ما وراء تلك العيون الخضراء

ما وراء تلك العيون الخضراء

الفصل الاول

كانت الشمس تتسلل بخيوطها الذهبية عبر النوافذ الزجاجية الواسعة، لترسم ظلالًا دافئة على الأثاث الأنيق في الصالة. مريم، أسماء، حنان، وفاطمة جلسن حول الطاولة يتبادلن أطراف الحديث، ضحكاتهن متناغمة وكأنها لحن واحد. ورغم تشابه ملامحهن، كانت لكل منهن هالة خاصة:

مريم، برصانتها ورزانتها، كانت تتصدر الحوار دومًا، بنظرة ثاقبة تشي بالثقة.

أسماء، بابتسامتها الهادئة وعينيها التي تشع بالحنان، تميل دائمًا للهدوء وحب مساعدة الآخرين.

حنان، بطاقتها المتفجرة وحبها للمرح، كانت الروح المرحة التي تملأ المكان حياة.

فاطمة، بذكائها الحاد وحنكتها في التعامل مع المواقف، كانت القائدة الصامتة التي يتبعها الجميع بلا تردد.

لكن خلف هذا الجو العائلي الدافئ، كانت الأم، السيدة نادية، تراقب بناتها بابتسامة تحمل مزيجًا من الحب والحسرة. كلما نظرت إليهن، عادت بها الذاكرة إلى ذلك اليوم المشؤوم...

كانت نادية في مقتبل شبابها، متزوجة من رجل أحبته بصدق، لكن ذلك الحب لم يدم طويلاً. حين اكتشفت حملها بالتوأم الأربع، كانت تطير فرحًا، لكنها لم تكن تعلم أن السعادة ستنقلب إلى كابوس.

توفي زوجها فجأة، تاركًا إياها وحدها في مواجهة عائلة قاسية. والد زوجها وإخوته لم يصدقوا براءتها، اتهموها بالخيانة، واتخذوا من حملها حجة لطردها من منزل العائلة. بكلمات لاذعة واتهامات جارحة، وجدت نفسها في الشارع، وحيدة، بلا سند.

لكن نادية لم تستسلم. بدموعها صنعت طريقها، وبإرادتها صنعت حياة جديدة لبناتها، حياة ملؤها الحب والعزيمة. علمتهن القوة والاعتماد على النفس، وزرعت في قلوبهن الإصرار على النجاح.

وفي صباح يوم هادئ في الجامعة، كانت الفتيات جالسات في قاعة المحاضرات، حين بدأ الأستاذ بإلقاء محاضرته المملة. حنان، التي لم تستطع كتم ضجرها، همست لمريم: "ماذا لو فجّرنا قنبلة كلامية هنا؟". ضحكت مريم، بينما أسماء وفاطمة تبادلتا نظرات مشاكسة.

وفجأة، رفعت مريم يدها وقالت بصوت عالٍ: "عذرًا، يا أستاذ، هل تعلم أن معدل فهمك للمادة أقل من الصفر؟".

أسماء: معك حق توأمي

حنان: توقفن حالا

الأستاذ: على الأقل انت تفهمين احسن منهم لا ادري كيف انتم دائما من الأوائل

فاطمة: اوه لم تقصد حنان هذا بالقصدت انهن كن مؤدبات بزيادة و لم يقصفو جبهتك العريضة بشكل جيد لاني مازلت اراها

انفجر جميع من كان في المدرج ضحكا على الاستاذ.

تحول وجه الأستاذ إلى الأحمر غضبًا، وصاح: "إلى مكتب العميد! حالًا!".

أخذهن إلى هناك، غاضبًا، وبدأ بالصراخ أمام العميد، مطالبًا بمعاقبتهن. لكن العميد رفع يده، مقاطعًا إياه: "اخرج من مكتبي فورًا".

صُدم الأستاذ وخرج غاضبًا ولكن قبل خروجه همست مريم بصوت سمعه اوه صاحب الجبهة العريضة مستاء و حين ادار رأسه و لكن قبل صراخ و جد فاطمة و اسماء تخرجن لسانهما بسخرية ، صرخ العميد"اخرج و الى فصلتك".انتبهت الفتياة و لاحظن أربعة رجال وسيمين، يحملون ملفات.

أحدهم قال: "من منكن أسماء؟".

اقترب الآخر: "ومَن منكن حنان؟".

ثم الثالث: " من مريم؟".

وأخيرًا الرابع: "حسنا اذا من فاطمة؟".

نظرت الفتيات لبعضهن، غير مدركات أن حياتهن على وشك أن تتغير إلى الأبد...

في المنزل، كانت الفتيات مجتمعات حول والدتهن، يخبرنها بما حدث. الأم نادية كانت مترددة، القلق واضح على وجهها: "هذا التدريب... هل أنتن مستعدات له؟"

مريم اقتربت منها، أمسكت بيدها: "أمي، لقد علمتنا دائمًا أن نكون قويات. ونحن لن نخذلك."

لكن الأم لم تكن مقتنعة بالكامل، حتى تدخلت أسماء: "أمي، هذه فرصة لنثبت لأنفسنا ما تعلمناه."

أمام إصرارهن، وافقت الأم أخيرًا، وإن كانت نظراتها تحمل مزيجًا من الخوف والفخر.

وبينما الفتيات يحضرن حقائبهن، نظرت حنان للغرفة وقالت بابتسامة مشاكسة: "لم أكن أتوقع أن يتم تجهيز كل شيء بهذه السرعة."

مريم ضحكت وهي تغلق حقيبتها: "هذا تدريب جاد، علينا التؤكد من كفاءتهم بنفسنا

الجديد

Comments

ميرو كرميلا

ميرو كرميلا

رائعة جدا لكن اين الفصول الأخرى

2025-05-16

1

الكل
مختارات
مختارات

1تم تحديث

تنزيل على الفور

novel.download.tips
تنزيل على الفور

novel.bonus

novel.bonus.content

novel.bonus.receive
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon