الفصل الثالث:الغابة المسحورة

بينما كانوا يقفون عند حافة البحيرة، كانت الأجواء حولهم تزداد كثافة. الضباب الذي كان يتسلل من بين الأشجار بدأ يحيط بهم أكثر فأكثر، حتى أصبحوا عاجزين عن رؤية أبعد من متر واحد. كان الصوت الوحيد الذي يسمعونه هو صوت أنفاسهم، وضجيج الرياح التي كانت تعصف بين الأشجار.

إلينور، التي كانت تقف أمامهم بصلابة، نظرت إلى البحيرة بعينين مليئتين بالحذر. "لا تقتربوا أكثر. هذه المياه لا تعكس الحقيقة. البحر لا يسحب إلا أولئك الذين لا يفهمون قواها."

لكن ميا وليام، التي كانت تراقب المشهد بدهشة، تقدمت خطوة إلى الأمام. "ولكن الينور، ألا يمكننا العبور فقط؟ كيف نعرف ماذا يوجد وراء هذه المياه؟" كان فضولها الجامح يجعلها تتجاهل التحذيرات، وهي تستند إلى إيمانها العميق بالاكتشاف العلمي.

توقفت إلينور عند سؤال ميا، ونظرت إليها بنظرة مليئة بالقلق. "هذه البحيرة ليست مجرد مياه. هي باب. باب إلى مكان آخر، لكن لا تظنوا أن الأمور ستكون سهلة. من يدخلها دون أن يعرف طريقه، يمكن أن يُضيع إلى الأبد في مكان لا يمكن الوصول منه."

"ولكننا لا نملك خيارًا آخر." قال ليو إيفيك، وهو يحاول السيطرة على خوفه. كانت فكرة عبور بحيرة مليئة بالغموض والمخاطر تسبب له توترًا شديدًا، لكن العلماء يعرفون أن هذا هو الطريق الوحيد الذي قد يقودهم إلى مخرج.

ثم أضاف: "إذا كانت هذه هي الطريقة الوحيدة للخروج، فنحن مضطرون لتجربتها."

هزت إلينور رأسها بحزن، ثم أخذت نفسًا عميقًا. "قد تكون محقًا. ولكن قبل أن تخوضوا في البحيرة، يجب أن تعرفوا شيئًا واحدًا: هناك من يحاول السيطرة على هذا العالم. ملك الظلام. جون أوين."

عبس الجميع. كانوا قد سمعوا عن هذا الحاكم الجني، لكنه كان مجرد شبح في قصص الجنيات. لم يصدقوا أبدًا أن هذا الشرير قد يكون واقعًا حيًا في عالمهم الجديد.

"جون أوين؟" سأل فيليب، وهو يحاول تصديق ما يسمعه. "هل هذا هو الحاكم الذي يحكم العالم المظلم؟"

إلينور أومأت برأسها، وأضافت: "نعم. إنه الحاكم الذي يسعى للسيطرة على قلب الغابة، وهناك جنيات طيبات يحاولن حمايته. يحاول جون أوين سرقة هذا القلب لاستخدامه في أغراضه الشريرة."

"إذن هذا يفسر وجود الجنود العملاقين." قال ليو بتفكير عميق. "إنهم يحرسون مكانًا مهمًا للغاية."

"أجل." أكدت إلينور. "قلب الغابة هو مصدر قوة هذا العالم. من يملك قلب الغابة، يملك القدرة على تغيير مجرى كل شيء. لكن لا يمكن لأحد الاقتراب منه، إلا إذا كان قلبه نقياً."

لم يكن فيليب يصدق تمامًا ما سمعه، لكن شيئًا في عيني إلينور كان يشير إلى صدق كلامها. كان يعلم أنهم أمام تحدٍ أكبر من أي شيء يمكن أن يتوقعوه.

ثم قررت إلينور أن تكشف لهم المزيد. "إذا قررتم عبور البحيرة، يجب أن تكونوا مستعدين لما سيحدث بعدها. البحيرة تحتوي على عالم موازٍ آخر، عالم مقلوب. المكان هناك مليء بالأسرار القديمة، والذاكرة الضائعة. لا يمكن لأحد أن يبقى فيه طويلاً. وإذا تمادتوا في الوصول إلى هناك، فستكونون في خطر حقيقي."

سأل مارك ليونيل، وهو ينظر إلى البحيرة بحذر"لكن كيف تعرف الطريق الصحيح؟".

إلينور ابتسمت قليلاً، ثم قالت: "لأن الجنيات فقط يمكنهن التحكم في البحيرة. لا أحد يستطيع دخول هذا المكان سوى أولئك الذين يعرفون كيف يتعاملون مع قوتها."

كانت الكلمات تؤلمهم. فقد كانوا في عالم بعيد عن كل ما يعرفونه، والآن كان عليهم أن يتعلموا قوانين جديدة.

لكن لا مفر من هذا الطريق. وبهذا، قرر الجميع أن يتبعوا إلينور. لم يكن لديهم خيار سوى الاستمرار في هذا المغامرة المظلمة.

العبور عبر البحيرة

بحذر شديد، اقترب الجميع من حافة البحيرة. كانت المياه هناك لامعة كالمرايا، لكنها كانت مشوهة. كلما نظروا إلى سطحها، كانوا يرون صورًا مشوهة لأنفسهم: ليو يشاهد انعكاسه في الماء، لكنه كان يبدو أصغر سنًا وأكثر حيوية. ميا كانت تبدو في مرآة الماء وكأنها لا تعرف ما هو التالي.

قالت إلينور بصوت هادئ، لكن محمل بالتوجيه: "عندما تقفزون إلى البحيرة، يجب أن تغلقوا أعينكم. لا تتركوا الفضول يتحكم بكم. لأن ما سترونه هناك ليس هو الحقيقة."

"لكن ماذا إذا كانت هناك طرق أخرى للعبور؟" سأل فيليب، وهو متردد.

"لا طرق أخرى." ردت إلينور بحزم. "تلك هي الطريقة الوحيدة."

بدأوا يتقدمون، وأخذوا في التراجع عن خطواتهم إلى الوراء تدريجياً حتى اختفى عالمهم القديم خلفهم. وفي اللحظة التي اقتربوا فيها من الماء، شعروا بشيء غريب يسحبهم إلى الداخل، كأن شيئًا غير مرئي يقبض على أجسادهم.

أغمضوا أعينهم كما نصحتهم إلينور، لكن الأجواء المحيطة بهم تغيرت فجأة. كانوا يسبحون في عالم آخر، عالمٍ مليء بالغموض.

*** قم بتنزيل NovelToon للاستمتاع بتجربة قراءة أفضل!***