NovelToon NovelToon

Romance ,+18, Required

الفصل الأول: الصدمة الكبرى !

جلست هايسو على الأريكة، الهاتف يرتجف بين أصابعها كأنه يرفض أن يُظهِر الحقيقة. الضوء الخافت للغرفة كان يرسم ظلالاً على وجهها الشاحب، وجفونها مرتعشة قليلاً. عيناها اتسعتا حتى كادتا تبتلعان كل المشهد على الشاشة، وكل دقة في قلبها كانت كخطر يهددها بالغرق في بحر من الصدمة.

كانت يدها اليمنى تهتز وهي تمسك بالهاتف، أما اليد الأخرى فكانت ترتعش على مسند الأريكة، وكأن جسدها كله يرفض تصديق ما يحدث. قلبها ينبض بسرعة غير معتادة، لدرجة شعرت معها أن كل نبضة تصرخ: “لماذا؟”

فتحت الصورة أخيراً… وكانت الصدمة مضاعفة. مينشول، الشخص الذي وثقت به بكل قلبها، يظهر مع فتاة أخرى، يبتسم وكأنها لا تعني شيئًا له. صمتت لثوانٍ طويلة، وعيناها تذرفان دموعًا تكاد أن تنسكب على وجنتيها الساخنتين. ارتجفت شفتاها، وارتسمت على جبينها خطوط التوتر والذهول.

سقط الهاتف قليلاً من بين أصابعها، لكنها أمسكت به بسرعة قبل أن ينسحق على الأرض.

ترددت، ثم سمعت نفسها تقول بصوت منخفض، مبحوح، يختلط فيه الانكسار بالغضب:

• “ماذا… كيف؟”

حتى الصوت بدا غريبًا في أذنيها، كأنه صادر عن شخص آخر، شخص فقد ثقته بالعالم بأسره في لحظة.

حاولت الاتصال بمينشول، وارتجفت يدها أكثر وهي تنتظر أن يجيب. وعندما رد أخيراً:

• مينشول: “هايسو… أنا آسف… لم أكن أعني…”

• هايسو: “لا… انتهى كل شيء.”

خرجت من الغرفة مسرعة، ودموعها الآن تنهمر بحرية، تتدحرج على وجنتيها الساخنتين، ويدها تحضن نفسها في محاولة يائسة للشعور ببعض الأمان وسط الدمار النفسي.

كل شيء حولها أصبح مظلماً، حتى أصوات الشارع خارج النافذة بدت بعيدة وغير مهمة. كل ما يهم الآن هو هذا الألم الذي ينهش قلبها، هذا الشعور بأن العالم بأسره قد خانها، وأنها وحيدة حقًا لأول مرة في جلست هايسو على الأريكة، الهاتف يرتجف بين أصابعها، وكأن كل اهتزاز منه يزيد من صدمتها. الضوء الخافت للغرفة رسم ظلالًا متعرجة على وجهها الشاحب، وعيناها اتسعتا عند رؤية الصورة التي قلبت عالمها رأسًا على عقب. كانت صورة مينشول مع فتاة أخرى، ابتسامتهم المشتركة كانت كالسهم السام الذي اخترق قلبها. ارتجفت شفتاها، وارتعشت يداها وهي تحاول الإمساك بالهاتف بقوة، لكن قلبها كان ينبض بسرعة لم تعرفها من قبل، ينبض كما لو كان يريد الانفجار في أي لحظة.

شعرت فجأة بالدوار، وكأن الأرضية تتحرك تحت قدميها، لكنها تمالكت نفسها وأمسكت الهاتف بكلتا يديها. حاولت الاتصال بمينشول، صوتها مرتعش وكأن الكلمات العاطفية لا تستطيع الخروج:

• “مينشول… لماذا؟”

ردها جاء ضعيفًا ومتحشرجًا:

• “هايسو… أنا آسف… لم أكن أعني… لم أكن أرغب بأن تؤذيك.”

ابتلعت هايسو ريقها بصعوبة، وحاولت أن تبكي بصمت، لكن دموعها بدأت تنهمر على وجنتيها الساخنتين. شعرت بغصة في صدرها تكاد تخنقها، وكل ذكرى سعيدة عاشتها مع مينشول كانت الآن كسهم مسموم يجرح قلبها.

وقفت فجأة، وبدأت تمشي في الغرفة ذهابًا وإيابًا، يديها تحضنان نفسها، كما لو كان ذلك قادرًا على حمايتها من الألم. الهواء في الغرفة بدا ثقيلاً، وكأن كل شيء من حولها يعكس الانكسار الذي يعيشه قلبها. كل صوت، حتى صوت الساعة على الحائط، كان يبدو مرتفعًا جدًا بالنسبة لها.

حاولت تمالك نفسها، لكنها لم تستطع. جلست مرة أخرى على الأريكة، ويدها ترتجف وهي تمسح دموعها. نظرت حول الغرفة، كل زاوية كانت تذكّرها بالأوقات السعيدة التي قضتها مع مينشول، وكل ضحكة وكل كلمة لطيفة كانت الآن مجرد كذبة.

خرجت أخيرًا من الغرفة، وهي تسحب نفسها بصعوبة نحو الباب، شعور بالخيانة والوحدة يلتف حول قلبها كأفعى باردة. كل خطوة كانت ثقيلة، وكل نفس كان مؤلمًا. عندما وصلت إلى الشرفة، نظرت إلى السماء، حاولت أن تجد فيها شيئًا يهدئ قلبها، لكن كل شيء بدا مظلمًا، وكأن العالم كله انقلب ضدها في لحظة واحدة.

أمسكت الهاتف مرة أخرى، نظرت إلى الرسالة الأخيرة التي وصلت منها، وكتبت لنفسها بصوت مرتجف:

• “انتهى كل شيء.”

وهنا، لم تكن الدموع مجرد دموع، بل كانت انفجارًا لكل ما كتمته في قلبها منذ البداية. شعرت كما لو أن كل شيء تعرفه عن الحب والثقة قد انهار في لحظة، وأن العالم الذي كانت تعيش فيه لم يعد موجودًا بعد الآن .

الفصل الثاني: انهيار القلب

كان الليل هادئًا على نحوٍ يخنق، كأن المدينة بأكملها قررت أن تصمت احترامًا لحزنها. في الخارج، كانت السماء رمادية ثقيلة، والمطر يتساقط ببطءٍ كأن كل قطرةٍ تواسي قلبها المحطم. جلست هايسو على الأرض قرب الأريكة، قدماها مطويتان تحت جسدها، وذراعاها متشابكتان حول وسادة صغيرة. الضوء الخافت المنبعث من المصباح الجانبي جعل الغرفة تبدو كأنها لوحة حزينة، كل شيء فيها مبلل بظلٍ من الكآبة.

الهاتف على الطاولة أمامها، شاشته مطفأة، لكنه بدا كعينٍ تراقبها. كانت تشعر أن كل شيء فيها يتنفس ذكرياته، حتى الصمت نفسه صار صوته.

أغمضت عينيها للحظة، تتنفس ببطءٍ ثقيل. لم تكن تعرف هل ما تشعر به ألم أم فراغ. منذ دقائق فقط سمعت ما لم تتخيله قط — أن من أحبته بكل إخلاصٍ خانها. لم يكن الأمر شجارًا أو سوء فهم. بل حقيقة واضحة كالسيف. رسائل، صور، وأحاديث لا تحتمل التأويل. في تلك اللحظة، حين واجهته، لم تسمع منه سوى صمته الطويل… ثم كذبة جديدة تضاف إلى سجلها معه.

تساقطت دموعها ببطء، تجرّ خيط الماسكرا على خديها كأثر معركةٍ صامتة. رفعت يديها لتغطي وجهها، أصابعها باردة ترتجف، وكأن جسدها يرفض تصديق ما حدث. حاولت أن تبتلع شهقتها، لكن صوتها انكسر مثل زجاج. وضعت الوسادة على صدرها واحتضنتها بقوة، كما لو أنها تمسك آخر بقايا نفسها.

الهواء في الغرفة صار ثقيلاً. رائحة المطر تتسلل من الشرفة، تمتزج برائحة عطره القديم التي لا تزال عالقة في الستائر. كل تفصيلة صغيرة تذكّرها به: الكوب الأبيض على الطاولة، القميص الذي نسيه، وحتى الأغنية التي لا تزال تدور في خلفية هاتفها بصوتٍ خافت.

همست بصوتٍ مبحوح، كأنها تكلم نفسها:

— “لماذا؟ كنتُ كل شيءٍ لك…”

لكن لا جواب. سوى صوت المطر وهو يضرب الزجاج بإيقاعٍ حزين، يشبه بكاءً آخر في الخلفية. مدت يدها بتردد نحو الهاتف، فتحته، نظرت إلى اسمه في سجل المكالمات. ترددت لثوانٍ، ثم ضغطت على زر الاتصال. لم تكن تدري ماذا تريد أن تقول، فقط أرادت أن تسمع صوته لتتأكد أنه لم يكن كابوسًا.

رن الهاتف مرة، مرتين، ثم جاء صوته:

— “هايسو؟”

صمتت، وجسدها كله توتر. نبرته كانت مألوفة جدًا، لكنها غريبة فجأة. فيها دفءٌ كاذب.

— “هايسو، أرجوك، لا تفعلي هذا بنفسك. استمعي إليّ فقط.”

أطبقت شفتيها بقوة حتى شعرت بطعم الملح من دموعها، ثم أنهت المكالمة بضغطٍ حاسم. سقط الهاتف من يدها على الأرض، ارتطم بخشونةٍ خافتة.

تكوّرت على نفسها، ركبتاها إلى صدرها، وجهها بين ذراعيها. أنفاسها متقطعة، وكتفاها ترتجفان في صمتٍ موجع. كانت الدموع لا تتوقف، لكنها لم تعد تبكي لأن الحزن طاغٍ… بل لأنها لا تعرف كيف تتوقف. في داخلها، شيءٌ انكسر نهائيًا. ربما ليس الحب فقط، بل الثقة أيضًا، والأمان، وكل شيءٍ كانت تبني عليه حياتها.

نظرت نحو الساعة، كانت تشير إلى الثانية بعد منتصف الليل — نفس الوقت الذي كان يتصل بها فيه كل ليلة ليقول “تصبحين على خير”. لكن الليلة، أصبحت تلك الجملة لعنة.

وقفت بتعبٍ، مشت بخطواتٍ متعثرة إلى النافذة، أزاحت الستارة قليلاً. المطر ينعكس في الضوء كخيوطٍ فضية طويلة. فتحت الزجاج، فاندفع الهواء البارد إلى وجهها، جعلها ترتجف، لكنه أنعشها قليلًا.

تنفست بعمق وقالت بصوتٍ خافتٍ بالكاد يُسمع:

— “ربما انتهى كل شيء… ولكنني ما زلت هنا.”

عادت وجلست على الأرض من جديد، تراقب هاتفها من بعيد. شعرت للحظةٍ أن حياتها كلها تتلخص في تلك المسافة القصيرة بين يديها والهاتف. ابتسمت بسخرية، ثم انطفأت ابتسامتها بسرعة.

الليل امتد طويلًا، والمطر لم يتوقف. وعندما أغمضت عينيها أخيرًا، لم يكن نومًا بل استسلامًا. وفي ذلك الاستسلام، ولدت في داخلها فكرة صغيرة — أن غدًا، حتى لو كان مؤلمًا، سيأتي على أي حال

الفصل التالت : لقاء غير متوقع !

كان الصباح رماديًّا، والسماء غارقة في ضبابٍ خفيف يجعل الأشياء تبدو أبعد مما هي عليه. استيقظت هايسو على صوت قطرات المطر التي ما زالت تتساقط منذ الليلة الماضية، تنقر على زجاج النافذة كأنها تذكّرها بأن الحزن لا يرحل بين ليلةٍ وضحاها. جلست على السرير، كتفاها مثقلان، وشعرها الفوضوي يلتصق بجبينها من أثر الدموع التي لم تجف بعد.

حدقت للحظة في سقف الغرفة، ثم أطلقت تنهيدة طويلة. لم تكن تدري هل تشعر بالتعب من السهر، أم من نفسها. تمددت قليلاً قبل أن تنهض بترددٍ إلى المطبخ. الأرضية الخشبية باردة تحت قدميها الحافيتين، والهواء مائلٌ إلى الرطوبة، كأن المطر تسلل إلى الداخل. وضعت غلاية الماء على النار، وبدأت تُعد قهوتها بهدوءٍ متوتر، في محاولةٍ لإيهام نفسها أن يومًا جديدًا يعني بداية جديدة.

لكن قبل أن ترفع الكوب إلى شفتيها، دوّى طرقٌ خفيف على الباب. تجمّدت. لم تكن تنتظر أحدًا. وضعت الكوب على الطاولة بحذر، ثم اقتربت ببطء. قلبها بدأ ينبض بقوة غريبة، ليس خوفًا تمامًا، بل قلقًا مجهول السبب.

فتحت الباب، وإذا بوجهٍ مألوفٍ يقف هناك — تاهي.

تاهى، زميلها في الجامعة، الذي اختفى من حياتها منذ ثلاث سنواتٍ بلا وداعٍ واضح. بدا مختلفًا بعض الشيء؛ شعره أقصر، ملامحه أكثر هدوءًا، ونظراته أكثر دفئًا. لكنه ما زال يملك تلك الابتسامة التي تُشعرها بالأمان.

— “هايسو؟ ظننت أني أخطأت العنوان.”

رفعت حاجبيها بدهشة خفيفة، وصوتها خرج متردّدًا:

— “تاهي؟ ماذا تفعل هنا؟”

ابتسم ابتسامة صغيرة وهو يرفع في يده كيسًا من المخبز القريب.

— “كنت مارًّا من الحي، ورأيت الضوء في نافذتك. تذكّرت أنك كنتِ تحبين الخبز الطازج في الصباح.”

شعرت للحظة بأن الزمن انكمش إلى تلك الأيام القديمة، حين كانا يدرسان معًا ويضحكان على أشياءٍ تافهة. لكنها تذكّرت سريعًا المسافة التي صنعتها السنوات، والانكسار الذي لا يعرفه هو.

فتحت الباب قليلًا وقالت بخفوت:

— “تفضل بالدخول.”

كانت الغرفة بسيطة، بها فوضى تدل على أنها لم تجد طاقتها لترتيب شيء منذ فترة. جلس على الكرسي الخشبي قرب النافذة، وأخرج كوبين من القهوة الجاهزة من الكيس. كانت رائحة القهوة تعبق في الجو وتمنح الدفء الذي افتقدته منذ أيام. جلست مقابله، متوترة، تحاول إخفاء التعب في ملامحها.

مرّت لحظات من الصمت، ثم قال بصوتٍ منخفض:

— “هل أنتِ بخير؟”

ابتسمت ابتسامة صغيرة، لكنها كانت أقرب إلى الاعتراف بالهزيمة.

— “أحاول أن أكون بخير.”

نظر إليها بعينين تحملان صدقًا نادرًا، وقال:

— “لا بأس إن لم تكوني بخير. ليس المطلوب أن تتظاهري.”

هزّت رأسها، وبدأت تلتقط أنفاسها ببطءٍ، كأن كلماته أعطتها إذنًا لتضعف.

صوت المطر في الخارج صار أخف، لكن في داخلها كان ما زال يهطل. حكت له عن يومها، عن وحدتها، وعن العمل الذي لم تعد تجد فيه معنى. لم تذكر الخيانة، لكنها لم تكن بحاجة لذلك — فقد قرأها في عينيها.

ثم قال بابتسامةٍ حانية:

— “تعلمين، كنت أراكِ دائمًا الأقوى بيننا في الجامعة. لا بأس أن تتعبي الآن، المهم ألا تبقي هناك للأبد.”

تأملته طويلًا. في عينيه لمحت ضوءًا خافتًا يشبه بداية فجرٍ بعد عاصفة. شعرت أن وجوده في هذا الوقت لم يكن صدفة، وكأن القدر اختاره ليكون ذلك الصوت الهادئ في منتصف ضجيجها.

رفعت كوب القهوة وقالت:

— “شكرًا لأنك جئت… لم أكن أحتاج نصيحة بقدر ما كنت أحتاج حضورًا.”

ابتسم وقال بخفة:

— “حين يكون الحضور صادقًا، يغني عن ألف كلمة.”

عندما غادر بعد ساعة، ترك خلفه صمتًا مختلفًا — ليس صمت الوحدة، بل صمتًا دافئًا كأن القلب بدأ يلتقط أنفاسه من جديد. نظرت إلى الباب بعد أن أغلقته، وابتسمت ابتسامة صغيرة لم تعرفها منذ زمن. ربما لم يتغير العالم، لكن شيئًا صغيرًا فيها بدأ يتحرك نحو الضوء

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon