الفصل الثاني : بداية جديدة

بعد تناول الطعام ، شعرت بأن الوقت قد حان للبحث عن عمل . توجهت إلى بعض القرويين وسألتهم : " هل تعرفون إذا كان هناك عمل يمكنني القيام به هنا ؟ "

أجابني أحدهم : " هناك أعمال بسيطة متاحة بين الحين والآخر ، ولكن المنافسة شديدة ، ولابد أن يكون لديك مهارات أو شيء تقدمه . "

تابعت بسؤال : " وماذا لو لم أكن أملك مهارات خاصة ؟ هل يوجد شيء يمكن أن أفعله ؟ "

ابتسم الرجل وقال : " في البداية ، يمكنك أن تبدأ بأعمال يدوية أو خدمات بسيطة ، ولكن عليك أن تثبت جدارتك بسرعة ، هذا العالم لا يرحم الضعفاء . "

بعد هذه المحادثة ، شعرت بثقل المسؤولية والقلق من المستقبل ، لكن داخل قلبي نشأت شرارة تصميم . قلت لنفسي : " لا يمكنني الاستسلام الآن ، هذه فرصتي الوحيدة . "

ثم توجهت إلى السوق باحثاً عن فرصة عمل ، ووقفت أمام رجل يقود عربة صغيرة مليئة بالأدوات . عرضت عليه المساعدة ، وقال لي إن العمل يبدأ مع شروق الشمس بحوالي السادسة صباحاً ، وبراتب عشرة دولاراً يومياً مع إمكانية الزيادة .

شعرت بتوتر خفيف لكنه أمل كبير ، وافقت على العرض .

لكن مع حلول المساء ، بدأت أدرك أنني لا أملك مكاناً لأنام فيه ، فالخمسة دولارات المتبقية في جيبي لا تكفي لمأوى في هذا العالم الجديد . بدأت أتجول في أزقة القرية ، أسأل الناس عن مكان يمكنني أن أبقى فيه ، ولكن معظم المنازل مغلقة .

قال لي بائع خضراوات أن هناك نزلاً صغيراً عند مدخل القرية لكنه مكلفٌ قليلاً ، وأن البعض قد يسمح لي بالبقاء إذا كسبت ثقتهم .

توجهت نحو النزل الصغير عند مدخل القرية ، وأوقفت نفسي أمام الباب متردداً . طرقت الباب وسألت صاحبة النزل بصوت خافت :

" هل يمكنني أن أبقى هنا الليلة ؟ أستطيع أن أدفع خمسة دولار مقابل المبيت . "

نظرت إلي ببرود وأجابت : " نحن لا نستقبل الغرباء بهذه الطريقة ، عليك أن تجد مكاناً آخر . "

شعرت بالإحباط يتسرب إلي ، لكنني لم أستسلم . عاودت السير نحو حافة الغابة ، أفكر في الخيارات القليلة المتبقية أمامي .

مع انتهاء رفض صاحبة النزل ، شعرت ببرودة الليل تقترب ، ولم يكن أمامي سوى خيار واحد . توجهت نحو حافة الغابة الصغيرة التي تحيط بالقرية ، حيث الأشجار الكثيفة التي تشكل ستاراً مظلماً .

خطوت ببطء بين الأشجار ، أبحث عن بقعة آمنة ومناسبة لأستلقي فيها .

وجدت تحت شجرة كبيرة بقعة صغيرة مغطاة بأوراق جافة ، قمت بجمع بعض الأغصان لتكون سريراً بسيطاً .

جلست مستنداً إلى جذع الشجرة ، أتنفس بعمق محاولاً تهدئة أعصابي . كان الهواء بارداً ، ونسيم الليل يلامس وجهي بهدوء . تسللت إلى داخلي مخاوف الوحدة والخوف من المجهول ، لكنني حاولت أن أذكر نفسي بأن هذا مجرد بداية ، وأن الغد سيحمل فرصاً جديدة .

أغمضت عيني ، وأخذت نفساً عميقاً ، مستعداً لأن أبدأ فصلاً جديداً من حياتي في العالم الجديد .

...

مع أول ضوء الشمس ، استيقظت في الغابة ، على الأرض الباردة التي احتضنت نومي الليلة الماضية . كانت الرياح تعصف بين الأشجار ، وأصوات الطيور بدأت تملأ المكان ببطء ، لكن عقلي كان منشغلاً بالتفكير في ما حدث لي .

كنت الآن في عالم غريب ، مع خمسة دولارات وهاتفي المحمول وقلمي البسيط فقط . لم تكل الحياة سهلة هنا ، خاصة بدون مأوى أو أموال كافية ، لكنني لم أكن مستعداً للاستسلام .

تذكرت الرجل الذي قابلته بالأمس ، صاحب العربة ، ووعده بالعمل مقابل عشرة دولارات . كانت لدي فرصة لأثبت نفسي وأبدأ حياة جديدة ، حتى وإن كانت البداية صعبة .

قررت أن أتوجه إلى السوق الرئيسي لأبحث عن الرجل وأبدأ العمل ، لكن الطريق لم يكن سهلاً . كان علي أن أتنقل بحذر ، أراقب تحركات الناس ، وأتفادى أي مشاكل قد تواجهني في هذا العالم الغريب .

بينما كنت أسير ، لاحظت وجوه الناس متباينة بين الغضب والخوف والأمل ، كل شخص لديه قصته الخاصة في هذا العالم ، تماماً مثلي . شعرت بأنني لست وحيداً ، وأنه يمكنني بناء حياة هنا ، مهما كانت الظروف .

بعد رحلة طويلة ، وصلت أخيراً إلى مكان العمل . كانت العربة القديمة متوقفة بجانب الرصيف ، والرجل الذي قابلته ينتظرني هناك بابتسامة بسيطة . كانت هذه هي اللحظة التي يجب أن أبدأ فيها فعلاً إثبات نفسي والاعتماد على قدراتي في هذا العالم الجديد .

اقتربت منه وسألته : " ماذا تريد مني أن أفعل بالضبط ؟"

ابتسم وقال : " سأعطيك بعض الأمتعة التي تحتاج لنقلها من هنا إلى هناك . العمل ليس صعباً ، لكن يجب أن تكون سريعاً وحذراً . هل أنت مستعد ؟ "

أجبت بثقة : " نعم أنا مستعد . "

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon