لكن لسوء الحظ، الرجل تمكن من الإمساك بيدها، الأمر الذي جعلهما يقتربان من بعضهما بلا مسافة تفصل بينهما. حتى أنها استطاعت أن تشعر بزفير أنفاس أليكس، وتستنشق العبير الذي كانت تعرفه حين كانت شفاههما تتلامسان.
"ماما..."
بسرعة البرق دفعت كايلين أليكس، لدى سماعها صوت ابن أخيها. بينما أليكس نفسه ابتعد فور إدراكه وجود عدة أشخاص في الغرفة.
"ريكس..." وضعت كايلين نفسها في مواجهة ابن أخيها، مستعدة لاستقبال عناقه الذي كان مزعجاً وجذاباً في الوقت ذاته. "لماذا أتيت إلى هنا؟ أين أمك وأبوك؟" فمنذ أن وصلت إلى الغرفة لتنظف نفسها، لم تلتقِ بأخيها وزوجة أخيها مجدداً. ومن المعتاد أنهم إذا كانوا في القصر لابد أن يلعبوا مع ريكس.
"بابا.. ماما في الغرفة يريدان أن يصنعا طفلاً، لذا طُلب من ريكس اللعب مع ماما."
"ماذا؟"
كانت كلمات ريكس بالتأكيد كافية لإحراج كايلين، خصوصاً وأن أليكس كان موجوداً في الغرفة. في حين أليكس بالعكس بدا محتفظاً بتعبيره الصامت، رغم رغبته في الضحك على ثرثرة ابن كينان ماير وكليوباترا. فكيف له أن يعرف أن الطفل نتاجهما، وأليكس قد قام بدراسة تفاصيل عائلة ماير جيداً بعد تكليفه بوظيفة الحارس الشخصي للعائلة.
"بابا..." ريكس ينظر إلى الرجل الناضج الواقف بجانبه.
"بابا؟" نطق أليكس وكايلين في آنٍ واحد.
بينما كان أليكس يظهر التعبير المتحير مع جبين مجعد، كانت كايلين تحاول أن تسكت ابن أخيها. لكن ريكس بالعكس ركض نحو أليكس، وحتى طلب ابن أخيها أن يحمله جعلها تجد صعوبة في الإمساك به.
"لما بابا جاء، باتت ماما لا تبتسم بعد الآن."
"ريكس ماير.." أمسكت كايلين ابن أخيها بالقوة، خوفاً من أن يبوح بكل ما قالته له في السابق عندما أظهرت له صورة أليكس. سريعاً، اصطحبت كايلين ابن أخيها إلى المربية التي وقفت منذ البداية ليست ببعيد عنهم. "اذهب الآن لتلعب مع المربية حسناً، لدى ماما شأن مهم."
"لكن ماما..."
"ريكس!"
ريكس إذًا أومأ برأسه ثم انطلق مع المربية، خوفاً من غضب أمه.
"بابا؟" سأل أليكس وهو يبتسم بسخرية. "ألم تقولي أنك نسيتني وحتى اسمي؟ لكن لماذا يناديك ابن أخيك ببابا؟ هل أنتِ—"
"استمع، أنت مخطئ. كيف لي أن أكون غبية بما فيه الكفاية لأظهر له صورتك. ناهيك عن تقديمك كبابا،" ضحكت كايلين، لكنها توقفت على الفور لدى إدراكها أنها تفوهت بأكثر مما ينبغي. "يا إلهي يا كاي، لما تحدثتِ بذلك!" لعنت في قلبها.
"أمر مثير للسخرية حقاً.." مرد أليكس بهدوء.
"ماذا قلتَ؟"
"لا شيء"، نظر أليكس إلى الساعة الملتفة حول معصمه، كان عليه أن يغادر في الحال إن لم يرغب في أن تنخلع عقله لو بقي قرب كايلين ماير لفترة أطول. "يبدو أن السيد كينان مشغول. فسأتحدث عبر الهاتف إذاً."
"نعم، سيكون ذلك أفضل. الآن اذهب!" طردته كايلين.
أدى أليكس التحية ثم انصرف من الغرفة مرتاح البال، لأنه في نهاية المطاف قد تحرر من مهمة حراسة كايلين ماير.
أما كايلين، التي كانت لا تزال في الغرفة، فكانت تتمتم بغضب حينما تذكرت كيف أن ابن أخيها الصغير نادى أليكس بلفظ "بابا".
"ريكس ماير، احذر مني!" انطلقت كايلين نحو مكان لعب ابن أخيها، تنوي توبيخه بشدة لتفرغ غضبها. ولكن لما وصلت إلى غرفة اللعب، اندفعت تعانق ريكس وهي تبكي.
"ماما، لماذا تبكين؟ أليس بابا قد وصل؟"
بدلاً من أن تتوقف عن البكاء، ازدادت كايلين في البكاء بصوت أعلى. تبكي على حماقتها التي دائماً ما تصرفها دون تفكير في المقدم. لو لم تكن قد أظهرت صورة أليكس لريكس ووصفته له كبابا، لما وقع الحدث المهين ذلك. ولكن ما جعلها تشعر بقدر بسيط من الراحة، أن لقائهم ذاك كان الأخير، لأن كايلين قد رفضت أن يبقى أليكس حارسها الشخصي.
*** تم توقيع هذا العمل مع NovelToon، ويُمنع بشدة القرصنة مثل إعادة النشر بدون إذن.***
102تم تحديث
تنزيل على الفور
novel.download.tips
Comments