على سريرها، يداها لا تزالان ترتجفان.

"هل كان يشك بي؟ أم أنه لم يهتم؟"

لو كان يوستاس يشك في أنها تحاول الهرب، لما كان سيسمح لها بالعودة بسهولة.

"أم أنه كان يراقبني طوال الوقت؟"

لم تستطع أن تعرف، لكن شيئًا واحدًا كان واضحًا: لا يمكنها الهرب بهذه السهولة.

"يجب أن أكون أكثر حذرًا… وإلا، سينتهي بي الأمر مثلما حدث في الكتاب."

---

تغيير الخطة

في الأيام التالية، لم تحاول فيلوميل أي تحركات مريبة.

إذا كان يوستاس يراقبها، فمن الأفضل أن تبدو طبيعية تمامًا.

"إذا لم أستطع الهرب الآن، فعليّ أن أغير خطتي."

لم تكن تعرف متى ستظهر أليسيا، لكن كان لديها شعور بأنها لم تعد تملك الكثير من الوقت.

"إذا كنت لا أستطيع الفرار… فعليّ أن أجد طريقة للبقاء."

نهاية الفصل 5

الفصل 6: الطفلة التي قررت أن تعيش

لم يكن الهروب خيارًا متاحًا في الوقت الحالي، لذا قررت فيلوميل أن تختار المسار الآخر: أن تبقى حيّة.

لكن أن تبقى في هذا القصر، تحت نظر الإمبراطور يوستاس البارد، يعني أن عليها أن تتصرف بحذر شديد.

"إذا لم أستطع الهرب… فعليّ أن أصبح شخصًا لا يُطرد. شخصًا لا يُستغنى عنه."

منذ ذلك اليوم، تغيّر كل شيء في تصرفاتها.

---

التحوّل المفاجئ

"لقد أنهيت قراءة الكتاب، أستاذ. ما الذي عليّ قراءته بعده؟"

توقف معلم الأدب في منتصف كلماته، يحدّق في فيلوميل بدهشة.

"أنهيتِ الكتاب؟ بالفعل؟"

"نعم. هل تودّ أن تختبرني؟"

ابتسمت فيلوميل بثقة، وبدأ المعلم يطرح الأسئلة، واحدة تلو الأخرى، وكلها أجابت عنها بدقة.

نفس المشهد تكرر مع أستاذ التاريخ، وأستاذ الأخلاق، وحتى مع كبير المعلمين.

أصبحت فيلوميل تدرس بجد، تحفظ، تفهم، تسأل. كانت تتصرف كأنها وريثة حقيقية للعرش.

الكل بدأ يتساءل:

"متى أصبحت الأميرة بهذه الجدية؟"

حتى مربيتها العجوز نظرت إليها بريبة.

"ما الذي تغيّر؟ هل تلقيتِ صفعة روحية؟"

ضحكت فيلوميل بخفة.

"لا، فقط أدركت أنني كنت أنانية جداً. أريد أن أصبح شخصًا أفضل."

---

نظرات من حولها

بدأ الجميع يلاحظ التغيّر.

الخدم، الذين كانوا سابقًا يسخرون منها في الخفاء، أصبحوا أكثر حذرًا في كلامهم.

حتى بعض الحراس الذين كانوا يتعاملون معها باستخفاف، صاروا يظهرون الاحترام.

لكن هذا لم يكن كافيًا لفيلوميل.

"كل هذه التصرفات سطحية… إذا اكتشفوا أنني لست ابنة يوستاس الحقيقية، سينقلبون عليّ فورًا."

كان عليها أن تتأكد من أن مكانتها ستكون منيعة، حتى لو ظهرت أليسيا.

---

لقاء أسبوعي بارد

في أحد الأيام، جلس أمامها خطيبها، الفتى النبيل ناسر إيفريدن، في لقاءهما الأسبوعي.

"هل شفيتِ تمامًا، فيلوميل؟"

"نعم، شكراً لسؤالك."

كانت فيلوميل تبتسم بلطف، لكن في داخلها، كانت تراقب تعابير وجهه بعناية.

"هل أظهر قلقًا حقيقيًا؟ هل كان مجبرًا على الحضور؟"

في الكتاب، ناصر يقع في حب أليسيا… ليس بها.

وبينما كان ناصر يتحدث بأدب، لاحظت فيلوميل أنه يوافق على كل ما تقول، لكنه لا يُبدي رغبة أو رأيًا حقيقيًا.

"أنت لا تحبني."

كان هذا مؤلمًا، لكنها ابتسمت كعادتها.

"ناصر، لا داعي لأن تأتي لرؤيتي مرتين كل أسبوع. لا أريد أن أُقيد وقتك."

بدت على وجهه الدهشة.

"لكن… نحن مخطوبان."

"أعلم، لكن لا بأس بتقليل الزيارات قليلاً. أنا مشغولة بدروسي، وأنت لديك جدولك الخاص."

وافق، لكنه بدا مرتبكًا، وكأن شيئًا تغيّر… ولم يكن مرتاحًا لذلك.

---

قناعٌ جديد

بعد أن عاد إلى منزله، وقفت فيلوميل أمام مرآتها.

تدرّبت على ابتسامة ناعمة، طبيعية، بلا مشاعر.

"سأصبح مثل ناصر… لطيفة مع الجميع، لكن لا أمنح قلبي لأحد."

لأنها عندما يحين وقت الفرار…

"لن أترك خلفي أي مشاعر، أو ندم."

---

نهاية الفصل 6

مختارات

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon