كانت ليلى تقف أمام بناية شركة "النسر الذهبي" الشاهقة، والتي بدت وكأنها قصر زجاجي لامع يلامس السحاب، يعكس أشعة شمس الصباح الذهبية. لم تكن هذه مجرد شركة بالنسبة لها؛ بل كانت حصن الرجل الذي دمر حياة عائلتها. ارتسمت على وجهها الجميل تعابير رقيقة وهادئة، لكن عينيها الذهبيتين كانتا تشتعلان بوهج خافت من التصميم الذي لا يلين..
كانت ليلى تحمل ملفًا أنيقًا بين يديها، ووثائق عملها الجديدة كـ "مساعدة تنفيذية" لرئيس الشركة نفسه. "اليوم يبدأ كل شيء، أبي، أمي..." همست لنفسها، وهي تشد قبضتها على الملف، وتظهر قوتها الخفية. هي لم تأتِ إلى هنا لتبني حياة جديدة، بل لتقيم العدل الذي سُلب من عائلتها.
دخلت ليلى إلى بهو الشركة الفخم، حيث تضج الحياة والموظفون ببدلاتهم الأنيقة. تجاهلت النظرات الفضولية وتوجهت نحو المصاعد اللامعة، التي تعكس لمعانها أضواء الثريات الكريستالية. قلبها يدق بقوة، لكنها حافظت على رباطة جأشها، فهي تعلم أن كل خطوة محسوبة.
عند وصولها إلى الطابق العلوي، حيث يقع مكتب الرئيس، استقبلتها السكرتيرة بابتسامة مصطنعة، بينما كانت عيناها تتفحصان ليلى من الرأس حتى القدمين. "الآنسة ليلى، أليس كذلك؟ الرئيس كاي ينتظرك. تفضلي من هنا." أشارت السكرتيرة، التي كانت ترتدي بدلة أنيقة وتصفيفة شعر مثالية، إلى باب خشبي فخم مزخرف بالذهب، يوحي بالعظمة والقوة. التقت عينا ليلى للحظة بعيني السكرتيرة، ومر وميض من الفهم الصامت بينهما قبل أن تدير ليلى وجهها نحو الباب، وروح الانتقام تتأجج داخلها
دخلت ليلى إلى المكتب، الذي كان واسعًا بشكل مذهل، وتزينه تحف فنية راقية، ويطل على منظر بانورامي يخطف الأنفاس للمدينة عند غروب الشمس، حيث تلونت السماء بألوان البرتقالي والوردي. كان كاي جالسًا خلف مكتب زجاجي ضخم، يحدق في شاشة حاسوبه بتركيز. عندما رفعت ليلى عينيها، التقت بنظراته الحادة والثاقبة. كان وسيمًا بشكل لا يمكن إنكاره، بشعره الداكن وعينيه اللتين تحملان عمقًا غامضًا، وهالته التي تصرخ بالقوة والجاذبية. لكن هذا لم يخفف من مرارة قلبها، بل زاد من تصميمها.
أنتِ المساعدة الجديدة؟" سأل كاي بصوت عميق، دون أن يبتسم. كانت عيناه الثاقبتان تحدقان في عينيها مباشرة. "ليلى، أليس كذلك؟"
"نعم سيدي. ليلى هان." أجابت ليلى بصوت ثابت، رغم أن قلبها كان يرتجف من القرب منه. جلست على الكرسي أمامه، تتظاهر بالاحترافية الكاملة، بينما كانت عيناها الذهبيتان تعكسان ضوء الغروب.
كاي نظر إلى سيرتها الذاتية بسرعة. "مؤهلاتك مثيرة للإعجاب. لكنني لا أبحث عن مجرد مساعدة، بل عن شخص يمكنه توقع احتياجاتي والتعامل مع أعتى التحديات."
ليلى ابتسمت ابتسامة خفيفة لم تصل إلى عينيها. "أنا مستعدة لأي تحد، سيدي."
حسنًا، لنبدأ بالعمل إذن." قال كاي، وهو يشير إلى كومة من الأوراق على زاوية مكتبه. "أول مهمة لكِ هي تنظيم جدول أعمالي لهذا الأسبوع. سأرى ما إذا كانت ثقتك بنفسك في محلها.
تناولت ليلى الأوراق بهدوء، ويديها ثابتتان. كل ورقة كانت خطوة نحو هدفها. وهي تهم بالنهوض، التقطت عينها صورة مؤطرة على زاوية بعيدة من مكتب كاي. كانت صورة قديمة لثلاثة أطفال يبتسمون. قلبها انقبض ألمًا وحقدًا. لم يكن كاي هو من في الصورة، ولكن أحد الأطفال كان يشبهه، والطفلة الصغيرة... كانت تشبهها بشكل لا يصدق.
هل هناك شيء خاطئ، آنسة ليلى؟" اخترق صوت كاي الهادئ أفكارها، جاعلاً قلبها يقفز. كانت ليلى قد تجمدت للحظة وهي تحدق في الصورة. سرعان ما استعادت رباطة جأشها وأدارت وجهها عنه، واضعةً ابتسامة باهتة على شفتيها.
"لا شيء، سيدي. فقط كنت أتأمل جمال الإطار." كذبت ببراعة، بينما كانت يدها ترتجف قليلاً وهي ترفع الأوراق. كانت تعلم أنها يجب أن تكون أكثر حذرًا. كاي لا يفوته شيء.
غادرت ليلى مكتب كاي، حاملةً كومة الأوراق، وعقلها يدور حول الصورة. كانت عيناها الذهبيتان، اللتان بدتا وكأنهما تلمعان بضوء خاص في بهو المصعد، تعكسان خليطًا من الحزن والتصميم. "لقد اقتربت خطوة أخرى، أبي، أمي..." همست في نفسها، وهي تشد قبضتها على الملف بقوة. "هذه المرة، لن يفلتوا من العدالة." ومع إغلاق باب المصعد، تركت وراءها وعدًا بالانتقام يتردد صداه في أروقة "النسر الذهبي" الصامتة.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon