البارت الأول _هبه والمنتقم *
في ذلك المنزل الهادئ الذي تتخلله نسائم صباحية دافئة ورائحة قهوة مخلوطة ببخور، جلست خلود على أريكتها المعتادة، تلف جسدها ببطانيتها الخفيفة، تتأمل كلمات المصحف الشريف بعينين هادئتين ووجهٍ يحمل ملامح امرأة مرت بالكثير لكنها ما زالت صامدة.
فجأة، فُتح الباب بعنف نسبي، وظهرت منة، الصغيرة المشاغبة، ذات الحجاب المنزوع نصفه، وشعرها الأسود المبعثر يطل من تحته، وعيونها البنية مليئة بالحيوية:
هبه بحماس: السلاااام عليكم يا ست الكل!
خلود تغلق المصحف وتبتسم: وعليكم السلام يا روحي، جيتي يا حبيبتي؟
هبه ترمي شنطتها على الكنبة: آه يا ماما… امتحانات تالتة ثانوي خلصت! مش مصدقة! أنا رسميًا إنسانة حرة… يعني تقريبًا!
هبه بضحكة خفيفة: يعني خلاص؟ داخلة الجامعة السنة الجاية؟
هبه تتفقد أظافرها وكأنها فنانة معتزلة: أصلًا مش مصدقة إن عندي 19 سنة، لسه حاسة إني في رابعة ابتدائي… بس بمشاكل أكبر وسناكر أغلى.
تضحك خلود، تهز رأسها وتنهض لتُحضّر لها شيئًا تشربه. في الخلفية صوت الهاتف يرن.
خلود: أيوه يا بنتي… على سيرة السن، أختك سميرة جاية بكرة هي وجوزها، وأبوك عزم
NovelToonتم نشر هذا العمل بترخيص من Khadraa Alqhtany NovelToon ، والمحتوى هو فقط وجهات نظر المؤلف الخاصة ولا يمثل الموقف الذي يشغله
هبه والمنتقم تعليق