...في هذا العالم، لا تُستبدل الأرواح عبثًا....
...ولا يعود من تذوّق لعنة الجسد....
...مدينة تبدو عادية،...
...لكن خلف تلك الوجوه البريئة،...
...حكاية مختلفة تمامًا بدأت تكتب....
...طالب مثالي دخل جسد جانح،...
...وجانح دخل جسد طالب مثالي....
...لم يكن تبادلًا عاديًا....
...كانت لعنة سوداء... لا مهرب منها....
...⋯✦⋯...
..."لماذا يظنّني الجميع فتاة؟!"...
...صرخ يونجي، ويداه ترتعشان، ووجهه يشتعل خجلًا....
...⋯✦⋯...
..."إما أن تضرب، أو تُضرب. هنا فقط."...
...ضحك لوكا، وركله أرضًا بلا رحمة....
...⋯✦⋯...
...في غرفة مظلمة، خلف عشر شاشات تومض،...
...تلمع عيون باردة كالجليد،...
...همس صوت:...
..."بدّلت أجسادكما... من سينهار أولًا؟...
...الطالب المثالي؟ أم القذر الذي معه؟"...
...⋯✦⋯...
...عائلة تتفكك،...
...صديق يتحول إلى عدو،...
...وسر مدفون في قلادة تحمل لعنة لا تنتهي......
...حين تتقاتل الإخوة،...
...تُستبدل الوجوه،...
...وتسقط الأقنعة......
...يبقى سؤال واحد فقط:...
...من أنا؟...
...⋯✦⋯...
...فانتازيا نفسية – صراع عائلي – سحر أسود – تبادل أجساد – دراما مدرسية – غموض ومؤامرات كونية....
...كانت الشمس بالكاد ترمش بخجل فوق مبنى مدرسة "سيتا"،...
... شعاعاتها الباهتة تتسلل بين أغصان الأشجار، تلامس نوافذ الفصل بنعومةٍ تكاد لا تشعر بها....
...أنا يونجي. يومي يبدأ كما اعتدت عليه منذ سنوات: فرشاة تنظيف بيد، ودلو ماء ثقيل باليد الأخرى، أجرّه بصمت على الأرض الباردة....
..."الطالب المثالي"، هكذا ينادونني في أروقة المدرسة....
...لكنني لا أفعل هذا لأجلهم....
...أنا أفعلها لأجل نفسي....
...لأن هناك شيئًا واحدًا في هذا العالم المزدحم لا أزال أستطيع السيطرة عليه، ولو كان فقط... بلاط الأرضية تحت قدمي....
...مرّ المدير وبعض المدرسين، يتبادلون النظرات:...
...> — "يونجي... يأتي كل صباح بلا تأخير."...
...— "مثالي إلى حد يثير الغثيان."...
...لم أجد في نفسي رغبة في الرد. لم أكن بحاجة إلى مديحهم. لم أكن أريد شيئًا منهم....
...وكنت على وشك تفريغ الدلو، عندما وقعت عيناي على الساحة الخلفية....
...هناك... ظل شاب يلوّح بيده يضرب ثلاثة طلاب....
...أحدهم... لوكا....
...الضارب لم يكن من طلاب "سيتا". كانت عيناه زجاجيتين، وشعره الفوضوي يهزّه الهواء بلا مبالاة....
...همست باسمه دون أن أدرك:...
..."جين إلبرت."...
...الجانح المثير للريبة. القليل من الكلام، والكثير من الأفعال. قبضته كانت أكثر حسمًا من ألف كلمة....
...كان وجهه قاسٍ، مغطى بلمحة ازدراء، وعندما التقت نظراتنا، شعرت ببرودة تلسع عيني....
...خفضت رأسي بسرعة، محاولة أن أخفي دهشتي، وأمشي كأنني لا أرى شيئًا. الدلو أصبح ثقلًا على يديّ، كدرع يحميني من الواقع....
...لكن، لم أستطع أن أُبعد عينيّ عن المشهد....
...قوة جين كانت مختلفة. طريقة تحركه، كيف كان يضرب دون أن يترك مجالًا للشك أو الهروب... شيء لم يعتد عليه قلبي....
...وقفت هناك، مكاني ثابت، وقلبي ينبض كأنه يريد الفرار بصمت....
...ثم، فجأة، رنّ جرس بداية الحصة....
...شعرت بأن جسدي تجمد من التوتر، كنت دائمًا أول من يصل إلى الحصة الأولى، واليوم... ها أنا متأخر....
...نظرت إلى دلو الماء، الذي امتلأ بالأوساخ، ولم أكن أعرف إلى أين أفرغه....
...مشيت بلا هدف، ألتفت يمينًا ويسارًا، حتى وقعت عيناي على السور الخلفي....
...مكان بعيد، لا يصل إليه أحد....
...ربما إذا رميت الماء هناك، لن يلاحظ أحد....
...اقتربت من السور، وتركت الماء يسيل كالسيل على الأرض......
...ثم جاء صوت صرخة حادة، قطع الهواء....
...تبعها كلمات قاسية، ملأتها الغضب....
...تجمّدت في مكاني، والبرد يزحف إلى عظامي....
...ثم، تسلق شخصان السور بسرعة لا تكاد تُصدّق....
...ملابسهما مبللة، ووجوههما تعكس غضبًا يلفظ منه شرارات كأنهما على وشك الانفجار....
...كل خطوة لهما كانت تدق كالمطرقة على قلبي....
...صرخة غاضبة تعالت:...
...> "هل أنت من رمى علينا هذا... أيها الوغد؟!"...
...دب الرعب في عروقي....
...استدرت وركضت بكل ما أوتيت من قوة، ولكن قدمي تعثرت على الأرض الزلقة، وسقطت....
...تطاير الماء المتبقي من الدلو في الهواء، متجمدًا في لحظة تبدو كأنها ستدوم للأبد....
...أحدهما أمسك بكتفي بقوة....
...رفعت عيني لأرى وجهه، وبدت عينيه مليئة بالحيرة المفاجئة....
...توقف فجأة، حدّق في وجهي كما لو أنني شخص مختلف تمامًا عما ظنّه....
...قال بصوت غامض:...
...> "هاه... أنتِ؟"...
...ثم هز رأسه سريعًا:...
...> "أنا لا أضرب فتيات. اذهبي."...
...فتاة؟!...
...وقف جسدي من الصدمة. لم أكن أعرف إذا كنت أغضب أو أرتاح....
...لكنّي لم أضيع الوقت....
...نهضت وركضت، وداخلي صراخ مكتوم:...
...أنا لست فتاة!...
...لكن وجهي الناعم، وشعري البني الحريري، وعيناي البنفسجيتان، كانت دائمًا ترسم صورة مختلفة عن الذي أشعر به....
...ركضت دون أن أنظر خلفي، حتى وصلت إلى الصالة الرياضية....
...رأيت باب الحمام مفتوحًا قليلاً، دخلت بسرعة، جسدي يرتجف... ليس من البرد فقط، بل من الخوف، والاحتقان الذي يتراكم في صدري....
...لكنني لم أكن وحدي....
...ثلاثة متنمّرين....
...لوكا في المقدمة، وجهه متورم، وجسده يئن من الكدمات... لكنه يحمل في عينيه لهبًا لا ينطفئ....
...قال بصوت يملؤه الغضب:...
...> "يونجي... كنت بحاجة لأحد أفرغ عليه غضبي. والمدرسة مملة لدرجة قاتلة مؤخرًا."...
...كان "جين إلبرت" من ضربك؟!...
... ما علاقتي أنا؟...
...ضحك هو ورفاقه، ذلك الضحك الممزوج بالسخرية والازدراء....
...ثم رفع لوكا يده، ومرر أصابعه على شعري بلطف بارد كأنه يقرأ كتابًا غريبًا....
...سألني بصوت ساخر:...
...> "ما قصتك؟ تتخبط بين أن تكون فتى أو فتاة؟"...
...كانت كلمات قاسية كسهام تخترق قلبي....
...تنهدت في صمت....
...هذا هو السؤال الذي أسمعه في كل مرة، رغم أنني لا أملك إجابة له....
...لم أستطع الرد. كنت أعلم أني ضعيف أمامهم، وأنه لا مجال للمواجهة....
...ثم، سمعت خطوات تقترب....
...لكنها لم تكن خطوات المتنمرين....
...لوكا ورفاقه نظروا إلى الباب، ووجوههم امتلأت بقلق غريب....
...ثم، فُتح الباب بهدوء....
...دخل هو....
...كاسيان بلايك....
...ابتسامته هادئة، مشيته واثقة، عينيه تحملان سرًا لا يُكشف....
...لم تكن عيونه تحمل الخوف، بل كانت تثقلها معرفة عميقة، وكأنها تعرف أشياء لا يجرؤ أحد على التفكير بها....
...اقترب كاسيان، ووقف أمام لوكا بابتسامة بسيطة، بينما لوكا حاول التظاهر بالقوة:...
...> "ههه... ظننتك معلّمًا، كاسيان."...
...لمحت نظرة في عينيه، لم تكن تحديًا، بل تحذيرًا مبطّنًا، وكأنهما يعيشان قصة لم تُروَ بعد....
...مر كاسيان بجانبي، فتح صنبور الماء، وبدأ يغسل يديه بصبر غير مفسّر....
...راقبته، وقلبي يهمس في سكون:...
...لماذا تشعر وكأنه خارج عن المألوف؟ ولماذا تثير حضوره توتّر الجميع، خصوصًا لوكا؟...
...ثم قال بصوت هادئ لكنه حازم:...
...> "إزعاج الآخرين... بلا هدف. جرّبوا شيئًا مختلفًا، ربما أنتم بحاجة إليه."...
...ارتفع حاجب أحد المتنمرين، تحدّى صوته:...
...> "ومن تظن نفسك؟"...
...مد يده ليقبض على كاسيان، لكن الأخير كان أسرع....
...أمسك معصمه، وبلحظة تحوّل الألم إلى صرخة مدوية، توالت الضربات، والركلات، واللكمات....
...سقط ثلاثة منهم في ثوانٍ....
...بينما حاول آخر الزحف بعيدًا، لم أصدق ما أراه....
...كاسيان بلايك......
...من هو بحق السماء؟...
...[يتبع...]...
لمزيد من التشغيل واللعب ، يرجى تنزيل تطبيق MangaToon