في أعماق الأرض المتصدعة، حيث لا يصل نور الشمس إلا همساً باهتاً عبر شقوق صخرية لا تحصى، يكمن عالم آخر. عالم لا تحكمه قوانين البشر، بل تسيره وشوشات الظلام وهمسات الأحجار القديمة. هنا، تتراقص الظلال رقصات أبدية، وتتداخل الأساطير مع الحقائق الملموسة، لتنسج نسيجاً فريداً من الغموض والجمال المخيف.
تخيل دهاليز لا تنتهي، مزينة بكريستالات متوهجة تنشر ضوءاً خافتاً يكشف عن عوالم مصغرة داخل كل بلورة. أنهار من اللافا المتجمدة تشكل طرقاً ملتوية تقود إلى مدن منحوتة في قلب الجبال، حيث تعيش مخلوقات لم تطأها قدم إنسان من قبل. بعضها يملك جمالاً آسراً يخفي وراءه نوايا مبهمة، والبعض الآخر يثير الرعب بمجرد رؤيته، لكن جميعهم يشتركون في سر دفين يربطهم بهذا العالم السفلي الساحر.
في هذا العالم الغريب، وجد الفتى "تيم" نفسه فجأة. لم يكن يملك من الذكريات سوى فراغ موحش يلتهم ماضيه القريب، وإحساس طاغ بالضياع وهو يتأمل هذا البانوراما العجيبة من حوله. مخلوقات ذات أعين تتوهج بضوء داخلي غامض تحركت من حوله بحذر، وأصوات لغتهم الغريبة كانت أشبه بنغمات آلات موسيقية قديمة لم يسمع بها من قبل، خليط من النقر الرتيب والصفير الحاد الذي يتردد صداه في الأنفاق الصخرية الشاسعة.
كان "تيم"، وعلى الرغم من صغر سنه الذي لم يتجاوز السابعة عشرة ربيعًا، يحمل إرثًا ثمينًا: حقيبة جلدية عتيقة تحتضن خريطة بالية مرسومة بخطوط دقيقة ورموز مبهمة، وذكرى صوت جده العجوز الذي همس له عن "إكسير الحياة" الأسطوري، الدواء الذي يمحو حدود الفناء، قبل أن تخطفه يد المنون إلى عالم آخر. كان العثور على هذا الإكسير بمثابة شعلة خافتة تضيء عتمة جهله ومصدر عزيمته الوحيد في هذا المكان المجهول.
لكن هذا العالم السفلي، ببنيته المعقدة وسكانه الغامضين، لم يكن ليفرط بأسراره بسهولة. الدهاليز المتعرجة كانت متاهة حقيقية تخفي في طياتها مخاطر لم يكن "تيم" ليحلم بها في أسوأ كوابيسه. الهمسات التي تتردد بين الجدران الكريستالية لم تكن مجرد أصوات عابرة، بل كانت تحمل في طياتها تحذيرات مبطنة وأحيانًا تهديدات صريحة. نظرات المخلوقات التي كانت تتفحصه كانت مزيجًا من الفضول الحذر والريبة العميقة، كأنهم يحاولون قراءة روحه وفهم سر هذا الغريب الذي اقتحم مملكتهم الصامتة.
وحيدًا تمامًا، منقطعًا عن أي لغة أو عرف يعرفه، وجد "تيم" نفسه في مواجهة عالم كامل من الغرابة. كيف له أن يفهم هذه المخلوقات؟ كيف سيتمكن من فك شفرة الخريطة القديمة في بيئة لا تمت بصلة إلى عالمه؟ كان الأمل في العثور على الإكسير هو الدافع الوحيد الذي يدفعه للاستمرار، ليس طمعًا في الخلود الشخصي فحسب، بل وفاءً لوعد قطعه على ذكرى جده. لكن الطريق إلى هذا الإكسير سيكون مليئًا بالتحديات، رحلة ستكشف له ولأهل هذا العالم عن سر وصوله الغامض، وهو السر الذي سيبدأون في فهم خيوطه المتشابكة مع كل خطوة يخطوها "تيم" في قلب أحداثهم المعقدة، ليكتشفوا أن وجوده هنا لم يكن مجرد صدفة عابرة.
___________________________________💓
م
ا هو أول انطباع لكم عن هذا العالم السفلي؟ هل استطاعت كلماتي أن ترسم في مخيلتكم صورة حية لهذا المكان المختلف؟.
* ما هي التوقعات التي بدأت تتشكل لديكم حول المغامرات التي سيخوضها "تيم" في بحثه عن إكسير الحياة؟ وما هي العقبات التي تتوقعون أن تواجهه؟
آرائكم وتعليقاتكم قيّمة جدًا بالنسبة لي ككاتبة مبتدئة. أتمنى أن تكون هذه البداية قد أشعلت شرارة الفضول لديكم لمرافقة "تيم" في رحلته الشيقة
كيف ترون تفاعله مع سكان هذا العالم الغريب؟ هل تتوقعون صداقات أم عداوات؟ وهل سيكون قادرًا على فهم لغتهم وثقافتهم المختلفة
إن شغفكم بالقراءة هو الوقود الذي يدفعني للاستمرار، وتطلعاتكم هي البوصلة التي توجه كلماتي. أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم في الفصول القادمة وأن أقدم لكم قصة تأسر ألبابكم وتترك في نفوسكم أثرًا طيبًا.
Veuillez télécharger l'application MangaToon pour plus d'opérations!