كوكب الأرض في قارة معينة في مكان معين....
في أحد شوارع لندن الجنوبية بالضبط في غرفة مظلمة تبدو بدون النوافذ.
الشيء الوحيد الذي كان يضيء الغرفة هو هاتف يحمله شاب ذو وجه كئيب و عينين باردتين، تحتهما هالاتٌ سوداء.
إن كنت ترى الهاتف من عيني الشاب فسترى أنه ينظر إلى الخلفية الهاتف فقط، يبدو كما لو أن الشاب كان يناظر في تلك الخلفية منذ مدة .
تنهد " جدياً لا شيء تبقى لمتابعته في هذا الهاتف اللعين... أشعر بفراغ مألوف يجتاحني، ماذا سأشاهد تالياً؟"
"تبا، أنا أكره ذاكرتي الآن، بدونها لقمت بإعادة متابعت كل أعمالي المفضلة "
في كامل الكوكب في هذا الوقت، لم يكن أحد ليعلم أن هذا الشاب كان أحد عباقرة عصره.
لو رغب هذا شاب في وضعه إسمه جنباً إلى جنب مع عباقرة التاريخ لتم ذلك، لكن للأسف المسار الذي اتخذه كان ملتوياً .
أما بالنسبة إلى كيف لهذا الشاب الكئيب الذي يمضي شبابه في منزله أن يكون عبقري.
إنه بسبب موهبة غير العادية، ربما توجد مرة كل 500 عام.
كان لديه ما يطلق عليه "الذاكرة الفوتوغرافية".
الموهبة على تذكر صور و نصوص و حتى المشاهد السريعة بأكملها بوضوح شديد.
كان بإمكان صاحب هذه الموهبة أن يقوم بتقليب الكتاب بسرعة ، و سرده محتواه لك بل سرد حتى تخطيط صفحات الكتاب إن رغبت في ذلك.
بدء شاب في تحريك أصابعه للبحت عن شيء يثير إهتمامه.
المسلسلات(مكتملة)
الأنميات(مكتملة)
المانغا (مكتملة)
المنهوا، المانها، روايات ... حرفيا تم مشاهد كل شيء.
أطفئ سام الهاتف و قام برميه جانباً بغضب، المعانات من فراغات متعددة عندما يتم إنهاء عمل ما.... كان ذلك ما يشعر به الآن.
"أتذكر أول مره عندما بدأت مشاهدة المسلسلات وجدت الأنميات بجانبي لتحمل فراغ الذي تركته تلك المسلسلات ، لم أجد مشكلة في الأول بسبب ضخامة أعمالها المشتركة مع المانغا حتى أني إستبقت بعد الأنميات غير المكتملة و قرأت مانغا الخاصة بها، تم إكتشفت المانهوا و المانها بعدها إكتشفت الروايات التي كانت كالمقبلات ااااه..."
قام شاب بحكم عينيه بكئابة عندما نهض من مكانه ببطئ لكي يجلس
"تقريبا تابعت كل شيء.... تبقى فقط أن أستفيد من ما شاهدته ..." سخر ".... و هل أستطيع أصلا ؟"
ألذين يشبهون سام من محبي روايات و الأعمال الخيالية عادة ستجدهم جميعا متلهفين لشيء واحد .
جميعهم يريدون دخول لرواياتهم المفضلة أو عالم أخر رغم أن البعض ينكر ذلك.
عندما قام سام بعزل نفسه في غرفته تمنى هو أيضاً في سر ان يتم إستنساخه يوما ما لكن لم يكن ذلك سببه الوحيد ، كان يقول في اقتباس اقوله" لقد رأيت بالفعل من خلال هذا الكوكب و هذا لا يدعو للإفتخار... بل الملل ".
نهض سام بعد أن ترك كل شيء خيالي داخل عقله، اليوم قرر الخروج للواقع لشراء الطعام.
في طريقه للمتجر بوجه خالي من التعبير، سام لم يساعد و غرق في تفكير مجدداً.
حتى أنه لم يعرف أنه سار في طريق مختلف عن المتجر المؤلف بالنسبة له.
سار سام على جانب الشارع أو هذا ما كان يظن.
فجأة أيقظته أصوات فرامل سيارة تحاول تهرب من محاولة صدمه. حاول السائق تهرب للجانب بصعوبة لكنه و وجد سيارة أخرى بجانبه إصطدم بها.
"ها!!" سام وقف وسط الشارع وعندما رأى اصطدام السيارتان و انقلابهما بوجه مصدوم .
لكن لم يكن ذلك اكبر من صدمته لرؤية الجسم حديدي أبيض ينزل عليه بقوة و يضربه على الأرض.
"باااام"
ملقى على الأرض نظر سام إلى سماء سوداء التي كانت خالية من النجوم بشكل غريب.
قبل أن تملئ الظلال ضبابية رؤيته، بسرعة غير طبيعية استوعب سام ما جرى كما لو رأى نهاية روايته الخاص، ابتسم .
""هكذا إذًا؟ نهاية العرض؟... همف. توقعتُ شيئًا أكثر درامية. 25 سنة بلا وظيفة، ارتكبت أشياء لن أرويها لأحد، وأشياء أفخر بها لحدّ الابتسامة. لم أظلم أحدًا؟ على الأقل ليس بالمعنى التقليدي. تمسّكت بمبادئي، سواء كانت ملوثة أو لا... والآن؟ حان الوقت لرؤية الحقيقة وراء الستار.
سأقابل الإله — أو أي مدير تنفيذي للواقع — وسأفاوضه على فرصة جديدة. لا أريد عالماً مثالياً، ولا نظام غش. أريد عالماً يُكافئ الذكاء، يقدّر القوة، ويمنح من يملك الخبرة فرصة الهيمنة. عالم لا يسأل من أنت... بل ماذا يمكنك أن تفعل."
ثم انطفأ النور... وتلاشى صوت سام داخلي في الضباب الموت.
____________________
في مكان ما، في بحر كان يتم دعوته بالأزرق الشرقي، بالضبط على سفينة حربية ضخمة بشعار أبيض و كلمات زرقاء تمثل إسم و رمز سفينة الحربية .
في غرفة واسعة مليئة بالأسِّرَة ، على سرير صغير في الجانب بعيد إستلقى طفلٌ بضمادات في جميع أنحاء جسمه، يبدو كما لو أنه كان في قتال شرس أو كما لو تم إبراحه ضرباً.
"تحميل ... تحميل .... %40 تحميل %43 ...."
صوت تروس أثيري، يبدو كما لو أنه أتى من البعيد تردد في اذني الطفل كصدى.
"هااااه... هاااه.. من؟، أين أنا بحق!!! ...سسس أخ! هذا يؤلم ..."
استيقظ سام مصدوماً و هو يرى حوله بغباء قبل أن تلفت ضمادات في جميع أنحاء جسده انتباهه، رغم فطنته إلى أن هذه المرة أخطأ في إستنتاج ما يحدث.
"إذًا... لم أمت؟ تم إنقاذي؟ تنهد..."
"هناك من قال أن اللحظة اللي تسبق موتك تكشف حقيقتك... يبدو أنهم لا يهذرون."
"تمنيت التناسخ في عالم جديد؟ يا للسخرية. كنت على وشك التفاوض مع الإله على صفقة انتقال — بدون نظام غش، فقط فرصة نظيفة للسيطرة. ثم فجأة... أُنقذت؟"
"يا إلهي، كنت أبدو كهاوي عاطفي سخيف."
ضحك سام ساخرًا من نفسه، قبل أن يعود ذاك الصوت الأثيري للظهور مجددًا...
تحميل ... %70... تحميل %80 تحميل .... %86
عبس سام، وحدّق بالسقف بعينين نصف مفتوحتين:
"مشفى؟ مزعج كالعادة... من العبقري اللي نسي يحط هاتفه على الصامت؟ في مكان مليان مرضى بيصارعوا الموت."
قالها وهو يصرخ بنفاذ صبر، معتقدًا أن الصوت الذي يخترق عقله قادم من الغرفة نفسها، لا من داخله.
عندها فُتح الباب، ودخل منه رجل ضخم البنية، بدا طوله لا يقل عن 1.90، إن لم يكن 2.00 متر. بشرته بيضاء، عيناه سوداوان، وعلى طرف عينه اليسرى ندبة بارزة، تُضفي عليه هالة شخص لا يجب الاقتراب منه.
كان الرجل يرتدي ملابس بيضاء نظيفة، ويملك شاربًا أبيضًا مشذبًا بعناية. خطواته الهادئة كانت تصدر صدى يذكّر بتشقق خشب القديم.
رفع سام بصره نحوه... ثم توقف كل شيء.
رأى هذه الشخصية من قبل. لكن ليس في الواقع.
شخصية لا يُفترض أن تكون هنا. شخصية يعرفها من مكان آخر... من خيال آخر.
تحميل... 95%... تحميل... 99%... 100% (اكتمل التحميل: نظام الحاكم)
سام — خليفة حاكم الخيال
مرحبًا... مرحبًا... مرحبًا!
تجمد سام. الصوت هذه المرة لم يأتِ من الخارج.
لقد نطق دماغه.
"هذا..."
لم يستطع زاماسو استيعاب الصوت في رأسه حتى تجمد في مكانه فجأة وهو يرى شخصية ضخمة تقف أمامه.
اتسعت عيناه بشدة، كأنها على وشك أن تخرج من محاجرها.
"غ... غارب؟"
مجرد كلمة واحدة ظهرت في عقله... قبل أن يجتاحه وميض خاطف، كأن صاعقة ضربت روحه.
ثم جاء ذلك الصوت مجددًا داخل رأسه:
"تم تحميل نظام الإله في روح المضيف. يتم تحميل النظام في جسد المضيف... 10%... 20%... 30%... 50%..."
شعر زاماسو كأنه يُنتزع من داخله، كأن كل خلية في جسده تُعاد كتابتها، كأن شخصًا ما فتح صفحة ماضيه... وبدأ يكتب فوقها.
ألم لم يسبق له أن تذوقه —
لكن رغم ذلك، لم يكن صراخه استغاثة... بل كان تمرداً.
"آآاااااااااه!!"
خرج الصوت من حلقه حادًا، لكنه كان أقرب لصرخة من لا يريد أن يُكسر، لا لمن كُسِر.
غارب، الواقف بجانبه، تغيّر تعبيره فجأة.
"ماذا يحدث؟"
دخل طبيب في منتصف العمر يرتدي معطفًا أبيض، أزاح الغطاء عن جسد سام الصغير المربوط على السرير.
كانت الدماء لا تزال تنزف منه، بلا توقف.
تحميل... 60%... 70%...
ظهر عداد شفاف أمام عيني سام —
لكنه لم يكن في وعيه الكامل، يتلوى على السرير كأنه في مواجهة مع شيء غير بشري.
عندها فقط، رفع رأسه قليلًا، ورأى العداد.
"نظام؟ ... تبا... هذا النوع من الألم، لم أتذوقه من قبل ...." قالها داخل عقله مع ارتفاع ابتسامة مريبة في وجهه. مزيج من الألم والسخرية كان يعتلي وجهه.
80%... 90%... 95%... 100%
(اكتمل التحميل)
ظهرت أمامه شاشة زرقاء ساطعة.
-[نظام الحاكم]
- تم تحميل نظام الحاكم في روح المضيف ✔
- تم تحميل نظام الحاكم في جسد المضيف ✔
- جاري إندماج الروح بالجسد... (1.55%)
■ الهوية:
- الاسم الحقيقي: سام لوتبورد
- اسم الشخصية: [غير معرف]
- العِرق: بشري / شيطان (الوصول مغلق)
- الحالة الحيوية: قريب من الاحتضار
■ الإحصائيات الأساسية:
- الصحة: 30
- القدرة على التحمل (): 40
- الطاقة (): 0
■ القدرات الجسدية والعقلية:
- القوة: 5
- الرشاقة: 5
- الدفاع الجسدي (): 6
- الحيوية (): 4
- الذكاء: 2
- الجاذبية (): 6
- الحظ: 2
■ النظام:
- مستوى الطاقة: F
- مستوى الروح: 5
- نقاط السمات المجانية: 0
- نقاط الخبرة: 1000
قرأ سام ما أمامه بصدمة، ثم انجذب انتباهه فجأة لشيء لمحه في الشاشة:
"الشخصية الأولى... العالم الأول... مستحيل، هل يمكن...؟"
قالها وهمس الألم يتلاشى لحظة، لتحل محله نغزة دهشة صادقة.
انحدرت دمعتان من عينيه الكئيبتين، بينما كان يحدّق في السقف الخشبي فوقه، شاردًا لا يلقي بالًا لا لصراخ جسده، ولا للطبيب ولا للرجل الضخم الواقف بجانبهما وهو يراقبه بقلق.
قال غارب بوجه جاد، ناظرًا نحو سام الذي ما زال يتلوى:
"إنه يبكي... ويتألم. انزعوا تلك القيود عنه، إنه طفل في النهاية."
تردد الطبيب قليلًا.
"لكن، سيدي غارب... ماذا لو هاج من جديد؟"
أجاب غارب بثبات:
"فقط فكّه. أنا هنا."
بخضوع، اقترب الطبيب وفكّ الأحزمة بهدوء.
اقترب غارب بخطوات بطيئة، ثم جلس قربه وهمس:
"أيها الطفل... أنت بأمان الآن. لا تقلق، لن نؤذيك."
استدار إليه سام بوجه خالٍ من أي تعبير، وعيون مبللتين. ثم ابتسم في وجه العجوز ابتسامة صغيرة، هادئة، وقال بنبرة منخفضة مليئة براحة غريبة:
"أنا حر... أخيرًا."
لم يكن في نبرته بكاء، بل تحرّر.
شيء في الكلمات جعل غارب يتوقف، ثم يبتسم بدفء نادر، وكأنه فهم شيئًا لم يُقال.
ثم، بهدوء تام، أغمض سام عينيه وانهار، لكن الابتسامة لم تفارقه.
صرخ غارب للطبيب على الفور:
"عالجه بسرعة، لا تدعه يموت! لقد مرّ بالكثير ليصل إلى هنا."
ثم نهض بهدوء، واستدار ليغادر، وهو يتمتم بصوت لا يكاد يُسمع:
"يالها من سنوات مليئة بالفوضى... متى سيأتي الخلاص؟ يا ترى..."
بعد أن أنهى الطبيب تغيير الضمادات ومعالجة جراح سام الصغير، غادر الغرفة بسرعة تاركًا إياه يستريح.
ومع حلول الليل، فتح سام عينيه ببطء، ثم جلس بهدوء.
تأمل الغرفة من حوله - كانت متوسطة الحجم، ذات جدران خشبية، وبداخلها ثلاثة أسرّة فارغة إلى جانبه.
تسلل ضوء القمر من خلال نوافذ دائرية متوسطة الحجم، يضفي على المكان هدوءًا غريبًا.
نهض سام من سريره رغم الألم الذي ينهش جسده، وتوجه بخطوات صامتة نحو النافذة.
وقف هناك، يتأمل المحيط الأسود الممتد، وانعكاس القمر الأبيض على سطحه الساكن.
انعكس ضوء القمر في عينيه، حتى بدتا وكأنهما تعكسان السماء نفسها.
ظل لعدة دقائق صامتًا، يتنفس بهدوء وكأنه يستوعب شيئًا أعمق من المنظر... ثم ابتعد عن النافذة، وجلس مجددًا على سريره.
وبسبب جسده الصغير، لم تصل قدماه إلى الأرض.
نظر إلى يديه، ثم إلى قدميه، صامتًا للحظة...
ثم ابتسم، وضحك ضحكة خافتة، لم تكن صبيانية، بل أقرب لضاحك على مفارقة كونية:
"هذا حقيقي؟... لا مزحة، لا حلم... أنا في ون بيس فعلاً؟ ومع نظام؟"
"من كل العوالم، الكون قرر أن يُنعمَني، أنا! من بين جميع الصالحين، هذا يبعث على القلق لكن من يهتم أنا انتقلت إلى أكثر عالم فوضوي عرفته القصص... لا بأس، خيار ممتاز."
فجأة، انبثقت شاشة زرقاء شفافة أمام عينيه.
توهّج النظام، كأنه استجاب لفكرته.
عاد سام لقراءة سماته الشخصية وإحصائياته. لم يتغير شيء فيها.
لكن هذه المرة، لم يكن مضغوطًا بالوقت أو الألم... بل أراد التحليل.
"في المرة الأولى لم يكن لدي ترف التركيز... الآن لدي نظام متصل بجسدي وروحي؟ وسيتم دمجهما أيضًا؟..."
وفجأة اتسعت عيناه، حين لمح شيئًا يمر عبر عروق جسده.
لكنه استعاد هدوءه بسرعة، كأن الألم أصبح شيئًا مألوفًا.
"بشري... وشيطان؟ ها، إذًا كنت محقًا. إن وُجدت فواكه شيطان... فلا بد من وجود الشياطين أنفسهم. وكنت لست وحدي من فكّر بذلك، الشبكة كانت مليئة بنظريات مشابهة. لكن... لماذا مغلقة؟"
عبس، وأعاد النظر في السمات.
"النظام لم يكذب... هذا الجسد قوي، لكن غبي. ربما لهذا ربطوني كالوحش في السرير. تسك."
تذكر ما تعرض له من ألم، فانقبضت ملامحه.
"نقاط السمة، ونقاط الخبرة... أفهم الأولى، أما الثانية..."
وفجأة، تذكّر شيئًا.
ركّز نظره في خانة الخبرة، فتوهجت كتابة بيضاء في رؤيته:
> نقاط الخبرة: 1000
(يمكنك الحصول على نقاط الخبرة من إتمام المهام التي سيعطيك إياها النظام.
يمكنك استخدام الخبرة لزيادة مهاراتك المكتسبة وقدراتك.
كل تطوير لمهارة أو قدرة يستهلك نقطة سمة.)
قرأها سام بصمت، ثم نظر إلى السطر التالي:
> نقاط السمة: 0
(كل تطوير لمهارة أو قدرة يستهلك نقطة سمة.
يمكنك أيضًا سحب نقاط من الإحصائيات لتعبئة خزان السمة وتوزيعها كما تشاء.)
ابتسم سام، بنظرة حماس هادئ، نادرة في مثل هذه الظروف.
"هذا... ممتاز."
"هذا الجسد يملك خمس نقاط في القوة، وخمس في الرشاقة؟ بالنسبة لطفل بعمر تسع سنوات؟ هه، هذا يكفي لمسح الأرض بخمسة بلطجية أغبياء."
"التحمّل: 6، الحيوية: 4، الذكاء: 2... لا مفاجأة. هذا الجسد ليس معتادًا على التفكير. الجاذبية: 6... مثير للاهتمام."
حدّق في خانة الجاذبية لوهلة، ثم قال:
"ليست وسامة... بل تأثير. الكاريزما. الهالة. مثل أبطال العالم الذين يتبعهم الجميع رغم قراراتهم الحمقاء... لأنهم يملكون 'ذلك الشيء'. هذا هو."
ظلّ يحدق في الشاشة، يحلل ويوازن، حتى استقرت عيناه على النافذة مرة أخرى.
لكنه تراجع داخليًا، وقال:
"الآن... شيء مهم. لا أعرف في أي بحر أنا."
تذكّر فجأة كيف أن عالم ون بيس مقسم.
"هناك الأزرق الشرقي... الشمالي... الجنوبي... والغربي. والخط العظيم، حيث تبدأ الفوضى الحقيقية."
"لو كان لي أمنية واحدة، لطلبت أن أبدأ في الأزرق الشرقي... حيث بدأ كل شيء ."
"أنا لا أتذكر السنوات بدقة... بشكل غير مألوف ولا بعض التفاصيل الصغيرة."
قالها سام لنفسهبهدوء وهو يحدق في شاشة النظام الزرقاء.
"لكن الأحداث الكبرى؟ أعرفها... وأعرف إلى أين يجب أن أذهب."
"الهدف الآن: البحر الشرقي. إن لم أكن فيه بالفعل، فعلي إيجاد طريقة للوصول إليه. لكن أولاً... سؤال مهم: هل بدأ عصر القراصنة العظيم؟"
توقف سام للحظة، مغمضًا عينيه وهو يستحضر معرفته.
"عصر الفوضى. عندما تحولت البحار إلى مسرح للجنون، بفضل رجل قرر أن يجعل العالم بأكمله يلعب لعبة واحدة: البحث عن كنزه."
استلقى سام مجددًا على السرير الخشبي، وعاد يتأمل شاشة السمات أمامه.
بحركة بسيطة، نقر بإصبعه على سمة "القوة"، ثم "الرشاقة"، ثم "التحمّل".
بدأت الأرقام تنخفض ببطء... وفي المقابل، بدأ عدّاد "نقاط السمة المحتملة" في الارتفاع حتى وصل إلى 9.
نظر سام مجددًا إلى إحصائياته:
> القوة: 2 - الرشاقة: 2 - التحمل: 3 - الجاذبية: 6 - الحيوية: 4 - الذكاء: 2 - الحظ: 2
نقاط السمة المتاحة: 9
نقاط الخبرة: 1000
حدّق في الشاشة وهو يفكر بصوت خافت:
"الآن أبدو أقرب لطفل عادي... لكن، السؤال الحقيقي: أين أوزّع هذه النقاط؟"
لكن قبل أن يستمر في التفكير...
شعر بوخز مزعج في جسده، حكة حادة انتشرت كالنار.
انفتحت جروحه مجددًا، وبدأ التعرق يغمر جسده النحيل.
"تبا... نسيت أني مجروح. كيف لطفل أن يتحمّل هذا الكم من الألم؟"
ثم... ومضة.
فكرة خاطفة.
نظر بسرعة إلى سمة "الحيوية"، وفهم.
"إن زدتُها... قد يتوقف الألم."
بلا تردد، وضع خمس نقاط دفعة واحدة في "الحيوية".
وفجأة، توقف كل شيء.
الألم... الخدر... الارتعاش... انتهت.
لكن بدلًا من ذلك، بدأ جسده يشعر بخدر مختلف - كالوخز، كالدغدغة، وكأن شيئًا يُعيد بناءه من الداخل.
ثوانٍ مرت، ثم... راحة.
كأن ماءً دافئًا انساب عبر عروقه.
كأن جسده صُفّر وعاد أنظف مما كان.
"ما هذا...؟ كأنني دخلت منتجع ملكي بعد مذبحة ليلية مرهقة."
ابتسم وهو يمسح العرق عن جبينه، همس لنفسه بسخرية:
"أخذت نقاط من القوة، فضعف جسدي... لكن الحيوية؟ أصلحتني بالكامل. يشبه السحر... أو الغش، لكن بنظام."
رفع يده ونزع الضمادات عن جسده.
لا دم، لا جروح... الجلد كان نظيفًا، ناعمًا.
"مدهش... لكن هذا يفتح سؤالاً أكثر رعبًا."
حدّق في خانة "الحيوية"، وأكمل تفكيره بصوت منخفض:
"إذا سحبت نقاطًا من الحيوية الآن... هل ستعود الجروح التي اختفت؟"
ثم، كعادته... لم يهرب من السؤال.
مد إصبعه، ونقر على "الحيوية" ليختبر بنفسه.
عادت نقاط سمة الحيوية إلى ٤، وانتظر سام بصمت... مترقّبًا أي تغيّر.
لكن المفاجأة؟ لا شيء.
الجروح بقيت ملتئمة، الألم اختفى تمامًا.
نهض من على السرير بهدوء، ثم وقف بخفة طفولية، وابتسم... قبل أن يضحك بصوت خافت:
"هيييه... أنا خالد؟ هاهاها... أقوى فاكهة شيطان لا تساوي شيئًا أمام هذا النظام. وكنت أقول إنني لا أحتاج نظام غش؟"
ضحك مجددًا، ضحكة خفيفة امتزجت بشعور بالنشوة، كأنه استيقظ في عالمٍ يُكافئ من يعرف كيف يلعب.
جلس سام مجددًا، موجّهًا نظره إلى شاشة النظام.
صمت قليلًا، ثم همس لنفسه:
"هل هناك متجر للمهارات هنا؟"
حدّق بالشاشة مطولًا، حتى ظهرت أمامه أيقونة جانبية تحمل كلمة "المتجر".
ارتسمت ابتسامة واثقة على شفتيه، ثم نقر عليها.
ظهرت كتابة صغيرة:
> المتجر:
(تم إنشاء المتجر بناءً على عالم وذكريات المضيف - من تجاربه أو تخيلاته عن مهارات خارقة. لفتح المتجر، يتطلب الأمر 10 نقاط دائمة في سمة الذكاء.)
رفع سام حاجبه، وقال:
"10 نقاط ذكاء... دائمة؟ يعني صفقة غير قابلة للاسترجاع. حلو."
قرأ السطر مجددًا، ثم ابتسم وهو يهمس:"المتجر بُني على عالمي... ذكرياتي، مخاوفي، أحلامي... كل شيء؟ هاهاها، هذا مجنون."
"هل يعقل... أن أتمكن من شراء شيء استعملته على الأرض؟"
"قدرة من أنمي؟ مهارة قرأتها في رواية؟ تقنية اخترعتها في عقلي أثناء ملل؟"
بدأ سام يسرح في الاحتمالات...
مستقبل مفتوح، قوة مطلقة، مهارات من عوالم مختلفة...
عالم لا يعرف فيه أحد ما هو قادر عليه.
خطط، تصوّرات، طرق استخدام النظام...
ومع كثافة الأفكار، بدأ النعاس يتسلل إليه.
وقبل أن يسقط رأسه على الوسادة، تمتم بابتسامة هادئة:
"هذا سيكون ممتعًا أكثر مما توقعت..."
ثم غرق في نوم عميق.
.....
في الصباح الباكر، بدأ صوت أحاديث البحارة يتسلل إلى أروقة السفينة، وامتد ليصل إلى غرفة الطوارئ حيث كان سام مستلقيًا.
فتح عينيه بهدوء، لمع فيهما ضوء حاد، كما لو أن شيئًا بداخله استيقظ أولاً.
وفي اللحظة ذاتها، سمع صوت فتح باب.
أخذ نفسًا عميقًا، وكبح انفعاله بصعوبة، ثم غطّى نفسه بتعبير مشتّت... كأنه لا يدرك ما يجري.
دخل رجلان إلى الغرفة.
الأول ضخم الجثة، يحمل ندبة بارزة قرب عينه، وجهه يدل على أنه مرّ بمعارك شرسة.
كان ذلك هو نائب الأدميرال الشهير غارب.
قال غارب، بابتسامة تبدو خفيفة الظل:
"استيقظت يا فتى؟ كيف تشعر؟"
سام، واضعًا يده على رأسه، تمتم بنبرة متعبة:
"أين... أنا؟ ومن أنتما؟ و..."
أخذ نفسًا خافتًا وكأن رأسه يؤلمه.
تبادل غارب نظرة مع الطبيب الواقف بجانبه، ثم قال بنبرة اختبارية:
"هاه... ألا تتذكر شيئًا؟ ما اسمك؟"
أشعل الطبيب مصباحًا صغيرًا وسلطه على عين سام اليمنى، وقال:
"ما اسمك، أيها الفتى؟"
أجاب سام فورًا، بنبرة ثابتة:
"زاماسو... من أنتم؟ وأين أنا؟"
الاسم لم يكن أكثر من ارتجال لحظي. لم يكن يهتم حقًا بما يُدعى.
علّق الطبيب متفاجئًا:
"يبدو أنه لا يتذكر شيئًا، لكنه يعرف اسمه... دعني أتحقق من جراحه، بعض الضمادات مشبعة بالدم."
بدأ الطبيب بفك الضمادات، وما إن كشف عن الجلد حتى جحظت عيناه.
راح يفحص جسد سام مرارًا، كأنه لا يصدق ما يراه.
"سيدي غارب... الجروح اختفت تمامًا! لا أثر حتى لعلامات الشفاء!"
لكن غارب تجاهل الملاحظة ببساطة، وضحك بصوت عالٍ:
"هاهاها! أيها الشقي، يبدو أنك شُفيت بالفعل! سرعة شفاء مذهلة!"
لكنه لم يكمل جملته...
فقد وقف سام على السرير، وتجاهله تمامًا.
توجه إلى النافذة، ونظر خارجها.
هناك، امتد البحر بلونه الأزرق الداكن بلا نهاية، يعانق الأفق بسكون، وتلامس السماء سطح الماء، كأنهما مرآتان.
تمتم سام، بنبرة متأملة:
"جميل..."
اقترب غارب منه بهدوء، وسأله مبتسمًا:
"أعجبك المنظر؟ هذا هو الأزرق الشرقي... أجمل البحار، موطني، وملاذي كلما أردت أن أرتاح من هذا العالم المجنون. تصادف أنني كنت عائدًا إلى منزلي... والتقيتك في الطريق."
في تلك اللحظة، كان سام يقاوم انفجار حماسه بصعوبة.
كاد يقفز من مكانه.
"الأزرق الشرقي!... أنا في الأزرق الشرقي فعلاً! ليس هذا فقط... بل متجه إلى قرية فوشا!"
بعد جهدٍ لكبح نفسه، التفت مجددًا إلى غارب وسأله بنبرة هادئة مصطنعة:
"أيها العجوز... لم تخبرني بعد، من أنت؟ وأين أنا؟"
رد غارب بابتسامة مرحة:
"أحقًا لا تتذكر شيئًا؟ وجدتك على جزيرة، نصف ميت. كنت ملقى هناك، جسدك مغطى بالجروح. حملتك على ظهر السفينة... وأنقذتك. يفترض بك أن تكون شاكرًا."
فكر سام، بعينين ضيقتين:
"نصف الحقيقة فقط... نسي أن يخبرني أنه قتل طاقم كامل من أجلي."
فتح قائمة السمات، ووضع جميع نقاطه المتبقية في "الجاذبية".
ثم التفت إلى غارب، وابتسم بابتسامة هادئة، ساحرة...
"شكراً لك... أيها الجد."
توقف غارب للحظة. لسببٍ ما، أحب ما سمعه.
ضحك من قلبه، وربت على رأس سام.
"هاهاهاها! يالك من فتى جيد! تذكرني بحفيدي. إنه تقريبًا في مثل عمرك، لم أره منذ زمن... سأصطحبك لتلتقي به. سترتبطان كأصدقاء مقربين، وتعتنيان ببعضكما... من يدري، قد تصبحان أعمدة في البحرية مستقبلاً!"
ثم التفت للطبيب، وأمره بإحضار ملابس مناسبة.
سام، وقد عاد للجلوس، فكر بصمت:
"يبدو أن لوفي لم يبحر بعد... أمامي فرصة لتعديل القصة من بدايتها."
"أنا المتغيّر الوحيد هنا. والبقية... تسير كما عرفتها."
نظر إلى الشاشة مجددًا، وخاطب نفسه:
"لو كان عمر لوفي الآن سبع سنوات... فهذا يعني أنه التقى بأحد الأباطرة، وأكل فاكهة المطاط... وسابو وأيس في الصورة. فرصة الحصول على الفاكهة ضاعت بالفعل."
أغمض عينيه للحظة، يقيّم الموقف.
"فاكهة المطاط؟ يظنونها باراميسيا ضعيفة... لكنها تخفي أسرارًا تهز العالم. حكومة العالم لاحقًا ستسعى لقتل حامِلها... لكن ذلك الفتى سينجو، ليس لأنه ذكي... بل لأن الكاتب أراده أن ينجو."
"أما أنا؟ لست البطل. وبالتالي... عليّ أن أخطّ تكتيكاتي بنفسي."
فتح عينيه مجددًا، ونظر إلى انعكاسه في زجاج النافذة.
"اسم سام؟ انتهى."
"أنا الآن... زاماسو."
ابتسم بهدوء، بنظرة لا تعكس سعادة بريئة، بل تصميم عميق.
"طريقي إلى المستقبل... سأجعله مثيرًا."
البحر الأزرق الشرقي — قرية فوشا
مرّت سنة كاملة على استيقاظ زاماسو.
في منزل صغير مغطى بأشجار كثيفة، جلس فتى في التاسعة من عمره، ربما العاشرة.
كان نصفه العلوي عاريًا، يرتدي سروالًا رياضيًا أسود، وشَعره الأسود الطويل يتدلّى حتى كتفيه.
جلس إلى جانب الجدار الخشبي للمنزل، واضعًا يده على ركبته، يحدّق في الفراغ بعينيه الحمراوين اللافتتين.
لكن عينيه لم تكونا تائهتين... بل مركزتين على نافذة شفافة لا يراها سواه.
نافذة النظام.
في رؤيته، ظهرت مهمّة معلقة:
---
المهام المتسلسلة — "وراثة القدر"
التواصل مع بطل القصة: ✅ مكتمل
التقرّب من بطل القصة: ✅ مكتمل
كسب ثقة بطل القصة: ✅ مكتمل
سرقة مصير البطل: ⏳ غير مكتمل
كسر حلقة القدر بقتل البطل: ❌ غير مكتمل
> تحصل على نقاط خبرة ومكافآت إضافية بناءً على تقييم النظام لأدائك في المهمة.
---
"سرقة مصيره... ثم قتله. بهذا الترتيب، لا عكسه."
قالها زاماسو في نفسه بنبرة باردة.
مضت سنة منذ وطأت قدماه قرية فوشا، وسارت الأمور كما كان يأمل — ببطء، لكن بثبات.
بمجرد وصوله، منحه النظام أولى المهام: مهمة متسلسلة تبدو بسيطة... لكن نهايتها كانت ملوّنة باللون الأحمر الدموي.
"سرقة لوفي؟ لم تكن يومًا مشكلة."
فور معرفته أنه سيقابل لوفي، قرر خطته دون تردّد:
سرقة فاكهته، علاقاته، طاقمه، وحتى رحلته.
ولم يشعر بالذنب لذلك.
لم يكن يرى في "لوفي" أكثر من اسم... على ورقة دور البطولة.
بمرور الوقت، بدأت قطع من الحقيقة تُكشَف له شيئًا فشيئًا.
عرف أنه ليس مجرد دخيل على هذا العالم، بل خليفة... خليفة شخص يدعى إيزيس.
حاكم الخيال.
بعبارة أخرى: كل ما حوله — هذا البحر، هذه الأرض، الشخصيات، القصة — كلّه مجرد عالم خيالي صُمم خصيصًا لتقوية خليفة الحاكم.
في البداية، أثار الأمر حماسه.
لكن عندما بدأ اندماج "نظام جسده" مع "نظامه الروحي"، لاحظ ظهور علامة تحديث جديدة في النظام.
تحديث فتح أمامه أبوابًا لم تكن مرئية من قبل.
صار النظام يجيب أوامره، لا يُعلّق، لا يرفض، بل يطيع.
ومن خلاله... عرف الحقيقة.
عندما يصبح مستعدًا تمامًا، سيتم نقله إلى "الكون الرئيسي".
هناك... سيُكلف بمهمة أعلى من كل هذا —
أن يُصبح الحاكم التالي للخيال.
عرف زاماسو تمامًا ما يعنيه ذلك.
قوة تخلق من العدم. وجود يكتب الأكوان كما يكتب غيره جملًا.
إيزيس لم يكن مجرد اسم.
لقد خلق كونًا كاملًا...
مجرّات، حقول نجمية، كواكب لا تُعدّ، وكل كوكب كان نسخة لعالمٍ يعرفه زاماسو.
"إذا كنت أنا الخليفة... فأنا أقف على عتبة الإله."
لكنه لم يُظهر حماسه.
بل أغمض عينيه، وأعاد ترتيب أولوياته:
"قبل أن أواجه الأكوان... عليّ أن أنهي هذا الفصل، وأكتب النهاية بيدي."
فووو...
زفر زاماسو طويلًا، وأزاح أفكاره جانبًا.
فتح باب الكوخ بهدوء، فخرج ولد صغير يرتدي قميصًا أصفر بلا أكمام، وسروالًا قصيرًا أسود، وصندلًا مفتوحًا بإصبع واحد.
زاماسو وحده يعلم قصة هذا الصندل...
يعلم أنه في المستقبل، هذا الصندل سيصمد في وجه أحد أباطرة البحار.
اقترب لوفي وجلس بجانبه، ثم قال ببساطة:
"لماذا لم توقظني معك؟ متى استيقظت؟... غريب. أين جدي؟ كان من المفترض أن يضربنا لنستيقظ كالعادة..."
حك رأسه بتعبير فارغ، ثم تابع بتساؤل غبي مألوف.
طوال عامٍ كامل، استيقظ كل صباح بضربات “الحب” من غارب.
زاماسو كان يتلقى أولى الضربات دائمًا، لكنه تعلم… فصار كل ليلة يُعيد توزيع نقاط سماته على "التحمّل" و"القوة" لتقليل الألم —
لكنه لم يستطع إلغاؤه.
من دون أن ينظر إليه، قال زاماسو بهدوء:
"العجوز هو من أيقظني... أخبرني أنه راحل، وطلب مني الاعتناء بك إلى حين عودته."
سمع لوفي ذلك، واكتفى بتعبير لا مبالٍ:
"رحل مجددًا؟ بدون أن يخبرني حتى؟ ... أوه! بالمناسبة، وجدت قميصك بجانبي، تفضل."
نهض زاماسو من على الأرض، ارتدى قميصًا أبيض، ثم ربط شعره للخلف بحركة هادئة.
نظر نحو لوفي وقال:
"لوفي، اذهب إلى الحانة واطلب من ماكينو أن تُعد لك فطورك. انتظرني هناك... سألحق بك قريبًا."
استدار ومشى نحو الأشجار المحيطة بالكوخ.
"هاه؟ ألا تأتي معي؟ إلى أين تذهب؟ خذني معك!"
سأله لوفي بنبرة معتادة.
"لا، أنا ذاهب لقضاء حاجتي. لن يكون الأمر مريحًا إذا رافقتني."
ثم أضاف وهو يختفي بين الأشجار:
"ولا تنسَ أن تطلب لي وجبة أيضًا."
راقب زاماسو لوفي وهو يركض باتجاه القرية، ثم زفر مجددًا وهو يعود إلى جوار الكوخ.
جلس متربعًا، وأسند ظهره إلى الجدار.
"فيوه... هذا متعب. لو لم أقل له ذلك، لما رحل. توقعت منه أن يصرّ على مرافقتي."
أغمض عينيه ودخل في حالة تأمل.
"غارب رحل. حسب توقيت الأحداث، من المفترض أن يظهر شانكس ومعه فاكهة المطاط. يأكلها لوفي، يغرق، يُنقَذ، وتُفقد يد شانكس. هكذا تبدأ 'قصة الإرادة'."
فتح عينيه، وفتح معها شاشة النظام.
> التاريخ: 1511 AOP
"بقي يومٌ واحد على دخول عام 1512..."
تمتم زاماسو.
"قد يصل غدًا، أو بعد أيام... لا فرق. الأهم أن أكون مستعدًا."
تأمل الأشجار للحظة، ثم قال:
"شانكس لا يعرفني، وهذا لصالحنا. هو معتاد على زيارة القرية، واللقاء بلوفي... لكن التحدي الحقيقي؟ ليس في لقائه."
تقلّصت نظراته قليلاً:
"بل في سرقة الفاكهة... دون أن يلاحظ."
"في الأنمي، بدا أنه لم ينتبه. لكن… هذا شانكس. أقوى اليونكو. لا يفوته شيء بسهولة. ربما كان اختبارًا... استثمارًا في لوفي."
ثم ابتسم بازدراء خفيف:
"والآن؟ سأصبح أنا ذلك الإستثمار."
أسند رأسه للخلف وقال:
"المؤلف وضع تكتيكاته… وأنا سأضع تكتيكاتي."
أدار رأسه إلى شاشة النظام.
"مرّت سنة ولم أستخدم نقطة واحدة من سماتي. حان وقت التحرّك."
ثم قال بصوت خافت، بصيغة أمر:
"النظام... افتح المتجر."
"أريد مهارات. قدرات. تقنيات... وأريد أن أُكمل المهمة."
عبس زاماسو وهو يتأمل نافذة النظام، حيث كانت تلك المهمة بلون أحمر دموي ما تزال معلّقة.
"كسر حلقة القدر بقتل البطل."
كمتنقّل بين الروايات، وقارئ متمرّس لعوالم الـ"ووشيا"، والـ"شيانشيا"، والإيسيكاي...
كان يعلم جيدًا أن القتل في هذه الرحلة ليس احتمالًا، بل حتميّة.
رغم أن هذا العالم خيالي،
ورغم أن كل من فيه — من الشخصيات الثانوية حتى المحورية — لم يكونوا يومًا سوى أعمالًا فنية للترفيه...
إلا أن زاماسو، وحده، كان يعرف الحقيقة:
الألم حقيقي.
تذكّر نفسه منذ سنة، وهو مغطّى بالضمادات...
الدماء، الجروح، الاختناق...
الصرخة التي خرجت من داخله لم تكن تمثيلًا.
كل جرح... كل وخز... كل تمزق — كان حقيقيًا.
وبما أنه عرف أن طريقه سيمرّ بالدم،
جلس بهدوء، وحده.
تجمد تعبيره.
عيناه الحمراوان، المشتعلتان،
صارتا أكثر ثباتًا، أكثر فراغًا،
لكن فيهما جاذبية خارقة، لا علاقة لها بالسمات —
بل بطبيعة وجوده نفسه.
كان سيجذب الأنظار… حتى لو لم يُرِد ذلك.
أغمض عينيه، وبدأ بجمع شتات ذاكرته...
ذاكرة من كان...
ومع من عاش، خلال عامٍ كامل…
من الطفل الذي قضى معه أيامًا طويلة، والذي سيكون مستهدفه الأول.
مرت أمامه صور متتالية — طفولة، لعب، كلمات، تفاصيل…
بثّها النظام على الشاشة أمامه، كما لو أنه يُعينه على الحسم.
مضت خمس دقائق.
لكن في عقل زاماسو، بدت وكأنها خمس سنوات.
ببطء، بدأت عيناه تفقدان وهج الطفولة.
واكتسبت بدله ضبابًا باردًا…
لونًا يوحي بقرارٍ لا رجعة فيه.
وفي خضم استعراضه للذاكرة، فهم شيئًا:
"لذة الوجود الحقيقية… تكمن في التحرر."
لقد عاش عمرًا على الأرض، يعرف القوانين، العقوبات، القيود، التقاليد… كلها — في النهاية — كانت سلاسل تقيِّد روحه.
ولحظة موته؟ لم تكن خسارة...بل فرصة — نافذة للهروب من كل تلك القيود.
"سيكون من الغباء أن أضيّع هذه الفرصة."فكر بصوت داخلي ساخر.
نهض بهدوء، نفض الغبار عن نفسه، وسار نحو القرية.
رفع رأسه نحو السماء، وخفّف من صلابة وجهه. ثم رسم ابتسامة عريضة… كاذبة، لكنها ساحرة.
وتمتم، بكلمات اقتبسها من إحدى الروايات التي أحبها:
"لا تُفكّر كثيرًا… عند قتل الناس."
وفي اللحظة نفسها، ظهرت كتابة في أسفل رؤيته:
---
> مبروك للسيد على تحرير ذاته.
لقد حصلت على 1000 نقطة خبرة كمكافأة (:
"لم تندمج بعد بالكامل... لكنك ستتطور. صورة ثلاثية الأبعاد، ووعي منفصل... تحتاج إلى اسم." تمتم زاماسو وهو يسير بهدوء في طريقه نحو حانة ماكينو.
"بماذا تريدني أن أناديك؟" سؤاله كان هادئًا، لكنّه لم يكن عبثيًا.
لقد بدأ النظام يأخذ شكلاً جديدًا، وتحوّله لم يكن مجرد برمجة، بل ولادة عقلٍ جديد.
في تلك اللحظة، كان المشهد يبدو عاديًا… مجرد فتى يسير في الصباح.
لكن الحقيقة؟
تغيّر كبير كان يحدث في روح زاماسو.
ولم يكن أحد يعرف ذلك.
ربما حتى إله الخيال نفسه لم يشعر به.
ربما… لم يعتبره تهديدًا بعد، أو ربما… كان يعرف تمامًا، لكنه لم يتدخل.
أو ربما… كان قد اتخذ خطوته فعلًا،
لكنّ زاماسو لم يملك الوعي الكافي ليرى ذلك بعد.
وربما… فقط السماء،
كانت الوحيدة التي تعلم بأن زاماسو قد بدأ بالفعل أول خطوة في طريق لا عودة فيه.
طريق سيصقل فيه "شيطان الخيال".
الذي سيرعب في يوم ما، حكّامًا... وعوالمًا... وأكوانًا رئيسية بأكملها.
وربما... هذا ما سيحدث في المستقبل البعيد.
وربما... لا داعي لمعرفة ذلك الآن.
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon