أمل " Hope “

أمل " Hope “

أمل

^^^ ^^^

(أمل )

"أين أنا ؟" صرخت برعب حينما رأيت نفسي في غابه أشجارها عاليه كثيفه تظلل رؤيتي ، لا أعلم كيف وصلت هنا ولما أنا هنا ؟

الكثير من الأسئله تروادني ولا أجد لها إجابه ، لكن صوت عواء وزئير الوحوش من حولي ونقيق الضفادع كفيل بأن يجعلني أرتجف رعبًا و أبحث لي عن ملجأ للحمايه بخاصةً وسط هذا المطر الغزير الذي يغمرني

لم أبالي بملابسي الغارقه بالوحل والمطر الغزير وقفت سريعًا وحاولت البحث عن ملجأ أحتمي به قبل أن أفقد الوعي من الإرهاق الشديد والبرد القارص الذي ينخر عظامي

استطعت أخيرًا العثور على كهف حجري صغير ، اسرعت بأخذ بعض الأوراق الساقطه على الأرض معي ودخلت الكهف الضيق ووضعتها حتى تغلق المخبأ قبل أن يصل لي أي وحوش ، وتكورت في نفسي بخوف

ارتجفت من البرد وتمتمت لنفسي " هل ستكون هذه ليلتك الأخيره يا أمل؟ " لكن سرعان ما عدت للنوم مجددًا متمنيه أن أكون أحلم وحينما استيقظ أجد نفسي في منزلي الآمن وسط عائلتي

………..

استيقظت على صوت عصافير الكناري تنهدت بأسف بعدما استعبت أن ما حدث لي في الأمس لم يكن حلم ، حيث وجدت نفسي مازلت في الغابه التي لا أعلم كيف وصلت لها ، ولما لا أستطيع تذكر أي شيء كأن ذاكرتي مشوشه

لكن لا يهم سوف أحاول النجاه والبحث عن النجده ، قبضت على يدي بشده واضعه العزم

خرجت بعدما أزلت أوراق الشجر الكبيره من المدخل ، وسرت في طريق الغابه لم يعد مخيفًا في الصباح كما هو في الليل ، لكنني مازلت أنظر حولي خائفه من ظهور أي حيوان مفترس

سرعان ما ابتسمت حينما وجدت أمامي جدول ، ركضت نحوه سريعًا متلهفه ،و ارتشفت بيدي بعض الماء حتى أروي ظمأي و معدتي التي تصدر ضجيج مطالبةً إياي في تناول الطعام

بعدما اكتفيت ، حدقت في الجدول و رأيت انعكاسي في الماء وجهي متسخ من أثار الوحل و شعري متشابك وملابسي بأكملها موحله

قمت بغسل وجهي سريعًا ونعمت شعري بالماء

وانا أنظر حولي وجدت شجره بها بعض الثمار ومن حسن حظي كانت هناك بعض الثمار الناضجه ساقطه على الأرض أخذتها بسعاده وغسلتها في الجدول ثم تناولتها، لم تكن طعمها لذيذ للغايه لكن أي شيء الآن لي سيكون رائع لسد جوعي

انهيت تناول الطعام وجلست على أحد الصخور أحاول التذكر ، لكن مهما فعلت لا أتذكر شيءً ، حتى أنني تحسست رأسي لعلي أصبتها وفقدت ذاكرتي ، لكن لم أتألم و رأسي بخير

تنهدت بحزن ونظرت للأعلى ، لمحت شيئ مدبب ، مثل مبنى أو شيء لكن الأشجار تعيق رؤيتي

وقفت سريعًا على الصخره التي كنت أجلس عليها وقفزت وقفزت عاليًا ، إلى أن اتضحت لي الصوره لقد كان قصر

صرخت بأعلى صوتي " مرحى لقد نجوت "

تهللت أسارير وجهي بعدما تأكدت أنني أخيرًا سأنحو ، و سينقذني الأشخاص الذين يقيمون في هذا القصر من هذه الغابه الموحشه

قمت بالنزول من على الصخره وألقيت نظره أخيره على انعكاس وجهي في الجدول ووجدت أن وجهي و شعري جيدان ، فأنا لا أرغب بأن يفزع الأشخاص مني حينما يروني

ملابسي متسخة لكن لا مشكله ، حتى يظهر علي أنني ضائعه ويعلمون أنني لست سارقه او أي شيء

حملت ثمرتين ووضعتهما في جيبي لأن الطريق للقصر يبدوا طويل

وبالفعل لقد كان هكذا لقد ظللت ساعة كاملة أسير ، وصلت أخيرًا نحو ذلك القصر العملاق وأنا أتصبب عرقًا وقفت ألتقط أنفاسي وبعدما هدأت

نظرت له ولقد أوشكت عيني من الوقوع بسبب ضخامته و جماله بلونه الأبيض المشرق و مظهره العتيق الذي يبدوا أنه ينتمي للعصور الوسطى وتشقق جدرانه ما يأكد قولي

"لكن …" توقفت قليلًا وأنا أتطلع له ، لما يبدوا أنه لا يسكنه أحد ولما هو وسط الغابه هل هذا كان منفى لأحد الأمراء

طرقت الباب " مرحبًا " لكن لم يجبني أحد

لم أستسلم وطرقت مجددًا " هل يوجد أحد هنا ؟"

توقفت قليلًا وابتعدت عن الباب ونظرت لاحد النوافذ بعدما شعرت أن هناك شخص ينظر لي

لكن سرعان ما نظرت للأعلى ورأيت الستاره تم إغلاقها ولم أرى الشخص

لم أستسلم ورسمت ابتسامه وانا أنظر للنافذه وألوح " معذره أنا أرغب بالمساعدة ، لا تقلق أنا لست شخص سيء " أبدوا حمقاء وأنا أقول هذا ، فأنا لا أعلم هل الشخص الذي يسكن في الداخل هو الشخص السيء أم لا

لم يجبني أحد ولم يفتح الستار

فطرقت على الباب مجددًا ، أعلم أنني وقحه ولحوحه ..لكن لن أرحل من هنا نحو هذه الغابه المخيفه مجددًا ، بعدما وجدت قصر يمكن أن أحتمي به من وحوش بدل ذلك المخفف الضيق

دقيقه واحده واستمعت لصوت نقره صغيره وتم إدراة مقبض الباب ، وتراجعت للخلف قليلًا

ابتسمت اخيرًا بعدما تعاطف معي ذلك الشخص وسمح لي بالدخول أخيرًا

أنتظرت ثانيه ..اثنتين ولم يفتح لي الباب بشكل كامل ، فقط جزء صغير منه يكفي فقط لدخول الضوء

تقدمت مجددًا للأمام وقلت "مرحبًا "وأنا أدفع الباب ببطئ على نطاق واسع مصدرًا صوت الصرير المخيف الذي يدل على عتاقته

لكن لم يجبني أحد ، و كان الداخل مظلم قليلًا وفقط ينيره بعض من ضوء الشمس المتسلل من الستائر

رأيت ظل شخص على أعلى الدرج ، تقدمت سريعًا نحو الدرج وانا أقول " معذرةً " محاولة أن أبحث عن اجابه مساعده اي شيء

لكن أسرع الظل لأعلى الدرج ، تبعته ولم أبالي بالآداب فهو من فتح الباب لي ويجب أن أحصل على إجابتي

صعدت لأعلى ويبدوا أن هذا القصر شاسع وواسع بشده أكثر مما كنت أتخيل ، ظللت أتجول وأفتح الغرف ، غرفه تلو الأخرى بحثًا عن ذلك الشخص وكنت مثل التائهه التي تبحث عن إجابه في محيط مجهول

أدركت حركه من خلفي وحينما التفت وجدت أحد الأبواب يتم اعاده اغلاقه ، فيبدوا أن صاحب الظل فتحه للتأكد من وجودي ثم اغلقه

ذهبت وطرقت الباب ولم أنتظر الإذن وقمت بفتحه

ابتسمت واطمئن قلبي حينما رأيت أخيرًا صاحب الظل بعدما كان بدأ يتخيل لي أنه شبح بسبب سرعته ورغبته في الاختفاء عني

لكن يبدوا أن صاحب الظل لم يكن هو الوحيد المتواجد بالغرفه

حيث رأيته يعانق بخوف صبي صغير بعينه البنيه المتلألئه ينظر لي بفضول شديد حتى أنني تخيلت ان هناك فرحه عميقه في جسده كأنه رأى شخص يعرفه

تقدمت منهما وانا أحك يدي بتوتر " مرحبًا ، أنا لم أقصد التطفل لكنني رغبت بالمساعده بعدما وجدت نفسي داخل هذه الغابه المعزوله ولا أتذكر كيف وصلت لهنا "

بدأ صاحب الظل بالارتجاف و التفت لي لكن كان هناك وشاح يخفي به وجهه

لكنني استطاعت إدراك انها امرأة عجوز بجلدها المتجعد وبعض من شعيراتها البيضاء التي وجدت طريقها خارج وشاحها الأسود

أجابتني وهي ترتجف بخوف وصوتها العجوز خائف " إن الدور عليكي " أكملت كلماتها الغريبه بعدما بللت شفتيها وابتلعت ريقها وانا احاول التركيز على فهم كلماتها الغامضه التاليه " لقد أتى بك مثل بقيه زوجاته لتلك الغابه ولن تستطيعي الفرار منه"

رغم غموض كلماتها سألتها بفضول " من ؟"

أخبرتني بأعين تدور من حولها وتنفسها بدأ يعلموا "الوحش "ثم صرخت كانها قد جنت وعانقت الطفل بين يدها وظلت تبكي

وقفت أنظر لها بتعجب فيبدوا أنها ليست سليمه عقليًا لذا لم أهتم بكلماتها فأي وحش يملك زوجه بشريه

لكن وسط بكائها ، جذبتني نظرة ذلك الصغير الجميل وهو مازال يبتسم لي وينظر لي بفضول

فبادلته الابتسامه ، فخجل واخفى وجهه داخل عناق جدته التي مازلت تبكي بانكسار كأن أحد مات

ابتسمت على خجل ذلك الصغير اللطيف الذي يبدوا في الخامسه او لعله في السادسه من عمره ، لكن لما هو متواجد مع جدته وأين هما والديه يا ترى ، أسئله عديده ظلت تدور في خُلدي ، لكنني اعلم أنني قريبًا سوف أحصل على إجابه

مرت ساعتين واخيرًا توقفت تلك الجده عن البكاء ، ساعه اخرى وكنت سأقتل نفسي من همهماتها وكيف ظلت تبكي لكل هذا الوقت أشك انها استنفذت كامل المياه التي في جسدها على بكائها المزعج هذا

لكن الطفل لم يشتكي من جدته ولم يخرج من عناقها وظل صامت أو طوال الوقت كان صامت لانني لم اسمعه يتحدث كأنه معتاد على ذلك الأمر

سمعت صوته اللطيف أخيرًا وهو يقول بعدما فكت جدته حصارها عليه " سوف أحضر لك الماء "

ووقف من مكانه وسار بجانبي بعدما ألقى على نظره سريعه خجوله متحمسه لا اعلم سببها ،هل هو سعيد برؤيه أحد أخر غير جدته أم هناك شيء أخر لسعادته هذه ، سار و فتح الخزانه وأخرج منها كوبين و إبريق ماء

قام بسكب الماء ببعض المشقه بسبب ثقل الإبريق على يده في كوبين وبينما أنا أنظر له واتأمل لطافته وجماله ،فكم أتمنى أن أنجب فتى مثله بعدما أتزوج

فجأه سلم لي أحد الكوبين

تعجبت فلم أعتقد أن الكوب الآخر لي ، اخذته منه وشكرته وعادت ابتسامته الخجوله وهو يجيبني" لا شكر على واجب " اوه كم هو لطيف أرغب في أكله

سلم الكوب الأخر لجدته وقالت له وهي تربت على رأسه "أشكرك صغيري "

فكت الوشاح عن وجهها وكما توقعت لقد كانت عجوز بشده وليس جلد يدها فقط المتجعد بل وجهها ايضًا ورأسها بأكمله مملؤ بالشيب ، فيبدوا أن جميع علامات الكبر قد نالت منها

ارتشفت الماء على مهل وبعدما تجرعت الكوب بأكمله وانا ايضًا قد انتهيت من كوبي منذ وقت طويل

قمت بسؤالها بفضول وأنا انظر للطفل

"اين والدته ؟ "

وفجأه كأنني لعنتها ، عبست بغضب ثم جذبت الصغير من يده بشده وضمته لصدرها بحمايه كأنها قطه تحمي صغارها وقالت لي صارخه بحده بحبالها الصوتيه المرهقه " عن أي أم تتحدثين ؟، أنا والدته! "

نظرت لها باستنكار " انت تمزحين !"

نظرت لي بغضب أكبر وضمت الصغير اكثر لصدرها حتى أنني خشيت أن تخنقه من كثره ضمه وصرخت بي " أنا والدته ألا تفهمين؟ "

"حسنًا ، حسنًا لم اقصد التشكيك " حاولت تغير الحديث رغم عدم يقيني بصدقها

"اذًا هل تستطعين أن تخبريني القليل عن الوحش "

هدأ غضبها وبدأ خوفها من جديد

قلت سريعًا بنفاذ صبر " بلا بكاء أرجوكي " فأنا لم اعد ان اتحمل سماع ساعتين أخرتين من بكائها المزعج هذا

حاولت تمالك نفسها وربت الطفل على ظهرها كانه يمدها بالشجاعة

قالت " لا اتذكر الكثير عنه انه وحش بشع قبيح ينام طوال النهار و يستيقظ في الليل ، يختطف النساء ويجعلهم زوجاته ثم يقتلهم ويأتي بآخرين غيرهم مثلك "

نظرت لها بحده " هل تتوقعين مني أن أصدق كلماتك تلك "

أجابتني "إذا لم ترغبي في تصديقي فأنا لن أجبرك سوف يأتي الليل و تعلمين الحقيقه "

لن اكذب و سأعترف أنني بدأت أن اصدق كلماتها واشعر بالخوف لكنني حاولت التماسك وادعاء الشجاعه ، فانا أراها مجنونه ، لكنني سألت مدعيه الشجاعة " اذًا وأين هو ذلك الوحش ؟"

أجابتني وهي تبتلع لعابها " هنا "

نظرت لها بعدم فهم " أين هنا؟ "

أجابتني " هنا في هذا القصر "

وبذلك أدركت أنها مجنونه وهدأ خوفي وانا أنظر لها بعدم تصديق " لقد فتشت جميع غرف القصر وانا أبحث عنك ولم أجد أحد "

هزت رأسها بنفي " لا هناك دور فوقنا وتقبع به غرفه واحده وهي غرفه الوحش "

مازلت انظر لها بعدم تصديق وهذا الغموض الذي يحاوطها ، لم تبالي لي وتحدثت مع الصغير " دعنا نأكل قبل أن يأتي الليل "

أماء لها و ذهب مجددًا لاخراج بعض الطعام المعلب من أحد الخزائن ، لقد بدأت أشك أنهم لا يخرجون من تلك الغرفه ابدًا ، حتى أنني أعتقد أنهم يقضون حاجتهم هنا ايضًا بعدما رأيت أن هناك ستار يخفي شيء خلفي

وبالفعل كما توقعت بعدما تناولت معهم الطعام المعلب أشار لي الطفل لخلف الستار ووجدت به مغسله و حمام

جلسنا بصمت لا اعلم لما لم اسئلها عن هاتف أو أي شيء كأنني أنا أيضًا بدأت أصدق قصتها ، أننا معزولون

نظرت للنافذه ووجدت الشمس بدأت بالغروب

وفجأه تم إغلاق النافذه من قبل السيده العجوز واغلقت الستائر وحركت مع الصغير أحد الخزائن ووضعتها خلف الباب

نظرت لها بدهشه لكنها لم تهتم بي وبعدما انتهت جلست على الأرض وأخذت الصغير مجددًا في عناق ونظرت لي بتحذير قائله " لا تصدري أي صوت ، حتى لا يستمع لك الوحش ويدرك أن زوجته الجديده مختبئه معنا "

أمئت لها بالايجاب ولا اعلم ما هو سبب فعلتي لهذا

غربت الشمس وتلاشى الضوء و أصبح الظلام دامس حتى أنني لم أعد استطيع رؤيه أي شيء حولي إلا بصعوبه

خرج صوت عواء قوي من الدور الاعلى ، مما جعلني أرتجف بخوف وتبعه بعد ذلك صوت قدم قويه من الأعلى تطرق الارض في كل خطوه كأنها مطرقه وضعت يدي على فمي خوفًا من ظهور شهقاتي

وبدأ صوت الأقدام والعواء وبعض الزئير في الاقتراب إلى ان وصل امام الغرفه التي نقبع بها طرق الباب بشده لخمس دقائق متواصله كأنه سيكسره ، مما أصابني بالهلع والخوف لقد بدأت بالتصديق بالفعل بأن هذا الوحش حقيقي وان هذا ليس حلم او خيال تلك الجده وانها ليست مجنونه كما كنت اعتقد

توقف صوت طرقات الباب واتبعه صوت اقدام الوحش تهبط الدرج وتلاه صوت تكسير وتحطيم للأشياء ، ثم وصل خارجًا وزئر بقوه وبهذا ادركت انه نفس صوت الوحش الذي سمعته في الأمس

همست الجده العجوز " انه يبحث عنك الان في الغابه " والآن حان دوري لارتجف برعب فلقد صدقت قصتها بأنه من اتى بي لهنا وسوف يقتلني كما قتل بقيه زوجاته

لا أعلم كيف مر بقيه الليل لكنني استيقظت في اليوم التالي على صوت زقزقة العصافير وضوء الشمس بعدما فتحت الجده الستار

حككت عيني وحركت جسدي المتألم بسبب وضعيه نومي الحاليه من الأمس

وجدت الصغير ينظر لي بعدما ساعد جدته في تحريك الخزانه التي كانت تغلق الباب

قلت لهما " صباح الخير "

أجابني الصغير بابتسامه " صباح الخير "

لم تجبني الجده وقالت بشبه غضب " إذا رغبتي بالخروج ، فلك ذلك فالوحش نائم الآن "

"لم لا نهرب "

أجابتني وهي ترتب الغرفه " لا يوجد أي مكان نهرب له ، فهذا هو المنزل الوحيد المتواجد في تلك الغابه المعزوله ولا يوجد أي احد يأتي لتلك الجزيزه المهجوره "

"هل حاولتي الهرب من قبل ؟"

أجابتني " بالتأكيد كثيرًا ، لكنني لم أجد أي مكان أمن من القصر "

أحضر لي الصبي الصغير طعام آخر معلب وشكرته وبدأت أن اتناوله

وبعدها خرجت الجده بعدما قالت أنها يجب أن ترتب القصر وتزيل الأشياء التي كسرها وحطمها الوحش

مضى الوقت ومثلما حدث في الأمس حل الليل واستيقظ الوحش وملأ قلوبنا رعبًا ونمنا في خوف واستيقضت مجددًا في اليوم التالي

قلت وانا ارى الجده تقوم بنفس الروتين " إلى متى يجب علينا ان نفعل هذا ؟"

أجابتني ببرود "إلى الأبد "

"كيف تحملتم البقاء هكذا ؟"

"ليس لنا خيار آخر ، فهنا مصدر الامان ونستطيع البقاء احياءً بتوفر الطعام والشراب "

سألتها بتعجب "هل الوحش هو من يحضر الطعام "

"نعم نجده في المطبخ ثم ناتي به للغرفه "

أصابني الفضول بشكل ذلك الوحش لكنني تذكرت قول الجده بانه قبيح و مخوفي لذا هززت راسي بخوف وقلت " ان امر هذا الوحش غريب ، عن كونه يعلم بوجودكم ويمدكم بالطعام "

ثم أضفت بتفكير "إذا انه ليس خطر عليكم "

صرخت بي بحده "لا انه خطر! "

سأئلتها بتعجب "لما ؟"

"لانه يرغب بقتلي "

سألتها مجددًا غير مدركه لسبب إجابتها القصيره "لما ؟"

ترددت في قولها "لأنني زوجته "

اتسعت عيني بصدمه " أنت الزوجه الثالثه "

أمائت برأسها وأخفت وجهها الخائف بوشاحها ، كأنها تخبرني أنها تنتظر موعد قتلها من قبله

وبذلك تعجبت فيبدوا أنها عجوز بشده هل الوحش لا يهتم بالأعمار أم انه تزوجها ومرت الكثير من الأعوام ولم يقتلها مما جعلها تكبر في السن

صرخت بغضب وانا أحك رأسي "ما عدت أفهم شيءً وما عدت اتحمل البقاء هنا "

" إذن ماذا سوف تفعلين ؟"

قلت وانا عاقده العزم سوف "اخرج من هذا القصر ، وعليكما الذهاب معي "

نهرتني بحده "هل انت مجنونه لقد اخبرتك ان القصر هو المكان الآمن الوحيد هنا من الوحش "

"أنا لا اصدق ، فاذا كنتما تجدان الطعام إذا هناك من يمد الوحش بالطعام ..لذا علي الخروج والبحث "

ضمت الجده الصغير الى صدرها بحمايه " إذا افعلي ما شئت ولا تهتمي بنا "

نظرت نحو الصغير ووجدته ينظر لي ببعض التطلع

لكنني خزلته ورايت الحزن في عينيه حينما قلت "حسنًا سوف اذهب بمفردي "

………………..

خرجت أخيرًا خارج تلك الغرفه التي حبست بها ليومين وجدت علامات قويه على الباب من المؤكد انها من قبضات الوحش

هبطت الدرج وكان المنزل معتم ومظلم كما رايته اول مره ولكنه نظيف ولا يوجد به اي أشياء محطمه ، فيبدوا أن الجده نظفته أيضًا اليوم

خرجت للخارج لكن تركت الباب خلفي ولم اغلقه ، لعله املًا مني في قدوم الجده والصبي الصغير

تجولت في الغابه وبدأت استرد أنفاسي بطعم الحريه التي افتقدتها ليومين

عثرت على بعض ثمار الفواكه وأكلتها بحماس لكن توقفت حينما اتى لعقلي ان الصبي الصغير من المؤكد لا يعلم شيء عن الطعام الطازج فكل ما يتناوله هو الطعام المعلب الذي بالتاكيد قد سأم منه هو ايضًا مثلما فعلت بعدما تناولته ليومين

بعدما انتهيت من تناول الطعام عدت للتجول في الغابه حتى انني و صلت لحدود الجزيزه وبالفعل لم ارى اي شيء يدل على الحياه او قدوم احد. لا مركب صغير أو اثار اقدم لأشخاص أو أي شيء

لم أدرك الوقت ووجدت الشمس بدأت بالغروب

ارتعش جسدي بعدما وجدت نفسي قد ابتعدت كثيرًا عن القصر ولم اعد استطيع الوصول له في الوقت المناسب قبل استيقاظ الوحش فنظرت حولي بهلع وخوف لعلي اجد مأوى أو ملجأ أخر غير القصر

فرأيت ذلك الكهف الصغير الذي اختبأت به في يومي الأول في هذه الجزيرة

أسرعت بحمل أوراق الاشجار الكبيره وذهبت للاختباء وبعدما مرت نصف ساعه ارتعش جسدي بخوف وانا اسمع صوت الوحش جلست وظللت لوقت طويل أسد المدخل بالأوراق ويدي خائفه من أن يشم رائحتي ويصل لي بعدما أدركت أنني من المؤكد زوجته الرابعه التي يرغب بقتلها

مر الليل وانا خائفه ونمت في موضعي

استيقظت في الصباح على صوت خرير المياه

مدت جسدي المتألم وخرجت من الكهف وصلت لذلك النهر واغتسلت به كما فعلت من قبل وقررت ان أعود فخوفي في الأمس وانا اسمع زئير الوحش اكثر من كوني مختبئه في الغرفه لعلي كنت اشعر ببعض الامان لكون هناك اشخاص معي وإنني لست بمفردي

قررت أن أحصد بعض الثمار للصبي الصغير و الجده كهديه قبل عودتي

وبالفعل حصدت الكثير ووضعتهم في ورق النبات وعدت للقصر

وجدت الباب مغلق ، فطرقته وبعد ثلاث دقائق استمعت لصوت خطوات اقدام سريعه تبدوا متلهفه

لو لم اعلم ان الوحش لا يستيقظ في الصباح لظننته هو

فُتح الباب بنقره ورأيت وجه الصبي الصغير المشع بالحماس يستقبلني

تركت ما في يدي ووجدته يرتمي بين يدي في عناق وقال لي بحزن شديد " لقد افتقدك ، أرجوكي لا ترحلي مجددًا وتتركيني "

نظرت له وقلبي يعتصر ألمًا من فعلتي كأنني خنت ثقته، وقبل أن أعده بأنني لن اتركه مجددًا

وجدته يسحب بشده من بين يدي ووضعته الجده في عناقه ونظرت لي بحده وغضب " ما الذي اتى بك مجددًا ، ألم تقرري الرحيل "

لم ارغب بالشجار معها واخبرتها وانا اكتم غضبي "وجدت أن حديثك صحيح و أن القصر هو ائمن مكان "

نظرت لي بسخريه ، وسحبت الصغير معها وصعدت الدرج

حملت الفواكه و أغلقت الباب وصعدت خلفها نحو الغرفه

قلت بتوتر وانا اضع الفواكه على المنضده وابحث عن إيناء" لأضعها به لغسلها

"هل كان الوحش غاضب بالأمس ؟"

أجابتني بعدما توسدت مكانها الذي لا تتحرك منه " لا لقد كان هادئ ولم يطرق الباب ، فكما قلت لك انه يشم راحتك وكان يعلم بتواجدك معنا ، لذا في الأمس فقط ظل يبحث عنك في الغابه "

قشعر جسدي أجبتها بشيء آخر وأنا اغسل الفواكه " لقد اختبأت جيدًا في الأمس ، لذلك لم يعثر علي "

انتهيت من غسل الفواكه ثم وضعتها أمام الصبي والجده "لقد احضرت هذا لكما من الغابه "

نظر الصبي لي بحماس ثم قام باخذ تفاحه فنتزعتها الجده من يده بحده ووضعتها في مكانها " لا نرغب بطعامك "

نظر الصبي لي بحزن

وانا عبست وشعرت بالغضب منها " انه ليس مسموم وعوضًا عن ذلك لقد شاركتكما طعامكما بالفعل ، لذا لا مانع من أن تتناولا بعض الطعام الطازج على سبيل التغير "

ثم حملت التفاحه ووضعتها بين يد الصغير الذي التفت لتلك الجده و هذه المره لم تمنعه لكنها صمتت عابسه كأنها لا ترغب منه التعود على ذلك الطعام ، ولم تتناول من الفواكه شيء ، لم أمانع فالسبب الرئيسي الذي احضرت له الفواكه كان من أجل الصبي وليس هي

تناول الصبي بقربي التفاحه بحماس وسألني عن اسم ذلك الشيء اللذيذ أجبته بصدمه والم يعتصر قلبي " إنها تفاحه ألم تتناولها من قبل "

هز راسه لي بالنفي

أجابتني الجده ويبدوا عليها الامتعاض من تقرب الصغير مني " لقد ولد في ذلك القصر و لم يرى الكثير "

فجأه عبست بعدما تبادر لذهني شيء احمق حينما سمعت انه ولد هنا ، هل من الممكن ان يكون ابن للوحش ، لكن لا بالتأكيد لا فكيف يكون هذا الصبي الجميل الرقيق اللطيف ابن لذلك الوحش المخيف القبيح ، هززت رأسي نافيه ذلك الحديث

ابتسمت لي الجده بخبث كانها ادركت ما تبادر في ذهني وقالت لي بشبح ابتسامه " إنه ابن الوحش "

اتسعت عيني بصدمه

وفجأه اسقط الصبي التفاحه بعدما نظر لتعابير وجهي المستنكرة وركض سريعًا لخارج الغرفه

اتسعت عين الجده بخوف ، لكنني لم أهتم بها وركضت خلف الصغير وظللت ابحث عنه

وجدت احد أبواب الغرف القريبه غير مغلق جيدًا وحينما فتحتها وجدته جالس يضم راسه لجسده ويبكي بحزن وسط تلك الغرفه الفارغه

تألم قلبي واقتربت منه بندم فلعله ظن أنني صدمت من كونه ابن الوحش ،أنا صدمت بالفعل لكن ليس كرهًا للصغير بل نفيًا لان هذا الصغير ابن له

سألته "لما تبكي "

أجابني وسط بكائه " لانك تكرهيني "

"أنا لا أكرهك "

صمت عن البكاء لكنه لم يرفع راسه وقال " أنا بالفعل ابن لذلك الوحش ، لذا من المؤكد أنك تكرهيني "

عانقته" لا أنا أقسم أنا لا أكرهك ابدًا فقط تعجبت من كونك جميل للغايه وبالتأكيد لا تشبه الوحش "

رفع رأسه لي بابتسامته البريئه " أنا أشبه أمي "

ابتسمت له "يبدوا ان والدتك جميله "

أجابني بحماس "بالطبع هي أجمل أم في العالم وكم أحبها .." أكمل ببعض الحزن العميق الذي لا يجب أن يشعر به فتى في سنه " لكنها دائمًا حزينه وقلقه علي لذلك اتمنى أن ينتهي حزنها وتكون سعيده "

كم لامسني كلامه السابق ورغبت بسؤاله أين والدتك الحقيقيه ولما تقول هذه الجده أنها والدتك .. لكن قاطعني مجددًا قدوم الجده التي دفعتني بغضب مما جعلت يدي تحتك بالارض وتجرح قليلًا ، ثم حملت الصغير وقالت ببكاء" لا تبتعد عني مجددًا "

أماء لها بالايجاب وعانقها وهو ينظر لي بحزن

عدنا للغرفه التي كنا نقبع بها

فقلت للجده على الرغم من أنني أعلم أنها تكرهني بشده ، لانها ترى الصغير أصبح متعلق بي ، بدلًا منها "يجب علينا ان نجد حل والخروج من هنا "

صمتت قليلًا ثم ابتسمت وهي تقول بسعاده كأنها أدركت شيء كانت غافه عنه " نعم الحل الوحيد هو قتل الوحش "

كررتها خلفها " قتل الوحش "

ثم لمعت عينيها وامسكت بيدي بحماس "نعم نعم أنت الزوجه الأخيره ويجب عليك قتله فأنتِ من تملكين القوه "

نظرت ليدها المجعده وللصبي الصغير صاحب العيون البريئه و أدركت لاني بالفعل الوحيده التي لعلها تستطيع قتل ذلك الوحش

وافقت " حسنًا سوف اقتله "

ابتهج وجه العجوز وظلت تبكي بسعاده "نعم نعم علينا قتله وسوف نتحرر جميعًا نعم "

وتركت يدي وعادت لمكانها وظلت تمتمت باشياء غير مفهومه ،وبذلك لم أمانع فانا ادرك بالفعل ان تلك الجده من كثره الضغط لعلها اصابها الجنون ، ولعله سوف يلحق بي لو ظللت في هذه الغابه طويلًا مثلهم

جلس بجانبي الصبي الصغير بسعاده وحل الليل مثل كل مره يبدوا أن الوحش قد أدرك بأنني هنا فظل يطرق الباب بعنف وحينما هدأ ذهبت للنوم لكن هذه المره كان الطفل لاول بجانبي وغفى بقربي ضممته لي وذهبنا جميعًا للنوم

في اليوم التالي استيقظت و أنا أشعر بأعين ترغب بإنشاء ثقب في رأسي

وماكانت سواء أعين الجده التي تبدوا غاضبه لأن الصبي الصغير ترك جانبها لاول مره وغفى براحه بين يدي

حدثتني بحده "إذا كنت سوف تقتلين الوحش فيجب علينا التحرك الآن قبل ان يستيقظ الصغير "

أمئت لها بتفهم فهي و أنا بالتاكيد لا نرغب بجعله يتبعنا ويرى الوحش أو قتلنا له

………………….

تبعتها بحذر نحو الطابق العلوي والذي كان غريب بشده كأنه جزء مختلف عن القصر ، غير نظيف و متهدم ونوافذه مكسوره وهناك الكثير من الاعشاب على الارض كأننا في الغابه

أشارت لي نحو الغرفه الوحيده التي كانت متواجده به ومفتوح بها الباب على مصرعيه " هذه هي غرفه الوحش "

أخرجت سكين فاكهة قد أحضرته معها وسلمته لي في يدي وهي ترتجف ويبدوا عليها الخوف الشديد

وقالت بتوسل "أرجوكي إنها مهمتك لتحريرنا من ذلك الكابوس "

أجبتها " حسنًا "محاوله أن أبدوا شجاعة

دخلت الغرفه وكانت هي خلفي بمترين كانها حريصه على عدم هربي ، لم أمانع فأنا قد سأمت ولا أمانع قتل الوحش حتى ينتهي ذلك الرعب الذي يتركنا به كل ليله

وعلى الرغم من أن الغرفه بأكملها مناره بضوء الشمس الساطع لان النوافذ لا تغطيها الستائر ، إلا ان سرير الوحش كان مغلف بستائر سوداء قاتمه تمنع عنه الضوء حتى لا تؤرق نومه

اشارت لي وهي ترتجف هامسه " إنه نائم الآن ، لذا اسرعي بقتله حتى نتحرر "

كلمه التحرر أصابتني بنوع من الشجاعة ..و أن أكون أنا سبب تحرير ذلك الصبي الصغير الذي لا يعرف شيء عن العالم ، فما كان مني سواء ان أمسكت السكين بيدي الاثنين و بدون أن أفتح الستار فأنا خائفه من رؤيت مظهره و أشعر أنني سوف أسقط السكين و أتراجع إذا رأيته فقمت بطعنه سريعًا ويدي ترتجف ،لا اعلم اين طعنته فأنا لم أرى جسده سقطت عمود الستاره من شدة الضغط والحركه وسقط الستاره السوداء على الوحش لتغطي جسده باكمله وتحدده أمام نظري مما ساعدتني ،فطعنته مجددًا بخوف وهلع من امكانيه استيقاظه طعنته في جانبه ومعدته وانا مغمضه العينين

ارغب بالتقيئ والصراخ فأنا لم أؤذي أحد أبدًا ، والآن أقتل ، انه شعور مروع لكنني سيطرت على نفسي وندمي وأنا أقول لنفسي " انه وحش ، وحش " مردده الكلمات مثل التميمة لإراحتي

وبهذا طعنته ثلاث مرات

التفت للخلف وفتحت عيني انظر للجده وجدتها سقطت جاثيه على الارض تبكي بسعاده وفرح قائلة بوجه يشع من السعاده "لقد تحررنا لقد تحررنا "

ما كدت ابتسم حتى نظرت ليدي واسقطت السكين بهلع و أنا آرى الدماء الحمراء متساقطه من سكيني

أصابني الخوف وعدت للنظر للوحش المغطى بالستائر الساقطه فكيف تكون دمائه حمراء والجده أقسمت لي انه وحش دماءه سوداء

نزعت الستار عنه وما لي ارى سواء جثه شاب بديع الجمال يبدوا أنه نائم وليس جثه هامده غارقه في الدماء

كان شعره اشقر طويل ووجه ناصع البياض يبدوا مثل أمير ساحر من قصه خياليه تحرر من لعنه ما

وضعت يدي بهلع على أماكن الطعنات التي غرزت بها السكين في جسده ، كمحاولة أخيرة مني لاسعافه ، صرخت بغضب ولوم ودموعي تتساقط بخوف فلقد قتلت بشري وليش وحش كما زعمت الجده" انت كاذبه لقد جعلتيني افقنا رجلًا وانه ليس وحش ما كان علي تصديقك أيتها الجده المجنونه " نظره لها وعيني تشتعل بالكراهيه الشديده فما كان علي تصديق تلك المجنونه

نظرت لي بصدمه واقتربت مني وحاولت إمساك يدي ، دفعتها بنفور " ابتعدي عني ، انت من قتلته ولست أنا ، لو كنت اعلم انه ليس وحش لم أكن لاقتله ، كله بسببك "

صرخت بي بترجي " لا ارجوكي ليس انت ايضًا ارجوكي لا تتوهمي به وتنخدعي بجماله ، انه ليس سواء وحش شيطان مخادع ساحر بجماله لكن داخله وحش وشيطان دنيئ "

أزلت يدي عن الشاب فلقد برد جسده معلنًا موته بعدما خسر كل تلك الدماء اشرت لها بيدي الغارقه بدمائه و أنا أصرخ بهلع " سوف اخبر الشرطه ، واخبرهم أنك من قتلتيه ولست أنا ، لم يكن يجب علي أن أصدق سيده مجنونه مثلك "

دفعتها وسقطت على الارض وركضت سريعًا للدور الثاني مسحت يدي الملطخة بالدماء في بنطالي الأسود لعله يخفف الللون ، لكن رائحه الدماء في انفي تشهد على آثامي

وجدت الصبي الصغير استيقظ ويحك عينيه بنعاس

التفت يمينًا ويسارًا ولم أجد الجده فقلت له سريعًا " يجب أن نغادر ، هل سوف تأتي معي "

أماء لي بالايجاب بحماس كأنه لا يمانع الرحيل

سمعت صوت خطوات الجده وهي تهبط الدرج ، فحملت الصبي سريعًا بين يدي وركضت للاسفل

شاهدتني فصرخت بي بترجي " ارجوكي لا تأخذي طفلي " ثم صرخت ببكاء مثل حيوان جريح اوشك على الموت

لم ألتفت لها وركضت وركضت وبين يدي الطفل والذي لم يمانع ، فبالتأكيد ذلك الطفل ليس طفلها من المؤكد أن تلك الجده المجنونه قد قامت بخطفه وادعت انه طفلها مثلما ادعت أن ذلك الرجل هو الوحش

ابتعدنا كثيرًا عن القصر وما عدت استمع صراخ الجده

وصلت لذلك الكهف الصغير الذي كنت أتخذه كملجأ ، وضعت به الطفل " انتظرني هنا ولا تتحرك "

أجابني بحماس " حسنًا "

تركته وذهبت لالتقاط بعض الثمار حتى تكون لنا غذاء

عدت له وأعطيته الثمار ووجدته سعيد للغايه بوجوده معي ولم يمانع على إبعاده عن تلك الجده ولم يسأل لما لم نأخذها معنا

لكنني ظللت متوتره ان تعثر علينا الجده ، و جلست أفكر كيف سوف اشرح للشرطه موقفي بعدما تتواجد بصماتي على ذلك السكين

حل الليل و أخرجت الصغير من الكهف حتى مدد جسده فيبدوا ان الجده لن تعثر علينا هنا ، فهذا المكان بعيد و لا يعرفه سواي

لكن الغريب انني لم اسمع بصوت زئير او عواء الوحش كما كان يحدث كل يوم

جلست بجانب الصغير فوق احد الصخور الكبيره

أخبرته ولقد بدأت أتوتر بعدما لم اسمع صوت الوحش و احاول ان انفي ان ذلك الشاب هو الوحش

" اين هي والدتك "

اشتعلت عينه حماسًا كأنه كان ينتظرني لوقت طويل حتى أسئله هذا السؤال ، وأجابني وهو يشير نحوي " أنتِ هي أمي "

ابتسمت " هل أشبه والدتك "

هز رأسه نافيًا " لا أنت هي والدتي "

ظننت أنه يعتبرني مثل والدته فقلت " اذًا ومن تلك الجده "

ابتسم لي قائلًا " انها أمي "

تهجم وجهي وعبست " كيف أكون أنا وهي والدتك "

أجابني بسعاده غير عابئ بحدتي " أمي هي أمل و أمي الكبيره نفس الشخص "

اتسعت عيني بصدمه وأصابني فجأه صداع كأنه سيقسم رأسي .. وبدأت تظهر صور في عقلي صوره بزواجي من ذلك الشاب الوسيم الذي قتلته في الصباح ، وصوره وانا أعانق طفل رضيع بين يدي وصوره ويدي ملطخه بالدماء ، وصوره والشرطه تمسك بي وأنا بشعر ابيض وأصرخ

هدأ صداعي ونظرت نحو الطفل بابتسامه حنونه بعدما أدركت كل شيء أخيرًا بأنني مجرد مريضه متوهمه " لقد اشتقت لك صغيري "

قفز في عناقي " وانا اشتقت لك أيضًا أمي "

"إذًا هل أتيت لتأخذني معك يا صغيري "

أجابني "نعم فلقد اشتقت لك كثيرًا "

"وانا ايضًا "

في مشفى الأمراض العقليه

صرخت الممرضه بهلع " النجده إن المريضه أمل لا تفتح عينيها "

………………………………

بعد مرور عده أيام

أتت صحفيه إلى مشفى الأمراض العقليه

"هل أستطيع التحدث مع رئيسه الممرضات ؟"

"أنا هي "

"معذرة سيدتي ، سمعت أن هناك مريضه ثنائي القطب تسمى أمل متهمه بقتل زوجها ، قد ماتت هنا منذ عده أيام ، هل استطيع أن أسئلك بضع أسئله عنها ؟"

أجابتها رئيسه الممرضات والحزن يخيم على محياها "نعم ، سوف أسرد لك كل ما يتعلق بتلك المرأه المسكينه "

………………………

قبل سبع أعوام ..

كانت هناك شابه حسناء صغيره تسمى أمل ، تزوجت رجل قد أوهمها بالحب ولم تعلم أنها كانت ضحيه من ضحاياه الذي يتفنن في تعذيبهم نفسيًا ، صارحها أنه تزوج قبلها ثلاث مرات ، زوجته الأولى ماتت ، والثانيه هربت .. كان غني بينما هي من أسره فقيره لكن لم تكن مثل والديها وتعلقت بماله وأملاكه ، بل تعاطفت مع ذلك الرجل الساحر التعيس في حياته العاطفيه ، بدأت أن تحبه وتتعلق به بشده بسبب تصرفاته و كلامه المعسول الذي كان يسقط على قلبها ويجعله ينبض بالحب بعدما لم تجرب أبدًا ذلك الشعور حتى لو بحب طفيف في مراهقتها ، وافقت على الزواج به ولم تمانع انه كان متزوج مرتين سابقتين بل شكرته انه كان صريح معها ولم يخن ثقتها

كان زوجها رجل ساحر بملامح جميله وكلام معسول ظل يخبرها بأنها أميرته وسوف يسكنها يومًا ما في قصر ، لكن بعدما تزوجته اكتشفت انه رجل قبيح من الداخل عكس مظهره وعنيف بشده على أقل شيء ينهال عليها بالضرب والسب ومهما صرخت لم يأتي أحد لنجدتها ابدًا من الجيران او حتى عائلتها ، كانوا يتهمونها أنها مدعيه و ترغب في خلق الدراما لانه كيف لرجل مثل هذا ان يرتكب مثل هذه الأفعال الدنيئه مثل الضرب ، أرتهم تلك العلامات المحفوره على جسدها من ضربه القاسي لها ، لكنهم غضوا الطرف عنها وقالوا من المؤكد هي من أصابت نفسها .. وادركت امل المسكينه فيما بعد ان زوجها بحديثه المعسول قد تلاعب بعقول الجيران و عائلتها وأخبرهم انه اكتشف انها تعاني من مرض نفسي وهي من تؤذي نفسها ، لذلك لم يفكر الأشخاص كثيرًا و صدقوه

مرت أشهر وأدركت أنها قد حملت بطفل ذلك الوحش

في البدايه كانت كارهه ، لكن ما تحرك حركه الجنين في داخلها قد شعرت بالعاطفه الأماميه بأنها تأوي روح مسكينه داخلها ، فبدأت بحبه بكل يوم يمضي وهو يكبر داخلها وأصبحت تحكي لصغيرها كل شيء فهو رفيقها وسندها الوحيد وهذا ما آمنت به

هدأ عنف زوجها معها ، بعدما حن قلبه قليلًا لانه لاول مره تنجب له احدى زوجته طفل ، فلم يمس زوجته بعدها بأي سوء

إلى أن مضت الأشهر وأنجبت طفله ، لكن عكس ما توقعت أمل ، فشياطين زوجها لم تهدأ بعدما أصبح أب

حيث بعد مرور ثلاث أشهر لم يهتم بأن جسدها مازال متعب ويحتاج للراحه ، بل بدأ وصلته العنيفه بالضرب المجنون كأنه يعوض تلك الأشهر الذي لم يمسها بها ويترك أثرًا على جسدها المكدوم ودمائها التي غلفت قبضاته

لكنه كان يستمتع برؤيه وجهها وجسدها بألوان متفرقه كلوحه فنيه بالنسبه له لكنها كانت لوحه دمويه مملؤه بالحزن واليأس والآلم والندم

لم تعد أمل تقاوم فلقد علمت مصيرها المتحتم عليه بالموت ، فبالتأكيد هو من قتل زوجته الأولى ، وزوجته الثانيه قد استطاعت الهرب والنجاه سريعًا من بطشه ، وها هي مثل الحمقاء زوجته الثالثه التي تؤمن أنها ستنال مصير الأولى

فجأه بدأ زوجها يمل من عدم مقاومتها وروحها الميته ، فقام بتهديدها بإلقاء أعز شيء لديها وهو طفلها الوحيد ، أصابها الجنون وبدأت تقاومه وتتوسل اليه تاره اخرى بأن لا يمس طفلهما وبهذا زاد مرحه بعدما رأها تدب بها الروح من جديد للمقاومه

وبدأ أمل شيء جديد مثلي بالنسبه له كما يسميها لعبه الغميضه بينما هي كانت لها كمحاوله النجاه و اخفاء نفسها عنه هي وصغيره

وفي ذلك اليوم

قال زوجها بخبث وشبح ابتسامه مستمتعه منلؤه بالجنون إعتلت ثغره "كم احب لعبه الغميضه لكن إذا عثرت عليك انت تعلمين ما الذي سوف افعله بك " وبدأ يطرقع مفاصل يده

ابتلعت أمل ريقها بخوف في مخبأها تتمنى أن ينقذها أحد من هذا الجحيم ، لكن للأسف لأحد يصدقها

لذا ظلت مختبئه ، مختبئه مثل الابره في مكان لن يبحث فيه زوجها .. في الخزانات الضيقه أو خزانه الملابس

بينما هو يظل يبحث عنها إلا أن ينهك ويتعب جسده وينام ،وفي الصباح لا يفعل لها شيء فقط بيتناول إفطاره ويرحل ، إلا ان اتت في مره وهي تختبأ صدح صوت صغيرها بالبكاء ، بعدما استيقظ من نومه وسط هذه الخزانه الضيقه التي بالكاد تحتوي على الأكسوجين

فإنتبه زوجها للصوت وقال بجنون كأنه وحش متتبع الصوت "سوف اجدك "

فما كان من أمل سواء وضعت يدها سريعًا بخوف ورعب من قدوم ذلك الوحش على إغلاق فم صغيرها لعلها تسكته حتى يرحل زوجها المحنون بالفعل صمت الصغير لكن كان صمت دائم ظلت مختبأه للصباح

وحينما غادر زوجها

خرجت من مخبأها ونظرت لصغيرها وجدته نائم لكنه ظل نائم ولم يستيقظ ابدًا مهما حركته، ظلت اليوم باكمله تحمله وهو مستكين بين يديها تحدق في ملامحه البريئه الجميله التي ورثها منها لكنه لم يفتح عينيه

وصل زوجها وأمسك بها اخيرًا بسعاده بعدما لم يجدها مختبئه ، بل تقف في وسط غرفتهم شارده بالنظر لطفلهما

قال وشبح ابتسامه الجنون ظاهر على اتساع حدقه عينيه " أمسكت بك "

لم تلتفت له او تتجنبه بل وجدها مازالت تغني تهويده لصغيرهما الذي تعانقه وتضع راسه على رقبتها وتمسك ظهره جيدًا بيدها حتى لا يسقط وتغني له كأنه نائم

لكن يد الطفل كانت متدليه ووجهه وشفتيه بلون ازرق

اتسعت عينه بصدمه بعدما أدرك موت طفله. وقام بكل قوته بلطمها لطمه على وجهها رمتها ارضًا قائلًا باتهام وهناك شراره من الغضب تخيف على صوته " لقد قتلتيه "

رغم سقوطها على الأرض بذلك العنف ..إلا انها حمت طفلها بين يدها وتحملت كامل الإصابات

حاول أخذ الطفل من بين يدها حتى يراه

لكنها أبت وظلت متمسكه بصغيرها بين يدها

لكن اي قوه تملكها وهي واهنه وسط هذا الثور فاستطاع نزعه من بين يدها بسهوله

حاولت الوقوف وهي تصرخ وتصرخ حتى لا يسلبه منه

ولم يبالي بصراخها

نظر لطفله بعبوس مقلبًا إياه يمينًا ويسارًا ثم قال بإشمإزاز واضح لا يحتوي على أي عاطفه" لقد مات بالفعل ، لذا يجب علينا ان ننجب طفل غيره "

وقفت أمل و ركضت لخارج الغرفه بعدما اعتراها موجه من الجنون وظلت تبحت وتبحث عن شيء حاد إلى أن وجدت سكين حاد أخذته وبدون اي مقدمات وهي تسمعه يعيد قوله" دعينا ننجب طفل آخر" غير مهتم بجسد صغيره الذي يمسكها كانها دميه وليس جسد حقيقي

لم يكمل جملته بعدما شعر بوغز حاد مؤلم في جانباه الأيمن اتسعت عينه بغضب ، قال "ما الذي تفعلينه … "

لكنها لم تنتظر منه الإكمال فهي مثل المغيبه قامت بنزع السكين وانهالت على ظهره بطعنتين آخرتين وهي تصرخ ، مما جعلت دمائه تسيل وقبل أن يخر جسده على الارض قامت بالقاء السكين و نزعت منه طفلها وحملته بين يدها بسكون وبعدها سمعت ارتطام جسد زوجها على الأرض

ولم تلاحظ أن شعرها قد ابيض من الجزور ، وغزاها الشيب مبكرًا ، بسبب صدمه موت طفلها الذي قتلته بلا إدراك منها

مر يو وثاني يوم اقتحم الجيران منزلهم بعدما لم يروا جارهم يذهب للعمل مثل روتينه الصباحي ، وقلقوا بعدما استمعوا لصراخ الأمس

اعتلت الصدمه ملامحهم و تقيئ البعض منهم بعدما شاهدوا الجار غارق في دمائه

وزوجته تجلس تضم صغيرها بين يدها وتغني له تهويده النوم

استدعوا الشرطه التي اخذت المجني عليها وفصلتها عن ابنها .. بينما ظلت تصرخ بأن يعيدوه لها لكنه كان جثه بالفعل لذا رفضوا إعادته

لم تتجاوب معهم او تنطق فكان يظهر عليها إمارات الجنون فما كان منهم غير إرسالها لمستشفى المجانين و العلاج النفسي

وظلت في المشفى ست أعوام لكن كان يتفاقم مرضها خاصتًا بعدما شخصت بالوهم و ثانئي القطب

لذا بدات تتخيل نفسها أميره منبوذه مختبأه من الوحش و إبنها كان يكبر معها داخل قصر في جزيره معزوله

لذا لعل أمل كانت ترى بعض الأمل في أحلامها بخلق عالم وهمي في ذهنها بأنها لم تتزوج بعد وتم إلقائها في جزيره معزوله بعيدًا عن البشر ولجأت لقصر بعيد كان مثل ملجأ ، ووجدت به نفسها المعزبه التي عجزت سريعًا من الصدمات وعثرت به على صغيرها الذي تفتقده ، وعادت به لقتل زوجها مره أخرى ، و الذي تجسد لها كوحش وتحررت بعدما تذكرت مما أدى إلى موتها براحه

النهاية……..

مختارات
مختارات

1تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon