كان يوما عاديا مثل كل الأيام
إستيقظت من النوم ،غسلت وجهي ،تناولت فطوري ،ثم ذهبت إلى المدرسة ...
إستقلت الحافلة متجهة للثانوية التي أرتادها.....
أه ..أنظروا لقد وصلت الصخرة ،قالت روز
إنها تمشي بتعال ،من تظن نفسها .
إيفا في نفسها:ها أنا أعامل نفس المعاملة دائما ...أتعرض للتنمر كل يوم ،يناديني الجميع بالصخرة بسبب أني في كل حصة أبقى صامتة بل حراك شاردة الدهن لا أحاول كسب صدقات أراقب الجميع في صمت لاأتحدث مع أحد....لكن حتى الآن لا أعلم بالذنب الذي إرتكبته في حقهم ،غير أني أحببت العزلة التي تجرعتها طول حياتي ...
...إنها إيفا فتاة في الثامن عشر من عمرها ،ذات شعر أشقر مموج وبشرة بيضاء كالثلج مع عينين عسليتين تحملان من الحزن ما يفوق عمرها ، عاشت كل حياتها وحيدة لم ترى والديها من قبل ولم تتعرف على...
...دفئ العائلة أو حتى حنان الأم ..... في داخلها لطالما تمنت...
إمتلاك عائلة تكون ملجأ لها في فرحها وحزنها ..أو حتى شخصا تعتز به ..
فور إنتهاء الدوام المدرسي تخرج إيفا مسرعة كالعادة كي لا تحتك مع روز بالإعتبارها أكبر المتنمرين عليها كونها أذكى الطلاب في المدرسة ،عيناه كانتا تتقدان بالغيرة والحسد من إيفا لهذا السبب ظلت تتعدى عليها في كل مرة تكون متجهة لمنزلها ...
تتجه إيفا لشقتها المتواجدة في حي منعزل عن المدينة كما لو انه غير موجود في الخريطة ،وبينما هي تسير تقع عيناها على مرآة مزينة بأحجار مصنوعة من الرخام متراصة فوق بعضها البعض مضيفة لمسة فريدة من نوعها تضفي رونقا وجمالا لتلك المرآة
إيفا:واو يال الجمال من أين أتت هذه المرآة ..لبدا أن أحدهم أوقعها هنا.
فترفع رأسها للتنظر إيفا حولها لعلها تجد صاحبها في مكان قريب ..لكن المكان كان خاليا من أي حركة ،فقط السكون يعمه.
إيفا في نفسها :بما أن لا أحد بالجوار فمن الضياع تركها هنا سأخذها معي.
بعد ساعات ...
تصعد إيفا الدرج المؤدي إلى شقتها في الطابق الخامس ،تهم بإخراج المفتاح من حقيبتها لفتح الباب...فتتنفس إيفا بعمق وتقول:وأخيرا عدت إلى ملجئي المكان الوحيد الذي أرتاح فيه إلا من إعتبرته رفيق دربي الوحيد شقتي..فيها من الذكريات ما لا يعد..شاركتني همومي وأحزاني .....لطالما تمنيت لو تجسدت في هيئة إنسان كنت إتخدتها أول وآخر صديقة لي ...لكن هذا كله مجرد حلم لن يتحقق أبدا...لأني سأظل وحيدة طول عمري
إيفا : حسنا حسنا لنعد للواقع،سأذهب لأستحم لعل همومي
تختفي مع كل قطرة من الماء....
فور فراغها من الإستحمام ،تستخدم منشفة لتجفف شعرها ،وتقوم بإرتداء فستان أسود قصير مزين بأشكال عشوائية ،..فتجلس على الأريكة وتخرج تلك المرآة من حقيبتها..فتنظر فيها لترى وجهها.....لكنها .....تتفاجأ...بعدم وجود إنعكاس لها
إيفا:كيف هذا أين ذهب إنعكاسي ....اوليس الأشباح هي من لا تملك إنعكاس في المرايا ..هذا غريب ..لربما هذه ليست مرآة في الأصل...
يحل الليل ويحمل معه بعضا الهدوء والسكينة ،يتوسط القمر متوهجا السماء بنور أضاء عتمة الليل ....ذاك التوهج الذي جعل حتى النجوم تغار منه ...
تلمح إيفا القمر لكونه اليوم مشعا بنور ساطع على غير عادته كما لو أن اليوم عرسه ..تبقى لساعات تحدق به وتتساؤل في نفسها عن إن كان القمر يشعر بالوحدة مثلها ..
كونها هو الوحيد المختلف بين باقي النجوم ...مالبتت تقول تلك الكلمات حتى إنعكس ضوه على المرآة لدرجة جعلها تشع مثله ...فأحست إيفا بضوء من وراءها ،فإستدارت لتجد المرآة تطفو في السماء.إيفا:ماهذا ..هل أن أتخيل أم أن المرآة تطير ..لربما جنت لدرجة جعلتني أهلوس ..
فتحاول أن تفرك عيناه لكن دون فائدة ...فجأة ....
تقترب المرآة نحوها وتقوم بسحب إيفا داخلها ........
بعد ساعات ....
تستيقظ إيفا لتجد نفسها وسط غابة بأشجار طويلة مع ضباب كثيف و هواء ثقيل لدرجة جعلتها تشعر بالإختناق وكان الظلام دامس و السكون يخيم على المكان
إيفا:أشعر ..كما لو أن الهواء.. أصبح سام ...كلما تنفست أحس أن رئتاي على وشك الإنفجار ....أين أنا وما هذا المكان بحق الجحيم..ألم أكن في غرفتي قبل قليل..ماأتذكره هو تلك المرآة هي من جلبتني إلى هنا ....هل هذا جزاء من إلتقطكي من الرصيف وآواكي في بيته أيتها المرآة اللعينة.............
تنهض إيفا من على الأرض ،لتبدأ بالتجوال في هذه الغابة راجية أن تعثر على طريق العودة لمنزلها ..
بعد ساعة ...
إيفا:كل هذه الغابة أشجار لانهاية لها ...ماذا سأفعل الآن.....فجأة .... ..تلمح قصرا كبيرا في وسط الغابة يبعث هالة مرعبة تقشعر لها الأبدان فتخاف إيفا وتقرر عدم التوجه نحو ...
تواصل خطاها باحثة عن مخرج من هذه الغابة العجيبة
..........هل أنتي خائفة .....
تستدير إيفا محاولة إيجاد صاحب الصوت ..لكن....لا أحد كان خلقها...
إيفا :هل أنا أتوهم أم أني قد سمعت صوتا ......
متى سأعود للبيت أنا خائفة كثيرا لدرجة أن قلبي سيخرج من مكانه . فتقرر إيفا أن تركض بأقصى سرعتها لكن من شدة خوفها توقفت قدماها عن العمل ..
إيفا :لماذا أيتها القدمان تخذلاني الآن أرجوكوما تحركا..
وبينما إيفا تتجادل مع قدميها ..يأتي شاب من خلفها مراقبا ذاك الجدال في صمت ..غير أن إيفا لم تلاحظ وجوده ..
فيقترب منها بخطا سلسة وبهدوء ...لكنه يخطوا على غصن شجرة يكشف حضوره ...تستدير إيفا لتتفاجأ بوجوده...
إيفا : يا سيدي هل تعرف أين تقع هذه الغابة ..
لكنه لم يرد عليها ،فإستغربت ذالك وتساؤلت في نفسها لربما التواجد في هذه الغابة محظور ،..فقالت :يا سيدي أنا وجدت مرآة غريبة في الطريق ...أخدتها معي للبيت ..لكنها قامت بجلبي إلى هنا..وأنا تائهة ..هل تعلم عن كيفية الخروج منها .... فجأة.....شعرت إيفا بوخز في قلبها ...حتى بدأت نبضاته في إزدياد ...وبدأت تتصبب عرقا....
إيفا :مالذي يحصل لي ..فتنظر لوجه ذاك شاب تجده مبتسما كما لو أنه يستمتع وهي تتعذب ............حتى تشعر بالدوار ويغمى عليها ،فيقوم هذا الأخير بحملها إلى قصره...و يقول في نفسه:أخيرا وجدتكي...
يحل الصباح
تلامس أشعة الشمس المتسللة عبر ثقوب تلك الستائر الحمراء وجه إيفا الغارق في النوم ...إيفا :آه آه إبتعدي..عني أيتها..الشمس ..دعيني أنام ..آه...مم
..................................................................
...............مهلا لحظة أين أنا غرفة من هي هذه...مالذي يحصل معي كلما فقدت الوعي أجد نفسي في مكان جديد..لربما هذا كله حلم ...يجب أن أخرج من هنا...
تقوم إيفا بإبعاد شعرها المنسدل على وجهها ...تبحث عن حذاءها .. لكنها لا تجده..فتقرر المشي حافية القدمين..
تفتح باب الغرفة وتشرع في البحث عن مخرج......
بعد أن تجولت في الأرجاء ..لاحظت أنها دائما تعود إلى نفس الغرفة ...إيفا :...كلما أركض أعود إلى نفس النقطة ..هل هذا القصر عبارة عن متاهة...لا أمل يرجى من التجوال هنا سأعود لتلك الغرفة...
فور أن فتحت الباب تصدم لتجد أمامها الشاب نفسه الذي إلتقته ليلة أمس..
هاياتو: أستمتعي بالتجوال في أرجاء قصري
إيفا:قصرك!!
هاياتو:أجل ،إنه قصري وكل شيئ فيه ملك لي بما فيه أنتي
إيفا:ما هذا الهراء..أنا ملك لي نفسي لا تجرأ وتعتبرني من ممتلكاتك يا هذا..
هاياتو:لا يهمني كلامك فأنتي أصبحتي ملكا لي وحدي ..وبما أنكي جميلة سأجعلكي خادمة لي من اليوم ستصبحين خادمة لهاياتو مصاص الدماء..
إيفا :خادمتك!ومنذ متى أنا أخدم أشخاصا ملك ،كفا عن هذه المهزلة أنا واثقة أني في حلم وأنه ليس الواقع ......وماذا تقول أنك مصاص دماء ..
هاياتو:لاداعي للحزن فسيكون لكي الشرف في خدمة شخص مثلي ..وأجل أنا مصاص دماء كما قلت ..لكن لا تخافي فأنا لن أمتص من دمائكي في الوقت الحالي ...من الآن ستعيشين في هذا القصر و تخضعين لي أفهمتي يا إيفا.
إيفا : مهلا كيف عرفت إسمي ..
هاياتو: هذا سر لن أخبركي به ..لكن لا داعي العجلة ..لكن عندما يحين الوقت المناسب...يأطلعك عليه..والآن وداعا..لا تنسي أن تحضري نفسكي لخدمتي في الغد
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon