NovelToon NovelToon

ذاكــرَةٌ مُستَأجَـــرَه

محاولة أولــى

إيليت

امرأة شابة في العشرينات من عمرها

تعيش وحيدة

موظفة مستقلة ماديا

حياة طبيعية -تقريبا- في شقة بسيطة

أمان و سلام ؟.. ليس بالضرورة دائما

الحقيقة ان ايليت تعاني من مايشبه أحلام و كوابيس متكررة ... متكررة بشكل كبير ، بعضها عادي و لكن الآخر يحمل طابعا مريبا

و المشكلة ان أحلامها لا تمد لها بصلة ... كلها لحظات عشوائية لم تمر بها ...و مواقف لأشخاص لم ترهم

---

الفصل الأول: محاولة أولى

لم تكن ايليت تفكر يومًا أن ينتهي بها الأمر إلى اللجوء لكرسي العلاج النفسي.

كانت ترى فيه ضعفًا لا يليق بها، لكنها وصلت إلى مرحلة لم تعد فيها تميز بين أحلامها وواقعها.مما أثر على تركيزها في عملها

كل ليلة تستيقظ على نفس الكابوس: بيت غريب، غرفة ضيقة، جدران مائلة كأنها تسقط فوقها، وصوت امرأة تصرخ بلا توقف.

بعد أسابيع من التردد و لأنها لم ترد تضييع المزيد من الوقت، قررت ... حددت موعدا... ذهبت ...جلست و أخيرًا أمام الدكتور النفسي "تيم" الذي من المفترض أن يعالجها او على الأقل أن يضع حدا لهذه الكوابيس المزعجة ، مختص في مجال التنويم المغناطيسي. نظر إليها بهدوء وقال:

– "أريدك أن تثقي بي إذا أردت الخصوع لهذه التجربة، ما ستشاهدينه قد لا يكون دائمًا واضحًا، لكن عقلك يعرف الطريق."

هي تنهدت و أغمضت عينيها ببطء، وبدأ صوته الهادئ يتسلل إلى أعماقها:

– "عدّي للخلف… خطوة بخطوة… إلى ما قبل الألم… إلى البداية…"

و بعد بضع لحظات بدأ الأمر يعطي مفعوله

في البداية رأت طفولتها:لقطة لوالدتها تضحك وهي تطبخ، أخوها الصغير يركض و يلعب في فناء البيت، ضوء الشمس الدافئ يمر عبر النافذة المفتوحة . كان كل شيء مألوفًا، يبعث على الطمأنينة.

لكن فجأة ... ضوء ساطع ، و تغير المشهد.

وجدت نفسها واقفة أمام مبنى قديم لم تره في حياتها قبلا. نوافذه محطمة، جدران متسخة، وبابه مغطى بالصدأ. ترددت، لكنها شعرت بقوة خفية تدفعها إلى الداخل. الرائحة خانقة، أشبه برطوبة متعفنة.

هناك، رأت غرفة صغيرة جدرانها خضراء باهتة، نافذة ضيقة في زاوية الغرفة بالكاد يدخل منها الضوء. وعلى بجانب الطاولة امرأة... لا تظهر ملامحها كاملة ، يدها ترتجف وهي تكتب شيئًا. ايليت اقتربت بخطوات حذرة و ابقت احتياطا مسافة معتبرة بينها و بين المرأة ، وقرأت بوضوح:

> "إذا استطاعو اكتشاف الحقيقة… سأختفي."

شعرت برعشة تخترق جسدها. لم تكن قد رأت هذه المرأة، ولم تكن تعرف الغرفة، لكنها أحست أن الكلمات خُطّت بخط يدها هي.

– "توقف!" صرخت ايليت، وفتحت عينيها فجأة.

الغرفة عادت كما كانت. الدكتور النفسي ينظر إليها بتركيز، دفتره بين يديه.

– "ماذا رأيتِ؟" سأل بصوت منخفض.

ترددت قبل أن تقول:

– "ذكريات… ليست لي على الأرجح . بيت غريب عتيق. امرأة تكتب جملة لا أفهمها. و المكان يعطي شعورا غريبا "

ابتسم ابتسامة باهتة:

– "العقل أحيانًا يعيد تركيب الصور… ربما التقطتِ تفاصيل من حياتك ونسيتيها."

لكن ايليت لم تكن مقتنعة. شعورها كان أوضح من أي تفسير: هذه الذكريات لم تولد في رأسها من العدم، إنها مألوفه

حين نهضت لتغادر، انتبهت لشيء في يدها. ورقة قديمة، صفراء الحواف، مطوية بعناية. فتحتها ببطء… وكانت نفس الجملة هناك، بنفس الخط الذي رأته قبل دقائق:

> "إذا اكتشفوا الحقيقة… سأختفي."

ارتجف قلبها وهي ترفع عينيها نحو الطبيب.

– "كيف وصلت هذه الورقة إلى يدي؟"

لم يجب. نظر إليها بصمت طويل، قبل أن يقول بنبرة غامضة:

– "ايليت… ربما هذه ليست ذاكرتك وحدك."

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon