NovelToon NovelToon

صوت في قلبي

صرخة في ظلام

صوت في قلبي _ الفصل الأول : صرخة في الظلام

في زوايا إسطنبول الشعبية، حيث ينبض الحياة بأصوات الباعة المتجولين وقهقهات الأطفال، تعيش يارا، فتاة مراهقة تحمل في عينيها بريق الأحلام وفي قلبها نار لا تنطفئ. يارا، ذات الشعر البني المتطاير والروح التي لا تعرف الاستسلام، تعيش مع عائلتها البسيطة في بيت صغير يفوح برائحة الخبز الطازج. والدها، خالد، ميكانيكي يصارع الحياة بيديه المجروحتين، وأمها، ليلى، تحيك الدفء في كل زاوية بابتسامتها. لكن ملاذ يارا الحقيقي هو نور، صديقتها الروحية، الفتاة التي ترقص كالفراشة وتحلم بأن تطير على مسارح العالم.

في صباح مشمس، تنطلق يارا ونور نحو المدرسة، خطواتهما ترن كأغنية. نور تلوح بشعرها الأسود اللامع، تحكي بحماس عن عرض باليه شاهدته في حلمها، بينما يارا تتخيل نفسها محامية تقف شامخة تدافع عن الحق. "سنغزو العالم معًا!" تقول نور، وضحكتهما تملأ الشارع كالنور. لكن في لحظة، يتحول العالم إلى ظلام. سيارة سوداء لامعة، كوحشٍ خرج من الجحيم، تنطلق كالصاعقة. "نور، انتبهي!" تصرخ يارا، لكن الزمن يخونها. السيارة تصدم نور، ترميها على الأسفلت البارد كدمية مكسورة، ثم تفر كاللص في الظلام، تاركة وراءها غبار الخيانة وصرخة يارا تمزق السماء.

في المستشفى، يعتصر الألم قلب يارا. نور، الفراشة الحالمة، محبوسة الآن في سرير أبيض، ساقاها عاجزتان عن الرقص. "لا تبكي، يارا، سأكون قوية," تهمس نور، لكن دموعها تنزل كالمطر. يارا تمسك يدها، قلبها يحترق: "سأجد من فعل هذا، نور. سأجعله يدفع ثمن ألمك!" كلماتها ليست مجرد وعد، بل قسمٌ مشتعل بنار الغضب والحزن. عيناها، اللتين كانتا تعكسان الأمل، تحولتا إلى لهب يتحدى الظلم.

الحادث يقود يارا إلى أكاديمية الضوء، مدرسة الأثرياء حيث اختفت السيارة الملعونة. إدارة المدرسة، في محاولة لإسكات غضب الحي، تمنح يارا وصديقيها عمار وميرا منحًا دراسية. لكن عندما تخطو يارا إلى هذا العالم الجديد، تشعر وكأنها وقعت في فخٍ من الذئاب. المباني الفخمة تخفي أروقة مظلمة، والطلاب ينظرون إليها كغريبة دخلت قفصهم. ليان، الفتاة المتعجرفة التي تقود مجموعة الأثرياء، ترمي يارا بنظرات حادة كالسكاكين: "مكانكِ ليس هنا، فتاة الحي!" لكن يارا تقف شامخة، عيناها تلمعان كالسيوف: "لن تكسريني، ليان. أنا هنا لأجل الحقيقة!"

وسط هذا العالم المسموم، تلتقي يارا بأمير، الشاب ذو العينين العميقتين كالبحر. أمير، متمردٌ يتحدى قواعد المدرسة، يبدو كلغزٍ يحمل مفتاح الحقيقة أو سرًا أخطر. في لحظة مشحونة بالتوتر، يقترب منها ويهمس: "احذري، يارا، هنا الجدران تسمع والأسرار تقتل." كلماته ترسل قشعريرة في عروقها، لكنها تزيد من إصرارها. هل هو صديق أم خصم يلعب لعبة خطيرة؟

يارا تبدأ رحلتها كمحاربة وحيدة، تجمع خيوطًا رفيعة: قناع أسود ممزق عند مكان الحادث، شعار غامض على السيارة، وهمسات مريبة بين المعلمين. في ليلة مظلمة، تتسلل إلى مكتب الإدارة، قلبها يدق كطبول الحرب. تجد ورقة تحمل اسمًا غريبًا، لكن خطوات تقترب تقطع أنفاسها. تختبئ خلف ستارة، والعرق يتصبب من جبينها. ظلٌ يتحرك في الظلام، صوتٌ يهمس بكلمات لا تفهمها. من هذا؟ وما الذي يخفونه؟ قلبها يصرخ: "لن أتوقف، مهما كان الثمن!"

الفصل ينتهي بلحظة مشحونة بالعاطفة. يارا تقف في فناء المدرسة، الرياح تعصف بشعرها كأنها تحمل أنفاس نور. عيناها تلمعان كالنجوم في ليلٍ حالك: "من أجلكِ، نور، سأمزق ستار الأكاذيب! سأوقد نار الحقيقة حتى تحرق كل من ظلمك!" صوتها يتردد كصدى قسمٍ لا ينكسر، وعدٌ يتحدى الخوف والظلام، ونارٌ ستضيء من اجل درب العدالة

بين ذئاب

صوت في قلبي – الفصل الثاني: بين الذئاب

الريح تعصف، والسماء ملبدة كأنها تعرف ما تخبئه الأيام ليارا. بعد وعدها في فناء الأكاديمية، عادت إلى المنزل، لكن النوم جافى عينيها. الأوراق التي وجدتها في مكتب الإدارة، الاسم الغريب "م. الظلال"، والوشوشات خلف الستارة… كل ذلك صار كالحجارة على صدرها.

في الصباح، بدا كل شيء هادئًا بشكل مريب. الطلاب يضحكون في الممرات، ليان تتصدر مجموعتها كملكة جليد، والمعلمون يتظاهرون بالجهل. وحدها يارا كانت ترى التشققات تحت هذا القناع الأنيق.

اقترب منها أمير، بنفس الغموض الذي يلفه دائمًا.

– "أنتِ مش بخير، صح؟ شفتِ شي مبارح."

– "وجدت اسمًا… شيء عن الظلال. من يكون م. الظلال؟"

أمير تراجع خطوة، نظر حوله، ثم قال بصوت خافت:

– "اسكتي! هذا الاسم… إذا نُطق، يراق الدم."

قبل أن تستوعب، دُفعت يارا بعنف إلى الخزانة. ليان كانت تبتسم بخبث.

– "تحفرين في الماضي، يارا؟ إحذري… من يفتح القبور، يدفن فيها."

ضحكتها كانت سامة، لكن قلب يارا لم يرتجف. كانت تتغذى على هذا التحدي.

بعد المدرسة، اجتمعت مع عمار وميرا في الحديقة المهجورة خلف الأكاديمية. عرضت عليهم الورقة التي وجدتها.

ميرا، الذكية في التكنولوجيا، قالت:

– "هذا الاسم مرتبط بحادث قديم… كان في حريق في مختبر تابع للأكاديمية قبل سبع سنوات. مات فيه طالب، لكن التحقيقات اختفت فجأة."

عمار عقّب بقلق:

– "يعني اللي صار لنور مش أول حادث؟"

لكن لحظة الصدمة كانت عندما أخرجت يارا شيئًا آخر من جيبها: قناع أسود ممزق.

– "وجدته عند سور المدرسة، في نفس اتجاه هروب السيارة."

ميرا نظرت إلى القماش وقالت:

– "شوفي هذا… شعار صغير مطرز بالخيط الفضي. نفس الشعار اللي على سترات فريق النخبة الرياضي!"

الشك تحول إلى يقين: هناك من داخل الأكاديمية متورط. ربما من النخبة. ربما ليان. أو أمير نفسه.

في اليوم التالي، وبينما كانت تراقب فريق النخبة يتدرب في الملعب، اقترب منها أحد اللاعبين – كان وجهه مألوفًا بشكل مزعج. همس بصوت بارد:

– "نسيتي أن بعض الأسرار تُدفن مع أصحابها؟ ابتعدي، قبل ما يصير لك زي نور."

تجمد الدم في عروقها. الآن، التهديدات صارت علنية.

لكن القشة التي قلبت كل شيء جاءت في تلك الليلة. تلقت يارا رسالة مجهولة على هاتفها:

"إذا كنتِ فعلاً تريدين الحقيقة… تعالي وحدك إلى المسرح المهجور، منتصف الليل. لا تصطحبي أحدًا. - صديق من الظلال."

وقفت في غرفتها تحدق بالرسالة، قلبها ينبض كجرس إنذار. هل هو فخ؟ هل هي قريبة من الحقيقة لدرجة أن من في الظل بدأ يتحرك؟

في تمام الثانية عشرة، كانت يارا تفتح باب المسرح الصدئ. الصمت كان خانقًا، والظلام يبتلع الخطوات. وفجأة… صوت وقع قدمين خلفها. التفتت بسرعة… لكن لم يكن أحد.

ثم، خرج صوت من مكبر الصوت العتيق:

"أحسنتِ يا يارا… اللعبة بدأت

كلمات اخترقت عقلها كالرصاص. المسرح المهجور بدا كفخّ كلاسيكي من أفلام الجريمة، ومع ذلك… كانت قد تعهدت أن تمشي حتى النهاية.

أضاء مصباح في الزاوية فجأة، كاشفًا عن صندوق خشبي قديم. تقدّمت نحوه بحذر. فتحته ببطء لتجد ملفًا مهترئًا، كتب على غلافه: "حادثة المختبر – سرية للغاية".

أخرجت الوثائق، صورًا وأسماء، بينهم صورة لطالب يبدو مألوفًا. قلبت الورقة لتقرأ: "الطالب: كرم عزيز – توفي في ظروف غامضة، 2018."

يارا شهقت، كرم هو الأخ الأكبر لأمير.

إذًا، أمير لا يراقبها عبثًا… هو أيضًا يبحث. لكن لماذا لم يخبرها؟

قبل أن تلملم أفكارها، فتح باب المسرح بعنف. ظهر شبح في الظل، طويل القامة، مقنع الوجه.

ركضت، قلبها يدق كطبول الغضب، اختبأت خلف الستارة الحمراء المهترئة.

الشخص اقترب من الصندوق، نظر داخله… ثم أخرج هاتفًا وصوّره، وهمس:

– "لا وقت... يارا عرفت الكثير."

بصعوبة، تسللت من باب خلفي وخرجت من المسرح. ركضت حتى وصلت إلى الحي، رئتاها تحترقان، لكن رأسها يشتعل من التفكير.

في صباح اليوم التالي، واجهت أمير عند مدخل الأكاديمية:

– "كرم... أخوك، صح؟ مات في حادث المختبر. عرفت كل شي!"

أمير نظر إليها بعيون ممتلئة ألمًا، ثم قال:

– "كرم مات لأنه حاول يفضح التجارب اللي كانوا يعملوها على الطلاب الفقراء… وأنا كنت أبحث عن دليل. بس ما توقعتك توصلي لهالمرحلة."

– "ليش ما قلتلي من قبل؟"

– "لأني خفت عليكِ… الظلال ما بيرحموا حدا."

في تلك اللحظة، خرجت ليان من الباب الكبير، تمشي بثقة المعتاد على السلطة. لكن يارا لم تعد تخاف.

اقتربت منها وقالت:

– "إنتِ جزء من اللعبة؟ ولا مجرد دمية؟"

ليان رفعت حاجبها وقالت ببرود:

– "أحيانًا، المعرفة سلاح… وأحيانًا لعنة. احذري يا بطلة العدالة."

لكن عمار وميرا كانا خلفها الآن، أعينهم تلمع بالعزيمة.

قالت ميرا:

– "لسنا وحدنا. سنفضحهم… ونبدأ من ملف كرم."

آخر مشهد في الحلقة كان صورة تُرسل من رقم مجهول إلى هاتف يارا، تُظهرها في المسرح وهي تحمل الملف، وكُتب تحتها:

"راقبناكِ… نحن أقرب مما تتخيلين.

لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon

تحميل PDF للرواية
NovelToon
فتح الباب إلى عالم آخر
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon