كان الصباح مزدحما ككل يوم في المدينة.
الناس يمشون كالنمل ، يركضون خلف وظائفهم، واعينهم لا تلتفت يمينا ولا يسارا.
سايوري فتاة ذات شعر فضي و عينان بنفسجيتان، تمسك بباقة ورد قديمة....تبيعها لانها تبدا هو الشيء
الوحيد الذي تملكه منذ رحيل اختها ،كانت تقف في ذات الزاوية، نفس الرصيف ، نفس العالم البارد ،الناس
من حولها يتحدثون عن خرافات "الأباطرة الذين يشربون الدماء" ، لكنها لم تكن تكترث .
"الكذب...الناس يحبون الأكاذيب".
قالتها وهي تنفخ الهواء في سخرية ، عيناها تحدقان في الشارع الخالي من الامل.
كل ما كانت تريده هو ان تبيع الزهور وردة... وردة واحدة فقط .
لكن اليوم ...لم يكن يوم الورد .
اليوم كان يوم الإمبراطور.
شعرت سايوري فجأة بأن العالم اصبح أبطأ.
أنفاس الناس ...خطواتهم... أصوات السيارات ...كل شيء فقد معناه .
التفتت برأسها لا إراديا... حتى وقع بصرها عليه.
على رجل يقف امام متجر كتب قديم ، رجل طويل ، أنيق ، بشرته شاحبه باللون الثلج ، وعيناه بلون نبيذ قاتم.
كان ينظر إليها ، وكانها الكنز الوحيد بالعالم.
لكن سايوري لم تكن من النوع الذي يرتبك بسهولة ، رفعت حاجبها ، و أدارت وجهها بعيدا كان شيئا لم
يحدث.
لكن خطواته بدأت تقترب هادئة ، واثقة ،حتى وقف امامها مباشرة .
لم يتحدث. لم يقدم نفسه .
فقط ، رفع يده... و أخذ من يدها باقة الورد .
" أتعرفين؟ "
قال بصوت عميق ، بنبره رجل لا يحتاج إلى إذن.
" لا أحد في هذه المدينة يشتري ورودا بائسة. "
سايوري شعرت بالدم يغلي في عروقها .
"وماذا تعرف أنت عن الورد؟"
إبتسم ...كانت ابتسامة باردة، لكنها تحمل حرارة نار مستترة .
"أنا لا أشتري ...أنا آخذ."
ثم القى بثمن الورود عملة ذهبية ...لم ترى سايوري مثلها في حياتها .
امسكت بالعملة ، لكن أصابعها ، تجمدت .
في تلك اللحظة، شعرت بيده تلتف حول معصمها .
لم تكن قبضة قوية ...لكنها كانت مطلقة .
"تعالي."
قالها كأنها أمر لا يناقش .
سيوري فتحت فمها لترد ، لكنها شاعرت بأن صوتها خانها .
نظرت حولها ...كان الناس يمشون... يتحدثون... لكن لا احد ينظر اليهما .
كانها اصبحت غير مرئية .
"إلى أين؟"
نجحت اخيرا في ان تسال ، رغم ارتجافها .
يقترب منها اكثر ، حتى شعرت بنفسه يلمس بشرتها.
"إلى حيث تنتمي دماؤك ."
قبل أن تدرك ما يحدث ، وجدت نفسها في سيارة سوداء فاخرة .
النافذة تعكس وجهها ، لكنها ترى خلفها برجا شامخا يعانق السماء .
برج 'إيغريس .'
كان الناس يقولون انه مركز اعمال ، لكن الطوابق العاليه لم يرها احد.
"ماذا تريد مني" .
سألت .وهي تحاول ان تخفي ارتجاف يدها .
اجاب وهو ينظر من النافذة :
"دمك ...ليس ملكك."
عندما توقفت السيارة أمام المدخل الذهبي للبرج ، فتحت له الأبواب كانها تعرفه .
الحراس لم يتحدثوا .لم ينظروا .
كانهم يعرفون أن الاوامر لا تعطى لهم بل لهم فقط أن ينفذوا .
سايوري صعدت معه المصعد ، و الأرضية الزجاجية كشفت لها كم أنهم يصعدون عاليا ... بعيدا عن البشر.
كل طابق يمر ...كانت تشعر كأنها تترك عالمها وراءها .
عندما توقف المصعد...
لم تفتح الأبواب على مكانت أو قاعات إجتماعات .
بل فتحت على قصر داخل السماء.
جدران من الزجاج تطل على مدينة لم تعد تبدو حقيقية .
أرضية من الرخام الأسود اللامع ، كأنها تعكس الظلام ذاته .
في منتصف القاعة...
سرير ملكي واسع ، أبيض اللون ، يناقض سواد كل شيء حوله .
"مرحبا بك في قفصك ."
قالها و هو سترته و يشير إلى السرير .
"أنا لا أدخل في ألعاب سخيفة ."
قالهتها سايوري ، محاولة أن تبدو واثقة .
اقترب منها ، حتى أصبح صوته يلامس أذنها .
"ومن قال إنني سألعب ؟"
**يتبع** ...
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon