...₊˚ ✧ ‿︵‿୨୧‿︵‿ ✧ ₊˚...
...قُرب نافذتي العزيزة،...
...أتيتُ لا لأتأمل، بل لأُفرغ كأسًا ظلّ ممتلئًا بهواجس لم تُولد من عبث، إنما من شرخٍ غائرٍ في جدار العقل....
...هناك، حيث يرقص الغبار في الضوء، لا شيء سوى أوراقٍ ممزقة، خربشات طفحَ بها عقلٌ لم يعد يرى في الأبيض سلامًا، ولا في السواد تهديدًا....
...أرسم أشكالًا لا أعلم إن كانت رموزًا أم لعنات،...
...ألوانٌ تتنافر… أيُّ أخضرٍ هذا الذي يشبه العفن؟...
...وأي زرقةٍ تلك؟ زرقةُ اختناق أم زرقةُ موتٍ تحت الماء؟...
...الأحمر؟ يا للعجب… كم هو جميلٌ حين يصرخ دون صوت....
...هل هو شروقٌ أم انتحارُ شمس؟...
...هل هو صرخة ولادةٍ أم تهشُّم آخرِ نبض؟...
...تخاف يدي أن تُفلت القلم،...
...أن يُسرق مني آخر خيطٍ يربطني بهذه النافذة،...
...النافذة التي ما عادت نافذة… بل قبرٌ بإطلالة....
...يداي؟ ممزقتان....
...عيناي؟ تتسابقان خلف شيءٍ لا يُرى،...
...شبحٌ بلا ملامح، ظلٌّ بلا مصدر،...
...هل أنا مَن يراقبه، أم أنني المُراقَب؟...
...كلُّ شيءٍ حولي مهزوز، الصور تتشظى،...
...والأصواتُ تُولد بلا فم،...
...هل ما أراه حقيقي؟...
...أم أنه جزءٌ من عقلٍ قرر الانفصال عن العالم؟...
...هل أنا هنا؟ أم أنا هناك؟ أم أنا لا أحد؟...
...في دهاليز الظلالِ الغائمة،...
...في أزقّةٍ لا تُفضي إلّا إلى ذاتها،...
...أفكاري تتناثر، تتصادم، تتقيأ نفسها،...
...الذكريات؟ مجرد شظايا حنينٍ مكسور،...
...حتى الحقيقة ذاتها... تتنكر في وجه الكوابيس....
...هذه ليست حكايةً تُروى، بل لعنة،...
...خيوطها مبللة بالدم،...
...ملفوفة بجثثِ أحلامٍ لم تولد،...
...رحلةٌ بلا دربِ عودة،...
...لأن الظلام حين يتمدد... لا يُبقي للضوء موطئ قدم....
...في هذا العالم المكسور، نكتشف أنَّ الدماء ليست نهاية، بل بداية تفسخ، وأنَّ العذاب ليس ضيفًا بل مضيفًا، يمضغ الأحلام، يعلك الذكريات، ثم يبصقها في وجه الحنين....
...كان "تايهيونغ" مجرّد اسم،...
...تحوّل إلى كيانٍ تُطارده أضلاعه، الأيام؟ مريرةٌ مثل نصلٍ صدئ يُجرّ على الجلد ببطء، والليالي؟ بئرٌ لا قاع له، يبتلع ضوءَ الروح، كل حلمٍ فيه كان بابًا جديدًا إلى جحيمٍ آخر....
...تايهيونغ،...
...ذاك الاسم الذي أصبح صدًى ينخر جمجمته كلما حاول النسيان....
...كان يحلم… لا، كان يهذي. كلُّ لحظةٍ تمر عليه،...
^^^تُشبه لُعبةً منحوسة يُعيد فيها عقله تركيب الواقع، لكن القطع ناقصة… دائمًا ناقصة، وكل قطعةٍ ناقصة… تعني صوتًا في رأسه.^^^
...هو لم يَعُد يعرف نفسه، لم يعُد يتذكّر متى بدأ النزيف، هل كان بعد تلك الليلة؟ أم حين سقطت المرآة ورفضت أن تعكس وجهه؟...
...هو لا يتذكر، لكنه يشعر… أن شيئًا منه قد سُرق. ليس قلبه،...
...بل المكان الذي كان يُخزّن فيه صوته الداخلي....
...كان يُمسك برأسه وكأنه يحاول إخراج ثعبان، يتأرجح بين نوباتِ ضحكٍ هستيري، وصمتٍ يُجمِّد حتى نبض الأرض من تحته. في المرآة، رأى وجهًا آخر، بملامحه، نعم، لكن عينيه… أشبه بجثتين غرقتا في زئبقٍ داكن....
...الغرفة؟ سجنه. الجدران؟ تتنفس. الباب؟ يسخر منه. كلُّ شيءٍ حيٌّ إلا هو. حتى أوراقه… تلك التي كتب عليها مئات المرات: "أنا موجود. أنا موجود. أنا موجود." بدأت تمحو نفسها بنفسها....
...الألوان اختفت من حياته، كل شيء تحوّل إلى رماد: الغروب، صوت الموسيقى، حتى رائحة القهوة. كان يسير في الشارع بلا وعي، ينظر إلى الوجوه، ويقول: "كم واحد منكم حيّ فعلًا؟ وكم منكم يزحف داخل جلده كطفيلي؟"...
...كان يُحاول أن يفهم… ما إذا كان هو الإنسان، أم الوهم؟ هل يعيش حقًا؟ أم هو ذكرى شخصٍ لم ينجُ؟ هل الأرض صلبة؟ أم هي فكرة مغلوطة عن الثقل؟ هل الألم حقيقي؟ أم هو خُدعة لنستمر في التمثيل؟...
...وفي إحدى الليالي، توقف الزمن. أو ربما توقف هو عن الإحساس به. وقف عند نافذته، لكن النافذة كانت مغلقةً من الداخل، ومن الخارج… لم يكن هناك شيء، لا شوارع، لا سماء، لا نجوم. فقط ظلامٌ يسيل كالحبر من السماء إلى قلبه....
...في تلك اللحظة، فهم أن النهاية لم تأتِ بعد، بل أن البداية… كانت بعد كل شيء مجرّد خطأ....
...وأن القصة الحقيقية، لم تبدأ يومًا، لأنها ببساطة لم تكن قصة. بل حالة… حالة تفسّخٍ داخلي، انهيارٍ فنيٍّ بطيء لعقلٍ لم يُصمّم ليبقى....
...في هذه الرواية، لا شيء يُحل، ولا أحد يُشفى، مجرد صراعٍ أعمى بين الوجود والزوال، بين صوتٍ يهمس في أذن الموت،...
...وذاكرةٍ تحترق بصمتٍ في صدرٍ متهالك....
...الوجوه فيها بلا ملامح، الأسماء بلا معنى، الألم هو اللغة الوحيدة، والقصة؟ عبارة عن متاهة مكتوبة بالحبر والقيح....
...وإذا ضاعت الشخصيات، فإن القارئ سينهار بين السطور، يمسك رأسه، يبحث عن منطق،و لكنه لن يجد غير الأسى، وسؤال واحد يصرخ في عينيه :...
...^^^هل كنتُ أبحث عن الحقيقة… أم عن شيء يُشبهني في الخراب؟^^^...
...₊˚ ✧ ‿︵‿୨୧‿︵‿ ✧ ₊˚...
...إلى أولئك الذين قُتِلَتْ أرواحهم قبل أن يُقْتَلَ أجسادهم، إلى أولئك الذين ضاعوا في أزقةِ الذاكرةِ المظلمة، فتاهوا بينَ جدرانِ أزمانٍ مضت وأخرى آتية، دونَ أن يجدوا مَهربًا من عيونهم التي تراقبهم، وأقدامهم التي تُسحَقُ على ترابٍ من الذكريات الملعونة....
... إلى أولئك الذين يَستيقِظون كلّ صباحٍ على صدى كوابيسهم، فتَسْتَفِزُّهم همساتُ الخوفِ في عقولهم، وتغتالهم آلامٌ لم تُشْفَ أبدًا. إليكم، أنتم الذين تتساقطون كلَّ يومٍ قطعةً قطعةً، وتغرقون في بحرٍ لا ساحلَ له، تطاردكم الظلال، لا تعرفون لها مفرًّا، ولكنها تتبعكم بلا رحمةٍ....
...إلى من يشعرون بأن أصواتهم قد ابتلعتها الهاوية، وأن أجسادهم أصبحت أطلالًا يَعْبُرها النسيان، إلى من همسَ الزمانُ في آذانهم بأن الأمل قد مات قبل أن يولد، وأنهم لم يكونوا يومًا سوى ظلالٍ يطفو عليها ضبابُ اليأسِ، في تلك الغرف المظلمة التي تعجز جدرانها عن حبس السراب. ...
...إليكم، الذين يقتاتون من خوفهم، ويشربون من دموعهم حتى تخلو عيونهم من بريق الحياة....
... أنتم من تعيشون كالجثث المتحركة، تحاولون الهروب من أنفسكم، لكنكم كلما حاولتم، ازداد الخوف والتوتر، حتى صرت أجسادكم سجناً لا مفرَّ منه....
...إلى الذين كلما وجدوا مأوى، كانوا يكتشفون أن هناك وحوشًا أخرى تختبئ في الزوايا المظلمة، تراقبهم بنظراتٍ ثقيلة، لا تعرف الشفقة. إليكم، أيها المظلومون في عالمٍ غادر، حيث تقف الساعاتُ ثابتةً كأنها أرواحٌ مشنوقة، وكأن الزمان نفسه قد انتهى، تاركًا إياكم في دائرةٍ من الألم لا تكاد تنتهي. ...
...إنَّ الحزن لا ينتهي هنا، ولا يَتوقف الخوف، ولا تتوقف الساعات عن التثاقل، وكأنكم مُحَاصرون في حلقةٍ مفرغةٍ، لا مفرَّ منها إلا بالانهيار التام....
...إلى من يهمسون في الليل بأسماءٍ لم تعُدْ موجودة، إلى من يظنون أنهم يسمعون أصواتًا تتسرب من خلال الجدران، أصواتًا قد تكون هي ذكرياتهم الغارقة، أو ربما هي كوابيسهم التي لم تنتهِ أبدًا....
... إليكم أنتم الذين تخنقكم أفكارٌ تعود إليكم في كل لحظةٍ، تذكركم بخطاياكم وأخطائكم، وتمنعكم من أن تسيروا إلى الأمام. أنتم الذين تسكنكم الأوهام، فتخيلون العدو في كل زاويةٍ، والموت في كل لحظةٍ. ...
...أنتم الذين تجنبوا النظر إلى المرآة خوفًا من أن يروا أنفسهم قد تحولوا إلى أشباحٍ، فتتوالى في قلوبهم نوباتُ الخوف والقلق، ولا يسكنها سوى الفراغ الكبير....
...إلى أولئك الذين لا يستطيعون الهروب من قِيدِ أفكارهم المُرَكَّبَةِ، التي تَسحبُهم إلى أعماقِ الظلماتِ التي لا تُبصِرُ فيها العيونُ سوى الذبولِ، إلى الذين لا يعرفون إن كانوا أحياءً أم أمواتًا، بل يتسائلون إذا كانوا قد مروا من هذا العالم أصلًا أم أنهم مجرد أفكارٍ تَخَيَّلَها عقلٌ مريضٌ سكنهم طوالَ الحياةِ....
... إليكم أنتم الذين تختلطَ فيكم الحدود بين الواقع والخيال، حيث تبتلعكم الأحداثُ لتُحوِّلكم إلى ضحايا ماضيكم وأشباحٍ من المستقبل. أنتم الذين تتحطم أقدامكم في الشوارع، لكن عيونكم تتوه عن الطريق، قلبكم يطمحُ إلى الهدوء، لكنكم تنبذون الأملَ الذي يسكن فيه. ...
...لا شيء يوقف زحفَ هذا الوحش، ولا تستطيعون هزيمته إلا بالتسليم للمجهول، لكنكم لا تجرؤون على ذلك لأن المجهول ذاته قد أصبح لكم صديقًا قاسيًا....
...إلى من بدأوا يُدركون في لحظةٍ ما، أن ما يلاحقهم ليس مجرد خوف، بل هو قيدٌ لا يمكن التخلص منه، أن ما يجرون وراءه ليس شبحًا، بل هو هويتهم التي تتغير باستمرار حتى تصبح غير قابلةٍ للاعتراف بها....
... إليكم الذين تمزقت أرواحهم إلى آلاف القطع، والذين أضاعوا ملامحهم بين تلالٍ من الأوهام، الذين لا يعرفون كيف يواجهون أنفسهم في المرآة بعد أن تبدَّلت كل الوجوه....
... إليكم الذين عرفوا أن الخوف لا يتوقف بعد الخوف، وأن الألم ليس سوى حلقةٍ لا بداية لها ولا نهاية....
...إلى من ترددهم الأصوات، فتُشعرهم بالضياع، إلى من يواجهون الحُفرَ المظلمة في أعماق أعماقهم، ولا يستطيعون النجاة من ظلالها. إليكم جميعًا، أقول : إن الحقيقة أقسى مما يتصورها العقل، وأن النهاية لا تأتي لتريح، بل لتغتال ما تبقى من الأمل. فإن كانت لديكم أي قوةٍ على التحمل، فاحذروا من أن تعطيها للمجهول، فالمجهول لا يرحم، وأفكارُه أشدُّ ظلامًا من ليلٍ لا نهاية له....
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon