بينما كنت جالسًا فوق عتبة المنزل، أطالع السماء، وتوجهت أنظاري نحو القمر، ثم إلى النجوم، أفكر فيما مررت به، ودموعي تسيل على خدي. كنت أجهش بالبكاء في صمت، أدعو الله أن يقويني على ما أنا فيه الآن.
وفجأة، تكررت في أذني نفس الكلمات التي لطالما عادت إليّ، صوت يهمس في داخلي: لا تبالي بكلامهم، ولا تلتفتي لما يقولونه. ومهما فعلوا بك، فأنت لست بحاجة إلى هؤلاء الأشخاص، وأنا سأكون دائمًا معك.
نسما، هل حقًا ما تقوله؟
أجل.
نسما، هذه الكلمات كانت دائمًا تزرع في داخلي الأمل. وعندما شعرت بذلك، كان كأنني احتضنت دفء يملأني شعورًا بالأمان. لم أعطِ أي اهتمام للموقف الذي كنت فيه، لأنني كنت في أمس الحاجة لتلك اللحظات.بعد تلك الكلمات، عدت إلى سريري لأستعد للنوم، مستقبلاً صباح اليوم الجديد. في تلك الأثناء، بدأت الأخبار تتداول حول ظهور الجن. تم الإعلان اليوم عن القبض على جن يعيش في نهر، وله شعر طويل، وصورة له تُظهر رأساً بلا جسم.
عند خروجي من الغرفة، فوجئت برؤية صورة هذا الجن على شاشة التلفزيون، وكان منظره غريباً جداً. كان شعره طويلاً وأسود، وعينيه كبيرتين تحويان فراغاً، بينما لا يوجد له أنف، وفمه واسع مليء بأسنان طويلة مما يسبب شعوراً بالرعشة عند رؤيته.
أخبرت والدتي عن ذلك، فغيّرت القناة متسائلة: ما هذا الشكل؟ بسم الله الرحمن الرحيم!
قلتها: أمي، انتظري حتى أسمع باقي الأخبار، لا أرى ماذا حدث بعد ذلك.أمي،
فرجاءً، لا تكوني متعصبة، فما الذي يضيرك في هذا الموضوع؟
في تلك الأثناء، انتشرت أخبار عن الجن وصيد البشر عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. شعرت بشغف للاطلاع على هذا الموضوع، فبدأت أبحث عنه في تلك المنصات.
وجدت مجموعة من الأخبار والصور، ولفت انتباهي خبر يشير إلى أن لكل شخص قرين من الجن يرافقه. ومع ذلك، توجد طرق لاستدعائه. ولأنني أحب الاستكشاف، قررت أن أجرب تلك الطريقة. انتظرت حتى غادر أهلي إلى أعمالهم، حتى لا يسألوني عن سبب قيامي بهذا الأمر. بعد ذلك، دخلت إلى غرفتي وأطفأت الأضواء.جرت أحداثٌ غريبة لاحقًا، إذ قمت بإعداد الأجواء وفقًا لتعليمات معينة، ثم بدأت في قراءة النص المكتوب أمامي. اتبعت الطريقة التي رأيتها، لكن لم يحدث أي شيء، وقلت لنفسي: ما هذا إلا نوع من الهراء. لكن سرعان ما تذكرت أن هناك شيئًا ناقصًا، وهو ذكر اسمي بالمقلوب.
وبعد أن أكملت جميع الطقوس المطلوبة، لم يحدث أي شيء، مما أكّد لي أن هذه القصة لا تتعدى كونها خرافات لا أساس لها من الصحة.
بعد هذه التجربة المخيبة للآمال، قمت بتشغيل أنوار الغرفة وفتحت الباب، حيث كنت قد طُردت من المدرسة لمدة عام ولم يكن أمامي خيار سوى البقاء في المنزل. ومع خروج الجميع للعمل، وجدت نفسي وحيدًا. وفجأة، سمعت صوتًا غير مألوف، كان يطرق الباب.سمعت صوتاً رقيقاً يناديني باسم نسما. اقتربت لأكتشف أن أمي وأبي هما من يناديانني، حتى أفتح لهما الباب. تراجعت خطوة إلى الوراء، مستديرة بجسدي نحو الباب. توجهت نحو الباب وفتحته، ودلفا أمي وأبي إلى المنزل، موجهين إلي السلام والسؤال عن حالي. أجبت بأني بخير، ورأسي يوافق على ما قلت. لاحقاً، طلبت مني أمي إعداد طاولة العشاء، فقمت بوضع العشاء على الطاولة الخشبية التي تحتوي على ثلاثة أرجل. بعد ذلك، جلسنا على المقاعد وبدأنا نتناول الطعام. وعند انتهاء العشاء، أخذت الصحون وتوجهت بها إلى المطبخ.قمت بغسل الأطباق بعد الانتهاء من استخدام المطبخ، ثم وضعتها في مكانها المخصص. بعد ذلك، توضأت وصليت صلاة العشاء. وعند انتهاء الصلاة، ركعتين تطوعيتين على أمل أن يغفر لي الله ما اقترفته من ذنوب خلال اليوم، إذ كنت أشعر بالخوف من محاولاتي لاستدعاء الجني المعروف باسم 'القريني'. بعدها، ذهبت إلى فراشي لأستريح، لكن ما حدث في تلك الليلة غيّر مجرى حياتي بالكامل.
Comments
Mine Ahmed
ههه مزال
2025-01-08
0
الكاتبة المقتدره 😉
هههههه كملي
2025-01-08
0