NovelToon NovelToon

أَمــيال لا تُرى.

البــداية.

هَل كـنتُ أَستحَق ما جَرى لَي؟

-أم أن لِكُل شَخـص نصيبــاً فَي الحـياة؟!..

...

"٢٠١٦" مُنتصف مــارس.

في أحد الأيام بعد انتهاء الدوام المدرسي، كانت الشمس تغرب بهدوء، ترسم ألوانًا دافئة في السماء، وكأنها لوحة فنية ناعمة تنبض بالسكينة.

"أوه...نسيت أَخبرها بأنِ استعرتُ كِتابها!"

ضَحكت بِتذمُر قائِله برأَسـها

"امم..كُنت ارغب بالبقاء ومُشاهده فـلمي المُفضل.

يا لَحظِ السيئ علي أَن أُرجعه لها..."

تمشي يــاني كعادتها في طريق العودة مِن مَدرستُها الابتدائيه... إلى المنزل، مُرهقة بعد يوم طويل من الدراسة. اعتادت دومًا أن تعود بمفردها، بينما يحيط باقي الطلاب بأصدقائهم، يتبادلون الضحكات.

نعم...ياني لم تكن تهتم بأَي شيء اخر...لم يكن يعني انها لَيست لديها صداقات...لكنها كانت محدوده...لكن الأَهم بنسبه لها كان ان تَحصد درجـات عاليه وأن تكون مُشتهده...ياني كانت طَمـوحه...احلامها عديده...احدها دُخول جامعة احلامها جامعة هارفارد مثلاً...أو اكسفورد... ...والعمل في مكان تُحبه...كان مَصدر احلامها وألهامها هَو أَحد برامج الاطفال التي تُعرض على التـلفاز.

احلام طَفله بالابتدائـيه..بالطَبع ببداية حياتها سَتكون مُتحَفِزه للأمور...والديها كانوا أحد الحوافَـز لَكي تستمر بهذه شكل...والداها مُدير احد اكبر المُستشفيات على مُستوى المَـدينة...كان له مُرتباً يَدفع لِـ مُدَرسـين ومُعلمين ذو سُمعه واسعه...فـقط لَيدعم شغَف أَبنته...اجل...ياني تَربت في بيئه تَدعم طموحاتها العاليه ودوماً ما لاقت دعم من والديــها...وفعـلاً كانت تَجزيـهُم بالفـرحه بعلاماتها التي لا تنقص دوماً عن المـئَه...والتَكريمات...وحياتها لا تخلوا من دعم.

كانت بدايـاتُها...في السعَي والامل نَحو حُلمها...

بالعوده للاَحــداث...

وفيما كانت تسير.

سمعت صوت بكاء خافت، أشبه ببكاء طفل، يتخلله ضحكٌ ساخر.

توقفت فجأة، وقد تسلل إلى قلبها مزيج من القلق والفضول.

"من أين جاء هذا الصوت..؟"

"مُريب...لَم أَسمع صَوت بكـاء طفل هُنا من قَبل"

وكما اعتادت، لم تتجاهل الأمر — لطالما كانت يوري فتاة فضولية.

"مـن أين يأتي هذا الصوت؟"

تقدمت بخطى سريعة وحذرة، تتبع الأصوات عبر الشوارع الصغيرة حتى وصلت إلى حديقة عامة صغيرة... لكن ما رأته هناك جعل عينيها تتسعان بدهشة!

طفل صغير كان مُلقى على الأرض، جسده مليء بالكدمات وآثار الضرب. وقف حوله مجموعة من الأطفال المشاغبين، يعتدون عليه ويضحكون، يطلقون عليه ألقابًا مهينة ويسخرون منه بلا رحمة. أما هو، فكان يبكي في صمت...أحد الاطفال يُمسك بحفنه من شَعره ويَجُرها بـقوه...وتتعالى اصوات ضحكات اطفال مُشاغبين يتخللها صوت أَنينه...مُتألم.

تجمدت يــاني للحظة، وقد شعرت بالغضب وصدمه يتفجر داخلها...سـمعت دوماً ان الاطفال بالأَخص بِعُمر الرَوضه...وهذا ما كان واضحـاً من ردائَـهم...ان يكونوا ابرياء ولُطفاء...لكن...هؤلاء؟ لا بتأَكيد...كـشياطين موحشه تُعَذب مـلاكٍ صغير.

تداخلت افكار يـاني فيما اين والديهم؟ ألهذه الدرجه عوائِلهم مُهمله؟، يـجـعَلون اطفالهم كَلاب سائبه تعَدي على الغَير.

ثم، دون تردد، تقدمت بخطى حازمة نحوهم...

وبدون سابق إنذار، أمسكت بذراع أحد الأطفال المشاغبين، وقرصته بشدة، قائلة بنبرة قاسية ونظرة صارمة، يكسوها الغضب:

"أوه؟ ماذا تظن نفسك فاعلًا؟ هاه؟!"

تجمد الطفل مصدوماً أما بقية الأطفال، فقد توقفوا في أماكنهم، مصدومين من ظهورها المفاجئ.

حتى الطفل الذي كان يتعرض للتنمر، رفع عينيه نحو يوري بنظرة مذهولة، ودموعه لم تتوقف.

كانت يوري تمسك بذراع الطفل بقوة، دون أن تؤذيه حقًا، فقط لتُشعره بالخوف.

بداخلها، لم تكن تنوي إيذاء أي منهم — في النهاية، هم مجرد أطفال، وبالحقيقه هَي لا تريد ان يشتكون لعوائلهم ويفتعلون لها مشاكل.

لكنها لم تستطع تجاهل ما رأته... كان عليها أن تتصرف.

قالت بصوت منخفض ومخيف، وهي تنظر نحو الطفل الذي تمسكه، ثم نحو بقية المجموعة، تتبعها ضحكة شريرة مصطنعة:

"هاهاها~... إن لم تذهبوا الآن... فسوف أحضِر الوحش الشرير! وعندما يأتي..."

ثم أفلتت ذراعه، وتقدمت خطوة أخرى نحوهم، ترفع صوتها بنبرة مُخيفة أكثر:

"فسيأكلكم! ويمزقكم إلى أشلاء! هاهاها!~"

اتسعت أعين الأطفال رعبًا؟...لا...بل أستهزاء وضحَك...ياني تجمدت للحظه...تنظر للاطفال وهَم يضحكون...

أَحدهم قال بضحك "انظروا! شعرها كَشعر عجوز!"

توسعت عينات ياني وبدأت تَشعر بالحَرج والاستغراب "ما هذا؟ الا يخافون؟"

"مهلاً ومَن العجوز؟ الا يَرون انفسهم وكأَنهم كـلاب سائِبه؟ لكنني لست عجوزه!!"

"انه خَطئي، لم يكن عـلي ان أمُثل دور البَطله العجوزه التي لا تُقهر"

قطع حَبل افكار يـاني ألم قوي في يدها...سحبتها وكانت مليئه باللعاب معا أثر عضه...امسكت ياني بيدها متألمه اخرجت صوت تأوه...

تعالى اصوات ضحكاتهم...

ولكن دون علمـهم بأن التي يتعاملون معها ليس لديها اي ذرة صبر او هدوء وفجاءه ...اشتعلت عيناها غضباً

"أذهبوا الان..."

ياني تنرفزت ولغايه تلك اللحظه تحاول الهدوء...

الاطفال لا يزالون يضحكون...

تنرفَـزت ياني وطفَح الكيل معا هؤلاء الاطفال.

عفواً...الكـلاب السائـبه،

بصوت اعلى وعينان مشتعلتان وبنظره مخيفه :

"قلت الان!!"

كان صوتها اعلى من ذي قَبل...

وفجاءه...ينظر اطفال فيما بينهم...وبَشكل مُفاجاء...يَبدأون بالركض بشكل عَشوائي...بَعضهم يَبكي والاخر ينادي بأمه...

منظر أدهش ياني، فظلت واقفة تراقبهم وهم يهربون،عيناها للأَن عليهم وهَم يَختفون بنهايه الشـارع... للحظه اختفى الغضب وحَل محله الشفقه...حاولت كتم ضحكتها، وبعد لحظات...همست لنفسها :

"هؤلاء الأطفال... مضحكون حقًا. لكن هل انا شعري حقاً يُشبه العَجوز؟ امم المره القادمه سأخذ عصى سحريه واقوم بتحويلهم لِقنافُذ!"

"أتساءل كيف ستكون ردة فعل امهاتهم برؤيه طَفلها بهذه الحاله...يجري وكأنه يرا كابوساً يا لي من بطله اذن..."

وللحظة...

ضربها الإدراك،

"مَهلاً...الطفـل الذي..."

فاستدارت بسرعة لتلقي نظرة على الطفل...

يتبع...

الفَـصل الثــاني.

ضربها الإدراك، فاستدارت بسرعة لتلقي نظرة على الطفل الذي أنقذته...

يتبع...

...

وللحظة...

ضربها الإدراك، فاستدارت بسرعة لتلقي نظرة على الطفل الذي أنقذته...

فَــوجدته حيث كان على الارض، ناظـريه ثابتتـان عَليها...ملابِسه رثه ومُلطخه بالطَين...الخدوش تملئ ذراعيه و ساقيه...جَروحه التي تَنزف الدَم بِبُـطئ...بينما عيناه تُحدقـان عليها بِطريقه قَشعرت اطرافها...كانت عيناه مُركزتان بشده عليها...ياني التي لم تفهمها هَل كانت حَقد أَو كراهيه أو ماذا!؟... ما هذا الهدوء؟!! ...مما جَعل يانـي تُطيل النَـظر أليه دون وعي مَنها...بدلاً من ان تَسحب ناظريها عنه... كَونها ظَنت انه يتحداها...عيــناها ضَلت ثابته وبارده بِعينيه...مُتحديتانه...طَفلان عقل أغبى من الأَخر ، لكن انجرفت افكارها عن هذا الامر لِلحظه وتَجد نَفسها تَغرق بعينان هذا طفل...كانت...عينيه حادتان قَليلاً... كَـعيون الاسيويين... قزحيتيه كَــلون سماء الليل..لون غَير مألوف...للحظه بدأت تتَفحصه...بشرته نوعا ما داكِنه شعره اسود وخفيف...مـلامحه نوعاً ما لَيست بِذلك الوَضوح...كَونه بتأكيد لا يزال طَفل ،لا تزال ملامحه غير مُكتمله وطبيعي بعمر كهذا...الا انه نوعاً ما يفتقد لِمعالم البراءه...هَذا ما شَعرت به يـاني...للتو تَتذكر عِندما كان يَبكي قَبل مَجيئها...تسائلت لما لا يَبكي الان؟...لما فَقط لا يُنادي بالمُساعده؟...

رغم مَعـرِفه يـاني للكَثير من الاطفـال...كان امر لَيس طَبيعي ان تَرى طفل جـامد كأن شيء لَم يَكُن بدلاً من طلب مُساعده وهو مليئ بأثار كدمات والجَروح...وتعـلم لولا تَدخلها لَما كان سيطلب اي مُساعده من أحد...

بالمُناسبه...هَي لم ترى شَخصاً كَملامح هذا الفَتى...وكأَن صفاته مخـتلطه...لكن ما هذا المَزيج لَكي يُولـد فتى كهذا؟ ما قد تَكون جَنسيته أو عُرقَه...تداخلت الافكار وتسؤلات عَده...لَكن...قبل ان تطَرح أي سؤال أو حَتى تفَتح فَمـها لتُكلمه

يقاطعها الطفل نَفسه وهو يَسحب نـاظريه عنها... دون مُقدمات، يقف على قَدمـيه ويَنثر التُراب من على ملابسه...و يتخذ خطوات بعيداً عنها..

ياني تتفاجـئ.

للحظه اعتقدت انه قَد انزعـج من شَده نظرها عَليه أو اخافته...نادته لكنه كان يَبتعد أَكثر واكثر...ويَمشي مُكمل طَريقه وكأَن شيء لم يكن... وهو يعَطيها ظهـره...

شَعرت ياني بالاستغراب من هَذا طفل المغرور لا شُكر لا امتنان ولا حَتى نَطق لها بِشيء...نَظرت يانـي له وهو يَمشي خطواته بَطيئه نوعاً ما...شعـرت بأنها كان عَليها اللحاق به الان لَتصفعه...لَكن تنهدت بِهدوء وتَذكرت انه طَفل وهي كَـبيرة...حَتى لَم تُناديه...

كانت تَنوي ان تَستدير لِتمشي بـطريقها،

لكن...

استوقفها مَشهداً غير مُتَوقع.

ظهر بجانِب الطفـل رَجل طويل القامه...ضَخـم يَرتدي ملابِس سوداء بـالكامل ومُقَنع ...تَجمدت ياني برؤيـتها لِهذا المَنظر...تَسللت ومَشت الى خَلف احد اعَمده الشارع...زَفرت بـهدوء ثٌم رَفعت ناظـريها لِتُلقي نظرها...

لَكن بِحلول ان وَجهت ناظريها نحوهما كانوا قد اختفوا بلا أَثر. ما الامر؟ اين قَد اختفى الفتى والرَجل الغريب هكذا وبِلَمح البصر؟ ابتعدت عَن العَمود متجهه نحو البُقعه...حَيث كانوا وَاقفيـن لِلتو ..امر كان كافي لأخافتها. اخذت تُحدق لِنفس البُقعه...

وبِتَلك اللحَظه مِئات والاف الاسئله التي دارت برأَسها...مَر الوقَت ومَر...وعيناها ثابتتـان على نَفس البُقعه...الطفل والرجَل بلا أَثر...

الى أَن اشتعل ادراكُها لِلحظه ونظرت لِــساعتها بمـعصمها

ووجدت انها تأَخرت عَن المَنزل...

تنهدت قائِله بينها وبَين نَفسها

"لم يـشكُرني حتى.. لقد انقذت حياته من هؤلائَك الكلاب!"

"لكن من يكون ذلك الرجل الذي معه؟"

كورت رأسها بين يديها التي كانتا تُغطيان أُذنيها وهَي تُجادل نفسها

"ليس عَلي تفكير بأَي شيء اخر!"

"ياني هذا يَكفي اللعنه عليهما هما الاثنان!!"

"علي العوده للمَنزل فوراً.."

تَململت ياني لـلحظه مُتعبه مُستديره الى جهه المُعاكسه للعوده الى طَريق مَنزِلها كَونها كادت تَغرب.

...استدارت متوجهه لمنزلها...

لكن...لَم تَتمكن من سيطره على التساؤلات...التي تنهشها.. العـديد من الاسئله بِرأس ياني من يكونوا بالاصل؟...من اين ظهر هذا الرجل؟ وهل له علاقه بِالطفل؟...وبِنسبه لِملامح الطَفل...فَهو لا يبدوا عليه انه مِن هُنا...لَم تشعر أنه يَنتمي الى حَيث هُنـا

"امم...هل من مُمكن ان يكون اجَنبياً؟."

"أم رُبما انَني أَخطأَت التَصرف..."

بأثناء ذلك الوقت...ترفع نظرها نَحو سماء...وبتلك اللحظه احست بأن كل زمن توقف...تتأَمل جمال الغروب والغَيوم المُتداخله معا بَعضها...مَكونه شَكل ناعم...دوماً ما شعرت ياني بالحَنين بهذا الوَقت تَحديداً...

تَصُب ذكريات والمـشاعر بقلبها...كان الامر كافياً لِتنسى كل ما مَرت به للتو...حتى مشاعر التوتر والهَيجان برأسها خفت كان المُهدئ الوحَيد بَين ضَجيج رأسها...

بعد لحظات بدأت تُهمهم معا نفسها

امم ماذا قد تكون عَدت أمي للغداء؟.."

"اممم...

ولِلحظه تذكرت قبل ذهابها قَد لمحت قَدر المَطبخ المملوء بالاسباغتي وهَي تُغلى...مُباشره اتسعت ابتسامتها بِحماس وعيناها توسعتا بِفَرحه بَريئه

"يَمي يَمي لا أَستطيع أن اتوقف عَن تَفكير بل أسباغتي معا كُرات اللـحم~ حَقا اني اتَطوق لـها!!"

"امم يا امي اقسم انني سأعود الان لأَجلها"

بقيت للحظه تتسائل ما الافـضل هل ان تتناول الاسباغتي معا صوص الطماطم ام صلصه الجُبنه...كَـاد مَوضوع الاسباغيتي لِوحده قادر ان يَجعلها غَير مُهتمه بأي شيء اخر...أَكملت طَريقها وهَي تَتخيل مَذاق أَكلتها المُفضله مُتحمسه للعوده للمنزل...ناسـيه كُل شَيء..

مَر ذَلك اليَوم ومَرت الأَيــام...

...

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon